عمرو خالد: الإحسان أوسع باب للدخول إلى الجنة ومرافقة النبي ﷺ

عمرو خالد: الإحسان أوسع باب للدخول إلى الجنة ومرافقة النبي ﷺ
صور: هسبريس
السبت 2 أبريل 2022 - 16:56

قال الداعية الإسلامي عمرو خالد إن الإحسان يبث في الإنسان الهدوء والطمأنينة والهداية والنور والسكينة والراحة النفسية والأمل، رغم كل الآلام والمشاكل التي قد يعاني منها.

ووصف خالد، في أولى حلقات برنامجه الرمضاني “حياة الإحسان”، الذي يبث عبر قناته على موقع “يوتيوب”، الإحسان بأنه “إحساس عميق بالله يجعلك تُحسن في كل جزئيات حياتك، تخرج أفضل ما لديك في ثلاثة اتجاهات: مع الله – مع الناس – مع الحياة”.

وفي إجابته عن التساؤل: كيف نصل إلى الإحسان؟ أوضح خالد أن “الوصول إلى مرتبة الإحسان يكون من خلال 7 منازل روحية، هي: (منزلة التقوى – منزلة اليقين – منزلة التوكل – منزلة التسليم – منزلة الرضا – منزلة العبودية – منزلة محبة الله)، والذكر”، وأشار إلى أن “القرآن لم يتكلم عن السعادة إلا في الآخرة، لكنه قال عن الدنيا: ‘حياة طيبة’، رغم أن الألم موجود فيها، لكن لا يحيا هذه الحياة إلا من كان دأبه الإحسان، الذي هو جذر وروح الإسلام والإيمان ومظلة الروحانيات كلها”.

وعدد الداعية ذاته أجر وثواب المحسنين في الدنيا والآخرة، قائلاً إن “الله وعدهم بالسكينة والراحة النفسية (إن رحمة الله قريب من المحسنين) والعيش حياة طيبة في الدنيا، وهي آخر ما وصل إليه علم النفس الحديث، وتتكون من خمسة أشياء هي نفسها المنازل السبع، لكن من زاوية أخرى”.

كما بين خالد أن “علماء النفس الحديث، ومنهم العالم مارتن سليجمان، باتوا يتحدثون عن ‘الحياة الطيبة’ عوضًا عن السعادة، من خلال التنمية الكلية للإنسان روحيًا وأخلاقيًا وعاطفيًا ونجاحًا في الحياة، وليس كما في السابق عبر نظرة جزئية، تتلخص في كيف تنجح في عملك والباقي غير مهم”، وشدد في هذا السياق على أنه “لا بد من التنمية الشاملة داخل الإنسان، التي يحققها الإحسان في ثلاثة أبعاد: مع الله روحيًا – مع الناس أخلاقيًا – مع الحياة نجاحًا وإبداعًا؛ فالروحانيات للحياة وليس للهروب منها، وسنصل بالإحسان للهدوء والسكينة والطمأنينة (حياة طيبة)”.

وفيما أحصى ورود لفظة الإحسان في 220 آية في القرآن، ليصبح بذلك أكثر معنى ذكر فيه، قال عمرو خالد إن “معنى الإحسان ورد في كل صفحة في القرآن”، معددًا صور ومظاهر الإحسان بداية من خلق الله لنا، وسر تسمية الله تعالى أسماءه الحسنى بهذا الاسم، انتهاءً إلى أن الهدف من وجودنا في الحياة: الإحسان (الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملاً)، وذكر أن “الله تعالى أمر الإنسان بالإحسان في أهم 9 دوائر في علاقاته في الحياة، وهي: أبوك، أمك، عائلتك، قرابتك، زوجتك، أصدقاؤك، جيرانك، والناس البسطاء، والأجير لديك؛ فأنت مأمور بمعاملة الجميع بإحسان”، وزاد موضحًا: “لم يترك دائرة من حوله إلا أمره بالإحسان لها، وفرضه عليه في كل تصرفاته في الحياة”.

وأبان المتحدث ذاته أن “هناك إحسانًا مخصوصًا للمرأة (وإن كنتن تردن الله ورسوله والدار الآخرة فإن الله أعد للمحسنات منكن أجرًا عظيمًا)”، مردفا بأن “الله تعالى أمر المرأة بالإحسان لأن لديها استعدادًا فطريًا له، وجعل الإحسان أسلوب حياة (وجادلهم بالتي هي أحسن)، (الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه)، (وقولوا للناس حسنًا)، (ادفع بالتي هي أحسن السيئة)، (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة)، (الطلاق مرتان فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان)”.

