يُقذفون بالإرهاب فيسارعون إلى نفي التهمة -دون أدنى استثناء أو غربلة للسياق- حتى ولو كانت فضيلة ثابتة وضرورية، ليس أوضح من التدليل عليها ذكر قول الباري عز من قائل: “وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لا تَعْلَمُونَهُمْ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ (60) وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (61) وَإِنْ يُرِيدُوا أَنْ يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللَّهُ هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ (62) وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (63)”.(الأنفال). ولا أوضح كذلك -وتطبيقا لروح الآيات الكريمة، ولمبدأ توازن الرعب المحقق للسلام مع من لا يؤمن إلا بالقوة- من التذكير بدور القوة الظاهرة في ردع أفراد المجرمين وجماعاتهم حتى ولو كانت منظمة في شكل دول، تخويفا لهم من أن يطالهم سوء العذاب، وليس آخرا التنويه بزخور الذكر الحكيم بآيات الترهيب من أهوال عالم الغيب…
يرمون بـ”الأخونة” فيتسابقون في دفع التهمة ورد الادعاء، جاهلين أو متجاهلين فضل الأخوة في الوجود، إلى درجة أن الله تعالى عندما يُذكّر بالنعم إنما يذْكر ذلك على وجه الإجمال ما عدا في نعمة تأليف القلوب و”الأخونة” فقد فصّلها، بل وكررها مرتين في آية واحدة رفعا لشأنها وتذكيرا بمعجزتها: “وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنْ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (103)”.(آل عمران).
هذا على الصعيد اللغوي العام، أما على المستوى الاصطلاحي، فيكفي “الأخونة” فخرا أنها انطلقت من سعي رجل واحد أعزل، وتكالب عليها الأفراد والأنظمة والمنظمات، وعانى مريدوها أشد الويلات، واستنزفت طاقات العم سام وسيده ومن يدور في فلكهم، فطوقتهم بشرائط الفشل والزلات… ومع ذلك ها هي ما تزال تحيى وتنبعث ماردا يُعد وحده ويُعدون زمرا وجماعات، ولا يكون النصر من نصيبهم، والوقت ليس في صالحهم، وكل منتظر آت.. انتشار عمودي وأفقي، وتفريخ جغرافي، والوعد والوعيد للعدو الغاشم بالويلات..
ينعتون بـ”الأسلمة” فيتبارون في دفع النعت وتخليص المنعوت وتجريده مما علق به.. كيف يطيب لهم ذلك وهم ينفون انتسابهم لمن ورد فيهم: “وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً (125)”.(النساء). سيما وأن التهمة ترد من داخل نفس الإطار المرجعي، مما يجعل أحد الفريقين ضالا أو مارقا؟!
نعم، ما دمنا مسلمين فتنبغي لنا “الأسلمة”، ويجب أن تكون، ويلزم أن نفخر بها.. وإلا فما عسانا نتبنى؟ “اليهودة” أم “الأمجسة”؟؟!!
يوصفون بـ”الأصولية” فينبرون لنفيها، وكأنها عار وليست بعار، إن هي إلا عزة وأصل وأصالة، تاريخ وحضارة وتجذر وانتماء، ومن لا أصل له لا مرجع لديه ولا معلَم ولا موجه ولا بوصلة.. غوغاء تائهون في صحارى الفوضى، يزايد بعضهم على بعض، و”يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً”.
لا أستطيع تفهم تأهب فضلاء من هذا العالم واشرئبابهم لنفي تهم دون روح، هي للمديح والثناء أقرب، بل هي ذلك كله، لا يخدش بريقها إلا مسارعة تبرأ هؤلاء..
صدق الجليل في عليائه إذ يذكر في محكمه مستنكرا على قوم لوط: “أَخْرِجُوهُمْ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ”(82).(الأعراف). الطهارة أضحت تهمة!!!!!
ا عتقد ان الامر يحتاج الى تدقيق اكثر و اعلم انكم تعلمون .ربما فهمتونا بالخطء في مقالكم "الشبكه تبلع كلشي" ما علينا, ما يهمنا الان هو التدقيق فالامر اعلاه.اولا لم استوعب الابعاد صراحة و صدق اقوله ثانيا للحديث بقيه ما نحن الا مصلحون اولا و اخيرا السلام عليكم ابد الابدين
رغم معرفتي المتواضعة بالملل والنحل في هدا العصر ،اول ملاحظة على هدا المقال هو غياب اي حيدت نبوي ،وهي ملاحظة عامة على مقالاتك ،يمكنك ان تعتبرها مناورة ،ولكن هدا سؤال فعلا يجب ان تجيبوا عليه سيادتكم اولا ،تم السيد الريسوني فالاحاديت عنده تانوية ايضا اما الإخوان فلسفيو مصر أحق مني بالجواب ،واظن عن حق ان العدالة والتنمية تختزل اتجاهان ،الأول سلفي والتأني إخواني ،ومن خلال تجربتي فلست إسلاميا بل علماني وأمازيغي أرى ان المغاربة والاسلاميين دوو الأصول العربية لهم توجهات إخوانية ،بينما الاسلاميين دوو الأصول الامازيغية لهم توجهات سلفية ،وقد أكون مخطأ،متلا عندما يتكلم الفزازي او غزال او نافع وهم سلفيون و من أصول عربية افهم مباشرة ما يقولون وان كنت أمازيغيا ،اي ان خطابهم مغربي أصيل ،بينما عندما يتكلم الهلالي فلا افهم الا خطاب إسلامي بنزعة مشرقية ان لم اقل ان الهلالي عروبي اسلامي وياليته كان اسلامي عروبي ،اما موقفك ياستاد فغامض ،لا هو بالسلفي ولا بالاخواني ولا نراه الا خوارجيا،بل اكتر فلو وضعت مكان الإخوان الشيعة وبدل الأخونة التشيع لكان منسجما ايضا مع الآيات بدون احاديت التي قدمتها،