روسيا تحوّل مياه سبتة المحتلة إلى مركز عالمي جديد لتجارة النفط

روسيا تحوّل مياه سبتة المحتلة إلى مركز عالمي جديد لتجارة النفط
صورة: أرشيف
الإثنين 30 يناير 2023 - 15:00

أصبحت المياه القريبة من ميناء سبتة المحتلة، شمال المغرب، عبارة عن مركز جديد لتجارة النفط ضمن ملامح العالم الجديد الذي صنعه الهجوم الروسي على أوكرانيا.

وأوردت وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) أن روسيا تلجأ إلى مياه سبتة المحتلة لمبادلة ناقلات النفط الخام الروسي؛ وهو أسلوب يسمح لها بخفض تكاليف الشحن والالتفاف على القيود والعقوبات الغربية، وتسهيل الإمدادات للعملاء الباقين للنفط الروسي.

حسب تصريح المحلل الاقتصادي خافيير بلاس، لوكالة بلومبرج للأنباء، فإن تدفق النفط الروسي إلى الأسواق العالمية قد استمر بكميات كبيرة، تقترب من مستويات ما قبل فرض العقوبات الأمريكية والأوروبية على قطاع النفط الروسي.

ولم تلجأ روسيا إلى استخدام المياه القريبة من ميناء سبتة كنقطة توقف لصادرات نفطها حتى غزوها لأوكرانيا، حيث كانت في السابق تشحن النفط مباشرة إلى المصافي الأوروبية بناقلات صغيرة، لتقرر استخدام المياه القريبة من مدينة سبتة المحتلة كقاعدة لنقل الخام من ناقلات كبيرة إلى ناقلات أخرى أصغر بشكل متقطع، ثم أصبحت تستخدمها على نطاق واسع.

الحسين اليماني، الخبير المغربي في مجال الطاقة والكاتب العام للنقابة الوطنية للبترول والغاز، قال، في حديث لهسبريس، “إن الأمر يشهد على تغييرات كاملة في مسارات توزيع النفط عبر العالم نتيجة الحظر المفروض على الخام الروسي مع بداية دجنبر من العام الماضي والتحضير للحظر على المنتجات الصافية في فبراير”.

مسار الشحنات

تقوم روسيا بتحميل الخام في ناقلات صغيرة الحجم تسمى “أفاراماكسيس” في موانئ بحر البلطيق، وتمر هذه الناقلات عبر ثلوج القارة القطبية خلال فصل الشتاء، متجهة إلى ميناء سبتة. وبالقرب من المدينة تنتظر هذه الناقلات التي تحمل الواحدة منها حوالي 700 ألف برميل، وصول ناقلة عملاقة من فئة “في.إل.سي.سي”. وبعد ذلك، تقترب الناقلة الصغيرة من الناقلة العملاقة لنقل الخام من الأولى إلى الثانية.

تحتاج كل ناقلة عملاقة إلى ثلاث ناقلات صغيرة لملء مستودعاتها التي تسع حوالي مليوني برميل، وبعد ذلك تبدأ الناقلة العملاقة رحلتها نحو آسيا بالدوران حول إفريقيا، حسب ما نقلته وكالة الأنباء الألمانية.

منذ دجنبر الماضي، جرى تحميل 6 ناقلات عملاقة بحمولة أكثر من 15 ناقلة صغيرة، ويوجد ضمن العاملين في هذا النشاط عدد النشطاء القدامى في السوق السوداء، حيث كانوا يقومون بشحن النفط الخام الإيراني والفنزويلي للالتفاف على العقوبات الأمريكية، حسب شركة “فورتيكسا لميتد” لاستشارات النقل البحري، وفق “د ب أ”.

القانون الدولي

تحرص روسيا على ألا تنتهك القانون الدولي بهذه الممارسات في بحر سبتة، حيث تنتظر الناقلات على بعد 12 ميلا بحري من الشاطئ، أي خارج المياه الإقليمية للميناء. كما تلتزم روسيا بالقواعد الدولية، من خلال الإبقاء على منارات الناقلات مضاءة أثناء عمليات المبادلة.

من ناحيتها، تحرص السلطات الإسبانية المحتلة على تسيير الدوريات البحرية بالقرب من المنطقة، لضمان عدم ارتكاب أي مخالفات. وهناك سبب يمنع روسيا من استخدام نقاط مبادلة الشحنات بين الناقلات الأخرى، ومنها سكاو في الدنمارك وساوث وولد في إنجلترا؛ وهو أن السلطات المحلية هناك لا ترحب بمثل هذه المناورات.

