بوشان : لست مهمشة وفنانون أمازيغ يسوغون فشلهم بالتباكي

بوشان : لست مهمشة وفنانون أمازيغ يسوغون فشلهم بالتباكي
الأربعاء 15 يونيو 2016 - 11:00

تفتح هسبريس هذه الزّاوية خلال شهر رمضان لمجموعة من الفنانين الأمازيغ، خاصة الممثلون الذين أفنوا أعمارهم في التمثيل، ليتحدثوا عن تجربتهم الإنسانية، بداياتهم، طفولتهم، وقصة ولوجهم إلى المجال الفني. فنانون يعرفهم الصغير والكبير، من خلال أعمالهم التي اشتهروا بها منذ ما يزيد عن عقدين، بعضهم ما زال يتسلق جبلَ النجاح، وبعضهم “اعتزل” وطرق أبواب الضيعات والمعامل بحثا عن لقمة العيش، وآخرون يعانون في صمت دون أن يجدوا أذنا صاغية، بعد أن تنكر لهم الجميع، وهم الذين أفنوا زهرة شبابهم في إمتاع الجُمهور وإضحاكه.. يتحدثون بكل عفوية، ولا نغير شيئا من كلامهم سوى ترجمته من الأمازيغية إلى العربية.

فاطمة بوشان: من مواليد 1954

ولدتُ بمنطقة إكيدار قرب الدراركة، قضيتُ جزءًا من طفولتي بالباطوار بأكادير، أثناء زلزال أكادير كنت راقدة بالمستشفى، ولا أذكر منه شيئا، كل ما أذكره أننا انتقلنا للعيش بعد ذلك الدمار بمسقط رأسي، ولم نعد إلا بعد سنة. غادرت مقاعد الدراسة سنة 1968، بعد نيلي ما يسمى وقتها “الشهادة”.

البداية

اشتغلت في فيلم “ليتيهال أومْغار” لمُخرجه المرحوم محمد مرنيش سنة 1993، كان ذلك أول عمل فني أقوم به، ثم فيلم “إِكنِيونْ” للحسن بلحاج، ثم “أناروز”، فتوالت الأعمال.

لقد تجاوزت الآن ما مَجمُوعه 100 عمل فني، بالعربية والأمازيغية، بين الأفلام والمسلسلات والمسرح والسيتكوم، لكن أَحَبّها إلى قلبي فيلم “حمو نامير” و”الطريق إلى كابول”، وغيرها..

شاركت أيضا في مسلسل أمريكي، وبعد رمضان سأشتغل رفقة جزائريين من القبايل على عمل سينمائي بالأمازيغية.

العرب والأمازيغ

نحن مغاربة، يجمعنا وطن واحد، أرض واحدة، الفرق بيننا هو أن هناك من يتحدث الدارجة وهناك من يتحدث الأمازيغية، وكلنا سواسية، مع ذلك أشعر بالراحة أثناء اشتغالي مع منتجين عرب. عكس الاشتغال مع بعض المنتجين الأمازيغ، الذين يستغلون إخوانهم، فيقولون لك “تْعَاون معَانا”، ليبرروا التعويض الهزيل الذي سيعطونه لك كمقابل.

المنتج الأمازيغي هو الذي يمارس التمييز ضد بني جلدته. أذكر أنني اشتغلت مع ممثل أمازيغي في فيلم، كنت أمّه في ذلك الفيلم، بعد مدة أصبح مخرجا ثم منتجا، ونادى عليّ لأشتغل معه، فقال لي بتكبر وعنجهية “لقد أردت أن تشتغلي معي لأُظهرك من جديد، بعد غيابك عن الساحة”، أخبرته بأنني لا أنتظر أحدا ليظهرني، فأعمالي تُعَرّف بي وجمهوري يعرفني.

تبرير الفشل

كثيرا ما أسمع من فنانين أمازيغ أنهم مهمشون، وإن كنت لا أحب من يتحدث بصيغة الجمع، من كان مهمشا فليقل “أنا مهمش”، ولا يتحدث باسم الجميع، لأن العديد من هؤلاء إنما يحترفون التباكي ويسعون إلى تبرير فشلهم. أنا لست مهمشة، لم يقصيني أحد، وعلى المرء أن يعطي قيمة لنفسه قبل أن يطالب الآخرين باحترامه.

