أمريكا تتقدم رافضي الاتفاق العالمي للهجرة الآمنة والمنظمة بمراكش

أمريكا تتقدم رافضي الاتفاق العالمي للهجرة الآمنة والمنظمة بمراكش
السبت 24 نونبر 2018 - 02:45

على بُعد أسبوعين من انعقاد المؤتمر الدولي لاعتماد اتفاق الهجرة الآمنة والمنظمة والمنتظمة بمدينة مراكش، أعلنت عدد من الدول، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، رفضها هذا الاتفاق، تخوفاً من مضامينه.

وبالإضافة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، عبرت هنغاريا وبولونيا وإسرائيل والنمسا عن رفضها هي الأخرى، وربطت ذلك بإمكان استعانة المهاجرين بمضامين الاتفاق لإلزام الدول بمنح حق الإقامة لهم وفتح حدودها رغما عنها.

وينص هذا الاتفاق، الذي وضعته الجمعية العامة للأمم المتحدة في يوليوز الماضي، على ضرورة التعاون في التعامل مع التنقلات البشرية، ويقر بأنه فيما تتمتع كل دولة ذات سيادة بالحق في إدارة حدودها، فإن الأمر يتطلب حلولاً جذرية في التعاون لتحقيق الصالح العام.

وسيكون الاتفاق العالمي بشأن الهجرة، الذي سيعتمد في العاشر والحادي عشر من دجنبر القادم ضمن مؤتمر دولي بمدينة مراكش، أول اتفاق حكومي دولي أعد برعاية الأمم المتحدة ليشمل جميع أبعاد الهجرة الدولية شمولاً كلياً.

لكن لماذا خرجت بعض البلدان عن الإجماع؟ سألنا يونس عرباوي، الباحث المغربي في قانون اللجوء والهجرة بالجامعة الحرة في أمستردام، وأجابنا بأن السبب الرئيسي وراء ذلك هو “التخوف من قول المحامين إن شخصاً ما له الحق في الحصول على تصريح إقامة في بلد ما استناداً إلى هذا الاتفاق”.

وأشار عرباوي، في حديث لهسبريس، إلى أن بعض الدول المنسحبة “تقودها حكومات يمينية شعبوية تنتهج سياسات ضد المهاجرين”، وأضاف: “تنظر هذه الدول إلى الاتفاق على أنه سيسمح للأشخاص بالاعتقاد أن من حقهم الدخول إلى ترابها بدون شروط، وهذا يتعارض مع السياسات التي تريد تطبيقها، والتي تهدف إلى الحد من عدد المهاجرين”.

وأوضح الباحث المغربي في مجال الهجرة واللجوء أن هذا الاتفاق يُنظر له أيضاً “كإعلان عن فتح الحدود على نطاق واسع؛ وبالتالي حذف الخط الفاصل بين الهجرة القانونية وغير القانونية، ما يعني مزيداً من المهاجرين إلى الدول الأوروبية”.

ويرى عرباوي أن “هذه الدول تنسى أن العديد من حركات الهجرة حدثت ولازالت تحدث في بلدان الجنوب، كما في الدول الإفريقية والأسيوية، لأن المهاجرين لم يعد بإمكانهم الوصول إلى أوروبا بسهولة بسبب الحدود، ونتيجة لذلك غالباً ما يطلب منهم البقاء في بلدان العبور أو المجاورة أو العودة إلى بلدانهم الأصلية”.

“في نظر الدول المنسحبة فإن هذا الاتفاق مقدمة للاعتراف بحق الإنسان في الهجرة وبمثابة تصريح للمهاجرين لدخول هذه الدول”، يوضح عرباوي، مضيفا أن “بعض هذه الدول هي أعضاء في الاتحاد الأوروبي وتريد التخلص من الحصص الإلزامية في الاتحاد، كما تعتبر هذا الاتفاق انتهاكاً للسيادة الوطنية”.

