بين قوانين متقادمة وخصاص الأدوية .. صيادلة المغرب ينتظرون إصلاحات عاجلة

بين قوانين متقادمة وخصاص الأدوية .. صيادلة المغرب ينتظرون إصلاحات عاجلة
صور: هسبريس
السبت 24 شتنبر 2022 - 19:00

يسود قلق كبير وسط الصيادلة بسبب استمرار العمل بقوانين متقادمة يروْن أنها من العوائق الرئيسية التي تحول دون تطوير القطاع، وفي مقدمتها القانون رقم 17.04 بمثابة مدونة الأدوية والصيدلة.

وطالب متدخلون في ندوة صحافية على هامش انعقاد المؤتمر الخامس لجمعية عالم الصيادلة المغاربة “MPHARMA”، السبت بالرباط، بتحيين القوانين التي يرون أنها لم تعد تواكب متطلبات وحاجيات القطاع الصيدلي.

قوانين متهالكة

أنس كوزة، عضو جمعية عالم الصيادلة المغاربة، وصف بعض القوانين المنظمة للقطاع الصيدلي بـ”المتهالكة”، مشيرا إلى أن هناك قوانين قديمة جدا لم تعد مقتضياتها صالحة، مثل الظهير المنظم للاتجار بالمواد المعالجة للأمراض النفسية والعصبية الذي صدر منذ عام 1922.

واعتبر المتحدث أن الظهير المذكور الذي مرّ على صدوره قرن من الزمن، “يضع الصيدلاني وتاجر المخدرات في كفة واحدة ويساوي بينهما؛ فإذا ارتكب الصيدلاني أي خطأ يتابع جنائيا، عوض المتابعة في إطار الخطأ المهني الذي تعاقِب عليه الهيئة الوطنية للصيادلة”.

وينتظر الصيادلة كذلك تفعيل القانون المتعلق بحق استبدال الأدوية بأدوية أخرى تعادلها في الصيدليات؛ وقال كوزة في هذا الإطار إن هذا القانون معمول به في دول أخرى مجاورة، مضيفا أن “الترسانة القانونية الحالية متهالكة في عدد من جوانبها، وعلينا أن نضع قوانين تساير العصر”.

وربط محمد سلمي، رئيس ومؤسس لجمعية “إم فارما” وتجمع الصيادلة “خلية النحل”، الوضعية الصعبة التي يعيشها قطاع الصيدلة في المغرب بعدم تحيين القوانين، قائلا: “مطلب تحيين القوانين الذي نرفعه، عبر إعادة النظر في الأدوار المنوطة بالصيادلة، له علاقة مباشرة بإنجاح مشروع الحماية الاجتماعية”.

وتوقف سلمي عند مشكل بيع الأدوية خارج مسلكها القانوني الذي هو الصيدلية، لافتا إلى أن القانون رقم 17.14 بمثابة مدونة الأدوية والصيدلة لا يتحدث عن تسويق الأدوية عبر الأنترنت، في حين إن دولا أخرى ضبطت تسويق الأدوية عن طريق هذه القناة بمقتضيات قانونية.

وانتقد سلمي كذلك عدم تحيين ظهير 1976، المنظم لهيئة الصيادلة، رابطا ذلك بتأخر تنظيم انتخابات تجديد المجالس الجهوية للصيادلة لمدة خمس سنوات، كما انتقد عدم تحيين القانون 17.14 لتخويل الصيادلة اختصاصات غير متاحة لهم حاليا، مثل تتبع وضعية المرضى الذي يعانون من أمراض مزمنة.

وقال إن “الصيدلاني متواجد في كل مكان، ويلعب أدوارا كبيرة في الحفاظ على صحة المواطنين، فلماذا لا تخول إليه الصلاحيات المخوّلة للصيادلة في دول أخرى؟”، مبرزا أن تحيين القانون 17.04 على مستوى ضبط تسويق الأدوية عبر الأنترنت وعلى مستوى مساهمة الصيادلة في تقديم الخدمات الصحية، “سيجعلنا نقطع أشواطا مهمة على درب إصلاح القطاع”.

اختفاء الأدوية من السوق

يشتكي المواطنون المغاربة بين الفينة والأخرى من اختفاء أدوية معيّنة من الصيدليات، ويُرجع البعض سبب ذلك إلى عدم حرص السلطات الصحية والشركات المُصنّعة للدواء على توفير المخزون الاستراتيجي من الأدوية، غير أن محمد سلمي يعزو ذلك إلى أسباب أخرى.

“الصناعة الدوائية في بلدنا جيدة، والمغرب يحتل المراتب الأولى في إفريقيا في مجال صناعة الأدوية، والمشكل الذي يؤدّي إلى عدم توفر بعض الأدوية راجع بالأساس إلى أن المواد الأولية الفعالة والجزئيات التي تُصنع منها نستوردها من الخارج، ولا تُصنّع محليا، وهذا يؤثر سلبا على سلاسة التصنيع”، يقول سلمي.

وأضاف أن “إشكالية اختفاء بعض الأدوية مطروحة ليس في المغرب فقط، بل في جميع الدول، ولا يجب تضخيم الموضوع”، مبرزا أن “المصنّعين عليهم أن يلتزموا باحترام القانون، ولكن يجب التأكيد على إشكالية نقص المواد الأولية لصنع الأدوية وأخذها بعين الاعتبار”.

