تساؤلات تلف مصير المساعدات الدولية وخطة التعافي والإصلاح في لبنان

تساؤلات تلف مصير المساعدات الدولية وخطة التعافي والإصلاح في لبنان
صورة: و.م.ع
الجمعة 5 فبراير 2021 - 12:00

بعد مرور ستة أشهر على انفجار مرفأ بيروت، يؤكد الداعمون الدوليون الأساسيون أنهم أرسلوا غالبية المبالغ التي وعدوا بها لدعم الشعب اللبناني. إلا أن منظمات غير حكومية تشكو من أنه لم يصلها سوى القليل.

فما هو حال المساعدات الموعودة في بلد يشهد انهياراً اقتصادياً وتفرض فيه المصارف قيوداً مشددة على السحوبات المالية وخصوصاً بالعملات الأجنبية.

ما هي المبالغ الموعودة؟

في التاسع من غشت 2020، أي بعد خمسة أيام على الانفجار المروع، تعهد المجتمع الدولي خلال مؤتمر بمبادرة من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بتقديم 298 مليون دولار كدعم إنساني للبنان، على أن تقدم برعاية الأمم المتحدة وبشكل مباشر للشعب اللبناني.

وزار ماكرون لبنان مرتين إثر الانفجار الذي تسبب في مقتل أكثر من مائتي شخص وإصابة أكثر من 6500 آخرين بجروح، وتدمير أجزاء واسعة من العاصمة.

وإثر مؤتمر آخر في الثاني من ديسمبر، وبدعم من ماكرون أيضاً، أطلق الاتحاد الأوروبي والبنك الدولي والأمم المتحدة خطة عمل للإصلاح والتعافي وإعادة الإعمار لمدة 18 شهرا. وقدرت قيمة الاحتياجات للتعافي في السنة الأولى بـ426 مليون دولار للسنة الأولى.

ما هي المبالغ المرسلة؟

وفي بداية ديسمبر، أشاد ماكرون بوفاء الجهات الدولية بالتعهّدات التي قطعتها في المؤتمر الأول، وقال إنها تخطت 280 مليون يورو (أكثر من 330 مليون دولار).

وتوضح المنسقة المقيمة للأمم المتحدة في لبنان ومنسقة الشؤون الإنسانية نجاة رشدي، لوكالة فرانس برس، أنه من أصل 298 مليون تم إرسال 161 مليون دولار عبر الأمم المتحدة إلى لبنان، فيما جرى إرسال مساعدات عينية بقيمة 124 مليون إلى منظمات غير حكومية، أي ما مجموعه 285 مليون دولار، وتشير إلى مساعدات أخرى أرسلت إلى الحكومة اللبنانية لكن “من الصعب” أن تقدرها الأمم المتحدة.

وتؤكد رشدي: “جرى الوفاء بشكل كامل بالمساعدات التي تم التعهد بها في التاسع من غشت”، لافتة في الوقت ذاته إلى “تحديات التنسيق” على الأرض.

ورغم ذلك، مازالت هناك مبالغ لم تصل إلى لبنان، بينها ستة ملايين دولار من أصل 18 مليونا تعهدت بها الوكالة الفرنسية للتنمية، وفق ما يقول مسؤولها المحلي آرثر غيرمون.

ما هو مصير خطة التعافي والإصلاح؟.

أما في ما يتعلق بخطة التعافي والإصلاح وإعادة الإعمار الثلاثية التي نتجت عن المؤتمر الثاني، والتي تجمع بين المساعدات الإنسانية العاجلة وأخرى على المدى المتوسط، فمازالت تراوح مكانها.

ويوضح آرثر غيرمون أن في نهاية ديسمبر، وضمن الخطة الثلاثية، جرى إطلاق صندوق ائتماني مخصص للمنظمات غير الحكومية والمؤسسات الصغيرة للحصول على 250 مليون يورو (295 مليون دولار)، إلا أن المساهمات حتى الآن بلغت 60 مليون دولار فقط.

ولا يسري على هذا الصندوق الشرط الذي وضعه المجتمع الدولي، وينص على قيام الدولة اللبنانية بإصلاحات ضرورية في مقابل الحصول على مساعدات تخرج البلاد من أزمتها الاقتصادية. إلا أن هذا الشرط يسري على جوانب أخرى من الخطة.

وتوضح رشدي أن مساعدات إعادة الإعمار وبينها المتعلقة بالمرفأ فمشروطة بالإصلاحات بهدف ضمان الشفافية في طلب المناقصات.

 أي سعر صرف؟

وتشكو المنظمات غير الحكومية من قلة المساعدات التي وصلتها.