وأشار الحسين اليماني إلى أن حظر الخام الروسي سيكون له أثر على ضمان الإمدادات على العالم وعلى أسعار النفط وكلفة نقله.

وأضاف الخبير المغربي في مجال الطاقة والكاتب العام للنقابة الوطنية للبترول والغاز أن “ممارسات الخلط في البحر وتغيير بلد الإنتاج ستستمر وتزدهر؛ لأن السوق العالمية، في المحصلة، لا يمكن لها التخلي عمليا عن النفط الروسي الذي يمثل أكثر من 12 في المائة من الإنتاج العالمي”.

ولفت اليماني إلى أن “أوروبا ستمارس الضغوط على المغرب حتى لا يسهل الرواج للنفط الروسي”، مرجحا أن تكون الورقة الحقوقية الأخيرة، المتمثلة في قرار البرلمان الأوروبي، ضمن أوراق الضغط الممارسة في هذا الصدد.

3 أسباب

أفادت مختلف التحليلات بأن هناك ثلاثة أسباب تجعل منطقة سبتة مناسبة للنشاط الروسي؛ أولها أنه رغم إنفاق روسيا مئات الملايين من الدولارات لبناء أسطول من الناقلات الصغيرة أفاراماكسيس غير محددة الملكية، فإنها لا تمتلك الكثير من الناقلات القادرة على اختراق الثلوج، وهي من أغلى أنواع الناقلات. لذلك، فإن إرسال هذه الناقلات من روسيا إلى الصين أو الهند مباشرة يعني استنفاد كل قدرات الشحن لديها بسرعة بسبب طول زمن هذه الرحلة؛ في حين أن الناقلة الصغيرة لا تحتاج إلى لأكثر من 10 أيام حتى تصل إلى سبتة، مقابل 50 يوما لتصل إلى الصين.

السبب الثاني هو تقليل النفقات بشدة، حيث نقل النفط إلى آسيا باستخدام الناقلات العملاقة أقل تكلفة من نقلها باستخدام الناقلات الصغيرة. ونظرا لوجود عدد كبير من الناقلات الكبيرة في السوق، فإنها أرخص حاليا. وتبلغ تكلفة إيجار الناقلة العملاقة أقل من 20 ألف دولار يوميا؛ في حين يبلغ إيجار الناقلة الصغيرة 55 ألف دولار يوميا.

أما السبب الثالث، فهو أن مدينة سبتة هي المكان المناسب، لوجودها داخل البحر المتوسط بعيدة عن الرياح القوية والأمواج العالية في شمال المحيط الأطلسي. كما أن المدينة المغربية المحتلة قريبة من مضيق جبل طارق، حيث تستطيع الناقلات العملاقة بعد تحميلها بالنفط العودة السريعة إلى المياه المفتوحة في المحيط الأطلسي للوصول إلى آسيا.

‫تعليقات الزوار

18
  • N.H
    الإثنين 30 يناير 2023 - 15:03

    لو أرسل بوتين جميع النفط الروسي بالمجان إلى قعر المغرب فالعصابة لن تخفض الثمن بل تزيد في ثمنه

  • مغربي مغرب
    الإثنين 30 يناير 2023 - 15:23

    فتحو لا سامير و شريو البترول الروسي بأرخص الأثمنة و تم يتم تكريره فالمحمدية و يصبح ثمن الوقود جد فالمتناول و نعاونو المواطن و نخففو عليه
    و لكن رباعة الشلاهبية دايرين ليد مع ماماهم توتال ميمكنش يترجلو و يديرو بحال هاد المبادرات!!!!