وعلى الرغم من تأكيد محمد سلمي أن السبب الرئيسي لاختفاء بعض الأدوية راجع إلى استيراد المواد الأولية من الخارج، إلا أن ثمة سببا آخر يتعلق بإحجام الشركات المصنّعة على تصنيع أدوية معيّنة، نظرا لضعف هامش الربح.

وأكد ذلك أنس كوزة بقوله إن قرار الحكومة تخفيض أسعار عدد من الأدوية، جعل الشركات تعزف عن إمداد السوق ببعض الأدوية، “لأنها رأت أن الأسعار التي حددتها الحكومة مضرّة بها”.

علاقة بذلك، يشتكي الصيادلة من ضعف إقبال المغاربة على اقتناء الدواء الجنيس، وكذلك ضعف حجم الإنفاق على الأدوية في المملكة، الذي لا يتراوح ما بين 400 و500 درهم في السنة، بينما في دول مجاورة يزيد المبلغ على 1000 درهم.

‫تعليقات الزوار

8
  • مواطن غيور1
    السبت 24 شتنبر 2022 - 19:09

    السلام عليكم
    حال الصيادلة في المغرب كحال أصحاب التليبوتيكات، جاءت التكنلوجيا والثورة التقنية والعولمة فأصبحت محلاتهم فارغة، وهذا ما سيقع لأصحاب الصيادلة وأقرب مما تتوصرون.
    هامش الربح كبير والحقيقة أنه نوع من الريع كجميع اقتصاد هذا البلد المرتكز على الاحتكار والسمسرة.
    في أمريكا تدخل محا بقالة وتأخد ما تشاء من الدواء، لا فارماصيان ولا هم يحزنون.

  • De France
    السبت 24 شتنبر 2022 - 19:10

    هنا في فرنسا يمكن للصيدلي أن يعالج جرح أو يعبر طونسيون أو الديابيط…… ،لي ماتفهمش لي أن الدوا في المغرب غلا من فرنسا

  • دامو
    السبت 24 شتنبر 2022 - 19:14

    من لا يمارس الصيدلة ليس بصيدلي على الإطلاق!!!!!!!!! و وضعه لشعار “Pharmacien” على الواجهة الأمامية لسيارته يدخل في إطار التباهي المرضي ليس إلا.

  • مواطن غيور1
    السبت 24 شتنبر 2022 - 19:14

    السلام عليكم
    “وقال إن “الصيدلاني متواجد في كل مكان، ويلعب أدوارا كبيرة في الحفاظ على صحة المواطنين”.
    اترك للمغاربة التعليق فهم أعلم بالحقيقة.

  • jarachimohammed
    السبت 24 شتنبر 2022 - 19:14

    را الدوا غالي على الشعب باراكا من الجشع فكروا في الفقراء

  • اصلحوا حال هيئة الصيادلة
    السبت 24 شتنبر 2022 - 19:52

    و انا امر بشوارع و ازقة بلدي الاحظ ان الصيدليات لم تعد تختلف عن دكاكين العطرية و المواد الغدائية
    فوضى عارمة في القطاع بعضها يفتح ليل نهار بعظها يفتح بجانب الصيدلية محلا باسم بارافارماسي كواجهة للبيع خارج الاوقات و ايضا فوضى في تعليق علامات الاشهار من الصيادلة من يجر خيط الكهرباء كلومترا كاملا و يعلقه على اعمدة الانارة ضدا في جاره الصيدلاني دون احترام لجمالية المدينة اما عن الهيئة نفسها فحدث و لا حرج

  • Trop cher
    السبت 24 شتنبر 2022 - 19:53

    كونت في المغرب وشريت أنتيبيوتيك وتصدمت من الثمن وملي رجعت لفرنسا سولت على ثمنو فلقيتو أرخص بالنص

  • بنعاشر
    السبت 24 شتنبر 2022 - 21:50

    مع احتراماتي لمهنة الصيدلة والصيادلة ، لكن لنكن صرحاء القطاع يعرف اختلالات عديدة منها كثرة الصيدليات التي تقتل المهنيين وتقلص من أرباحهم.. و أغلبهم مثقل بالديون. و الطلاب الوافدين من دول أوروبا الشرقية بدبلومات وشواهد مشبوهة. وهذا الشيء معروف، يعني كارثة بكل المقاييس والان هناك منافسة شرسة جدٱ وهي الصيدلية الرقمية بمعنى يمكن للمغربي اشتراء أدوية من صيدلية مصرية رقمية دواء بثمن رخيص جدٱ على المغرب حتى الجمارك لا يدغع فيها الا القليل بسبب معاهدة أكادير التي تجمع بين مصر والمغرب والاردن…. ولتحديث هذا القطاع الذي أصبح ريعيا. أكثر مما هو إنساني… من رقمنته و أحداث أسطول لوجيستكي لنقل الادوية.. يتطلب استثمارات ضخمة.. من تكوين مستمر للاطر في التسويق.. الإلكتروني.. الخ المهم.كارثة.

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55

تقنين التنقل بالتطبيقات

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02 5

وزير النقل وامتحان السياقة

صوت وصورة
صحتك النفسانية | الزواج
الخميس 28 مارس 2024 - 16:00 3

صحتك النفسانية | الزواج

صوت وصورة
نقابة الممرضين تعتصم بالبيضاء
الخميس 28 مارس 2024 - 15:40 1

نقابة الممرضين تعتصم بالبيضاء

صوت وصورة
ما لم يحك | البصري وتبذير الأموال
الخميس 28 مارس 2024 - 15:00 3

ما لم يحك | البصري وتبذير الأموال