أربعة شبان مغاربة يبتكرون جهازا لترويض الأطراف العُلوية لذوي الإعاقات

أربعة شبان مغاربة يبتكرون جهازا لترويض الأطراف العُلوية لذوي الإعاقات
صور: هسبريس
الإثنين 4 يناير 2021 - 16:00

في الوقت الذي يجد فيه عدد من المرضى ومن الأشخاص ذوي الإعاقة الحركية صعوبات، أغلبها مادي، من أجل الحصول على جهاز يساعدهم على تحريك أطرافهم، ونظرا لقلّة الأجهزة وغلاء الروبوتات المساعدة على تذليل تلك الصعوبات، سلك شبان مغاربة طريق البحث عن بديل يسد الحاجة.

ونظرا لكون الروبوتات الخاصة بالعلاج وإعادة التأهيل تدخل ضمن المجالات الناشئة التي من المتوقع أن تُطوَّر لتحلّ المشاكل المرتبطة بأثمنة التدريب والترويض، فإن الابتكار الجديد، الذي كان وراءه 4 شبان، من بينهم فتاة، من شأنه أن “يعالج النقص في الأجهزة المساعدة للأشخاص الذين يعانون من صعوبات في الحركة حول العالم”، حسب المبتكرين.

وأوضح القائمون على هذه المبادرة أن الهدف منها هو “تقديم حل تقني أفضل لمساعدة الأشخاص الذين يواجهون مشاكل في الحركة، وتطوير نوع جديد من الهيكل الخارجي لتسهيل القيام بمهام الحياة اليومية، إضافة إلى المساهمة في المجهودات التي يبذلها المغرب على مستوى التنمية الاقتصادية والاجتماعية والصناعية لجعلها من الدول المنتجة في مجال الروبوتات والذكاء الاصطناعي عموما، وفي مجال الصحة بشكل خاص”.

واختار الشبّان المغاربة وسم مبادرتهم بـ”POH: Protection Of Health”، من أجل الاشتغال على مجموعة من المشاريع المندرجة ضمن المجال الطبي والصحي، بدءا بابتكار جهاز المساعدة على حركات الذراع، في أفق إخراج مشاريع أخرى مماثلة في المستقبل القريب.

يونس مهدوبي، قائد الفريق والمختص بابتكار هذا الروبوت، أشار إلى أن “المشكلة الرئيسية التي يعاني منها بعض المرضى تتمثل في اعتمادهم على الغير أثناء القيام بالأعمال المنزلية الأساسية، كالحصول على أدوات النظافة واستعمالها، وجلب الماء أو الطعام…، وهذا هو ما دفع فريقنا إلى تركيز طاقته لحل هذه المشاكل”.

وأوضح المتحدث ذاته، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “الصعوبات الحركية تهمّ أيضا الأشخاص المصابين بالشلل النصفي، والشلل الدماغي، وغيرهما من الأمراض التي تجعل المرء غير قادر على استخدام أطرافه العليا بالشكل المطلوب، في الوقت الذي تبقى فيه الرعاية بعد العلاج والمساعدة المستمرة باهظة الثمن”.

وأكّد مهدوبي أن الجهاز المبتكر المعتمد على التأهيل الروبوتي يمكن أن يحل محل التدريب البدني أو الترويض الطبي الذي يشرف عليه المعالج، حيث يساعد الجهاز على القيام بحركات متكررة ومكثفة، وبالتالي يساعد على العلاج بتكلفة معقولة، مع إمكانية تقييم مستوى التعافي الحركي كميًا عن طريق قياس القوة وأنماط الحركة”.

وتابع يونس مهدوبي بأن “فريق العمل وجد أن إعادة التأهيل المبكر للأشخاص المصابين بالشلل الدماغي ستساعدهم على استعادة قدرتهم على الحركة، لذلك تم البدء بهذا الجهاز الخاص بحركة الأيادي، في أفق ابتكار أجهزة أخرى تهمّ كل الأطراف التي تصاب بالشلل في الجسم، من أجل مساعدة المرضى على استعادة قدراتهم الحركية”.

وعن المدة التي استغرقها الشبان للوصول إلى هذه النتيجة، أوضح مهدوبي أن “هذا الجهاز المغربي مئة بالمئة تطلب سنة في مرحلة الدراسة، إضافة إلى 4 أشهر في مرحلة الابتكار التي تم خلالها التواصل بين أعضاء الفريق عن بعد، نتيجة تزامنها مع قرار تقييد الحركة التي عاشها المغرب بسبب انتشار فيروس كورونا”.

وختم المتحدث تصريحه لهسبريس بالإشارة إلى أن “هذا المشروع، الذي يتم بتنسيق مع المؤطر رشيد أسوال، لا يندرج تحت غطاء أي مؤسسة. الواقفون وراءه مجرد طلاب وأصدقاء يحاولون تفجير طاقتهم المعرفية في خدمة المرضى، خاصة أولئك الذين يجدون صعوبة كبيرة في القيام بأبسط حركات الأيادي والأرجل في حياتهم اليومية”.