“وَنّا يْوتْنْ أَفُوسْ نْسْ أُورْدَا يَالّا”، لا يحق لك البكاء إذا ضربت نفسك. هناك مجموعة من الفنانين يتفقون مع المُنتج حولَ قيمةِ مقابلهم في عمل ما، يوقعون العقد عن طيب خاطر، وبعد ذلك يقولون لقد ظلمونا، لقد جمعوا المال ومنحونا الفتات. أنتَ وقعتَ عقدا بقيمة 60 ألف ريال، وعندما علِمْتَ متأخّرا أن ميزانية المسلسل 300 مليون، بدأت تصرخ وتقول بأنك مهمش ولا تنال حقوقك، لو كنتَ أيها الفنان تُعطي القيمة لنفسك وتتفاوض حول أجرك وترفض الاشتغال إذا وجدت أن التعويض مهين بالنسبة لك، لقدّرك المنتجون والمخرجون ولتعاملوا معك بما تستحق من احترام.

الفن والتسول

هناك من يمارس التسول وليس الفن، ومن الطرائف التي وقعت لي أنني كنت في سفر رفقة مجموعة من الفنانين، وتوقفنا لتناول وجبة الغذاء في إحدى المحطات. أردنا تناول الطاجين، فطلب أحد الفنانين من مالك المقهى أن يعتمد ثمنا ملائما لأننا مُجرد فنانين!

لن تتصور مقدار غضبي من تلك الجملة، هناك من تعوّد على تحقير نفسه من أجل مكسب تافه، في الوقت الذي عليك أن تجوع على أن تفقد كرامتك وتُذلّ نفسك من أجل لاشيء..

الأمازيغ والملتقيات

هناك ملتقيات كثيرة، مهرجانات وطنية ودولية، لا يشارك فيها الكثير من الفنانين الأمازيغ، ليس لأنهم لا يستدعون لذلك، لكن لأن الكثير من الفنانين يرون أن هذه الملتقيات بدون أي فائدة. لقد خبرت ذلك، وشاركت في ملتقيات بالمغرب وفرنسا وألمانيا وفي جنيف، وأعجبت كثيرا بمهرجان وجدة السينمائي، ومن النادر جدا أن تجد فنانا من هؤلاء المعروفين في ملتقى خارج مدينة أكادير.

لا يجب أن نلقي دائما اللوم على المسؤولين، ونطالبهم بأن يقوموا بكذا وكذا، من خلال تجربتي في المجال الفني، أستطيع أن أقول لكم ما خاب من طرق الأبواب، وما على الفنان الأمازيغي سوى أن يُبادر، وأن يجعل أعماله تُقدمه للناس ويأخذ بزمام المبادرة في كل الأمور، ولا يستصغر أبدا أي خطوة، فهناك من يحسب خطواته بمقدار ما يكسب منها من مال، فلا يتحدث إلى الإعلام ولا يشارك في ملتقيات ولا لقاءَات.

‫تعليقات الزوار

24
  • خالد
    الأربعاء 15 يونيو 2016 - 11:38

    و كدلك نطلق على بعض المناطق بالمغرب المنسي بينما من يعرف كيف سيتدبر امره هناك سيجني ثروة فقد زرت ارفود و مرزوقة و وارززات و الراشدية فالناس ينتعشون مع السياح رغم ان الانترنيت حرمهم من عدة امتيازات بعد ان كانوا يقومون بجولات سياحية للاجانب و يصل الثمن مليون سنتيم لكل واحد اما الان فياتون بسفر منظم و يتفاهمون مع المرشدين مسبقا و غير دلك فابناء المنطقة فيهم من تزوج باجنبيات و هو الان بالخارج و كدلك بعض المناطق عندهم اغلى شيء يباع بالمغرب و هو التمر المجهول و بوفقوس و حسب رايي فالمدن الكبرى هي المغرب الغير النافع

  • sabarralla
    الأربعاء 15 يونيو 2016 - 11:43

    بوشان : لست مهمشة وفنانون أمازيغ يسوغون فشلهم بالتباكي:اطلعت على الحوار الدي دار بين بوشان وهسبريس وخرجت بانطباع واحد وهو ان هاده السيدة لها شخصية قوية

  • moha33
    الأربعاء 15 يونيو 2016 - 12:15

    bouchane a dit qui frappe la porte trouve ou doit trouver le travail, elle a dit aussi au debut que l 'artiste doit etre obligee de donner la valeur a lui meme. je pense il y a l'opposition…

  • Hassani
    الأربعاء 15 يونيو 2016 - 12:27

    الله يكثر من مثايلك ايتها المغربية الابية . كل كلامك صحيح وكله زرع للمحبة والافتخار بمغربيتنا جميعا عرب وغير عرب. الله يعطيك الصحة.

