في شهر نوفمبر، لا تزال الشمس هنا في مدينة أرفود، في الجنوب الشرقي المغربي، ساطعة تطلق سهامها في كل اتجاه، وعلى حبات التمر تنعكس شمس صالحة تقريبا طيلة السنة، لحمام طبي من “فيتامين د” طبيعي، ويحمل توقيعاً مغربياً، مرحبا بكم في مدينة من شمس ومن تمر، اسمها أرفود، في منطقة واحات تافيلالت.
تحط بنا طائرة قادمة من مطار الرباط/ سلا، بعد أن تأخرت عن موعدها الرسمي بسبب مسؤولين حكوميين، ليس من عادتهم أن يحضروا في الوقت، ولا أن يحترموا تواجد صحافيين ملىا كراسي الطائرة، منذ أكثر من 30 دقيقة.
ونقطة الوصول للطائرة، هي مطار صغير، في مدينة اسمها الراشيدية، قبل أن تقلنا حافلة في اتجاه مدينة أرفود، وعلى امتداد الطريق تظهر معالم مشهد مختلف، واحات من النخيل، تعلن أننا بدأنا في الدخول إلى واحات تافيلالت، بكل ما تحمله من رمزية تاريخية في المغرب، وتظهر على الطريق نسوة مغربيات يصففن أعراش التمر لتأخذ حمام شمس لتجف قبل توجيهها لأسواق الاستهلاك أو تخزينها في بنك المؤن الغذائية السنوية.
تستيقظ مدينة صغيرة وسط النخيل، اسمها أرفود، من رتابتها السنوية، لتعلن للعالم أنها تحتضن دورة رابعة على التوالي، لمعرض التمور، بطبيعة دولية، وتحت خيمتان كبيرتان لونهما أبيض، تنتصب قرية معرض التمور، بضيوف شرف، من دول عربية، يتواجد بينها المغرب كمنتج وازن للتمور.
تتوفر مدينة أرفود، رغم تواجدها في الصحراء الشرقية الجنوبية المغربية، على فنادق تستقطب منذ سنوات، سياحا من العالم ومن الداخل، وصلتهم سمعة المكان بتموره وبشمسه التي تستعمل لأغراض طبية، بالإضافة إلى ما يسمى بأحد أجمل مشاهد غروب الشمس في العالم، بين كثبان مرزوقة الرملية.
فبعيدا عن الرباط العاصمة، مركز صناعة القرارات، يظهر أن مرضا “التهميش والإقصاء”، لا يزالان موجودان، بين واحات نخيل تافيلالت، إلا أن هذا التهميش مؤشره تراجع بشكل لافت تنظره العين البسيطة، ويبرز التمر كأساس للتنمية بإشراك الفلاحين في مخططات الرفع من قيمة ثروة غذائية قومية، اسمها التمور.
فالتمور المغربية يمكنها اليوم، أمثر من أي وقت مضى، أن تجر خيرات كثيرة إلى هذه المنطقة، خلال العقود المقبلة، إذا نجحت وكالة تنمية الواحات وشجر الأركان، كآلية عمل جديدة، في تنفيذ برامج للإقلاع غير مسبوقة في الجنوب الشرقي المغربي، الذي عاش النصف الثاني من القرن الماضي تحت وطأة الإقصاء.
ولا يتردد الفلاحون في التشكي من ضيق الحال، ومن صعوبة الاعتناء بالنخيل، مطالبين من وزارة الفلاحة أن تظل مرافقة لهم في تطوير الإنتاج من التمور، ويرد الخطاب الرسمي المغربي بأن الاقتصاد الاجتماعي والتضامني
ولا يتردد الفلاحون في التشكي من ضيق الحال، ومن صعوبة الاعتناء بالنخيل، مطالبين من وزارة الفلاحة أن تظل مرافقة لهم في تطوير الإنتاج من التمور، ويرد الخطاب الرسمي المغربي بأن الاقتصاد الاجتماعي والتضامني ً1بي بأن الاقتصاد الاجتماعي والتضامني فلسفة جديدة يجب أن يساهم الكل فسها، بعيدا عن ثقافة الاتكال والارتكان إلى خطاب التشكي والمظلومية.