وإلى جانب الجهاز المذكور، يعمل أيوب احصاين، متخصص في تطوير تطبيق المشروع، على تطبيق هاتفي يحتوي على بعض حركات اليد والأصابع، حسب الوقت والعدد المخصص لكل حركة بناء على المعلومات المرسلة إلى الجهاز، حيث يتلقى الروبوت الرسالة من التطبيق وينفذها بشكل مضبوط، مع محاولة إدخال الذكاء الاصطناعي بالتطبيق الهاتفي لتحسين أدائه.

ولتسهيل التواصل بين المرضى والمشتغلين على الجهاز، تعمل الشابة شيماء الصباح، متخصصة في تطوير الموقع الإلكتروني، على القيام بمهام التنسيق عبر موقع إلكتروني، حيث يمكن للجميع إنشاء حساب خاص وتعبئة المعلومات المتعلقة بهم وحالتهم الشخصية ونوع المرض الحاد الذي يعانون منه، سواء كان شللا في الأطراف السفلية أو العلوية، إضافة إلى المعلومات المرتبطة بالفحوصات الطبية المرتبطة بالمرض.

‫تعليقات الزوار

14
  • مغربي
    الإثنين 4 يناير 2021 - 16:11

    المسؤولين لهم بالمرصاد، هناك العديد من الشباب المبتكر لا يتلقون دعما من المسؤولين أو إبداء أي إهتمام بهم.

  • مغربي من فرنسا
    الإثنين 4 يناير 2021 - 16:33

    ماشاء الله على نوابغ المغربية مثل هؤلاء المغاربة نفتخر بهم في العالم ،الان الكرة في شباك المسؤولين ،ان لم يتحركوا فببساطة مسؤولين آخرين من دول وخصوصا مسؤولين اوروبيين او امريكان سوف يتكلفون بهم،

  • محمد أمين لكواحي
    الإثنين 4 يناير 2021 - 16:38

    على الرغم من تألق عدد من المبتكرين والمخترعين المغاربة الشباب في السنوات الأخيرة في محافل دولية تعنى بالابتكارات والاختراعات التكنولوجية السؤال اللي غايبقا دائما كيطرح راسو :
    ماذا قدمت المؤسسات الراعية لقطاع البحث والابتكار بالمغرب لاحتضان هذه النجاحات ومواكبة مشاريع المخترعين وتحقيقها على أرض الواقع.
    وبلد كالمغرب احتل المركز السادس عربيا والثالث أفريقيا بحلوله في المركز 72 ضمن لائحة الدول الأكثر ابتكارا في العالم، وفق التقرير السنوي لمؤشر الابتكار العالمي لعام 2017 الذي صدر في نوفمبر السنة الفائتة ورغم تلك الإنجازات، يشتكي مخترعون شباب مغاربة من إهمال اختراعاتهم، واضطر بعضهم للتخلي  عن اختراعاتهم أمام هذه الصعوبات، في وقت يختار آخرون التخلي عن هاته الابتكارات، ومثال حي على هذا الابتكار الذي تم التخلي عنه هو لوحة تغيير لاعبي كرة القدم، فهو اختراع مغربي 100٪ لكن غياب دعم المؤسسات الرسمية، وغياب روح الدعم لدى كثير من المؤسسات والمقاولات الخاصة يُضيِّع على المغرب ملايين الدراهم كانت ستستفيد منها خزينة الدولة.

  • إبن بطوطة
    الإثنين 4 يناير 2021 - 16:41

    اللهم زد وبارك.الله إكثر من أمثالكم،تحية وتقدير لكم،تستحقون كل الدعم و التشجيع.الوطن يزخر بطاقات شابة لديها أفكار و مشاريع في شتى الميادين لا ينقصهم سوى الدعم المادي و المعنوي و إعطائهم فرصة لتحقيق طموحاتهم و أحلامهم.أخيرا أنصحكم بالإستمرار و الإجتهاد وعدم الإستسلام رغم العقبات و الحواجز .لكل بداية مشوكة نهاية مزهرة.بالتوفيق إن شاء الله

  • ملاحظ
    الإثنين 4 يناير 2021 - 17:24

    يجب الإهتمام بهذه الفئة التي تشتغل بكل وطنية وتقديم كل الدعم لأنها تستحق ذالك في خدمة الوطن والمواطن بالأعمال و الإنجازات المشرفة للإنسانية

  • obsevateur
    الإثنين 4 يناير 2021 - 18:30

    كل التشجيع لشباب المستقبل و النبهاء المجتهدين منهم في كل المجالات الحياتية اليومية التي تهم مصالح الإنسان على جميع المستويات وتمنيت من قلبي أن يكون اسم الجهاز المصنوع باللغة العربية ما دام أنه بخبرة مغربية مائة بالمائة مع القيام بترجمته للغة اللاتينية و هدا من أجل إبراز الخصوصية المغربية والتمييز من أجل تحسين صورة المغربي أكثر مما هو عليه على مستوى الحضارة العالمية ، نرجو أن يفكر في هدا مستقبلا وشكرا لكل المبتكرين وفقكم الله في مسعاكم