  • أبو سارة
    الإثنين 30 يناير 2023 - 15:24

    المغرب عليه أن يستفيد من قربه من امدادات النفط الروسي لتخزين اكبر كمية منه وباثمان جد مناسبة وأن لا يعتمد على خام روتردام الغالي الثمن هذا من شأنه أن يكون له وقع على المستهلك المغربي اذا رافقت هذه العملية النزاهة والشفافية والله أعلم

  • موحي انتريت تيطا مليل
    الإثنين 30 يناير 2023 - 15:28

    هذا امر حقا غريب جدا اذ فعلا تحولت سبتة الى ميناء بترولي و غازي يستقبل البواخر الضخمة القادمة ليس فقط من روسيا بل حتى من ماليزيا و اندونسيا و نيجيريا و هي تفرغ حمولاتها على بعد امتار من المنطقة الرسمية اي في المياه الدولية و بعذ ذلك تنقل السفن الغاز و البترول الى جهات متعددة عابرة مضيق جبل طارق… و ما يغري السفن هو هدوء المياه البحرية الخالية من الرياح و من المنطقة الحرة لسبتة حتى تجرى الصفقات…لكن اسبانيا لا تخرق القوانين الدولية حسب التقارير…و هذه مفاجئة اذ ينتقل البترول و الغاز الروسي من منطقة سبتة….السؤال هو ما موقع المغرب من كل هذا ؟؟ نعرف ان اسبانيا صارت منطقة تصنيع الغاز على نطاق واسع و ذلك للتخفيف من التبعية لبعض الدول العسكراتية المستفزة عن طريق الانابيب اذ يتم استقبال الغاز من كل انحاء العالم و بشكل هائل فمجرد سفينة بترولية صغيرة تنقل 700 الف برميل و يتم افراغها في السفن الضخمة التي تنقل ملايين من براميل النفط دفعة واحدة…الدول تريد الحرية و عدم الارتهان لجهة واحدة تبتز هذا و اك بطرق صبيانية مزاجية نرجسية…

  • عبد الله
    الإثنين 30 يناير 2023 - 15:32

    وقال اليماني ان الاتحاد الاوروبي سيمارس الضغط على المغرب حتى لا تروج روسيا نشاطها اقول لك يا اخي اليماني ليس لنا دخلا في هذه القضيه نحن بعيدين كل البعد عن روسيا ولا نريد مشاكل سواء مع روسيا او مع الغرب او مع امريكا نحن لا نعادي احدا وشكرا لكم جميعا

  • simo
    الإثنين 30 يناير 2023 - 15:43

    بالنسبة لأوروبا سبتة ومليلية إسبانيتان في مصالحها، أما إذا جاء منها أي شر سواءا الهجرة أو التجارة التي تضرها كترويج النفط الروسي أو السلع الصينية فالمغرب هو المسؤول؟

  • فطومة بنت الغوتي
    الإثنين 30 يناير 2023 - 15:46

    روسيا اصبحت تبيع نفطها و غازها في المناطق الدولية الحرة و صار الكل يتسابق على شراء الغاز و البترول الروسي سواء في المنطقة الاسيوية او الاطلسية و منطقة سبتة ليست سوى منطقة صغيرة للبيع و الشراء…و يتم تداول النفط و الغاز الروسي باشكال مختلفة بحيث تشتريه دول اولا من روسيا و الاخيرة تبيعه للجميع بحيث يختفي اثر و اصل منشأ هذه المحروقات بل ان دولا نفطية غازية تشتري المحروقات الروسية و تبيعها على اساس انها محروقات وطنية لها الخ…و هناك سوق عالمي اليوم في كثير من مناطق العالم البحرية حيث يباع مشتقات المحروقات بحيث لا احد يتساءل عن منشأ المحروقات مثل سوق البن و القمح و اللحوم و الذهب و غيرها من المواد و تباع في كافة دول العالم بمسميات و تيكيتات مختلفة…

  • فلاديمير حمو
    الإثنين 30 يناير 2023 - 16:00

    روسيا تلعب دور البائع المتجول لمادة النفط، المهم انها تفرض وجودها وتبيع سلعتها.

  • الحاج الضاوي
    الإثنين 30 يناير 2023 - 16:01

    حتى هذا قالب زوين

    وشتي دابا آماكرون, جبتي لراسك غا العيب

    .

  • ملاحظ بسيط
    الإثنين 30 يناير 2023 - 16:42

    النفط الروسي ياتي الى شوطءنا بارخص الاثمان، ومسؤولينا يشترون الغازوال باعلى الاثمان من هولاندا، واش المصلحة العامة وتدبير الشان العام مشي مسؤولية هاذ الحكومة او تدبير المصلحة الضيقة لبعض الشركات على حساب القدرة الشراءية للمواطنين هو فقط شانها.

  • عبدالكريم بوشيخي
    الإثنين 30 يناير 2023 - 17:15

    لا بأس أن يتقبل المغرب هذا المستجد و يتعاون مع روسيا و اسبانيا للتخفيف من أزمة المحروقات العالمية و جعل الغاز الجزائري لا يساوي شيئا مادام هذا الغاز مسخر لضرب مصالح بلدنا و وحدتنا الترابية.

