هشكار: أفلامي تعكس "التنوع الهوياتي" للمملكة وتصد "الفكر الظلامي"

هشكار: أفلامي تعكس "التنوع الهوياتي" للمملكة وتصد "الفكر الظلامي"
صورة: أ.ف.ب
الأربعاء 27 يناير 2021 - 05:00

قال المخرج المغربي كمال هشكار إن عمله الأخير، الذي اختار له وسم “في عينك كنشوف بلادي”، ظل وفيا لنهجه المرتبط بإبراز حقيقة الهوية المغربية المتعددة، مشيرا إلى أن كل أعماله “تعمل على إبراز قصص من الماضي تساهم في فهم الحاضر، وقصص تسعى إلى الافتخار بالهويات المتنوعة للمغرب وتقبلها، من أمازيغية، إسلامية، صحراوية، يهودية، أندلسية… تعكس الغنى التاريخي وتصد الفكر الظلامي والإسلام السياسي”.

وأوضح كمال هشكار، في حوار مع هسبريس، أن الفيلم الوثائقي الجديد “في عينيك كنشوف بلادي” يُعرض ضمن قسم بانوراما السينما المغربية في الدورة 18 من المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، ويحكي قصة زوجين إسرائيليين من أصول مغربية يعيشان في القدس ويشتغلان في مجال الموسيقى التراثية المغربية، قبل أن يقررا القيام برحلة للمغرب لصلة أرض الأجداد.

وهذا نص الحوار:

مرحبا بكم الأستاذ كمال هشكار على صفحات جريدة هسبريس. هناك عمل جديد هذه الأيام، ما قصته؟

شكرا لجريدة هسبريس على الاستضافة. نعم الفيلم الوثائقي الجديد الموسوم بـ”في عينيك كنشوف بلادي”، والذي يعرض الثلاثاء ضمن قسم بانوراما السينما المغربية في الدورة 18 من المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، يحكي قصة فنانين إسرائيليين من أصول مغربية يعيشان في القدس ويشتغلان في مجال الموسيقى التراثية المغربية؛ “نيتا”، وهي بالمناسبة من تنغير، وتعمل مغنية، وزوجها “عاميت”، من تلوات، ويشتغل عازف بيانو.

يقرر الزوجان القيام برحلة للمغرب لصلة أرض الأجداد، وتقبيل التربة التي ينحدران منها، وهي العملية التي تعرفا خلالها على فنانين مغاربة جمعهم الفن والرغبة في التعريف بالهوية المركبة لبلدهم.

لا شك أن هناك رسالة تريدون تبليغها من خلال هذا العمل، ما هي؟

طبعا كل أعمالي تسعى إلى كشف الوجه المنسي أو المسكوت عنه من ذاكرتنا، فعملي الأول “تنغير-جيروزاليم” يسعى إلى إزالة الغبار عن التعايش والتسامح التي ميز العلاقة بين اليهود والمسلمين، أما عملي الثاني “تاسا ئنوتايريئنو” فتمحور حول الحب مع “حادة اوعكي”، وهو شريط كشف كيف توظف الأشعار الأمازيغية “ئزلان” تيمة الحب في قالب ذكي يهزم الطابو داخل المجتمع المحافظ. والعمل الأخير ظل وفيا لهذا النهج من خلال سعيه إلى إبراز حقيقة الهوية المغربية المتعددة.

كل أعمالي تعمل على إبراز قصص من الماضي تساهم في فهم الحاضر، قصص تسعى إلى الافتخار بالهويات المتنوعة لبلادنا وتقبلها، من أمازيغية، إسلامية، صحراوية، يهودية، أندلسية، تعكس الغنى التاريخي وتصد “الفكر الظلامي” و”الإسلام السياسي” الذي يحاول حصر الهوية الوطنية في البعد العربي-الإسلامي فقط.

أحاول ترسيخ قيم التعدد والتنوع والانتصار للهوية المركبة، وهو في الحقيقة مصدر قوة وفخر. يجب أن نفتخر بالتعددية وتاريخنا الغني بهذه القيم، وهو بالمناسبة ما يعكسه ويقويه دستور بلادنا.

كيف تفاعل الجمهور المغربي مع عمليك السابقين؟

في الحقيقة ليس فقط المغاربة، أعمالي وبكل تواضع استطاعت أن ترحل عبر العالم؛ فمثلا عملي الأول “تنغير-جيروزاليم” كان موضوع دراسة في مجموعة من الجامعات والملتقيات، وقدم كمادة للطلبة في عدة مدرجات أكاديمية أمريكية وفرنسية وإسرائيلية، ومكن الأنتروبولوجيين من مقاربة صورة اليهود من خلال السينما، وقد حاز عدة جوائز مهمة عبر العالم.