  • فنان أمازيغي مهمش
    الأربعاء 15 يونيو 2016 - 12:30

    جوابا لمن يدعون التهميش:
    "كثيرا ما أسمع من فنانين أمازيغ أنهم مهمشون، وإن كنت لا أحب من يتحدث بصيغة الجمع، من كان مهمشا فليقل "أنا مهمش"، ولا يتحدث باسم الجميع، لأن العديد من هؤلاء إنما يحترفون التباكي ويسعون إلى تبرير فشلهم. أنا لست مهمشة، لم يقصيني أحد، وعلى المرء أن يعطي قيمة لنفسه قبل أن يطالب الآخرين باحترامه".
    شكرا لك, فنانة بكل المعاني.

  • كريم وجدة
    الأربعاء 15 يونيو 2016 - 12:54

    نادرا ما اعلق على المقالات التي تتناول الثقافة ألأمازيغية وذلك لما أقرأه من تعاليق عنصرية من الجانبين سواء الموال او المعادي. ولكن ما ان قرأت تصريحات هذه المرأة الا وكأنها تخاطبني شخصيا " لا تطأطأ رأسك من اجل غرض مادي تافه " قررت ان اعلق لا لشيء الا لاقول لها : الله يعطيك الصحة يا بنت البلاد حرة بنت حر كلماتك تزن كل الجعجعات التي نسمعها منذ زمن ممن لا يحسنون الا ملىء القلوب بالحقد على بَعضُنَا البعض

  • SIMOSIDAK
    الأربعاء 15 يونيو 2016 - 13:11

    Ouvre tes yeux et tes oreilles Aayouche. Écoute la sagesse de la bouche d'un certificat d'études primaires des années cinquante. Ouvre tes yeux et tes oreilles kabbour. Tu nous harceles avec tes histoires à dormir debout mais tu es incapable de dire autant bien que tu vives au Canada. Ce sont des artistes du calibre de BOUCHANE qui méritent des decorations et des medailles de merite et non lamgarrad ou la… batma.

  • namousse
    الأربعاء 15 يونيو 2016 - 13:22

    انا جد فخور بهذه السيدة وبشخصيتها القوية إضافة الى وطنيتها التي لاتقبل المزايدة.

  • zaid
    الأربعاء 15 يونيو 2016 - 13:42

    كنت استمتع بما تقدمه هذه الفنانة كثيرا ولا امل من متابعة اعمالها;و بعد الاطلاع على هذا الحديث ;احمد الله كثيرا لانني لم اخدل فيها و هكذا كنت اتصورها;تبارك الله فيكي;

  • اسد اطلس
    الأربعاء 15 يونيو 2016 - 13:43

    هذه السيدة تعبر بحق عن قيمة ومعنى ان تكون فنانا حقيقيا . شموخ ووعي بالمسؤولية اتجاه المجتمع ونضال من اجل جمهورها الذي يعشقها . وحب الناس ليس بالشيء الهين . وقد يسعى فنانون مزيفون الى المال ولكن لن يحظو ابدا بتقدير ومحبة الجماهبر .

  • الرياحي
    الأربعاء 15 يونيو 2016 - 14:34

    بوشان :
    اسم على مسمى شخصية متميزة ومغربية قحة فهي من يقال عنها "الحرة تموت جوعا و لا تاكل من ثديها"
    يعيك الصحة  

  • المواطن
    الأربعاء 15 يونيو 2016 - 14:47

    اقدر كثيرا هذه السيدة الفنانة الغنية عني التعريف ابوشان و احبها في الله انها فنانة كبيرة و ذات شخصية قوية "الله يطول لينا في عمرك و يعطيك الصحة"

  • لحسن
    الأربعاء 15 يونيو 2016 - 15:12

    احييك امنا فاطمة على صراحتك ودائما متالقة….

  • jaouad
    الأربعاء 15 يونيو 2016 - 17:02

    في حياتي لم أرى مثل هذة الإنسانة. قبل سنتين و أنا أدرس بمدرسة السياحة المسيرة بأكادير بالقرب من المدرسة أنا و رفيقي نبحت عن الكراء لعلنا نسكن قرب المدرسة وشاءة الأقدار وجدنا الكراء بالديور الصفرين لدى هذه الفنانة.تخيلو معي طلبت التسبيق منحنها التسبيق لكن تلك النقوذ هي كل ما نملك أنا ورفيقي أنتم تعرفون حال الطلبة بداية السنة .في لحظات أرجعت لنا
    النقوذ قائلتا أظن أن هذا كل ما تملكون خذو هذه النقوذ واصرفوها أظنكم في أمس الحاجة إليها.واسكنوفقط أدرسو جيدا.

