بخصوص ملف ترسيب الأساتذة

بخصوص ملف ترسيب الأساتذة
الإثنين 6 فبراير 2017 - 06:23

أثبتت معالجة ملف الفوج الأخير من الأساتذة عبر كل مراحلها الماراطونية أن النظام يتعامل بعقلية “التبرهيش” بما تفرض من حضور الأنا والشخصنة والأذرع الحديدية،، والانتقام حال الهزيمة..

كما أثبتت مرة أخرى، وخلافا لكل ما يراد له أن يروج أن النظام البوليسي هو السائد، والهاجس السياسي هو المسيطر، وأن كل النتائج، في كل القطاعات، وعلى جميع الأصعدة،، تصدر عن المصالح “الأمنية”، أو بعد مصادقتها!!!..

وفي واقع الحال يمكن أن ينظر إلى ملف ترسيب الأساتذة من جانبين: جانب “الدولة” ومتعلقاته، وجانب مواقف بعض القوى والتيارات..

من جانب الدولة:

– تحسّب الأساتذة، وكذا المتدخلون وأعضاء المبادرة المدنية، لمسألة الانتقام في حينها، وتمت إثارتها والتعرض لاحتمالاتها. فكان تصريح الجهات المسؤولة بطمأنة الجميع بأن الامتحان سيكون شكليا؛

– جل من تم ترسيبهم صدرت فيهم شهادات تزكية الجانب المعرفي من طرف مؤطريهم من الأساتذة والمفتشين؛

– الكثير من المرسبين حاصلون على شهادات عليا متعددة، وأجروا تكوينات مختلفة، ولهم تجربة معتبرة في القطاع الخاص؛

– “الرسوب” معناه عدم الاستيعاب الكافي لمقرر التكوين الذي قُدم خلال السنة التكوينية، والحال أنه، على صحة الفرضية، يبقى من يحمل نفس الشهادات، واجتاز عددا قياسيا من “الإقصائيات”، وخضع لتكوينين نظري وعملي لمدة سنة ولم يستوعبه جيدا،، يبقى أفضل بما لا يقارن مع من لم يخضع لأي تكوين، كما هو حال التوظيف بالتعاقد،، ومن باب أولى التوظيف المباشر للأطر التربوية، دون مباراة، أو تكوين، أو “امتحان تخرج”!!!؛

– ينتمي غالبية المعنيين لتيار فكري دعوي سياسي معين، يحظى بقاعدة شعبية ربما تكون الأكبر من حيث العدد، والأكثر انضباطا وتنظيما، له تاريخ في النضال وشرعية العدد والعدة والمنطلق، ومع هذا صابر محتسب رغم التضييق في الأرزاق والحريات والممتلكات(…)… يمارس نشاطه بوضوح وشفافية وعلنية وسلمية، دون أية ارتباطات أو استقواء..

هذا التمادي في الاستهداف والتضيق والإقصاء، وإن كان لن يحقق ما عجز عن تحقيقه سلفا، إلا أنه يعبر عن إحدى الاحتمالين: إما مجرد غباء الدوائر المعنية وممارستها للسادية العبثية عبر برمجة وإعادة برمجة آلية وضعت في العصور الغابرة، أو أن “المبرمجين” جدد ويتوخون استفزاز القوم من أجل إيجاد مبرر تنفيذ مخطط ما..

