يزيد الأنزاري.. مغربيّ أفرد حياته للتخصّص في البصريّات بإسبانيا

يزيد الأنزاري.. مغربيّ أفرد حياته للتخصّص في البصريّات بإسبانيا
الخميس 24 يوليوز 2014 - 23:08

صادف مسار دراسته الابتدائيّة صعوبات لم تقترن بصعوبة التحصيل بقدر ما لازمت مشاكل في النظر إلى السبورة والكتب الدراسيّة، وحين تخطّى هذا الإشكال أفرد مساره للتحوّل إلى مختص في علم البصريات وتقنياته الحديثة.. جاعلا من نفسه محاربا لضعف النظر ما استطاع إلى ذلك سبيلا.

يزيد الأنزاري هو من مواليد الهجرة، إذ عانق العالم بالعاصمة الفرنسية باريس، لكنّه عاد في عمر الثالثة صوب مدينة الدّار البيضاء التي درس بها حتّى نيل شهادة الباكلوريا.. وتلقى تكوينة الجامعي في البيولوجيا بكلية العلوم لجامعة عبد المالك السعدي بتطوان.

صادفت طفولة يزيد، عند بلوغه ربيعه الـ12، مشاكل في نقص البصر.. وقد دفعته المساعدة التي تلقاها من لدن مختصين إلى الحلم بأن يصير مثلهم، يساعد المرضى في استرجاع وضوح الرؤية.. حيث جاهر أسرته بما جال في ذهنه وقتها، وشرع يعمل من أجل تحقيق ذلك.

طلب العلم بمدريد

عندما أنهى الأنزاري دراسة السلكين الجامعيين الأولين بالمغرب، ونيله الإجازة في علوم الطبيعة، تنقل صوب الديار الإسبانيّة، مستفيدا من علاقة شراكة تجمع بين كلية العلوم بتطوان ونظيراتها الإسبانية.. مفلحا في انتزاع تسجيل بكلية للبصريات، منهيا مسارها في 4 سنوات، ثمّ نيل الدكتوراه من جامعة الكُومبْلُوتِينسِي بمدريد عام 2002.

يشتغل ذات الأكاديمي المغربي في التدريس بذات الجامعة التي تخرج منها، كما راكم مسارا في البحث العلمي بالمجال الذي أفرد حياته للتخصص فيه، وزيادة على كل هذا يمتلك عيادة خاصة به للنظارات والعدسات اللاصقة، ممارسا بها نشاطه في الكشف على المرضى وتشخيص حالاتهم.

تخطّي العراقيل

كغالبية الشباب المغاربة المنتقلين من المغرب للدراسة بإسبانيا، وجد يزيد الأنزاري نفسه، في بداية مشوار الهجرة، أمام عراقيل مادية كان ينبغي عليه مواجهتها أمام بساطة أسرته ومواردها المالية المحدودة.. ويقر نفس المغربيّ بأن رفقته من الأصدقاء قد جعلته وسط تكافل ساعد الجميع على تخطي هذه الصعوبة، مسلحين بالصبر أمام وضوح الهدف، لاجئين إلى اقتراضات من أقارب لأجل إكمال مشوار التمدرس.

ويقول الأنزاري: “كنّا، عند مقدم كل صيف، نضحي بعطلنا من أجل امتهان حرف موسميّة في مجالات عدّة أبرزها الفلاحة.. نحال خلال هذه الفترة أن نجمع المال الذي نتقاضاه من اجل تسديد الديون وتخصيص البعض منه للموسم الدراسي الجديد الذي يكون على الأبواب.. أقرّ أن الجمع بين العمل والدراسة صعب للغاية، لكنّ التحدّي تمّ خوضه بنجاح كبير”.

طريق معبّدة

يعتبر يزيد، بناء على تجربته الذاتية، أنّ شق المسار بالمغرب يختلف عن ذات العملية بإسبانيا، مشبّهة الأولى بالجري وسط طريق غير معبّدة بينما الثانية كاستعمال الطرق السيّارة.. “كل من درسوا إلى جواري، من المغاربة، لاقوا دعم الإسبان، سواء كان هؤلاء الداعمون من الطلبة أو الأساتذة، حيث تركز السند على إتقان اللغة وتحقيق الاندماج في الأعوام الأولى، بينما ووكب كل هذا، في الأعوام اللاحقة، بفتح مجالات الاشتغال بالأبحاث التي نبتغيها” يردف الأنزاري.