وذكر خالد أن “الله تعالى جعل الباب الواسع لدخول الجنة: الإحسان”، وزاد: “الصحابة درجات أعلاهم المهاجرون والأنصار، وأعلاهم السابقون الأولون، وجعلك معهم في الجنة بالإحسان (والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان)، وجعل الإحسان طريقك لمرافقة النبي ﷺ في الجنة: (أقربكم مني مجلسًا أحسنكم أخلاقًا)”.

وبين خالد أن هناك ثلاث جوائز رائعة للإحسان لم تعط إلا للمحسنين: (هل جزاء الإحسان إلا الإحسان) – (إنا لا نضيع أجر من أحسن عملاً) – (والله يحب المحسنين)، وأوضح أن “الإسلام لم ينتشر في العالم إلا بالإحسان، فإندونيسيا أكبر دولة إسلامية في العالم، البالغ عدد سكانها 230 مليون، وماليزيا، والفلبين، الصين، وحتى المالديف، عرفت الإسلام بما أظهره التجار المسلمون من إحسان، إتقان وإبداع وحسن خلق في البيع والشراء، فتزوجوا من أهل هذه البلدان وعاشروهم؛ عرفوا الإحسان أولاً ثم الإسلام والإيمان ثانيًا، فكان الإحسان سبب إسلامهم”.

غير أن الداعية لاحظ أن “الإحسان، أغلى معنى في ديننا، لم يعد له وجود الآن، حتى إنه في آخر 200 عام لم يوجد كتاب عنه”، وفي المقابل أشار إلى أن الغرب “أخذ جزءًا منه فقط، وهو إحسان العمل (الإتقان والإبداع) فسبقنا، لكنه لم يأخذ الجانب الروحي منه”.

شاهد الحلقة:

‫تعليقات الزوار

8
  • يونس
    السبت 2 أبريل 2022 - 21:18

    علم النفس ما كان ليكون لولا الروحانيات فأغلب كبار علم النفس ومؤسسوا ركائزه وأعمدته كانو متصوفين في ديانتهم كالتصوف اليهودي الكابالا أو أفراد في جماعات سرية روحانية حسب معرفتي.

  • ولد حميدو
    السبت 2 أبريل 2022 - 22:01

    اولا الاحسان كما قال رسول الله عندما سأله جبريل ما الاحسان؟ اجابه الرسول الاحسان هو ان تعبد الله كانك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك وليس كما شرحه عمرو خالد وثانيا ابواب الجنة ثمانية ولا يوجد من بينها باب يسمى باب الاحسان للدخول به الى جنة الله كما قال عمرو خالد الذي قلب كل شيء راسا على عقب في جلساته الدعوية

  • حق امازيغي مغربي قح من جذور الاف الجدود
    السبت 2 أبريل 2022 - 22:05

    اتفق مع الفقيه في كثير من الجوانب مثل الإسلام لم ينتشر في العالم إلا بالإحسان، فإندونيسيا أكبر دولة إسلامية في العالم، البالغ عدد سكانها 230 مليون، وماليزيا، والفلبين، الصين، وحتى المالديف، عرفت الإسلام بما أظهره التجار المسلمون من إحسان
    لكن هيهات هناك مجموعة المطرودين من الاندلس بتهمة السرقة واللوصصة حيث كتب لها النجاح الهرب من عقاب “الحمار الاسباني” وهو حمار خشبي كان يجلسون عليه العرب ويضعون عليه الثقل لكي يتمزق الى نصفين لعدم احسانهم للقشتالين ولسرقة ممتلكاتهم.
    ناهيك ان هؤلاء يكررون مرارا ان لغة الجنة هي العربية وكان المواطنين الامازيغ المغاربة الذين لسانهم امازيغي و سقطو شهداء دفاعا عن هذا الوطن سيدخلون النار.