هذا الأمر مردود عليه حسب الباحث المغربي، ويضيف: “الاتفاق يشير بوضوح إلى أنه غير ملزم، وإلى أن سيادة الدول محترمة في مقتضياته. أما دول مثل هولندا، حيث يوجد السياسيون الشعبيون، فترى أن الاتفاق بمثابة فتح الحدود في وجه إفريقيا”.

وقال عرباوي أيضا إنه “من المؤسف أن تنسحب بعض الدول من هذا الاتفاق”، لكنه أكد في الوقت نفسه أن “ذلك لا يفيد بأنه لن يكون له معنى، ففي جميع الحالات سيكون مطبقاً في أكثر من 185 دولة عبر العالم ترغب في توقيعه”.

ورغم هذا الانسحاب، يُشير عرباوي إلى أن الاتفاق “يمكن أن يشكل مصدر إلهام للمحامين الذين يدافعون عن حقوق المهاجرين في المحاكم، فثمة قضاة تقدميون حتى في هذه البلدان المنسحبة؛ ولذلك لازال بإمكان القضاة أن يفسروا القانون الوطني من خلال استلهام مضامين الاتفاق العالمي للهجرة”.

ونتيجة لذلك، يقول الباحث المغربي إن البلدان المنسحبة لم تكن “محمية” من هذا الاتفاق العالمي، وزاد: “كما ستطرح في السياق الأوروبي مسألة تنسيق موقف أعضاء الاتحاد؛ ولذلك لا يمكن أن يكون هناك قاض واحد يخضع للعهد في بلد ولا يخضع له في بلد آخر”.

‫تعليقات الزوار

12
  • مغربي
    السبت 24 نونبر 2018 - 03:18

    لا استطيع ان انتقد دول تريد الحفاظ على سيادتها

  • hmida la feraille
    السبت 24 نونبر 2018 - 03:41

    مشكل الهجره من الجنوب الى الشمال اصبح عامل لا مفر من اصلاحه و التطرق الى تسويته بالجد. حكومات العالم الثالث نهبت خيرات بلادها بمساعده الدول الغربيه حيث ان هذه الاخيره تشجع كل حاكم ان يبعث في بلاده شرط ان يخضع لاوامر اسياده بدون رفع الراس. هذا ما دفع الطبقات الفقيره من هذه الدول الى الفرار و المغامره في الصحاري و البحار ظانين ان اوربا مازالت الحلم الحقيقي. افرقيا تزخر بكل الخيرات و الموارد لتصبح دولا تنتج و لا تستورد ولكن التخلف و التبعيه للغرب ارمى بها في حفره التهميش و الجهل. في رايي كل من تونس ليبيا الجزاير و المغرب سوف يعرف هجرات كبيره و سوف تتغير اثنيتها من هنا الى 20 سنه.

  • سكينة العلوي
    السبت 24 نونبر 2018 - 04:14

    كل هذه الدول الرافضة هي عنصرية بما تحمل الكلمة من معنى، و عنصرية ترامب هي الاخرى أرغمت الولايات المتحدة الامريكية ان تعتمد نهجاً عنصريا كذلك… رغم كل هذا، لا ينبغى لنا ان ننسى بان كل الأنظمة العربية هي أنظمة عنصرية بالفطرة… فلولا عنصريتهم ما اضطر اللاجئون السوريون للغرق في البحر محاولين الوصول الى الضفة الشمالية منه