  • رشيد ماسة
    الأربعاء 15 يونيو 2016 - 17:33

    فاطمة بوشان فنانة غنية عن التعريف … اتمنى لك مزيدا من النجاح و التألق … ayouz

  • عبدالسلام
    الأربعاء 15 يونيو 2016 - 19:38

    كل ما جاء غي هدا الحوار اكاديب .اعرف ان هده الفنانة المحترمة تبكي حالها واهمالها واقصائها وحاجتها يوميا ويقال في الحوار انها والفنانين اﻻمازيغ اﻻخرين بخير وﻻ يتعرصون لﻻقصاء من طرف اامنتجين والمخرجين العرب .هدا ما يسمى ب "لحاس الكبت ".كوني ثربحة وقواي الحقيقة.

  • momo
    الأربعاء 15 يونيو 2016 - 20:53

    شكرا لك سيدتي الجميلة …. مبدعة في أدوارك .. بهية في طلتك .. جريئة في تصريحاتك .. أنيقة في تعبيراتك .. صادقة في أحاديثك …. أرجو أن أراك في أدوار جديدة بالعربية والامازيغية .

  • hicham
    الأربعاء 15 يونيو 2016 - 21:40

    صراحة رائعة من فنانة محترمة ليس هناك تهميش لاحد والدليل فاطمة تعمل في الانتاجات بالدارجة والامازيغية ببساطة لانها تشعر بانها مغربية عكس من يدعون التهميش…شكرا فاطمة مليون تحية لك.

  • يوسف
    الأربعاء 15 يونيو 2016 - 23:00

    شكرا سيدتي الحرة الأبية الكريمة الصادقة. إنك تعطينا اﻷمل في الغد وفي الحياة المشتركة وفي المغرب.سيبقى بلدنا موحدا متألقا وعزيزا قويا بفظل مواقفكم الايجابية.

  • كلاخ نيكوف
    الخميس 16 يونيو 2016 - 11:35

    كفيت و وفيت يا للاة بوشان و جزاك الله كل خير. كلام يخرج من قلب صادق طاهر سليم موجه الى من يسعون للتفرقة بين مكونات شعب واحد و زرع الفتن بين أبنائه لأنهم يؤمنون بتفوق عرقهم و يفترون الكذب و البهتان و يتهمون غيرهم بالهيمنة و التهميش لهم و لثقافتهم، هذا الغير الذي تقاسم معهم الحلو و المر و الدم و الأخوة و الدين. لا فض فوك يا سيدتي الجميلة المحترمة.

  • mbarek dcheira
    الخميس 16 يونيو 2016 - 15:09

    mm fatima je l ai connu de proche une femme capable sociale et femme de parole serieuse et aime tres fort son metier je lui espere bnne sante et bonne continuation
    mbarek de dcheira

  • Amiral
    الخميس 16 يونيو 2016 - 16:34

    أريد أن أفهم لماذا تقدم التلفزة المغربية نشرة الأخبار بلجهات مختلفة : الريفية ، تماززيغت و تشلحيت . أليست الأمازيغية لغة واحدة ؟
    وأي لهجة رسمها المغرب لغة إلى جانب اللغة العربية؟

  • سوس العالمة
    الخميس 16 يونيو 2016 - 16:38

    الفن الامازيغي محتقر من الوزارة الوصية والفن الامازيغي موسمي في التلفزة اليتيمة تمازيغيت الفن الامازيغي لا يكرم ولا يشارك فنانونوه في رشيد شو وجزيرة الكنز ومهرجان مراكش الفن الامازيغي يعاني من الحصار حتى لا يضهروا حقيقة بلدنا الفن الامازيغي لا يلقى الدعم الذي يلقاه الفن السوقي المدرج المعاق الفن الامازيغي حي لكن برجاله الصابرين الذين لا يفكرون في المال اكثر ما يفكرون في هويتهم اما بوشان عطاوها شوية اكالو لها كولي هادشي

  • اسامر
    السبت 18 يونيو 2016 - 12:14

    منمشيوش بعيد في موازين فاطمة تشتوكت عطوها 700 درهم و لخرين جابوهم بالملايين قيمة الحكرة فقط لأنها امازيغية

صوت وصورة
ملفات هسبريس | أزمة المياه
الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 23:30

ملفات هسبريس | أزمة المياه

صوت وصورة
معرض الحلي الأمازيغية للقصر الملكي
الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 23:15

معرض الحلي الأمازيغية للقصر الملكي

صوت وصورة
أحكام قضية الدهس بالبيضاء
الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 21:50 6

أحكام قضية الدهس بالبيضاء

صوت وصورة
اعتصام ممرضين في سلا
الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 19:08 1

اعتصام ممرضين في سلا

صوت وصورة
وزير الفلاحة وعيد الأضحى
الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 17:34 24

وزير الفلاحة وعيد الأضحى

صوت وصورة
تكافؤ الفرص التربوية بين الجنسين
الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 16:12 3

تكافؤ الفرص التربوية بين الجنسين