من جانب باق المكونات:

– بعض منتسبي العدالة والتنمية الذين برروا، أو على الأقل فضلوا الصوم، لا ينتظر منهم تسفيه كبرائهم.. فهم على آثارهم سائرون،، ولا يرجى خير ممن يفهم “انصر أخاك ظالما أو “ظالما”” فهم العجم!!!..؛

– بالنسبة لباقي الشامتين المبررين المتخندقين في باقي التيارات الهجينة التي لم تحسم أمر موقعها بعد هل في هذه القارة أم في حلف وارسو/شمال الأطلسي،، هؤلاء لن يدلك على نذالتهم غير حربائيتهم في “الدفاع عن الحقوق والحريات”، استقوائهم بأسيادهم مرة وتمخزنهم مرات، وضع أيديهم في يد الشيطان ليحاربوا كل من أو ما يمت للهوية الأصيلة المؤصلة بصلة، التعويض عن ضعفهم بالتحالف مع كل من كان كفيلا بإزاحة من يمثل حاجزا دون تحقيقهم لمسعى إفساد المجتمع…

ما يقلق بالنسبة لهؤلاء، ليس موقفهم، فهو أحقر من أن يُلتفت إليه، وإنما هو التعريض من طرف بعض العقلاء بالجزئيات المتعلقة بمواقفهم العفنة المخزية، والتعرض لها بالانتقاد والتدليل على نذالتها، كأنهم أخطؤوا التقدير، وفي غيرها فالحين..

إن هؤلاء يجب التعامل معهم في سياق وحدة النسقية والاصطفاف بين الخير والشر وفسطاطيهما، بحيث لا يجدر البحث عن الخير في مجموعة تعريف الشر، ولا العكس في العكس.. وعلى المشكك ربط الاتصال “السياسي” والقيمي والفكري والعقدي والروحي لمكونات كلا المجموعتين، ليجد أن المجموعة الأخرى يصل سندها وسلسلتها “النارية” بالضرورة إلى جنود إبليس، ومن ثم إلى إبليس نفسه.. وعليه لا نفاجأ إذا وجدنا موقفا من مواقفهم يجسد مطلق الحقد والشر والكراهية -وحسرة وخسارة مناقشة تلك الجزئية- لأنه ذاك انتماؤهم وولاؤهم وديدنهم..

‫تعليقات الزوار

8
  • ADDI
    الإثنين 6 فبراير 2017 - 10:25

    كلامكم في الصميم ينطبق عليه قول سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم:إذا أراد الله إنفاذ قضائه وقدره سلب ذوي العقول عقولهم حتى إذا مضى أمره ونفذ قضاؤه وقدره أعاد لذوي العقول عقولهم فحصلت الندامة. "وهذا ماحصل لمن يقف وراء هذه المهزلة.COMMENT SAUVER LA FACE

  • مهتم
    الإثنين 6 فبراير 2017 - 11:22

    متى كان اجماعة العدل و الاحسان المشار اليها ضمنيا هنا تاريخ في النضال؟؟؟؟

  • صبحي بوعزة
    الإثنين 6 فبراير 2017 - 11:25

    الظلم يا اخي، انا ايضا تم ترسيبي في الكلية لانني منتم الى جماعة "النصرة و القدرة" رغم اني لي كافة المؤهلات و شواهد عليا و اخرى كبرى من ارقى المؤسسات الوطنية و لي شهادات الاساتذة الكرام المكرمين الذين اعترفوا بقدراتي الخارقة و علمي الواسع و تجربتي العظيمة- لكن المخزن و ازلامه يأبى ان ينتقم مني بتشجيع بعض من بيادقه لترسيبي عنوة و ظلما و لان المخزن راسو قاسح لا ينسى ابدا و ان غفر لك- و لهذا فالمخزن يتأقلم و حين الضعف تراه يستسلم و حين القوة تراه يضرب بقوة و بلا شفقة او رحمة و لهذا نطالب دوي الغيرة بالاحتجاج لكي يعملوا على انجاحنا بقوة التظاهر في الشارع و تعييننا في الاماكن التي نحب و خصوصا بالقرب من مراكز القرار و الاهل و الاحباب و اما الترقية فان شاء الله تأتي بالاحتجاج و تغليض الهضرة و استعمال قاموس "الموت و لا المذلة" مثلا- لاننا عظام واعرين علماء اجلاء من الطين الرفيع الذي لا يبلى و لا ينسى باذنه تعالى عز و جل سبحانه- بالاحتجاج نفرض راينا و نجبر الادارة على منحنا شهادة "متبحر في العلوم جمعاء" و شهادة "عالم من علماء القرن" و شهاة "استاذ كبير واسع و عريض المعرفة" و شهادة "بحر بحر العلوم