ففي المغرب، تمرين قاسٍ للتنمية، يبرز بقوة في الصحراء الجنوبية الشرقية، للخروج بالمكان من عزلة الطبيعة، ومن صعوبة الطرق التي لا تزال دون مستوى المعايير العالمية، إلا أن المناظر الطبيعية الأكثر من رائعة، ومعدن الإنسان الطيب والمضياف، وحلاوة أكثر من 350 صنفا مغربيا من التمور، تخفف من صعوبة تحمل مشاق الطريق من أجل صلة الرحم الجغرافي.
لا أتحمل كثيرا، مشاهد من المحلات التجارية الكبرى، في المدن المغربية الكبرى، للتمور غير المغربية، وهي تشد انتباه الزبناء للتسوق، بينما تغيب نهائيا التمور المغربية، بكل أصنافها، ولما أنقل السؤال إلى من يعنيهم الأمر، يأتي جواب من شقين، للتمور المغربية أسواقها الخاصة بها، والإنتاج المغربي من التمور يغادر جزء غير يسير منه صوب الخارج للتصدير خاصة من للتمور الفاخرة كالمجهول.
أعتقد أن واحات تافيلالت، في الجنوب الشرقي المغربي، يمكنه أن يخرج من عزلته، أولا عبر طرق صالحة لتسير عليها السيارات أولا، ويمكن التفكير في إيصال الطريق السيار إلى مدينة ميدلت على أقل تقدير، وتحسين حالة الطريق ما بين الراشيدية وميدلت وصولا إلى أرفود، فإشكالية المغرب مع الطرق لا تزال تسبب العزلة.
وفي المرتبة الثانية، لا بد من خريطة طريق للتنمية الاقتصادية لمناطق الواحات، عمادها السياحة الداخلية والخارجية، بأثمنة مشجعة، مع تطوير سلسلة إنتاج التمور، ليتقدم المغرب صوب المراتب الخمسة الأولى عالميا في التمر، وهذا ليس بمستحيل.
ومن أجل فك عزلة مع العالم الخارجي، لا بد من تسويق دولي لواحات تافيلالت، ومن جسر جوي عبر مطار الراشيدية.
بالاظافة الى ما تطرقت اليه أخي عادل, نطالب بشكل مستعجل باحداث ميناء للبارجات و ناقلات النفط في ساحل مدينة الرشيدية بعد اكتشاف البحر بها من طرف بعض سكان المدن الكبرى الذين لم يسبق لهم دراسة جغرافيا المغرب..
الصديق عادل،
لابد من تسويق دولي لواحات تافيلالت،و من جسر جوي عبر مطار الراشيدية…و قبل ذلك لابد من إرجاع تمور الزميل بلقاسم المسروقة!
لنطالب بالحقيقة في هذا الملف !
المشكلة الحقيقية التي تعاني منها واحات تافيلالت اليوم ومعها جل الواحات المغربية الأخرى هو أنه بالرغم من المشاريع التنموية المرتبطة بتطوير قطاع التمور بهذه الأخيرة، إلا ان المستفيدين من هذه المشاريع هم أصحاب الأموال الضخمة الذين سيطروا على الأراضي السلالية بدهائهم ومكرهم وضحكهم على مالكيها الأصليين، وهم على كل حال معروفون لدى الجميع كما هو الحال بمدينة أرفود، ولأنهم يعرفون من أين تؤكل الكتف فإنهم هم المستفيدون الحقيقيون من هذه المشاريع أما عامة الناس فمتروكون لحالهم وغالبيتهم العظمى تتجه شمالا للعمل في أوراش البناء. التنمية الحقيقية ينبغي ان تصل لمستحقيها وتستهدف الفلاحين الصغار، بكافة أشكال الدعم. أما أن يبقى الحال على ما هو عليه فإن التنمية المقصودة وهمية تزيد من غنى المتخمين ومن فقر البائسين المدقعين.
