نداء الشرف السياسي

نداء الشرف السياسي
الخميس 25 يونيو 2020 - 21:52

أنصح كمواطن بسيط، بطبيعة الحال، بعدم التصويت لصالح حزب العدالة والتنمية.. ولقد سبق أن شرحت دواعي ذلك الموقف في مقالات عديدة، وتدوينات عديدة، وفي مناسبات أخرى؛ لكنني لا أتفق مع شن هجوم كاسح على الوزير مصطفى الرميد في ما يتعلق بقضية الضمان الاجتماعي، خاصة بعد قراءة مقال نشر في هسبريس لكاتبه جواد غسال تحت عنوان: “حقائق يجب أن تروى عن المصطفى الرميد“، في غياب أي رد علمي دقيق.

لا أتفق مع مصطفى الرميد، ولا أتفق مع أدائه التدبيري والسياسي، ولا مع مواقفه في محطات كثيرة؛ ولكن المواجهة يجب أن تظل شريفة كالعادة، ولو أن زعماء الحزب المذكور لم يتعاملوا بصدق ولم يحترموا وعودهم…

لا! سنظل على المبدأ، سنظل في مستوى ذواتنا ونفوسنا وأرواحنا؛ لأن قوتنا في مصداقيتنا، ولو أن الصدق يتطلب بعض الوقت من أجل الانتصار. لا لحزب العدالة والتنمية، نعم. ولكن، لا أيضا لاستعمال غير الأسلحة السياسية الأصيلة، والإدارية الشفافة الموضوعية، والقانونية الشاملة والإنسانية في مواجهته.

لقد تعامل مصطفى الرميد -كغيره من زعماء حزبه لما تمكنوا من المناصب-، مثلا، مع قضيتي بالتجاهل. صحيح. ولكن لا يمكنني أن أصمت. ولقد اتضح لي، إلى حد الآن، وحسب المعلومات المتاحة في الفضاء الأزرق والإنترنيت، وحسب ما تمكنت من استخلاصه من تراشق بالتهم بين أطراف عديدة، أنه يتعرض لظلم في ما يتعلق بقضية كاتبته رحمها الله، حيث يعاب عليه عدم تسجيلها في الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي.

لا بد أن نظل متشبثين بمبدأ الموضوعية التامة، لا بد أن نبدع أو أن نردد مقولة جديدة/ قديمة على الشكل التالي: سأساندك إن تعرضت لظلم، وإن لم تساندني لما ظلمت…

طيب.

رأيي أن الوزير مصطفى الرميد مظلوم في هذه القضية؛ ولكن رأيي أيضا أن عليه تقديم استقالته، لأنه رجل سياسة يتحمل مسؤولية عمومية جسيمة جدا. وأما أدبيات تحمل المسؤولية السياسية فمعروفة لا داعي لسردها. إنه نداء الشرف السياسي الذي يتردد صداه عاليا: الاستقالة! ومعذرة على الصراحة.

‫تعليقات الزوار

5
  • زينون الرواقي
    الخميس 25 يونيو 2020 - 23:26

    يا أستاذ فنيش انت رجل طيب لكن علينا ألا نختزل كل شيء في ممارسات وزير أو زعيم ومن خلاله حزبه ومن خلال الاثنين التجربة الكئيبة لولايتين ذقنا خلالهما الأمرّين في مبادرة تجاه سائقه أو حارس بستانه أو احد أو احدى خدمه وحشمه .. فكم من طاغية انتهى أمره تحت الأقدام أو على أعواد المشانق وبقي طباخه الوحيد أو صهره أو كل من ولغ في صحنه الذي يذكر فضائله ومثالبه وانسانيته التي لم تكن تتعدى حدود قصره فتنعم الخادمة والمرضعة وسائق الهانم والمهرج الحميم مرافق الأطفال وكل من يدور في حدود الإقامة او الضيعة .. نحن امام حالة لوزير بحقيبة تحيل على أفضل ما يمكن ان يرنو اليه المواطن المستضعف انها حقوق الانسان وان تقضي الهالكة وهي تدور في فلك الراعي لحقوقها وحقوق غيرها دون ان تنال أبسطها فالأمر يدعو للغرابة .. اننا امام حالة تشبه النيران وقد شبّت في ثكنة المطافئ إو تسلل اللصوص الى غرفة نوم وزير الداخلية او حتى موت الكرّاب عطشاً .. حقيبة حقوق الانسان لا ينبغي ان تكون لجبر الخواطر ولا للاسترضاء ولا حتى لتعديل نوتة الكوطا يا أستاذ وان تسند لمن يفترض ان يدافع فيما يدافع عليه على حقوق المرأة أمام المحافل الدولية المتيقظة والشاخصة البصر لمن يرفل في التعدد واعني تعدد الزيجات وليس الجنسيات بعد ان استبدلنا هؤلاء بأولئك فهذا أمر عبثي يلامس السوريالية .. من استغلوا حالة الكاتبة الهالكة لم يفعلوا ذلك اشفاقاً عليها بقدر ما وجدوا في الأمر ما يؤسس بدافع حقوقي لرفع العقيرة مجددا للمطالبة باختفاء هذا الكائن البيجيدي الذي أخر أكثر مما قدم علّه يرتاح ويريح ..