من جانب آخر، لن ننسى الجدل الذي خلقه العروبيون والإسلاميون الذين حاولوا “اتهامي” بالتطبيع مع إسرائيل، وبالمناسبة فأنا بصدد يهودنا المغاربة، الذين لم ينسوا حب وطنهم وثقافتهم ولغتهم وأشعارهم. وعموما، تلقيت وبكل تواضع الكثير من رسائل التنويه بالعمل.

بصفتك سينمائيا، كيف توظف القيم الإنسانية، وبالخصوص قيم التسامح والتعايش؟

من خلال أعمالنا نحاول إبراز تساؤلات وجودية وميتافيزيقية… وما يهمني شخصيا إبراز كل شيء جميل بالمعنى الفلسفي للكلمة، مع التعريف بثقافتنا وترسيخ القيم النبيلة، وخاصة إرساء الحوار.

كل أفلامي تنتصر للغير، وأكرر ما ختمت به شريط “تنغير-جيروزاليم”: نحن بحاجة إلى الآخر لنعرف من نحن، إنها أكبر قيمة يتعين الذود عنها، فمهما تكن مواقفنا السياسية وعقائدنا وألوان بشرتنا فالقيم تجمعنا وتجعلنا ننفتح على الآخر ونتعايش معه.

‫تعليقات الزوار

12
  • Mohammed
    الأربعاء 27 يناير 2021 - 05:44

    Un grande realisateur, j’ai vu son film tingir et j’ai beaucoup aimer. Merci Kamal.

  • الرجراجي محمد
    الأربعاء 27 يناير 2021 - 08:00

    محاربة الاسلام السياسي و الهوية العربية هو تطرف سياسي في حد ذاته سيبوء بالفشل الذريع عاجلا أم آجلا.
    هي علمانية متطرفة و عصبية نثنة.
    هداكم الله تعالى.

  • أحمدMA
    الأربعاء 27 يناير 2021 - 08:55

    كان هناك تعايش بين المسلمين واليهود وليس تسامح لأن كلمة تسامح تعني أن هناك طرف قوي وطرف ضعيف .

  • خليل
    الأربعاء 27 يناير 2021 - 10:27

    الحمد لله أن المغاربة بدأوا يكتشفون ويعرفون حقيقة البربريست الخونة حاملي النظريات الفاشية حول النقاء العرقي، فهم مجرد أبناء الحركة الصهيو-ماسونية العالمية ومجرد بيادق في أيدي الموساد، ولن يهدأ لهم بال حتى يفتتوا ويقسموا المغرب إلى دويلات قبلية وعرقية متناحرة، ليغدو مجرد أطلال وخراب بعد سنوات طويلة من الحروب الأهلية، وآنذاك ستكون مهمتهم القذرة قد انتهت ليدير لهم الصهاينة ظهورهم، فهم مجرد عملاء ووسيلة تخريب ليس إلا، ودورهم سينتهي بانتهاء مهمتهم

  • نعمان
    الأربعاء 27 يناير 2021 - 10:35

    الظلامية و التطرف توجد في كل الأديان و الإديولوجيات، أليس هناك متطرفون يهود و مسيحيين، ألا يوجد متطرفون شيوعيون يبيحون اللجوء إلى العنف لتحقيق مبادئ الشيوعية و يسمونه العنف الثوري؟ ألا يوجد يهود متطرفون في إسرائيل يمارسون العنف باسم الدين اليهودي و يدعون للقضاء على اتباع الديانات الأخرى بل و ينزعون عن البقية صفة الإنسانية ؟ ألا يوجد مسيحيون متطرفون يدعون تفوق العرق الأبيض على باقي الأعراق ؟ لماذا تتحدثون فقط عن التطرف المرتبط بالمسلمين و تلصقون بهم تهمة الإرهاب ؟

  • مراد الشركي
    الأربعاء 27 يناير 2021 - 10:59

    أفلامك تعكس طريقة تفكيرك والمجتمع الفاسد الدي تحلم أن تعيش فيه
    البكتيريا والميكروبات دائما تبحث عن الأماكن المتسخة والقذرة لتستطيع العيش والتكاثر
    وهذا هو حالك وللأسف هناك من يشجعك

  • مفتاح
    الأربعاء 27 يناير 2021 - 11:10

    الظلمات انتم فيها . اما الفكر الاسلامي . فهو فكر تنويري . نشره الله تعالى ليخرج الناس من الظلمات الى النور باذنه . والرسل كانوا سببا في نشره وليسوا غاية . اما الظلام والظلمات فانتم فيها . بنشر فواحشكم . وتعتبرونها تنويرا . نشر رخيص لقيمة الانسان وقيمة الرجولة. ونشر للدياثة والدعارة باسم الفن الراقي . والفن منكم براء . لوثتم الفن باسم محاربة الظلام . ونسيتم ان الغشاوة التي في اعينكم هي فيحدها ظلام . ظلام دامس يبعدكم عن حقيقة الانسان . الذي خلق لا ليلعب وانما ليعبد .

