كتاب جديد ينفض الغبار عن الزجل الميسوري

كتاب جديد ينفض الغبار عن الزجل الميسوري
صورة: هسبريس
الخميس 13 ماي 2021 - 03:20

أصدر الكاتب محمد جبور، ابن مدينة ميسور، كتابا حول “الزجل الميسوري”، وهو عبارة عن توثيق وجمع لهذا التراث الشفوي الذي اشتهرت به مدينة ميسور الواقعة في النفوذ الترابي لإقليم بولمان.

ويقع الكتاب في 353 صفحة، وهو منجز بمبادرة شخصية من طرف الكاتب الذي يهتم بالتراث المحلي، حيث سبق أن أصدر كتاب “ميسور الأرض والإنسان” سنة 2018 وثق فيه بالصورة معالم وتراث وثقافة هذه المنطقة في السبعينات والثمانينات من القرن العشرين، و”حكايات وأحاجي من التراث الشفوي بميسور” سنة 2019.

وبحسب الكتاب، فالزجل الميسوري شعر شفهي بالدارجة أنتج بميسور ومحيطها في موطن أولاد خاوة من مشارف أوطاط الحاج إلى تخوم قصابي ملوية، وهو شعر يتكون غالبا من بيت شعري واحد أو بيتين كحد أقصى.

ومحليا يسمى الشعر الميسوري بـ”الحُرف” أو “لڭطيع”، فيقال إن فلان “كيڭطع” بمعنى أنه شخص ينظم الشعر وينسج الكلام الموزون والمقفى.

وأوضح جبور أن “الاقتصار على نظم بيت شعري واحد أو بيتين لا يعني أن الناس لم يكونوا ينظمون القصائد”، مشيرا إلى أن الذاكرة المحلية تشهد بعكس ذلك؛ إذ يزخر الموروث الشفوي برصيد وفير من القصائد المطولة القديمة، من ضمنها قصائد الشيخ عمر وبعده الشيخ بن دحمان والشيخ السي حاد.

وذكر الباحث في مقدمة كتابه أن “فن الزجل بميسور علامة مضيئة في ثقافتنا المحلية ومظهر من مظاهر البهجة والفرح بالحياة ضداً على ثقافة الجمود والتزمت، وهو بحر شاسع وكم هائل تصعب الإحاطة به والإلمام به كله، نظراً لشساعته وامتداده وتعدد الناظمين الرواة”.

وبحسب المؤلف، ظل فن الغناء بميسور لمدة طويلة يعتمد على الدفوف لوحدها إلى درجة أن زف العروس إلى بيت عريسها كان يتم على ظهر الفرس ترافقه أصوات الغناء وإيقاع “البندير” فقط، أما “الڭصبة” و”الغيطة” فهما أدوات موسيقية دخيلة على التراث الموسيقي بميسور.

وذكر جبور أن من يُحاول جمع شعر الزجل الميسوري اليوم يلاحظ أن كل الرواة يتجهون أولاً إلى سرد قصائد متحفظة أو ذات ملامح دينية ويتجنبون ما فوق ذلك، حيث يمتنعون عن سرد قصائد الغزل والحديث عن أوصاف المحبوب، وربط ذلك بتأثير نزعة محافظة غير مألوفة أو بسبب تأويل وهابي ضيق انغرس بشدة في المجتمع الميسوري، والشيء نفسه بالنسبة للقصائد ذات المضامين السياسية المنتقدة.

وأبرز المؤلف أن موضوع الزجل بميسور لم يحظ بما يستحقه من اهتمام جمعاً ودراسة، وقال: “حينما انطلقت في جمع التراث الزجلي بميسور، لم أكن أستصغر المجهود المتطلب لإنجاز هذه العملية (…) إلا أنني لم أكن أتوقع أنها ستتحول إلى ما يشبه تحقيقاً للقصائد والأبيات يفترض تدقيقاً في المفردات والتعابير وبحثاً في سياقات المعاني”.

وكشف المهتم بجمع التراث المحلي والتنقيب في الذاكرة الجماعية بمدينة ميسور أن إنجاز هذا الكتاب بدأ فيه مطلع شهر ماي من سنة 2019 واستغرق مدة إنجاز بلغت حوالي 18 شهراً، بمعدل يومي للعمل يتراوح بين 2 إلى 4 ساعات.