أول تعاط للإطار المغربي مع مجال البحث تم ضمن منحة جامعية استطاع بواسطتها تمويل تعاطيه مع شبكية العين في كلية الطب بمدريد.. بينما أفرد أطروحته من أجل نيل الدكتوراه إلى خلايا بشبكيات العين لو يكن يُعرف دورها بعد، مركّزا على مهامها في مساندة البنية وكذا ضمان صيانتها بشكل دائم ومستمرّ.

تقييم إيجابي

يقيّم يزيد الأنزاري مساره بإيجابيّة، خاصّة وأن مساره المهني يواصل تحقيق النجاحات.. لكنّه لا يخفي رغبته في أن ينقل ما تعلّمه صوب المغرب بناء على شراكات مع أطر مماثلة له تشتغل بالوطن الأمّ.. ويضيف بخصوص ذلك: “أومن بضورة تقديم المساعدة لبلدي المغرب، وأنا مستعدّ لذلك ضمن التعامل مع كل الجهات المختصّة.. فخبرتي تمكنني من التعامل مع التدخلات الجراحية التي تغني عن استعمال النظارات التقليديّة، إضافة لتقنيات حديثة من أجل تصحيح بصر الصغار بطرق حديثة للغاية وفعّالة”.

ويرى نفس الأكاديمي المغربي المختص في البصريات أن الشباب الطامحين إلى النجاح ينبغي أن يتمكنوا من تحديد أهدافهم في المنطلق حتى يسهل مسارهم، معتبرا أن هذه الخطوة ضروريّة لأجل ضمان الإصرار في تخطي العثرات، سواء كان ذلك بالمغرب أو بالخارج.. “لم أرحل إلى إسبانيا حبا فيها، رغما عن اعتباري لها كبلد ثان لي، لكنّي قدمت من أجل تحقيق هدفي الواضح وضمان نجاحي كفرد مغربيّ قادر على ذلك” يصرّح يزيد الأنزاري.

‫تعليقات الزوار

6
  • موحى
    الجمعة 25 يوليوز 2014 - 00:13

    نحتاج الى أناس أكفاء مثلك لينقلوا لنا هذا العلم الفريد.للإشارة فإن جامعة القاضي عياض بمراكش وحدها يوجد فيها هذا التخصص بين الجامعات المغربية.إذن فإنا بحاجة للأط العالية مثلك

  • Reda
    الجمعة 25 يوليوز 2014 - 04:08

    الى صاحب التعليق الاول

    بالعكس عمل جيد لهسبريس في التعريف بالكفاءات المغربية الموجودة باسبانيا اولا لان اسبانيا اكثر دولة فيها العياقة و العنصرية ضد المغاربة و اغلب المهاجرين المغاربة فيها ليسو اصحاب مستويات دراسية ثانيا هذا يعتبر مؤشر اكيد على ان الكفاءات المغربية الموجودة في فرنسا و ايطاليا و المانيا هولندا وبلجيكا و باقي الدول هو عدد كبير جدا و كفاءات عالية جدا و هذا مهم جدا

  • Khalid Bouaid
    الجمعة 25 يوليوز 2014 - 07:47

    جزاك الله خيرا اخي يزيد.
    Es una muy buena iniciativa por parte de Hespress poner en conocimiento de todos el trayecto de nuestros intelectuales, para que sirva de modelo a todos los jóvenes estudiantes y así entenderán el mensaje de que no hay nada difícil cuando los objetivos están muy claros ya que el desafío es el que siempre nos enseña el camino.

