العالم مشتّت في مواجهة رفع القيود الصحية في الصين

العالم مشتّت في مواجهة رفع القيود الصحية في الصين
صورة: أ.ف.ب
الجمعة 30 دجنبر 2022 - 09:49

انضمت الولايات المتحدة إلى عدد متزايد من الدول التي قرّرت فرض ضوابط على الركاب القادمين من الصين، في ظل إجراءات احتياطية اعتبرها رئيس منظمة الصحة العالمية “مفهومة”، بالنظر إلى نقص المعلومات من بكين بعد رفع القيود المفروضة لمكافحة “كوفيد”.

غير أنّ السلطات الصحية في الصين أكدت، الخميس، أنها دأبت على نشر البيانات “حرصاً منها على الانفتاح والشفافية”، وفق تصريحات نقلتها وكالة أنباء الصين الجديدة “شينخوا”.

ونقلت وكالة أنباء الصين الجديدة عن جياو ياهوي، المسؤول في لجنة الصحة الوطنية، قوله مساء الخميس: “لطالما نشرت الصين بياناتها حول وفيات كوفيد-19 والحالات الخطرة رغبة منها في الانفتاح والشفافية”.

وأعلن المركز الصيني لمكافحة الأمراض والوقاية منها، الجمعة، عن 5515 حالة جديدة فقط ووفاة واحدة. ويبدو أنّ هذه الأرقام لم تعد تعكس الواقع، لأن الفحوص على نطاق واسع لم تعد مطبقة.

في هذه الأثناء، أعربت وكالة الصحة التابعة للاتحاد الأوروبي عن اعتقادها أن فرض فحوص “كوفيد” إلزامية على المسافرين الآتين من الصين، “غير مبرر”.

وقال المركز الأوروبي لمراقبة الأمراض والوقاية منها إنه لا يعتقد أنّ ارتفاع عدد الإصابات في الصين سيؤثر على الوضع الوبائي في التكتل “نظرا للمناعة السكانية الأعلى ضمن بلدان الاتحاد الأوروبي والمنطقة الاقتصادية الأوروبية، إضافة إلى أنه سبق أن ظهرت وتبدلّت لاحقاً المتحوّرات المنتشرة حالياً في الصين”.

بعد ثلاث سنوات من ظهور أولى حالات الإصابة بفيروس “سارس كوف-2″ في ووهان (وسط)، ألغت الصين فجأة في السابع من دجنبر سياستها الصارمة المعروفة بـ”صفر كوفيد”.

وكانت هذه السياسة المعتمدة منذ العام 2020 سمحت بحماية السكان إلى حد كبير من الفيروس، بفضل الاختبارات المعمّمة، والمراقبة الصارمة للتحرّكات وأيضاً للحجر الإلزامي والصحّي بمجرّد اكتشاف الحالات.

غير أنّ هذه الإجراءات القاسية، التي أبقت البلاد معزولة إلى حدّ كبير عن بقية الكوكب، وجّهت ضربة قاسية لثاني أكبر اقتصاد في العالم وأثارت سخطاً غير عادي في نونبر.

منذ رفع القيود، امتلأت المستشفيات بالمرضى، وغالبيتهم من كبار السن والضعفاء بسبب عدم التطعيم، في حين يفتقر العديد من الصيدليات إلى أدوية خفض الحمى.

“تدابير مُكيَّفة”

أبقت الصين حدودها مغلقة إلى حد كبير أمام الرعايا الأجانب منذ العام 2020.

وأوقفت الدولة إصدار التأشيرات السياحية منذ حوالي ثلاث سنوات، بينما تفرض الحجر الصحي الإلزامي عند الوصول. وسيتم رفع إجراء الحجر هذا في الثامن من يناير، ولكن لا يزال يتعيّن إجراء اختبار “بي سي آر” قبل 48 ساعة.

ورداً على ذلك، أعلنت الولايات المتحدة ودول أخرى، بينها إيطاليا واليابان، أنها ستفرض إظهار فحوص “كوفيد-19” سلبية على جميع الوافدين من البر الرئيسي للصين.

كذلك، اتخذت كوريا الجنوبية القرار ذاته اليوم الجمعة، ويسري حتّى “فبراير من العام المقبل”، بحسب ما أعلن رئيس حكومتها هان دوك سو.