  • متتبع
    السبت 2 أبريل 2022 - 22:11

    أظن أن للإحسان معنى أشمل و أعمق يتمثل بصفة عامة في إتقان و حسن التصرف في كل الأمور الدني الدنيوية سواء كانت مع الخالق أم تجاه الخلق. بصدق و شفافية و دون نفاق. و من أسمى مظاهر الإحسان حسن معاملة الناس و عدم الإساءة للآخر. و تجدر الإشارة إلى أن العديد من الدراسات الفلسفية أشارة للموضوع من قبل و لو بطرق غير مباشرة كدراسات spinosa و غيره

  • رشيد الوردي
    السبت 2 أبريل 2022 - 23:03

    تعريف الإحسان مبهم و يفسر بتعريفات مبهمة أخرى كالتقوى، اليقين، التوكل، مساعدة الآخرين…
    لكن الأهم أن ندخل الجنة كما دخل الصحابة رضي الله عنهم.

  • الحياة الطيبة
    الأحد 3 أبريل 2022 - 02:09

    الحياة الطيبة يدركها الإنسان إذا توفرت شروط. ومنها العدالة الاجتماعية. لن تكون هناك حياة طيبة في ظل الفقر والجهل والظلم… الإحساس بالاستقرار مبتدأ الحياة الطيبة، ودونه لن تسعد الروح. لكن “الدكتور” من حقه أن يفهم الحياة الطيبة بمعناها الكامل، لأنه وصل إليها ويعيشها ويبذل كل جهده للحفاظ عليها ولإقناع متتبعيه بالقناعة في كل الأحوال، ولو تغذوا بكأس ماء وناموا على حصير بال. “الدكتور” يعيش حياة طيبة، يضمنها لنفسه ولعياله بتخدير الناس وحثهم على تقبل بؤسهم وشقاوتهم وحرمانهم. يعمل كمهديء فعال، لإسكات الذين قد يطالبون بحقوقهم في المجتمع…. الحياة الطيبة بادية عليه، على وجهه ولباسه. فهل حققها هو بالمنازل الروحية السبع؟ أتمنى لو أجاب بصراحة على هذا السؤال. لكن السؤال ربما، لا يدخل في تخصصه “العلمي”. شكرا لهيسبريس.

  • ماجد
    الأحد 3 أبريل 2022 - 08:59

    يستحسن أنك تواصل بيع الدجاج تلك مهنتك التي تلائمك

  • حياة
    الأحد 3 أبريل 2022 - 15:17

    متى نتحرر من دعاة الشرق؟ الذين يتقنون التلاعب بعواطف المغاربة البسطاء، لقد تلاعبو بعقولنا وعواطفنا منذ السبعينيات بداعي الدعوة وبداعي الإحسان والأخوة فكانت النتيجة دمارا للبيوت والأوطان، خوتي المغاربة لا تقة في تجار الدين خاصة هؤلاء الذين يأتون لنا بلباس الدعوة المغلف بالبراءة والإحسان… حذاري تم حذاري منهم… لو كان فيهم خير لانتفعت أوطانهم بهم أولا…
    مصر مع احترامي لشعبها غارقة في المشاكل الإجتماعية ومنقسمة على نفسها انقساما كبيرا، كان بودنا أن تأتو لنا بخبراء من سويسرا أو من فنلندا والدانمارك أو من نيوزيلاندا أو استراليا ليعلموننا الأخلاق ومحاربة الفقر والتنمية والإحسان للإنسان والحيوان والنبات … لأننا رأينا بأم أعيننا كيف تحسن أوطانهم للفقير وللمهاجر وللحيوان وللنبات … ففاقد الشيء لا يعطيه. انتهى الكلام.

صوت وصورة
اعتصام ممرضين في سلا
الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 19:08 1

اعتصام ممرضين في سلا

صوت وصورة
وزير الفلاحة وعيد الأضحى
الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 17:34 24

وزير الفلاحة وعيد الأضحى

صوت وصورة
تكافؤ الفرص التربوية بين الجنسين
الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 16:12 3

تكافؤ الفرص التربوية بين الجنسين

صوت وصورة
احتجاج بوزارة التشغيل
الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 16:02 2

احتجاج بوزارة التشغيل

صوت وصورة
تدشين المجزرة الجهوية ببوقنادل
الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 15:15 4

تدشين المجزرة الجهوية ببوقنادل

صوت وصورة
المنافسة في الأسواق والصفقات
الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 13:19

المنافسة في الأسواق والصفقات