  • Boumouddou
    الأربعاء 27 يناير 2021 - 11:25

    الى منتقدي هشكار ، اقول لكم انه عمل فني ،يمكنكم انتقاده او الرد عليه بعمل فني اخر.
    الذين يصفوننا ب البربريست ولنا الفخر في ان نوصف كذلك ، ولا دخل لنا بقضايا الشرق الاوسط ، يهمنا المغرب وبس.

    اسرائيل دولة قائمة وتعترف بها الامم المتحدة، ومن يقول انه غير مطبع او معترف كالجزاءر فما عليه الا ان يترك مقعده في الامم المتحدة ،

    العرب مازالوا يعيشون العنتريات وجيش محمد وووو ، ان اقترب احد من اسرائيل ستجد العالم باسره ضده.
    اخيرا اشكر السيد كمال هشكار على اعماله المميزة ولا عزاء للحاقدين

  • السنيما و التصهين ـــ الانكشارية السنيمائية
    الأربعاء 27 يناير 2021 - 12:46

    السينما دورها تثقيفي، جمالي، إديولوجي، سياسي! تبني و تهدم الوعي الجمعي! أمريكا جعلتها صناعة في خدمة الإمبريالية! ستالين جعلها في خدمة عبادة الشخصية! في مصر استخدمت لهدم الوعي القومي الناصري! في العراق استخدمها صدام لخدمة و بناء مجده الشخصي الوهمي الكارثي! في فرنسا خدمت الاستعمار و تخدم الآن الأجندة الصهيونية! السينما الهادفة غير انتقائية أجندية! المودا هي “الفكر الظلامي”!مر زمانها مع عادل إمام! نحن دائما متأخرون! ماذا عن الفساد بكل مستوياته، الظلم، السجون، التعذيب، تهريب الثروات و الأموال؟ أم السنيما هي فقط موضوع و تخصص واحد! كل الطرق تؤدي لروما و الذوق الرفيع! طريق، موضوع واحد يؤدي للتمويل العمومي للرداءة السنيمائية والعفنية! خاصكوم اللي إسد عليكم الروبينيات! أين السنيما التربوية العائلية؟ زمن التحلل من كل شيئ؟ ماذا عن التصدي للفكر التصهيني في طور التشكل في مشاتل التطبيعوازية؟ الشعب ملقح و منيع من هذا الجانب! لا تخافوا!

  • النعامة والمرٱة
    الأربعاء 27 يناير 2021 - 18:03

    الى Boumoudodo ، انت مسؤول عن كل مايجري في فلسطين . لان من هنا ومن دول أخرى من العالم خرج اولائك الذين استوطنوا ارض فلسطين وهجروا أهلها انت مسؤول مادام أولائك المستوطنون موجودون على أرض فلسطين .

  • ملاحظة
    الأربعاء 27 يناير 2021 - 18:37

    لاحظوا معي مقدمة المقال وعلى لسان المخرج:”مشيرا إلى أن كل أعماله “تعمل على إبراز قصص من الماضي تساهم في فهم الحاضر، وقصص تسعى إلى الافتخار بالهويات المتنوعة للمغرب وتقبلها، من أمازيغية، إسلامية، صحراوية، يهودية، أندلسية… تعكس الغنى التاريخي وتصد الفكر الظلامي والإسلام السياسي”.
    لاحظوا ترتيب الهويات وإقصاء للهوية العربية وهذا دليل عللى العنصرية المتجذرة في نفوس العنصريين المواليين لهذا الفكر
    لاحظوا التصدي للفكر الظلامي والاسلام السياسي ولم يتم التطرق للعنصرية والتطرف فيه فتارة الآمازيغية لنا جميعا واترة أخرى هي ملك للأمازيغ فقط

  • Tounsi
    الأربعاء 27 يناير 2021 - 23:24

    هوية المغرب مثل بقية دول شمال افريقيا امازيغية وفيها روافد من الهجرات التي قدمت من مناطق اخرى.

صوت وصورة
شراكة "تيبو أفريقيا“ وLG
الجمعة 29 مارس 2024 - 11:43 1

شراكة "تيبو أفريقيا“ وLG

صوت وصورة
احتفاء برابحة الحيمر في طنجة
الجمعة 29 مارس 2024 - 10:03

احتفاء برابحة الحيمر في طنجة

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30 4

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 3

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 4

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 11

تقنين التنقل بالتطبيقات