خصاص التساقطات المطرية يتسبب في خسائر فادحة لمزارعي الناظور

خصاص التساقطات المطرية يتسبب في خسائر فادحة لمزارعي الناظور
صور: هسبريس
الجمعة 5 ماي 2023 - 05:00

تكبّد الفلّاحون بجماعات إقليم النّاظور، هذا الموسم، خسائر فادحة مع موجة الجفاف التي ضربت البلاد نتيجة النُدرة الحادّة في التّساقطات المطرية.

واشتكى الفلاحون والمزارعون مما عانوه طيلة الموسم، خاصّة خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة، ومع اقتراب حلول فصل الصّيف الذي لا تفصلنا عنه سوى أسابيع قليلة.

واقع مرير يعيد سيناريو السّنة الماضية ويخيّب آمال فلاحين استبشروا خيرًا بقدوم موسم فلاحي ناجح تزامنًا مع بداية فصل الشّتاء، الذي عرف فيه المغرب تساقطات مطرية مهمّة سرعان ما تلتها أسابيع عجاف كانت كافية لتغرق البلاد في الجفاف.

وقال الحاج مختاري، فلّاح مقيم بالدّيار الألمانية ومالك مزرعة “سردي أكرو” بجماعة بني بويفرور: “تكبّدنا هذا الموسم خسائر كبيرة، أكثر من الموسم الماضي، إلى درجة أني فكرتُ في إلغاء هذا المشروع الذي أنشأته حبّا وهواية. وتقريبا وصلت خسائري إلى ستّة ملايين من رأس المال الذي أنفقته هذا الموسم الفلاحي أخذا بعين الاعتبار أن كلّ ما نزرعه طبيعي ولا نوظّف الأسمدة أو المواد الكيماوية، وهذا يتطلّب تكاليف باهظة من أجل تقديم منتجات جيدة وطبيعية للمستهلكين”.

وأضاف المتحدّث ذاته في تصريح لهسبريس: “يصل عدد صهاريج المياه التي نستعين بها لسقي المساحات الزّراعية والدواب إلى 6 صهاريج يوميا، وأحيانا إلى 10، وثمن كلّ صهريج هو 120 درهمًا، ولك أن تتصوّر كم من المصاريف ننفقها لتوفير مياه السقي فقط، مع وجود بئر في المزرعة، لكنّه لا يكفي مع موجة الجفاف الحادّة”.

وعلق المختاري أمله على بيع الأغنام مع اقتراب عيد الأضحى، والعسل الحرّ، لتعويض الخسائر التي مني بها هذا الموسم، وقال في هذا الصّدد: “نأمل على الأقلّ تعويض جزء من الخسارة عبر تجارة الماشية التي كلّفتنا تربيتُها أيضا مصاريف كثيرة في ظلّ غلاء الأعلاف. أما العسل الحرّ فهو أيضا تضرّر كثيرا ومحصوله قليل جدا، لأنّ النّحل يحتاج إلى رحيق وافر لإنتاج كميات كافية”.

وطالب المتحدّث ذاته، في ختام تصريحه لهسبريس، الجهات الوصية على القطاع بدعم الفلاحين والمزارعين، خاصّة خلال مواسم الجفاف، لتشجيعهم على الاستمرار في تطوير هذا القطاع المهمّ للبلاد، حسب تعبيره، مؤكّدًا أن “الكثير من الأشخاص يزاولون الفلاحة كهواية، خاصّة كبار السنّ المتقاعدين، الذين لا تهمّهم الأرباح بقدر ما يجدون متعة في هذا القطاع لارتباطهم الشديد بأرضهم وحبهم بلادهم”، وختم قائلا: “كان هذا حلمي دائمًا وأنا في أوروبا؛ إنشاء مزرعة تعتمد على كل ما هو طبيعي في الفلاحة وتربية المواشي والنّحل. ولا أنتظر مقابلا لعملي إلّا الدعم والتشجيع”.