ويقول المسؤول في الصليب الأحمر اللبناني نبيه جبر لوكالة فرانس برس إن “شخصيات ومؤسسات مولت أكثر من 80 في المائة من عمليات الاستجابة التي قام بها الصليب الأحمر اللبناني بعد انفجار بيروت”.

وحصد الصليب الأحمر اللبناني 27 مليون دولار على شكل هبات خاصة في مقابل خمسة ملايين فقط من شركاء دوليين.

ولا يتوقف الأمر عند الصليب الأحمر، إذ إن الوضع ذاته تكرر مع منظمة “بيت البركة”، التي انكبت على القيام بأعمال إغاثة في الأحياء المتضررة.

وتقول مديرة المنظمة مايا ابراهيم شاه إنه أمام نقص التمويل، لجأت منظمتها إلى البحث عن مصادر أخرى، وقد أرسل المغتربون لها 3.2 ملايين دولار.

وإضافة إلى صعوبات التمويل، تواجه المنظمات غير الحكومية أزمة أخرى، وهي ببساطة إمكانية سحب أموالها من المصارف اللبنانية.

ومنذ خريف العام 2019، فرضت المصارف تدريجاً قيوداً مشددة على الحسابات خصوصاً بالدولار. وبات المودعون غير قادرين على سحب أموالهم بالدولار، لكن يمكنهم الحصول عليها بالليرة وفق سعر جديد حددته المصارف بـ3900 ليرة، في حين أن سعر الصرف في السوق السوداء يكاد يلامس عتبة التسعة آلاف.

أما سعر الصرف الرسمي فمازال محدداً بـ1507.

وتسمح المصارف للمودعين بسحب مبالغ بالدولار خلال فترة زمنية معينة وضمن سقف محدد بشرط أن تكون حُولت حديثاً من خارج البلاد إلى حساباتهم.

وبالنتيجة فإن بعض المنظمات غير الحكومية اضطرت إلى أن تسحب جزءاً من المبالغ بالليرة اللبنانية حسب سعر المصارف ما أفقدها 55 في المائة من قيمتها الفعلية.

وتقول فيرجيني لوفيفر من مؤسسة “عامل الدولية”: “أجبرنا على تحويل بعض المبالغ إلى الليرة اللبنانية وفق سعر صرف المصارف”، مشيرة إلى أنه “جرت مفاوضات للاتفاق على سعر صرف +إنساني+، إلا أنها لم تحسم”.

التراث وضع جانباً؟

ويواجه قطاع الثقافة والتراث شحاً في التمويل.

وتلقى تحالف “مبادرة بيروت للتراث”، وفق أحد المسؤولين فيه، 250 ألف دولار عبر جهات مؤسساتية، فيما تقدر حاجات القطاع بـ300 مليون دولار.

ولم تنظم منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة حتى الآن مؤتمراً للداعمين كان يفترض إطلاقه في أكتوبر.

ويقول فضلو داغر، أحد مؤسسي “مبادرة بيروت للتراث”، إنه من دون الدعم المالي “من الاستحالة القيام بأي أعمال إعادة إعمار للتراث اللبناني”.

وتسبب الانفجار في مرفأ بيروت، وفق تقديرات للبنك الدولي تعود إلى غشت، بأضرار وخسائر اقتصادية راوحت بين 6.7 و8.1 مليارات دولار.

‫تعليقات الزوار

9
  • حزب الله الايراني
    الجمعة 5 فبراير 2021 - 12:33

    الفوضى من يحكم لبنان هو حزب الله وحركة امل الشيعة تحكمهم ايران واينما وجدت ايران وجدت الفوضى والحروب الاهلية والاستلاء على اقتصاد ةاغتيالات من يعارضهم حتى ولو دخلت دول للحماية لن تنجح مثل العراق وافغانستان / الشعب اللبناني راقي ولكن مع الاسف ايران وجار لاسرائيل

  • Anas
    الجمعة 5 فبراير 2021 - 12:40

    عندما اشاهد بعض ساسة و مرتزقة لبنان و هم ينتقدون سياسات المغرب يصيبني الغضب والذهول، قوم ناكرون للجميل ، طوائف تبيع نفسها لمن يدفع اكثر. اخطىء المغرب بارساله اكثر من عشرين طائرة و تضييع الملايين في المستشفى الميداني على دولة لا تعترف حتى بحق المغرب في صحرائه…. النفاق و العمالة من شيم طوائف لبنان.

  • مواطن
    الجمعة 5 فبراير 2021 - 12:45

    بني صهيون خربوا كل الدول المحيطة بفلسطين

    هدفهم هو أن يلعبوا في الإقليم كما يحلوا لهم

    لكن هيهات هيهات

    للأسف لم يتعلموا من ماضيهم

    أنصار هتلر ما زالوا أحياء

    وكتاب هتلر محتواه كأنه يتكلم على عصرنا الحاضر

  • max
    الجمعة 5 فبراير 2021 - 13:07

    تحليل مشكل لبنان :

    40 % مفسدين السياسيين و الاقتصاديين من رجال الاعمال و رجال الدولة.