  • abdou
    الإثنين 30 يناير 2023 - 18:00

    هذا سبب مقنع أيضا لخفض الأسعار لأن تكلفة النقل تساوي صفر، كفى من الجشع .

  • اضمين عبدالله
    الإثنين 30 يناير 2023 - 18:06

    كل هذه الامتيازات التي جاءت من فضل الله الى المياه المغريية كي تستفيد منها حيث بإمكان المغرب أن ياخد البترول بالمجان من روسيا بحكم استعمالها لمياهه الاقليمية ولكن أصحاب المصالح الشناقة دياب البترول لا يريدون أن يخفض الثمن حسبنا الله ونعم الوكيل فيهم وهم يعلمون انهم منبوذون من لذن الشعب خاصة وانهم يجمعون بين المال والسلطة

  • Abdel
    الإثنين 30 يناير 2023 - 19:22

    هذا النفط والغاز يكلف روسيا تكاليف اضافية لكي يصل الى هذه المنطقة و بالرغم من هذا فهو منخفض التكلفة، هذا يعني ان ارباح روسيا ضئيلة جدا. هذا في صالح الغرب لان هذا سيؤدي الى استقرار اسعار النفط مع استمرار فرض العقوبات وتقلص عائدات روسيا. فاستراتجية الغرب هو ليس منع تدفق نفط روسيا للاسواق العالمية وانما خفض الاسعار و تقليل ارباحها وبالتالي رفع تكلفة الحرب لروسيا.

  • بنعبو
    الإثنين 30 يناير 2023 - 20:51

    المغرب يشاع عنه ارسل دبابات او قطع غيار دبابات إلى اوكرانيا بدل ان يستفيد من نفط روسيا
    افضل مكانن للمغرب هو عدم الانحياز والاستفادة مثل تركيا من هذه الاحدات العالمية.
    والله اعلم.

  • Youssef
    الإثنين 30 يناير 2023 - 20:53

    المغرب لا يستفيد شيءا من هذه المبادلات و احتمال تسرب النفط الخام من ناقلة عملاقة يوما ما سيكون كارثة حقيقية على شواطىء الشمال المعروفة بنقائها.

  • ملاحظ
    الإثنين 30 يناير 2023 - 21:13

    اللوبي المغربي المحتكر المسيطر على المحروقات يتزود بها من عدة جهات “خارجة عن القانون” اي السوق السوداء وبأسعار غير تلك المعلن عنها دوليا ويوميا بل بسعر جد منخفض ، و من هذه الجهات التي تبيع البترول بطريقة غير رسمية وقانونية :
    كردستان العراق
    العراق
    ليبيا
    إيران
    روسيا
    فنزويلا
    نيجيريا

  • مواطن
    الإثنين 30 يناير 2023 - 23:33

    يجب، بل من المفروض على بلادنا التعامل بكل واقعية مع هذا الوضع الاقتصادي العالمي و الدخول في شراكة مع روسيا الاتحادية للبحث عن سبل الاستفادة من الحصول على المواد الطاقية بأسعار و كلفة تفضيلية كما هو الشأن بالنسبة لشركاء آخرين لروسيا والهند و الصين

صوت وصورة
شبكة "أكديطال" تتوسع
الإثنين 25 مارس 2024 - 16:15

شبكة "أكديطال" تتوسع

صوت وصورة
ما لم يحك | الحسن الثاني واليهود المغاربة
الإثنين 25 مارس 2024 - 15:00

ما لم يحك | الحسن الثاني واليهود المغاربة

صوت وصورة
لقاء أخنوش بوفد من الكونغرس
الإثنين 25 مارس 2024 - 14:41

لقاء أخنوش بوفد من الكونغرس

صوت وصورة
مبادرة إفطار صائم بالعيون
الإثنين 25 مارس 2024 - 13:40 2

مبادرة إفطار صائم بالعيون

صوت وصورة
تشجيع الشباب على المشاريع الفلاحية
الإثنين 25 مارس 2024 - 12:11 1

تشجيع الشباب على المشاريع الفلاحية

صوت وصورة
شاطئ الرباط في حلة جديدة
الإثنين 25 مارس 2024 - 00:30 7

شاطئ الرباط في حلة جديدة