  • النورس
    السبت 24 نونبر 2018 - 04:37

    تكاثروا فإني مباه بكم الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين

  • Hamido
    السبت 24 نونبر 2018 - 06:44

    كثر الحديث عن ظاهرة الشعبوية التي تجتاح أوربا وأمريكا.ومن يعيش في المهجر يكاد يرى هدا التوجه العنصري المقيث يوميا.ويصاحب موجة العنصرية آلة إعلامية لا تتوقف عن تشويه صمعة المهاجر بكل الوسائل.تلك بلدانهم وهم احرار في تسييرها.لكن يجب عليهم الابتعاد عن الشأن الداخلي لدول أفريقيا وعدم استغلال خيراتها بتواطىء مع زعماء هده الدول التي تفتقد للديمقراطية .فمصاءبنا تأتي عادة من هده الدول الرافضة للمهاجر بينما تستغل خيرات بلاده من وراء حجاب.أن فرنسا ترفض المهاجر لكنها تحشر انفها في مستعمراتها السابقة كما فعلت مع الشعب التونسي زمن الثورة .وكما فعلت ايطاليا مع ليبيا التي تخاطب ود الجنرال حفتر وكأن ليبيا ملكه.ليتركونا بسلام … انداك لن يهاجر إليهم أحد.

  • بن بن
    السبت 24 نونبر 2018 - 08:12

    انسحاب هذه الدول لايعني حكومات يمينية او شعبوية بل هذهالحكومات لها مسؤولية كبيرة حيث ان المهاجر من حقه السكن والتطبيب …ووومرافقته حتى يندمج وسط المجتمع .اما في بعض الدول التي يعد فيها المهاجر عبارة عن رقم يتم التسول به عبر المساعدات الدولية فمما لاشك فيه فستقبل هذه الوفود المهاجرة لانها عملة صعبة تزيد من احتياطات الأرصدة المهربة

  • الحسين
    السبت 24 نونبر 2018 - 10:54

    وهذا الذي حصل بالفعل حينما وقعت غالبية الدول الإسلامية منها على ما يسمى بميثاق الأمم المتحدة لحقوق الإنسان التي تجاهلت مضمونها ووقعت عليه وندمت أخيرا عليه.
    ومن ضمن ميثاقها الحق في الحرية الفردية والشذوذ الجنسي والتمرد على التشريعات الوطنية والشريعة الإسلامية وقوانينها.

  • عبدو
    السبت 24 نونبر 2018 - 10:54

    من حق كل واحد على هذه الارض ان يعيش حياة كريمة
    الارض للجميع والعيش عليها حق مشروع شرعه الخالق
    ناس تموت من الجوع في بلدان في أفريقيا وآسيا وناس ترمي الاكل في الزبالة كل يوم
    من حقي ان اذهب الى اي بلد اجد فيه العيش الكريم
    لماذا لا اسمح للافرقي والاسيوي والعربي ان يكون بجنبي في بلدي يعيش كما اعيش انا وبيننا القانون في وقت الغلط
    مرحبا بالجميع في جميع بلدان العالم

  • lahcen benha
    السبت 24 نونبر 2018 - 12:07

    يجب فتح حدود الدول ولو بالقوة لان الهجرة والتنقل ظاهرة انسانية وحق من حقوق البشر فوق هذه الارض ، ولا يحق لا حد ان يحرم اخر من التنقل على هذه الارض التي هي مشتركة بينهم ، ومن حق كل واحد ان يهاجر من المكان الذي لا يرتاح فيه الى اخر قد يجد فيه راحته ، ومن المفروض ان تزول كل القيود والعراقيل التي تقف امام المهاجرين والمتنقلين .

  • harag
    السبت 24 نونبر 2018 - 13:03

    لا لن أعود إلى المغرب ابدا بل خسرنا كلو ملدينا وا هدا كان حلمي الى وسول اسبا نيا

  • بنعلال . ل.ع.
    السبت 24 نونبر 2018 - 13:04

    شخصيا لم أفهم بعض الدول الرافضة للاتفاق مثل بولونيا وبلغاريا لان مواطنوها يتوجدون في أوروبا كمهاجرين بأعداد كثيرة أي في الوقت الذي يسمحون لمواطنيهم بالهجرة يرفوضون بالمقابل مهاجري إفريقيا وآسيا ؟؟؟؟!!!!!

  • سعيد،المغرب الأقصى
    السبت 24 نونبر 2018 - 16:25

    سياسة تملق و انبطاح لا تمثل رأي الشعب،

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30 1

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 2

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 3

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 11

تقنين التنقل بالتطبيقات

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02 6

وزير النقل وامتحان السياقة