والسلام
"الاقتصاد الاجتماعي والتضامني فلسفة جديدة يجب أن يساهم الكل فسها، بعيدا عن ثقافة الاتكال والارتكان إلى خطاب التشكي والمظلومية"
رائع هذا القول، هذا هو مخرجنا من الفقر و التخلف، الدولة ما تفرطش و المواطن ما يطمعش، العمل هو الحل.
من ناحية الدولة أعتقد أن بعض الجوانب أصبحت مضيئة في القطاعات المنتجة و هو شيء إيجابي لكن من الناحية الاجتماعية الصرفة لا يزال أمامها جانب كبير مظلم.
حتى نكون موضوعيين، بعض المواطنين يتمنون أن يأخذوا بلا عمل، حتى بعض الموظفين لا يشتغلون معشار ما يتقاضون في حين بعضهم لا يمثل راتبه إلا مقدار عمله خلال الأسبوع الأول من الشهر.
مهرجان التمور هذا بالذات من أهم المهرجانات التي ينبغي أن يفخر و منطقة تافيلالت الرائعة و الجنوب الشرقي الطيب للملكة عامة.
غير بعيد عن مظلمة واحات الراشيدية ترفع واحة أقا هي الاخرى مظلمتها للمسؤولين في وزارة الفلاحة ’ان تهديدا على المستوى البيئي المتمثل في تلويث المياه وغياب مطارح النفايات يطرح نفسه بشدة ’اما العناية بمنتوج الواحة من التمور فالوزارة الوصية يبدوا انها تركته للسماسرة لينوبوا عنها في ايجاد اسواق له
اضافة الى ما تطرقت اليه الاخالد حبذا لو اقام المسؤولون خطا للسكة الحديدية T G V لايصال التمور من نوع المجهول الى ميناء الدار البيضاء ثم شحن هذه التمور الى الخارج لان اراضي ارفود تنتج ما هو اغلى من الذهب
الأخ عادل .تحية تقدير على ارتساماتك نحو تافلالت وتمور ها .لقد اصبت في وضع اليد على جزء يسير من سبب الأزمة إنه النقل وبنيته التحتية ،أحد الاختلالات التي تساعد في تأخير التنمية في تافيلالت ورغم اهميته فلا يمثل إلا الجزء اليسير في تخلف ركب تافيلالت في مواكبة مسيرة المغرب التنموية بقيادة مهندس المبادرة الوطنية للتنمية البشرية جلالة الملك حفطه الله . كل الأجسام المصابة بالسرطان مصيرها إما الموت أو بتر العضو المصاب .الأعضاء المصابة كثيرة وتعمل على بناء ذاتها لاكتساب المناعة ، خلطتها متنوعة من مسؤولين من ذوي الاختصاص رجال سلطة ومنتخبين .هذه الخلطة السحرية ونظرا لميزانية وكالة تنمية الواحات وغابات الأركان المشرفة على تنظيم المعرض الدولي للتمور رغم ارتفاع نسبة العارضين والزوار والمشاركين من خارج المغرب فإشعاع المعرض لم يزد إلا أفولا وعلى سبيل المثال ، حذف واحة المعرض من انجازها وعرضها رغم توفير ميزانية لذلك لموسمي 2012 و 2013.أين ذهب اعتمادها؟ ضعف الاشهار 48 ساعة فقط وبوسائل محدودة رغم الميزانية المعتمدة،الجوائزوزعت باعتماد الزبونية .يجب بتر الأعضاء المريضة تباعا .نأمل الخير في الوافد الجديد.