  • عبدالله
    الإثنين 6 فبراير 2017 - 14:32

    كان على الوزارة توظيف كل المرشحين بعد التكوين مباشرة ودون استثناء لكن عند اجراء المباراة فهناء ناجح وهناك راسب غير ان المثير للاهتمام والذي يجب ان يدرس بعناية فائقة هو نجاح بعض المرشحين بشهادة بعض الناس وبفضل الشواهد الذي يتوفرون عليها وبفضل اعلام الجماعة والمظلومية وتم ترسيبهم ولا دليل على ذلك الا الجبهة والسنطيحة ؟ وهنا نطرح سؤالا ما الدليل على ترسيب او نجاح المرشحين من داخل المباراة لا من شهادات الزور؟

  • هبة
    الإثنين 6 فبراير 2017 - 16:16

    حتى في هكدا ملف تقصون من رسب وليس له انتماءكم بمعنى انه يستحق دلك على خلاف من له اديولوجيتكم فهو يستحق النجاح ورسب لانه من جماعتكم ومند متى جماعة العدل والاحسان كانت مناضلة الله يعطينا وجهكم.

  • Observateur
    الإثنين 6 فبراير 2017 - 18:11

    فى جميع الدول حتى الأكثر عراقة فى الديموقراطية هناك لجان تبث فى التعيينات و تراعى الجانب الأمنى و السياسى و هذا ليس بالأمر الجديد بل هو ما يحدث نوعا من التوازن داخل الإدارة لكى لا تترك فريسة الاختراق و لزرع الاتباع من طرف أى جهة فى أفق قلب النظام عبر غسل العقول. و التجربة فى المغرب التقت بالدليل ان اتباع بعض الجماعات يستغلون وظيفتهم للدعوة و لتجييش الاكثر قابلية بدل كسب المال الحلال عبر أداء وظيفتهم بكل تجرد و امانة

  • عيد العزيز
    الثلاثاء 7 فبراير 2017 - 08:32

    تحليل رصين.
    وكلمة حق في ملف سكت فيه المتشدقون.

  • التعاقد كحلّ
    الثلاثاء 7 فبراير 2017 - 12:46

    "الرسوب" معناه عدم الاستيعاب الكافي لمقرر التكوين الذي قُدم خلال السنة التكوينية، والحال أنه، على صحة الفرضية، يبقى من يحمل نفس الشهادات، واجتاز عددا قياسيا من "الإقصائيات"، وخضع لتكوينين نظري وعملي لمدة سنة ولم يستوعبه جيدا،، يبقى أفضل بما لا يقارن مع من لم يخضع لأي تكوين، كما هو حال التوظيف بالتعاقد،، ومن باب أولى التوظيف المباشر للأطر التربوية، دون مباراة، أو تكوين، أو "امتحان تخرج"!!!؛

    ليعاقد الراسبون ويحلّ الاشكال

صوت وصورة
أجانب يتابعون التراويح بمراكش
الخميس 28 مارس 2024 - 00:30

أجانب يتابعون التراويح بمراكش

صوت وصورة
خارجون عن القانون | الفقر والقتل
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:30

خارجون عن القانون | الفقر والقتل

صوت وصورة
مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:00

مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية

صوت وصورة
ريمونتادا | رضى بنيس
الأربعاء 27 مارس 2024 - 22:45

ريمونتادا | رضى بنيس

صوت وصورة
الحومة | بشرى أهريش
الأربعاء 27 مارس 2024 - 21:30

الحومة | بشرى أهريش

صوت وصورة
احتجاج أساتذة موقوفين
الأربعاء 27 مارس 2024 - 20:30

احتجاج أساتذة موقوفين