امحمّد أعرجون، فلاح ومزارع بجماعة قرية أركمان، قال في السياق ذاته: “أصبحت الأمور صعبة وتستلزم حلولا من قبل المسؤولين، لأن الفلاح، وهو الحلقة الأضعف في هذا القطاع، أصبح مهدّدا في رزقه ومزاولة عمله، خاصّة ملاك الأراضي المجبرين على سداد رواتب العمال وأداء مختلف التكاليف التي تتطلّبها الفلاحة”.

وأضاف المتحدّث إلى هسبريس: “جميع الفلّاحين تضرّروا هذا الموسم، حتّى من يملكون آبارَ ماء، لأنّ مياه الآبار تكون أحيانا غير كافية لسقي مساحات شاسعة من الأراضي الفلاحية التي تحتاج إلى تساقطات مطرية مستمرّة”.

وتابع أعرجون: “بعض الآبار نقصت فيها نسبة الماء أو جفت تمامًا، ما يضطر الفلاحين إلى شراء صهاريج مياه تنقلها الجرّارات والشّاحنات، وبالتالي فإنهم يتكبّدون خسائر فادحة لإنقاذ ما زرعوه هذا الموسم من الجفاف”، وزاد: “حتّى فاكهة أشجار الصبّار المحيطة بالحقول التي كنّا نبيع كمّيات وافرة منها خلال فصل الصّيف، خاصّة لأفراد الجالية المقيمين بالخارج الذين يحبون كثيرا هذه الفاكهة، تضرّرت هذا الموسم نتيجة الحشرة القرمزية التي قضت عليها، وهذا بالطبع سيحرم الكثير من الأشخاص الذين يجنون هذه الفاكهة ويبيعونها في الأسواق، أو جائلين في الأحياء والمناطق السكنية، من العمل هذا الموسم”.

عبد القادر عزاوي، فلاح وصاحب حقل لزراعة الحوامض بجماعة أولاد ستوت، قال في تصريح لهسبريس: “تكبدنا خسائر فادحة هذا الموسم على غرار السّنة الماضية مع ندرة التساقطات المطرية ووضعية الجفاف التي نعيشها، وغيرها من المشاكل التي تستوجب حلولا عاجلة لاستمرار الفلاحين في عملهم”.

وأضاف عزاوي: “زاد من معاناتنا جفاف الساقية الوحيدة التي كانت تمد المنطقة كلها بالماء، ما أدى إلى ضياع كلّ شيء. الأشجار يبست قبل أن تخرج ثمارها، وجميع الفلاحين بالجماعة لم يجدوا ما يسقون به الأراضي الزراعية والماشية”.

وأوضح المتحدث ذاته أن “الجهات الوصية لم تحرك ساكنا أمام الوضع الخطير الذي يعيشه الفلّاحون مع أزمة الجفاف الحالية، ما يكرّس التفاوت الكبير بين العالمين القروي والحضري، ويجعل الأخير مهمّشا وغارقا في مشاكله ومعاناته” حسب تعبيره.

وختم الفلاح ذاته تصريحه لجريدة هسبريس الإلكترونية بحسرة قائلا: “مازال الفلّاحون رغم البرامج الحكومية التي تطلقها الدولة لدعم قطاع الفلاحة يعانون من مجموعة من المشاكل، وعلى رأسها توفير المياه الكافية لسقي الأراضي الزراعية، باعتبار كسب الفلاحين رزقهم أو ضياعه رهينين بالماء أكثر من أي شيء آخر”، داعيا في الأخير الجهات المسؤولة إلى “التدخل لمعالجة مشاكل الفلاحين بالجماعة”.

‫تعليقات الزوار

15
  • حزب الجالية
    الجمعة 5 ماي 2023 - 05:15

    الربا + الزنا + الخمر + الرشوة + الغش + الكدب + الظلم ++++
    كل هذه الصائب و نربط من الله المطر.

  • الجردة
    الجمعة 5 ماي 2023 - 05:16

    اذا لم يرد بعض الفلاحين استخدام الأسمدة الكيماوية رغم فقر التربة من المواد العضوية فكيف سيكون الإنتاج وفيرا رغم السقي .