ومن ضمن ما ورد في الكتاب:

سقْصي من تادلة إيل (إلى) لبْحر وزيد عليها سكان

وملوية ك تْدير تنحصر وهي الصايلة في الوديان

كاع الجبال بانُو وجبل ميسور بان لو غير الرّاس

تمّا لغزال راه ساكن يحسن عونك يا الغادي ترّاس

ميسور أيا ميسور خوج وتفاح

تم النعناع البلدي كيداوي لجْراح

اللي بغا لفلاحة يْغَبّر ويدير كل الشروط

لا يڭابلش الجمايع يَحْرَد كْسيه ياكلوهم لحيوط

‫تعليقات الزوار

5
  • ميسوري
    الخميس 13 ماي 2021 - 04:11

    ميسور بوابة الشرق تعرف بشجر الزيتون و انواع اخرى من اشجار الفواكه اهمها المشمش يعتمد سكانها على تربية الماشية صنف بني كيل و الفلاحة السقوية و تربية الخيل قبائلها تنتمي لبني معقل كاولاد خاوة تراثها الفني متنوع منه الزجل و التبراح و اللغيط فوق الحصان و الركادة و المنكوشي و العلاوي و النهاري و اغاني الصف. اخيرا القصيدة البدوية التي تعتمد على آلة القصبة و البندير اهم روادها الشيخ حمادة بالعربي و اخرون

  • ابوهاجوج الجاهلي
    الخميس 13 ماي 2021 - 05:22

    ما اجمل المنطقة بفيافيها الواسعة وجبالها وحلفائها قرب أوطاط الحاح تسيوانت واولاد على والطريق الى بولمان. ما اجمل ان تنطلق من جرسيف في اتجاه المريجة جنوبا نحو ميسور.
    ميسور هيا ميسور او في كلبي نبغيك
    شربت من راس العين منين كان الما زين
    واليوم كثرو ليدين وتخلط الما بالطين
    وشكرا

  • عابر من هناك
    الخميس 13 ماي 2021 - 07:46

    إذا كان هذا الهرم الذي جادت به ارض ميسور يريد إخراج بلدته من ضلمة النسيان والإهمال من خلال البحث في المتون الأدبية بكل اصنافها نجد في المقابل القيمين على شؤنها وتدبير أمورها بعيدين كل البعد عن القيام بواجبهم….. مدينة ميسور تريفت معالمها الحضرية والمدينة مما عرفته من سوء التدبير والتيسير…. إذ نلاحظ صرف ميزانيات ضخمة من المال العام في مشاريع فاشلة كسوق القرب والحي الصناعي قرب السوق الأسبوعي…. وحدائق ميتة قاحلة… واخيرا ترميم واجهة العمالة بدل من تبنى لها بناية بمواصفات حديثة……. فوضى وسط المدينة بسبب تراخي السلطات المنتخبة… احتلال الملك العام…. انسداد على مستوى خلق فرص العمل والمشاريع التنموية…….

  • مصطفى
    الخميس 13 ماي 2021 - 09:45

    كم كنت استمتع بشعر ميسور مع الاصدقاء ابناء ميسور و اوطاط الحاج وخاصة بعد العشاء ونحن تلاميذ بالثانوية بصفرو. موفق إن شاء الله استاذ

  • الشريف
    الإثنين 17 ماي 2021 - 01:07

    ميسور بلدة طيبة و رب غفور. شكرا للباحث على المجهودات الجميلة للتعريف بالمنطقة.

صوت وصورة
المعرض المغاربي للكتاب بوجدة
الخميس 18 أبريل 2024 - 01:29

المعرض المغاربي للكتاب بوجدة

صوت وصورة
بعثة أسترالية تزور مركز "تيبو"
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 21:45

بعثة أسترالية تزور مركز "تيبو"

صوت وصورة
أكاديمية المملكة تنصّب أعضاء جدد
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 18:24

أكاديمية المملكة تنصّب أعضاء جدد

صوت وصورة
احتجاج أرباب محلات لافاج
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 17:32 7

احتجاج أرباب محلات لافاج

صوت وصورة
"كتاب الضبط" يحتجون بالبيضاء
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 15:07

"كتاب الضبط" يحتجون بالبيضاء

صوت وصورة
“أش كاين” تغني للأولمبيين
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 13:52 1

“أش كاين” تغني للأولمبيين