مدارس في الدول الإسكندينافية تعتمد المساحات الخارجية مكانا لتعليم الأطفال

مدارس في الدول الإسكندينافية تعتمد المساحات الخارجية مكانا لتعليم الأطفال
صورة: أ.ف.ب
الأربعاء 8 مارس 2023 - 18:50

أيا كانت درجة الحرارة، يقضي الأطفال في الدول الإسكندينافية يومهم في الجري في الغابة أو في بناء الأكواخ، حتى أن بعضهم يأخذ قيلولة في المساحات الخارجية، إذ تكون الأنشطة غالبا في الهواء الطلق العنصر الأساسي في التعليم المدرسي للصغار في شمال أوروبا.

وتجلس أنييس، مع أصدقائها البالغين نحو 5 سنوات، فوق غطاء موضوع على أرض تغطيها الثلوج؛ فيما يقومون بصف عيدان من الخشب، في خطوة تساعدهم في أحد دروس الرياضيات.

وقالت ليزا بيستروم، معلمة هؤلاء الأطفال، “نستخدم قطعا من الخشب لنؤكد لهم إمكانية استخدام أي عنصر في الطبيعة لتعلم الرياضيات”.

وفي مشهد غير مألوف، يقوم الأطفال بشذب أطراف قطع الخشب بسكاكين كبيرة، من دون أن يثير عملهم هذا أي قلق.

وأضافت بيستروم: “في المدرسة، كانوا ليجلسوا إلى مقاعدهم مستخدمين ورقة وقلما، لكننا نعتقد أن بإمكانهم تلقي المعلومات هنا بطريقة ممتعة أكثر”.

وفي السويد كما في الدنمارك، ليست المدرسة إلزامية قبل سن السادسة، فيما يشيد الآباء بهذه الطريقة في التعليم ما قبل المدرسي ويبدون سعادة بأن أبناءهم يتعلمون كيفية فهم الطبيعة.

وقال أندرياس بيغادو، وهو أحد المتخصصين في رعاية الأطفال وله ابنة في الروضة، “بما أن التكنولوجيا تجتاح حاليا المجالات كلها تقريبا، أرى أن زيارة الصغار للطبيعة ليتعلموا كيفية التصرف فيها واحترامها خطوة ضرورية”.

ويتناول الصغار يوميا الغداء حول النيران، فيما يجلسون على مقاعد صغيرة؛ إلا أن الأمطار الغزيرة قد تجبرهم على العودة إلى المدرسة.

وبعد الغداء، يأخذ الأطفال الذين هم دون الثانية قيلولة في المساحات الخارجية داخل أكياس نوم مثبتة تحت مظلة، حتى عندما تنخفض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر.

وقالت جوانا كارلسون، مديرة مدرسة “أور & سكور”، إن الأطفال يتعرضون للهواء النقي، فينامون لفترة طويلة ويحظون بنوعية نوم جيدة”.

“حافلات تتوجه إلى الغابات”

في الدنمارك المجاورة، تستعين روضات عديدة في المدن بحافلات تتولى صباح كل يوم نقل الأطفال إلى الأرياف.

ويوميا، تغادر منطقة نوريبرو مجموعة من الأطفال الذين يرتادون مدرسة “ستينورتن”، وهي إحدى المؤسسات الـ78 التي توفر رحلات مماثلة من أصل 500 روضة تنتشر في كوبنهاغن، متوجهين إلى الريف في رحلة تستغرق نصف ساعة.

ويستقر الأطفال قرب منزل صغير يمكنهم الاحتماء داخله عند الحاجة، على قطعة أرض كبيرة مطلة على الغابة، تتيح لهم بالإضافة إلى التصرف بحرية التعلم بطرق متنوعة وتطوير استقلاليتهم.

بزات تزلج

يرتدي الأطفال كما الكبار بزات تزلج، إذ تنتشر مقولة في الدول الإسكندينافية مفادها أن المشكلة لا تكمن في أحوال جوية سيئة بل في ارتداء ملابس غير مناسبة.

لكن هل من الجيد أن يبقى الأطفال خارجا طوال اليوم في ظل درجات حرارة تلامس عشر درجات مئوية تحت الصفر؟ يجمع المتخصصون على أن الأطفال الذين يقضون وقتا في الهواء الطلق يشعرون بالراحة ويصبحون معرضين أقل للإصابة بالأمراض.

وفي عشرينيات القرن الفائت، نصح طبيب أيسلندي بأن ينام الأطفال خارجا لتعزيز جهاز المناعة لديهم، في خطوة انتشر اعتمادها مذاك في مختلف أنحاء شمال أوروبا، من دون أن يبدي الجسم الطبي أي اعتراض عليها.

وتشير دراسة بريطانية نُشرت عام 2018 في المجلة البريطانية للأبحاث التربوية إلى أن تلقي الصغار تعليمهم في الهواء الطلق من خلال الألعاب تحديدا يحسن المهارات المرتبطة بالتعاون ويشجعهم على العمل مع الآخرين.

وقالت المعلمة إيبين أورغارد إن الأطفال يمكنهم في الهواء الطلق أن يختبروا بأنفسهم حلولا عديدة، مما يحد من الاحتكاكات بينهم والمعلمات.

وأضافت: “في حال وصلوا عند تسلقهم الأشجار إلى علو مرتفع جدا، فيدركون وجود بالغين لمساعدتهم، إلا أنهم يبذلون مجهودا فرديا وينتابهم شعور بأنهم قادرين على ذلك؛ وهومما يمنحهم الشجاعة للمحاولة مرة جديدة قبل طلب المساعدة”.

أما الآباء، فيعتبرون أن الأيام التي يقضيها أبناؤهم في الهواء الطلق هي بمثابة “هدية”.

وقالت لاين فولكهامار، وهي والدة طفل يبلغ خمس سنوات، “إن العاصمة كوبنهاغن التي نقيم فيها لا تضم مساحات خضراء كثيرة”، معتبرة أن ارتياد الأطفال الطبيعة يمثل هدية قيمة لهم.

وأضافت الوالدة الدنماركية باسمة: “هذا بالإضافة إلى مكافأة لا تقدر بثمن للآباء، وهي عودة الأطفال إلى المنازل منهكين”.

‫تعليقات الزوار

2
  • عزيز
    الأربعاء 8 مارس 2023 - 19:09

    مازال عليهم عاد اخبث الدول .وانشاء الله عقباهم كبير

  • opinion
    الخميس 9 مارس 2023 - 14:31

    جمال طبيعي أسر فالصورة أول الأمر اعتقدت أنها منطقة املشيل في الأطلس المتوسط الصحراوي .

صوت وصورة
مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:00

مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية

صوت وصورة
ريمونتادا | رضى بنيس
الأربعاء 27 مارس 2024 - 22:45

ريمونتادا | رضى بنيس

صوت وصورة
الحومة | بشرى أهريش
الأربعاء 27 مارس 2024 - 21:30

الحومة | بشرى أهريش

صوت وصورة
احتجاج أساتذة موقوفين
الأربعاء 27 مارس 2024 - 20:30 4

احتجاج أساتذة موقوفين

صوت وصورة
جمعية حقوق الإنسان ومدونة الأسرة
الأربعاء 27 مارس 2024 - 19:35 4

جمعية حقوق الإنسان ومدونة الأسرة

صوت وصورة
نتائج "بارومتر الصناعة المغربية"
الأربعاء 27 مارس 2024 - 19:15

نتائج "بارومتر الصناعة المغربية"