  • المذغري.
    الجمعة 5 ماي 2023 - 05:22

    ليس المغرب وحده من يعاني من الجفاف فدول البحر الأبيض المتوسط كلها تعاني من نفس المشكل من قبيل إسبانيا وفرنسا وتونس ومصر و الجازاير…والغريب في الأمر أنه لم تتم الدعوة إلى الدعوة إلى إجراء صلاة الاءستسقاء إلا مرة واحدة في حين أن السنة المحمدية تقتضي اجراؤها كلما نقص أو انحبس المطر ،بل أن الاءسبان في منطقة Jaén خرجوا في طقوس دينية لطلب المطر بينما المغرب الدولة الإسلامية لا تخرج لنفس الغرض ؟؟؟؟!!! ويبقى السؤال المطروح لماذا ؟؟؟!! أما أن الحكومة مشغولة بالتحضير لمهرجان ثقافات العالم والاءتصال بالمغنيات من نوع الكاسيات العاريات ولا حول ولاقوة ءالا بالله العالي العظيم ؟؟؟؟!!

  • الغيث
    الجمعة 5 ماي 2023 - 05:59

    اتقوا الله تروا عجبا.. المعاصي هي سبب الجفاف وقلة الغيث والزلازل والمحن وجميع الفتن والمصائب… اللهم ردنا إليك ردا جميلا…جمعة مباركة

  • عادل
    الجمعة 5 ماي 2023 - 06:03

    نطلب من الله اللطيف أن يلطف بنا،وأن يبتعد الفلاحون من أخد الربا

  • med
    الجمعة 5 ماي 2023 - 06:58

    كثرة ذنوبنا و الظلمات وجشع مسؤولين حبس الله المطر وقل رزقنا واتي أسوء

  • Sa
    الجمعة 5 ماي 2023 - 07:56

    يطلبون مساعدة الدولة وهم لا يحتاجون الارباح فلاحة بالنسبة لهم هواية .يأخدون الماء بدون مقابل لوبي فلاحي خطير لم يتركو للفلاحين الصغار ما يقولون .الله المستعان

  • تايكة غرماد
    الجمعة 5 ماي 2023 - 07:59

    مناطق الزراعة البورية الخريفية تعتبر منكوبة بمعنى الكلمة وبسبب جفاف حاد وحرارة مرتفعة ورياح الشركي تم تدمير بشكل تام المحاصل !!
    والفلاح في البادية يعيش نكبة حقيقية خصوصا مع توالي الكوارث والمعاناة مع الغلاء الفاحش وفشل السياسات الحكومية والاقصاء والظلم

  • معدلة جنيا
    الجمعة 5 ماي 2023 - 08:00

    على المغرب أن يقوم بأبحاث مستعجلة من أجل الحصول على بذور مقاومة للجفاف.
    للأسف المغرب غير جاد في البحث العلمي الزراعي لكن أعتقد أن المناخ سيرغم المغرب على البحث العلمي الزراعي.
    المناخ في المستقبل لن يعود لما كان عليه من قبل في المغرب ومن يؤمن أن المناخ سيتحسن في المستقبل فهو إما أحمق أو مجنون.

  • abdou
    الجمعة 5 ماي 2023 - 09:10

    جميع المناطق البورية أصابها القحط ،أي لم تنتج حب ، إلا التبن اليسير ، كيف لا ترحمون من في الأرض يرحمكم من في السماء ؟ طفى الكيل و طغى، الظلم و تحبر الإحتكار و من مسببات ما نعيشه بلا ريب ، لقرى منكوبة و عائلات تحت خط الفقر لم تصلها قفة رمضان ، و لماذا ؟ يعيشون بلطف اللطف أصيبنا من مصائب السفهاء منا ، و زيد الشحمة في ظهر المعلوف فلاح كبار وإقطاعيين فحش لهم الدعم على الأشكال و المعدومين منهم لا شيء يصلهم ! هذا عدل ؟ ، الكادحين المهن المعيشية يؤدون الضرائب ، الأترياء و أصحاب المال و الأعمال حلال عليهم و يتبجحون العدالة الضريبية أي عدالة ؟ و قس على بنزين روسيا مغالطات نهارا جهارا ، على من ينزل المطر ؟؟! …. ٱتقوا الله يا أغنياء في فقرائكم . إن الظلم ظلمات يوم القيامة.