    No entiendo el comentario nº 1 de HAMID

    Muchas gracias Hespress

  • مغربي
    الجمعة 25 يوليوز 2014 - 11:24

    ما لا أفهمه شخصيا هو أن كل من غادر بلاده بعد أن استثمر فيه المغرب أموال الشعب يتم تمجيده. هناك الآلاف مثله تكونوا في الجامعات المغربية أو الأجنبية لكنهم فضلوا البقاء في بلادهم لتقديم الخدمات لأبناء شعبهم ورغم ذلك لا أحد يتكلم عنهم. ان الحالات التي تقدمونها لم تسد أية خدمات للمغرب بل استفاد منها الأوروبيون فقط.وحتى الدبلومات التي حصلوا عليها (البيولوجيا) فهي عادية جدا والآلاف في المغرب حاصلون عليها. فلماذا تعتبرونهم رمزا للنجاح. هم أشخاص فضلوا رغد العيش الأوربي بدل التضحية من أجل اسعاد شعبهم ورد الدين لوطنهم. أنشري يا هيسبريس يا منبر الرأي والرأي الآخر

  • محبة المغرب
    الجمعة 25 يوليوز 2014 - 15:05

    الى صاحب التعليق رقم 5. الكثير من الكفاءات التي هاجرت الى الخارج قامت بذالك لسببين رئيسين: اما لعدم وجود شعب مختصة في ذالك الوقت، البصريات مثلا كانت تدرس فقط خارج الوطن والسبب الثاني هو عدم تشجيع لإكمال الدراسة العليا كالدكتوراة الا لبعض الشراءح الاجتماعية. وأغلبهم مستعد للعودة لمساعدة بلادهم اذا سمحت الدولة لهم بذالك.
    الأوضاع حاليا تختلف عمى كانت عليه في الثمانيات والتسعينات حيث فرص التكوين في المغرب الان متاحة اكثر.

  • سعيد بورحيم
    الأحد 27 يوليوز 2014 - 02:10

    اعرف اليزيد عن قرب، وأعرف جديته ومثابرته، والدليل على ذلك وهذا ما لا يعرفه إلا الخاصة فبالإضافة إلى الشواهد العليا الذي آستطاع تحقيقها فهناك شهادة أخرى يضيفها إلى سجله الحافل بالعطاء.
    حين عرفت الرجل منذ ما يقرب 18 سنة تقريبا بمدريد كان يحمل معه لياقة بدنية لا يحسد عليها، أذكر أنه كان لا يقوى على العدو أكثر من كيلومتر واحد، وسرعان ما توصل إلى أهمية الرياضة في حياة الإنسان حتى أخذ الأمر على محمل الجد وؤسم لنفسه برنامجا قلما يغير فيه نقطة أو فاصلة ليتحول في نهاية المطاف إلى عداء المارطون، فكان لي الشرف أن تابعت مشاركته الأخيرة فأنهى مشاركته برقم مشرف جدا.
    هو حقا مثال للتحدي ومثال لأولائك الذي إذا أرادو شيئا في الحياة فما عليهم إلا أن يجدوا ويجتهدوا فمن جد وجد ومن زرع حصد.
    هنيئا لك أخي اليزيد وكثر من أمثالك،
    لا ننسى أنه يحضى كذالك بدعاء أمه له في كل وقت وحين، فهو الإبن البار بأمه التي يصاحبها معه حين تزوره هنا بمدريد حتى إلى العمل كي لا يتركها لوحدها.
    مزيد من التألق ومزيد من النجاحات.

صوت وصورة
سكان مدينة مراكش بدون ماء
الثلاثاء 19 مارس 2024 - 01:05 7

سكان مدينة مراكش بدون ماء

صوت وصورة
خارجون عن القانون | عواقب عقوق الوالدين
الإثنين 18 مارس 2024 - 23:30

خارجون عن القانون | عواقب عقوق الوالدين

صوت وصورة
كاريزما | حمزة الفيلالي
الإثنين 18 مارس 2024 - 22:30 1

كاريزما | حمزة الفيلالي

صوت وصورة
خيوط البالون | المقلب الأخير لري تشيكوني
الإثنين 18 مارس 2024 - 22:00

خيوط البالون | المقلب الأخير لري تشيكوني

صوت وصورة
رمضانهم | أجواء رمضان في روسيا
الإثنين 18 مارس 2024 - 21:30

رمضانهم | أجواء رمضان في روسيا

صوت وصورة
ابراهيم دياز يصل إلى المغرب
الإثنين 18 مارس 2024 - 18:09 17

ابراهيم دياز يصل إلى المغرب