في فرنسا، طلب الرئيس إيمانويل ماكرون من الحكومة “اتخاذ تدابير مناسبة لحماية” الفرنسيين.

وفي بروكسل، لم يؤدّ اجتماع غير رسمي عقدته المفوضية الأوروبية بهدف وضع “نهج منسّق” للدول الأعضاء، إلى اتخاذ قرار بطريقة أو بأخرى.

في مطار العاصمة بكين الدولي، أبدى معظم الصينيين الذين قابلتهم وكالة فرانس برس أمس الخميس تفهّمهم للإجراءات المتخذة تجاه الصين.

“بدون فائدة”

وقال هوانغ هونغ شو، الذي يبلغ من العمر 21 عاماً، إنّ “لكلّ دولة مخاوفها وطريقتها الخاصة في حماية نفسها”، مشيراً إلى أنّ الانتشار المحتمل لمتحوّرات جديدة كان مدعاة للقلق. وقال مسافر لوكالة فرانس برس إنّ هذه الإجراءات “غير مجدية”. وأوضح هو الذي رفض الكشف عن اسمه الكامل “إنّه تمييز نوعاً ما”.

وأشار الشاب البالغ من العمر 22 عاماً إلى أنّه في الصين “يتم تطبيق سياسة كوفيد الخاصة بنا على الوافدين الدوليين بالطريقة نفسها كما الجميع”، متسائلاً: “لماذا تعامل الدول الأخرى القادمين من الصين بشكل خاص؟”.

على جبهة الوباء، تكافح المستشفيات طفرة في الحالات التي تصيب كبار السن بشكل أكبر.

في شنغهاي، شاهد صحافيو وكالة فرانس برس، الخميس، مرضى يضعون أقنعة يُنقلون على نقّالات إلى مستشفى في المدينة. في داخل المستشفى، اشتكى أحد المرضى من أنه انتظر أربع ساعات للحصول على أدوية.

‫تعليقات الزوار

2
  • حدود جديدة تشكلت
    الجمعة 30 دجنبر 2022 - 10:00

    هل مالت الكفة لكورونا في صراعها مع البشرية ؟ خصوصا وأن الصين عرفت في الأيام الأخيرة حوالي نصف مليون إصابة بالداء يوميا وهو مايشكل خطرا على الأمن الصحي بالصين وبالعالم ولقد صدق من قال ان دنيا مابعد كورونا ليست كما قبله حيث أن أمورا كثيرة قد تغيرت بصورة جذرية والكثير من الناس لايزالون في حالة من الصدمة وعدم استيعاب مايجري ويحدث بالضبط وأبرز الخساءر الناتجة عن داء كورونا هي فقدان الحرية .

  • الريفي
    الجمعة 30 دجنبر 2022 - 10:26

    الصين هاذه لا ثقة فيها و لا في الأنباء و الأخبار التي ترد منها. لو كان فيهم الخير لكان خيرهم لبني جلدتهم من المضطهدين من مسلمي الايغور الذين يتعرضون لابشع أنواع القمع و العنصرية و إعادة التأهيل. بغاوا يرجعوا قصاصة كوفيد إلى الواجهة بأي وجه كان. هاذ الكنس ما تايعرف ليهوم غا ترامب. و شكرا هيسبريس

صوت وصورة
جدل فيديو “المواعدة العمياء”
الإثنين 15 أبريل 2024 - 23:42 6

جدل فيديو “المواعدة العمياء”

صوت وصورة
"منتخب الفوتسال" يدك شباك زامبيا
الإثنين 15 أبريل 2024 - 23:15

"منتخب الفوتسال" يدك شباك زامبيا

صوت وصورة
بيع العقار في طور الإنجاز
الإثنين 15 أبريل 2024 - 17:08 4

بيع العقار في طور الإنجاز

صوت وصورة
مستفيدة من تأمين الرحمة
الإثنين 15 أبريل 2024 - 16:35

مستفيدة من تأمين الرحمة

صوت وصورة
مع ضحايا أكبر عملية نصب للتهجير
الإثنين 15 أبريل 2024 - 16:28 8

مع ضحايا أكبر عملية نصب للتهجير

صوت وصورة
تألق المدرسة المغربية لعلوم المهندس
الإثنين 15 أبريل 2024 - 15:55

تألق المدرسة المغربية لعلوم المهندس