  • مواطن بسيط
    الجمعة 5 ماي 2023 - 10:36

    هذا دليل على غياب أي إستراتجية لا من ناحية الإذخار في سنوات الوفرة ولا لسياسة التدبير والتسيير عند الأزمة،ولا لحس وطني فأغلبية الزراعات والمنتجات التي تستنزف المياه والأراضي موجهة للخارج ،ومن المعيب أن لايعلم هؤلاء أن سنوات الوفرة تتبعها سنوات القحط والتاريخ حافل بها لهذا ونحن في هذا الزمن ومع وفرة الأراضي الفلاحية لاتوجد قدرة على إستخذام ولو تانية واحدة لتفكير مسبق ووضع حلول سهلة وجدرية،حتى أن الفيضان عوض أن يدل على فائض من الماء ليتم إستغلاله بتوفير مساليك له في السدود والوديان تم إذخاله في خانة الكوارت الطبيعية

  • مواطن
    الجمعة 5 ماي 2023 - 11:07

    نسأل الله اللطف و أن يرحم أرضه و عباده و انعامه و كل الكائنات من حيوان و نبات .

  • Nador
    الجمعة 5 ماي 2023 - 11:13

    ربما وجب مراجعة الفلاحة الجبلية بالمغرب هي الحل لتغذية المغرب في الاطلس والريف لانه مناخها معتدل ببناء المدرجات الزراعية وتمكين الفلاحين باجهزة فلاحية صغيرة متطورة وتشجيع الطلبة للتطوع في الصيف لدعم المزراعين في استصلاح الاراضي وجني المحصول مثل التجنيد الاجباري مقابل تسهيل منحة صيفية على المشاركين سيكون لهم اسبقية في الشغل

  • Falcon
    الجمعة 5 ماي 2023 - 12:08

    الجفاف لا يمس إلا الفلاح الصغير و سبحان الله لا يمس ضيعات التماسيح و مافيات تصدير الفواكه و الخضر لأوروبا، بل الإنتاج الذي يصدرونه في ازدياد، أصبحت عندنا مافيات الماء أيضا ثم يدعون المواطن للعطش و الجوع لإرضاء ماما أوربا و إسبانيا و إسرائيل الذين يستفيدون من خيرات البلاد أكثر من شعبها.

  • مستغرب
    الجمعة 5 ماي 2023 - 13:53

    اذا كان الكاتب العام لوزارة الفلاحة بالمغرب قد اعلن عن دعم الوزارة لمربي الابقار بمبلغ 6000 درهم للراس الواحد وهذا لكون اغلب المربين الكبار هم من المسؤولين والنافذين ،فلماذ لم يتفضل ويعلن عن دعم للمزارعين الذين خسروا كل شيء حتي قوت ابنائهم؟؟؟!انها النظرة المزدوجة للحكومة المغربية الحالية وانحيازها الكامل للاغنياء والتكرم عليهم كلما استطاعت تمرير الامور او تحايلت علي القوانين ..اما المزارع الفقير فلا يدخل في اجندتها. ولو خسر عمره…

صوت وصورة
أجانب يتابعون التراويح بمراكش
الخميس 28 مارس 2024 - 00:30

أجانب يتابعون التراويح بمراكش

صوت وصورة
خارجون عن القانون | الفقر والقتل
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:30

خارجون عن القانون | الفقر والقتل

صوت وصورة
مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:00

مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية

صوت وصورة
ريمونتادا | رضى بنيس
الأربعاء 27 مارس 2024 - 22:45 1

ريمونتادا | رضى بنيس

صوت وصورة
الحومة | بشرى أهريش
الأربعاء 27 مارس 2024 - 21:30

الحومة | بشرى أهريش

صوت وصورة
احتجاج أساتذة موقوفين
الأربعاء 27 مارس 2024 - 20:30 5

احتجاج أساتذة موقوفين