  • مواطن مغربي
    الإثنين 4 يناير 2021 - 18:49

    هولاء الشباب يبشرون بالخير ليس كبعض الشباب الدين ينشرون الضرر كمثل ماخرة المراة قوم مفسدون ولا يبتكرون مثل الشباب المصلح همهم و هو العلم والمعرفة لمنفعة الامة احيك ايها الشاب المصلح العلم نور والجهل عار الاجتهاد في شبابك هو منفعة لك في حياتك ولا تاخدك التفاهات ليس لها منفعة ان الله يرحم من عمل عملا واتقنه وانتفع به الناس لك اجر كبير ايها الشاب الغيور نتمنى لشبابنا التقدم والازدهار في مشاورهم العلمية وكل عام وانتم تبتكرون لمنفعة وطنكم الغالي انا وهو المغرب اعانكم الله على عملكم المخلص ووفقكم الله فيما تحبون من الخير والعطاء والابتكار

  • Omar
    الإثنين 4 يناير 2021 - 19:42

    اودي تبارك الله عليهم راه عندنا شباب اكفاء فين اهوما هادوك لكا انتقدو لاواه قهاوي لاواه اناث لاواه…. راه خاص ليشد لهم في ابدهم او او اواكبهم النظام التعليمي اما هادك ديال حفظ أو كتب راه ممواتيش للشباب خصوصا المغربي

  • فخور
    الإثنين 4 يناير 2021 - 20:14

    افتخر بشباب المغرب الاذكياء المبتكرين…ان المسؤولين هم العقبة الرئيسية في وجه شباب المغرب الطموح والمخترع…لو اعطيت الفرصة والامكانيات لشبابنا منذ زمان لكان المغرب في صورة اخري من التقدم العلمي والتطور التكنولوجي…ولكن يوجد لوبي يخاف من باحثينا ومخترعينا وعلمائنا.. وبالتالي يضغط بكل تدخلاته لاحباط كل محاولة لتشجيع البحث العلمي او اختراع او اي شئء يجعل المغرب بلدا متقدما وسكانه تحرروا من التخلف والفقر… لهذا اللوبي عقدة السيطرة المادية والفكرية علي البلاد والعباد.. فتبا لهؤلاء..

  • AHMED
    الإثنين 4 يناير 2021 - 20:29

    يجب على الوزارة الصحة ان تدعم جمعية المركب الاجتماعي ام كلثوم بالدارالبيضاء خاصة بالترويض الطبي بحي التشارك ، هناك كثير من الناس مصابين بشلل وليس لهم من يدعمهم لاجراء العملية الجراحية للعظام ، ويقصدون المركب للترويض الطبي، فعلى المحسنين ان يقصدوا هذا المركب الاجتماعي للمساعدة المرضى مباشرة لاجراء العملية الجراحية،والله مع المحسنين،

  • فاتن
    الإثنين 4 يناير 2021 - 21:01

    المرجو تزويدنا بكيفية التواصل مع هؤلاء الشباب او تزويدنا باسم الموقع قصد اقتناء الجهاز لمصابة بشلل نصفي و نعاني من مضاعفته على مستوى الطرف العلوي و جزاكم الله خير جزاء

  • يوسف
    الثلاثاء 5 يناير 2021 - 00:03

    او داك الجهاز ديال التنفس الاصطناعي ابتاكروه حتى هو شباب مغاربة ولكن ماعرفنا فين وصل. والله لا أثق بهذه الاخبار

  • سوسن
    الثلاثاء 5 يناير 2021 - 10:19

    رائع جدا وجميل أنا أعرف قائد الفريق إنه يعمل جيدا الله اعاونهم ياربي

  • نضال مغربية مقيمة ببريطانيا
    الثلاثاء 5 يناير 2021 - 10:30

    إنها فعلا فكرة رائعة أهنئ قائد الفريق صديقي العزيز أنا أتابعك من بريطانيا و أشكر كل من عمل على هده الفكرة الرائعة كما أوجه الشكر لمؤطر الفريق اسوال رشيد الدي قدم الدعم و المساعدة لهده الفكرة الرائعة التي هي دور المسؤولين في بلدنا شكرا لك و للفريق

صوت وصورة
أجانب يتابعون التراويح بمراكش
الخميس 28 مارس 2024 - 00:30 1

أجانب يتابعون التراويح بمراكش

صوت وصورة
خارجون عن القانون | الفقر والقتل
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:30

خارجون عن القانون | الفقر والقتل

صوت وصورة
مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:00

مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية

صوت وصورة
ريمونتادا | رضى بنيس
الأربعاء 27 مارس 2024 - 22:45 1

ريمونتادا | رضى بنيس

صوت وصورة
الحومة | بشرى أهريش
الأربعاء 27 مارس 2024 - 21:30

الحومة | بشرى أهريش

صوت وصورة
نظرة حقوقية إلى مدونة الأسرة
الأربعاء 27 مارس 2024 - 19:35 4

نظرة حقوقية إلى مدونة الأسرة