    50 % تدخل سياسات ايران لاستلاء على الوضع بصفة عامة.

    10 % عدم الرغبة في اصلاح الجدري للاقتصاد

  • لمكروح على بلادو
    الجمعة 5 فبراير 2021 - 13:24

    التساؤلات خليوهم لماليهم او تكاونساونطراو مع التساؤلات ديالنا، هضرو لينا على الديور لي كاي طيحو او الفياضانات او الدولة لي عطات الدعم غير جوج ولا تلاتة المرات فاش بدات كورونا او من بعد دريبلات بنادم، اش لاحنا لشي لبنان؟

  • مواطن2
    الجمعة 5 فبراير 2021 - 13:25

    لبنان لن يتعافى ابدا ما دام ” حزب الله ” و” حسن نصر الله ” على راس هذا الحزب.انه في الحقيقة ليس حزبا . انها دويلة برئاسة حسن نصر الله تحكم لبنان بقبضة من حديد.هذا ما تحدثت عنه عدة مقالات…لبنان كان يسمى في وقت مضى ” سويسرا الدول العربية ” وكان بمثابة بنك دولي على غرار سويسرا حاليا.الايادي الاجنبية خربت لبنان ولا زالت تخربه ولن يخرج من الخراب والتخريب الا لما يحكم اللبنانيون انفسهم بانفسهم….لبنان لن يتعافى ابدا ولو افرغت فيه اموال الدنيا.وكل من يقترب من ” حزب الله او حسن نصر الله ” مصيره …التراب كما هو معروف….وهذا امر لم يعد خافيا على احد.لبنان لن يتعافى ابدا .والمؤسف ان اسرائيل المجاورة في تقدم مستمر…ولبنان يعاني من التخلف والقتل والتخريب رغم المساعدات الدولية التي يتلقاها باستمرار.

  • الحقيقة المرة هي ...
    الجمعة 5 فبراير 2021 - 13:48

    …ان من يحارب اسرائيل فانه يحارب اوروبا وامريكا وروسيا. يعني القوى التي تسير العالم والمنتصرة في الحرب العالمية الثانية وهي الماسكة بالقرار الدولي في مجلس الامن.
    القوى الاستعمارية زرعت اسرائيل في منطقة الشرق الأوسط لتحرس ابار النفط و تجهض النهضة العربية الاسلامية حتى لا يتكرر زحف المسلمين القرن السابع الميلادي الى اوروبا.
    ولهذه الاسباب صار من الحكمة التوافق مع اسرائيل حقنا للدماء ورافة بالشعوب المقهورة و المغلوبة على امرها.

  • عين شامة
    الجمعة 5 فبراير 2021 - 13:56

    الحزب و التحزب و الطائفية تشوب هذا البلد الصغير مند أمد بعيد. هم في مشرقهم بعيدين كل البعد عن محيطنا…فكفانا مشاكل الآخرين.

  • أبو جلال
    الجمعة 5 فبراير 2021 - 14:51

    مستقبل لبنان وتقدمه وازدهاره وانعتاقه رهين بتخليصه من فك الطائفية ولاسيما من مخالب حزب الشيطان ومن جميع دعاة الانقسام والهيمنة والتسلط، حتى لو كانت شعاراتهم المعلنة أنهم في خدمة جميع اللبنانيين. لأن أهدافهم السرية هي خدمة مصالح جهات خارجية تستمد سلطتها من شعار المقاومة بينما في الواقع لا تتسبب إلا في مزيد من المأساة والأزمات المقرونة بسفك الدماء..

صوت وصورة
المعرض المغاربي للكتاب بوجدة
الخميس 18 أبريل 2024 - 01:29

المعرض المغاربي للكتاب بوجدة

صوت وصورة
بعثة أسترالية تزور مركز "تيبو"
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 21:45

بعثة أسترالية تزور مركز "تيبو"

صوت وصورة
أكاديمية المملكة تنصّب أعضاء جدد
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 18:24

أكاديمية المملكة تنصّب أعضاء جدد

صوت وصورة
احتجاج أرباب محلات لافاج
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 17:32 9

احتجاج أرباب محلات لافاج

صوت وصورة
"كتاب الضبط" يحتجون بالبيضاء
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 15:07

"كتاب الضبط" يحتجون بالبيضاء

صوت وصورة
“أش كاين” تغني للأولمبيين
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 13:52 1

“أش كاين” تغني للأولمبيين