دراسة توصي بتكافؤ الفرص ومُراعاة خصوصية الصحافيات المغربيات خلال العمل

قدمت دراسة حديثة توصيات عديدة تروم النهوض بعمل النساء في مهنة الصحافة، خاصة أنها رصدت نقاطا تمييزية عديدة، سواء تعلق الأمر بالعمل وأيضا الأجور وحتى تقلد مناصب المسؤولية.

الدراسة التي أعدتها ماجدة آيت لكتاوي، منسقة الهيئة المغربية الصحافيات الشابات المنبثقة عن المنتدى المغربي للصحافيين الشباب، أوصت بضرورة “تشجيع المرأة الصحافية على تقلد مناصب المسؤولية التي تكون عادة حكرا على الرجال، والإشراف على مهام الإدارة بشكل مناسباتي للتحفيز المعنوي وللاختبار، إلى جانب إتاحة الفرصة للمرأة الصحافية لشغل مهمة رئاسة التحرير وإدارة النشر، حتى تسهر على تجويد ظروف عمل الصحافيات لكونها الأكثر دراية بمعاناتهن”.

كما أوصت الدراسة بضرورة “المساواة في الأجور”، وأيضا “التَّمييز الإيجابي لصالح المرأة الصحافية بخصوص التكاليف مراعاة لخصوصيتها، مع تخفيف ساعات العمل للأمهات خلال الثلاث سنوات الأولى بعد الولادة”.

ومن بين التوصيات الصادرة عن الدراسة ضرورة “إدماج حضانات داخل المؤسسات الإعلامية التي يفوق عدد المستخدمين بها 50″، وأيضا “مُراعاة خصوصية الصحافيات خلال العمل، لا سيما التغطيات الميدانية (خصوصا خلال أيام الدورة الشهرية)”.

ودعت الوثيقة أيضا إلى “تمكين الصحافيات من التكوينات في الصحافة الجديدة وفي كيفية حماية أنفسهن داخل المؤسسة الإعلامية، واعتماد مقاربة النوع في الاستفادة من التكوينات الموجهة لصالح الصحافيين باسم المؤسسة الإعلامية”، وكذلك “تأسيس منظمات مهنية للصحافيات من أجل الترافع بشأن المرأة الصحافية، وإنشاء مرصد خاص بالمرأة الصحافية، فضلا عن تشكيل إطار مهني يجمع الصحافيات المهنيات من أجل الترافع لدى صناع القرار”.

كما دعت الدراسة إلى “اعتماد الحملات التحسيسية الموجهة إلى المحيط الأسري للصحافية بشأن إكراهات العمل المهني، والعمل على القيام بسن قوانين لحماية الصحافية من التحرش أثناء عملهن، والحماية من التحرش الجنسي داخل المؤسسة الإعلامية”، ثم “تحسين ظروف العمل والاهتمام بالكفاءات والمؤهل العلمي، وإنشاء خلايا الاستماع داخل المؤسسات الإعلامية منصة تفاعلية للتبليغ عن المتحرشين مع إخفاء المعلومات الشخصية للصحافية”.

كما دعت الدراسة إلى “العمل على تغيير النظرة الدونية تجاه المرأة الصحافية، وتكافؤ الفرص في السفريات والدورات التدريبية”، قائلة إنه “يتعين على المؤسسات الصحافية المبادرة إلى عقد شراكة مع أخصائيين ومعالجين لتمكين الصحافيات من المواكبة النفسية، على الخصوص؛ بالنظر إلى حجم الطاقة السلبية التي يختزنّها مع مرور السنوات بفعل طبيعة العمل الذي يُمارِسنه”.

وأوصت الوثيقة، أخيرا، بـ”احترام التوجهات الشخصية للصحافيات في ما يهم مجالات الاشتغال وعدم التضييق على طموحاتهن المهنية”، والالتفاتة لمشاكل الصحافيات المستقلات الفريلانس”.

يذكر أن نسبة الصحافيات داخل الجسم الصحافي المغربي، حسب إحصاءات المجلس الوطني للصحافة، لا تمثل إلا 28 في المائة؛ فمن بين 3 آلاف و394 بطاقة صحافة تم إصدارها عام 2021 كان عدد الصحافيات اللائي حصلن عليها هو 953 صحافية.

وحسب المصدر نفسه، فإن أغلب الصحافيات الحاصلات على البطاقة تشتغلن بالشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية وعددهن بتاريخ يونيو 2020 هو 228 صحافية، ثم 259 صحافية بالصحافة الإلكترونية، و148 بالصحافة الورقية المكتوبة، و72 بوكالة المغرب العربي للأنباء، و34 بقناة ميدي 1 تيفي، و28 بالإذاعات الخاصة، و26 بالقناة الثانية، و25 صحافية مستقلة، وصحافيتان شرفيتان.