اتهامات بانتهاكات جسيمة في مخيمات تندوف تلاحق النظام الجزائري

اتهامات بانتهاكات جسيمة في مخيمات تندوف تلاحق النظام الجزائري
صورة: أ.ف.ب
الأربعاء 16 مارس 2022 - 05:30

وجهت أصابع الاتهام، مرة أخرى، إلى الجزائر أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، وذلك بشأن مسؤوليتها الكاملة عن الانتهاكات المتعددة والجسيمة المرتكبة في ظل الإفلات من العقاب داخل المخيمات التي تسيطر عليها الميليشيات المسلحة لـ “البوليساريو” على الأراضي الجزائرية.

وضمن إعلان مشترك صدر في إطار الدورة الـ49 لمجلس حقوق الإنسان، أكدت المنظمة الدولية غير الحكومية “تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية والتنمية المستدامة”، ومرصد الصحراء للسلم والديمقراطية وحقوق الإنسان، عدم وفاء الجزائر بالتزاماتها بموجب القانون الدولي إزاء ساكنة تندوف.

كما عبرت المنظمتان عن استنكارهما، بشكل خاص، رفض سلطات هذا البلد فتح تحقيقات في قضايا “الحرمان من الحق في الحياة”، والجرائم وعمليات الإعدام المرتكبة من طرف العصابات الانفصالية والأجهزة الأمنية الجزائرية ضد سكان المخيمات المذكورة، وسجلتا أنه “رغم إقرار +البوليساريو+ بحدوث انتهاكات لحقوق الإنسان في الماضي، إلا أنها لم تقدم معطيات واضحة بشأن حالات الاختفاء القسري، الاختطاف، الإعدام خارج نطاق القضاء، بإجراءات موجزة أو الإعدام التعسفي، التعذيب وغيره من ضروب المعاملة القاسية، اللا إنسانية أو المهينة في مراكز الاحتجاز”.

وبعد التذكير بأن الحق في الحياة مكفول بموجب المادة 3 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والمادة 6 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، أشارت المنظمتان غير الحكوميتين إلى أن “الظروف الاستثنائية، بما في ذلك حالة الحرب، التهديد بالحرب، عدم الاستقرار السياسي الداخلي أو أي وضعية طوارئ أخرى، لا يمكن أن تبرر الإعدام خارج نطاق القضاء أو بإجراءات موجزة أو الإعدام التعسفي”.

وفي هذا السياق، لفتت منظمة “تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية والتنمية المستدامة” ومرصد الصحراء للسلم والديمقراطية وحقوق الإنسان إلى أن سلطات الدولة الجزائرية تواصل ارتكاب جرائم القتل دون أي إجراءات قضائية أو قانونية، وذكرتا في هذا الصدد بأنه تم الإبلاغ عن العديد من حالات القتل التي ارتكبتها القوات الجزائرية ضد الساكنة الصحراوية.

واستحضرت الهيئتان على سبيل التوضيح حالة ثلاثة شبان صحراويين تعرضوا في 2014 لنيران الجيش الجزائري في منطقة أوديات توترات على الحدود الجزائرية-الموريتانية. وأسفر الحادث عن مقتل كل من خاطري حماده ولد خندود وعليان محمد أبيه، فيما أصيب ميشان سالك البخاري بجروح بليغة في الرأس رميا بالرصاص. وفي 28 فبراير 2017، قتل الشاب الصحراوي براء محمد إبراهيم برصاص الجيش الجزائري بالقرب من تندوف جنوب-غرب الجزائر. وفي 24 مارس 2017، قتل كاري محمد علي الوالي في أحد المعابر، بعد استهداف سيارته من قبل القوات العسكرية الجزائرية.

وفي 4 ماي 2017، قتلت عناصر من الجيش الجزائري حفظ الله عبدو أحمد بيبوط في كمين بينما كان ينقل الطعام لمربي الماشية. كما أطلقت عناصر من الجيش الجزائري في المنطقة المعروفة باسم “اتقيلات أحمد مولود” في 2 غشت 2019 النار على الشاب يسلم حماده ولد خندود. وفي 19 أكتوبر 2020، تم قتل موحى ولد حمدي ولد سويلم وعلي الإدريسي حرقا وهم أحياء وبدم بارد على أيدي دوريات عسكرية جزائرية، وفق المصدر المذكور.

وأورد المصدر ذاته: “بذلك، سجلنا اغتيالات متعددة نفذها الجيش الجزائري بحق ساكنة بمخيمات تندوف جنوب-غرب الجزائر، لم تشكل أي خطر أو تهديد للنظام العام والأمن”، مشيرا إلى أنه “يمكن وصف هذه الحالات بأنها جرائم قتل ممنهجة”.

وإزاء هذا الواقع – تضيف المنظمتان- امتنعت السلطات الجزائرية عن معالجة أو مناقشة هذه الانتهاكات المرتكبة ضد السكان في مخيمات تندوف.

وبالنسبة للمنظمتين غير الحكوميتين فإن “غياب ترتيب المسؤوليات القانونية عن هذه الاغتيالات هو في حد ذاته انتهاك للحق في الحياة”. وبالنظر إلى طبيعة هذه الانتهاكات “للحق في الحياة”، ومن أجل ضمان هذا الحق ومنع استمرار مناخ الإفلات من العقاب، فإن على الدولة الجزائرية، بموجب القانون الدولي، واجب التحقيق في الانتهاكات والإعدامات التعسفية التي ارتكبت ضد هؤلاء الشباب، مسجلتين أن “أي تقاعس من جانبها عن التحقيق في هذه القضايا يشكل انتهاكا للعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية”.