  • مصطفى الرياحي
    الجمعة 26 يونيو 2020 - 06:33

    أولا وقبل كل شيء أحييك بكل إحترام لكن أقول لك بكل صرامة أين ترى الظلم ومن ظلم من
    أنت يا أستاذ كتبت خواطر لا أساس موضوعي لها أتعرف قطاع الطرق الشرف bandit d'honneur هؤلاء اللذي يسرقون الناس ويتصدقون على الفقراء وأشهرهم في الثقافةالعربية هم الصعالكة وعلى رأسهم الشاعر تأبط شرا
    فهل يا أستاذ تبرئ الصعلوك تأبط شرا فقط لانه تصدق على الفقراء ؟
    هل لما أضبط مخالفا لقانون السير أتحجج أني أتصدق على أرملة وأتكلف بيتيم أهكذا ترى تطبيق القانون بكل حذافره وبموضوعية لأنك إن فعلت تضرب مصدقية الدولة ثم تظلم كل عُقب عن نفس الجرم

  • ثقافة الإحسان البغيضة .
    الجمعة 26 يونيو 2020 - 10:21

    عدم تسجيل العمال في الضمان الاجتماعي قد أقبل به من صاحب مشروع أمي جاهل من محدثي النعمة الذين بدأوا من الصفر ولكنه غير مقبول رجل قانون ومسؤول عن حقوق الإنسان لأن عدم التزام النخب بالقانون يفقد الدولة المصداقية خصوصا وما على الأستاذ إلا تسجيل موظفة مكتبه في الضمان الاجتماعي وهي ليست معجزة وأسهل من شرب كأس ماء فكيف بمن لا يكون منصفا حتى في هذه المسلمات البسيطة أن يتولى ملفا كبيرا بحجم حقوق الإنسان. وبالتالي عليه أن يستقيل لو كان يريد أن يحافظ على بعض كرامة ومصداقية الحكومة على أنني على يقين انه لن يفعل وكل ما سيفعله هو الصمت حتى يهدأ روع المستنكرين ويشغلهم شاغل جديد .

  • قانون تحت الطلب .
    الجمعة 26 يونيو 2020 - 11:02

    عندما تمتلك الدولة ترسانة قانون مفعل وقوي فإن المسؤول وأمام الضغط يضطر لتقديم إستقالته ، أما إذا كان القانون ديباجة صورية يفعل وفق الأهواء فهو يفقد قوته متى ما كان المشبه به داخل هذه المنظومة . وسوف يلعب على هذا المعطى للإلتفاف على القانون بل وقد يبرر أو يلتزم الصمت في انتظار أن يهدأ الشارع ويستكين .

  • 010101....
    الخميس 2 يوليوز 2020 - 00:42

    هذا هو اللف والدوران فهل يتم الحديث هنا عن الظلم وعدمه بقدر ما يجب الحديث عن خرق قانون او عدمه؟ ان كان الامر بالايجاب فعلى المعنيين تحمل المسؤولية وان كان بالنفي فيجب الاعتذار لهما .

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 2

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 10

تقنين التنقل بالتطبيقات

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02 6

وزير النقل وامتحان السياقة

صوت وصورة
صحتك النفسانية | الزواج
الخميس 28 مارس 2024 - 16:00 3

صحتك النفسانية | الزواج