‫تعليقات الزوار

8
  • L'aguira
    الأربعاء 16 مارس 2022 - 05:57

    منذ قرابة نصف قرن و حكام المرادية يقتلون و يسجنون و يعدبون و يسرقون و ينتهكون حرمات شعبهم و سرقة ممتلكاتهم و يعدبون كل من انتقدهم و كل مرة تخرج منظمة حقوق الإنسان
    بتقرير يندد بأفعال الكابرانات و من بعد يغلقون الملف
    هاده اللعبة أصبحت مألوفة لدى الجميع ثمثيلية الغرب إزاء الدول النامية أصبح لعبة الكل يعرفها لمادا
    لم يتحرك الغرب في العشرية السوداء منذ عشرة سنين قتل الجيش ما لا يقل عن 250 ألف مدني جزائري مادا عن المعارضين الصحراويين الدين دفنو أحياء مسرحية ينتجها الغرب و يصدقها البعض

  • Misterboy
    الأربعاء 16 مارس 2022 - 06:00

    البوليزاريو خطر على الجزاءري وعلى المغرب وعلى أوروبا وعلى العالم أعتقد أنه لحد الأن الجميع لم يقدر خطورة ودمار البوليزاريو حق قدرها وإذا لم يتم محاصرتها وسجنها في مكان محدد وتحت الحراسة المشددة فإنها ستضرب ضربتها الكبرى لقتل الكل هذه المرة وليس بالتدريج والتقسبط كما فعلت وتفعل منذ عقود…اللهم إني قد بلغت اللهم فاشهد .

  • انتهاكات
    الأربعاء 16 مارس 2022 - 06:11

    * اتهامات بانتهاكات جسيمة في مخيمات تندوف تلاحق النظام الجزائري ، و الله هذا لعار .

    يحدث ذلك فوق أرضنا ، و الغرب بإعلامه مشغول بالحرب على أوكرانيا و شغلنا عن

    همومنا . غير بلاتي عليهم ، عندما يخرج الغرب من الحرب سالماً غانماً ، سيأتي إليهم ،

    و يعطيهم طرحة ديال العصا . إني أخال نفسي ذلك السعودي الذي يفتخر بأمريكا .

  • بنت باب الله
    الأربعاء 16 مارس 2022 - 06:21

    نحن نتفهم ان المغرب بتحنب مواجهة الجزائر بسبب اختلال ميزان القوه بينهما لكن المخيمات توجد في الصحراء المغربية وليس في الجزائر فلماذا لا تقوم القوات المسلحة الملكية في غفلة من الجزائر بانقاذ سكان هذه المخيمات من بطش البوليساريو ؟!

  • احمد
    الأربعاء 16 مارس 2022 - 07:08

    الجزائر اخر دولة يمكنها أن تتحدث عن حقوق الانسان وعندما تثير هذا الموضوع في المحافل الدولية فهي تسعى لفضح النظام الجزائري بطريقة ممنهجة عن الفظائع التي يرتكبها ضد الشعب الجزائري وفي مخيمات العار كمن يطلق النار على قدميه لقد اصبحوا أضحوكة للعالم الحر المتحضر

  • Paco
    الأربعاء 16 مارس 2022 - 07:15

    التاريخ و العالم و الماضي يشهدون على النظام العسكري الجزائري أنه نظام إرهابي إجرامي دموي و الأمم المتحدة و المنظمات الدولية مطالبين بفتح تحقيق نزيه وشفاف حول الجرائم المرتكبة ضد الشعب الجزائري و محتجزي مخيمات تيندوف .

  • Starmoon
    الأربعاء 16 مارس 2022 - 08:17

    اتعلمون اي اي جزائري يريد السفر الى حاسي مسعود او تندوف يجب ان يطلب رخصة؟!
    و ان فرنسا تستغل مناجم الذهب و الذهب ياتي مباشرة إلى فرنسا. و النظام الجزائري لم يفكر يوما في تعمير مدن الصحراء. و الاختبارات النووية اقامتها فرنسا أربعة عشر عاما بعد الاستقلال؟! ماذا يعني ذالك؟!

  • عبد. الله
    الأربعاء 16 مارس 2022 - 10:36

    من هذه المخيمات الذل والعار والعجاج نعرف جيدا ان قيمة الإنسان الذي يعيش على الرمال انسان بدايي لا يفقه في الحياة العصرية شيء لهذا حكمة العسكر سجنتهم كالحمير وأطلقت لهم عنان الصياح في الصحاري حيث لا يسمعهم ولو سنعهم فالسياج المضروب حولهم لم يترك لانقاذ فرصة هم وحدهم القادري على تغير حالهم والانتفاضة في وجه العسكر الحياة الكريمة أغلى من الدم.

صوت وصورة
احتفاء برابحة الحيمر في طنجة
الجمعة 29 مارس 2024 - 10:03

احتفاء برابحة الحيمر في طنجة

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30 3

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 2

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 4

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 11

تقنين التنقل بالتطبيقات

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب