فيروس كورونا وناصر الزفزافي

فيروس كورونا وناصر الزفزافي
الجمعة 24 أبريل 2020 - 00:10

إنه قد حان الوقت لمراجعة شعارات حراك الريف، وإطلاق سراح معتقلي هذا الحراك، والسماح برجوع المغتربين في المنفى بسببها، ووقف المتابعات التي فتحت بمناسبتها، وذلك ليس مجرد رغبة منا، بل هي واقع فرضه الفيروس المنتشر في المغرب..

فمن شعارات هذا الحراك مثلا: “الموت ولا المذلة”، والآن قد تجاوز عدد القتلى بهذا الفيروس مائة مغربي ومغربية، حسب إحصاءات وزارة الصحة، وينتظر الكثيرون الموت. ومن حسن الاختيار للذين يريدون الخير للناس أن يفهموا أن الموت محقق، ومن الخير أن لا نموت مع المذلة، وينقلب عندنا الشعار بالرغم منا هو “الموت مع المذلة”.

وشعار “الأحزاب دكاكين سياسية” وقد أغلقت الأحزاب أبواب مكاتبها، وأوقفت الاجتماعات مع إغلاق المقاهي وكثير من أبواب الدكاكين التجارية…

وشعار “ممنوع السياسة في خطب المساجد” قد تحقق أيضا بإغلاق المساجد والتجمعات الدينية…

ومن أهم ما يستنتج من زعماء هذا الحراك سبقهم لطرح هذه الشعارات وسجنهم من أجلها. أنهم يتوفرون على نظرة سياسية لاستباق الشعور بالخطر قبل وقوعه.

وناصر الزفزافي خاصة هو زعيم سياسي معتقل، واعتقاله في هذه الظرفية يطرح سؤال: لصالح من هو معتقل؟

في يقيني ومعرفتي أنه ليس في صالح الدولة المغربية؛ ولكن هو مسجون خاصة لصالح بعض النخب السياسية الريفية، وخاصة الذين استفادوا من المناصب السياسية، وكانوا من الطبقة الشعبية وتقربوا من دوائر عليا بالمناورة لجلب الأموال ورئاسة الأحزاب والوظائف… ولا نحتاج إلى ذكر الأسماء…

ولصالح بعض الأحزاب السياسية التي فضحها الزفزافي بالمنطقة، وتعيش باعتقاله خائفة من خروجه علما بأن الأحزاب والنقابات لم تعد تتوفر على أي زعيم، وإنما تتوفر على رؤساء وكتاب عامين ليس لهم صفة الزعماء الذين ماتوا مثل المهدي بنبركة وعبد السلام ياسين، ومحمد بن حسن الوزاني وامحمد بوستة وأبراهام سرفاتي…

ولصالح بعض النخب المستفيدة من التهريب والكيف، ونخب الكوادر النافذة بالثقافة والنفوذ التقني والفكري، لأن ناصرا ليس من نخب العلم وكوادر الجامعات.. بل هو من بين المحرومين المهمشين، ومن عائلة شعبية محترمة.

ويتوفر ناصر على صفة الزعيم السياسي التي منها أنه لم يصطنع، وإنما برز في التجمعات العمومية، ومن طحن محسن فكري وهو شجاع لا يثنيه الخوف ولا المال ويمثل طبقة شباب وفقراء الريف الذين لم يهربوا إلى الخارج وله سمعة عالمية ومحلية، ويمثل في شخصيته وسياسته جانبا من الحركة الأمازيغية الأصيلة، وتراث محمد بن عبد الكريم الخطابي، وهو لم يعتقل ومعه سلاح، وإنما معه شجاعته وذكاؤه، ولم يثبت أنه يؤمن بالعنف، وهو خطيب ليس له مثيل في المغرب الحالي… وهو تحفة سياسة يجب صيانتها والحفاظ عليها..

وقد حاولت في مقالتي السادسة هاته حول أثر كورونا علينا أن أبرر العريضة التي تهدف إلى إطلاق سراح هؤلاء السجناء، باعتبار الريف منطقة ذهبية فيها نخب بالداخل وخارج المغرب، بينها حسابات سياسية واقتصادية كافية لتولي إيجاد الحلول دون اللجوء إلى السجون.

‫تعليقات الزوار

9
  • المهدي
    الجمعة 24 أبريل 2020 - 06:06

    بئس النخبة المثقفة التي انحدرت لمستوى ان تضع أمّيا يتقن الزعيق والصراخ تاجاً فوق رأسها وتراه نموذجاً ومثالا للزعيم السياسي فتضعه في مصاف المهدي بنبركة وبن الحسن الوزاني وغيرهما من القامات .. أم أنها مخادعة كالفيروس الذي ركبت صهوته للتغلغل لتخريب مفاصل الدولة فترى عدو عدوها صديقها وجب تمجيده وتأليهه حتى ولو كان مجرد فقاعة زاعقة ما دام الخصم واحداً وما داما يتفقان حول هدف تدميره ..

  • aleph
    الجمعة 24 أبريل 2020 - 06:11

    الزفزافي وجماعته حكم عليهم بالسجن لاقترافهم اعمال يعاقب عليها القانون الجنائي المغربي. فلماذا لا تطالب إلغاء عقوبات السجن على كل مغربي (كالإسلاميين مثلا) من حكم عليهم بعقوبات سجنية؟
    أم لأن الزفزافي وجماعته دغدغوا نزعاتك العرقية تريد لهم أن يحق لهم ما لا يحق لغيرهم؟
    معيارك هو العرق والقبيلة وأديولوجية البربريست المتطرفة.

  • الحسين وعزي
    الجمعة 24 أبريل 2020 - 09:24

    ناصر الزفزافي ظل على امتداد أحداث الحسيمة يردد خطابا عرقيا يضع بواسطته برزخا فاصلا بين المغاربة من أصول عربية وأشقائهم من أصول أمازيغية، وكان يحرض على عدم رفع العلم الوطني في مظاهراته ويحمل بدلا عنه علما انفصاليا، وثالثة الأثافي هو أنه كان يقول في تابعيه: إن الاستعمار الإسباني كان أرحم من الاستعمار العروبي، فهو بهذا الكلام يعتبر جهة الريف محتلة من طرف العرب، ويدعو لتحريرها منهم، أي أنه كان يريد إثارة فتنة في البلد، فهذا هو معنى كلامه بتجرد وكل وضوح..

    والأكثر من هذا هو أنه يرفض الاعتذار عن هذه الأفعال الطائشة التي صدرت عنه، بتقديم طلب للعفو، وكأنه متمسك بهذه الأفعال ومصرٌّ عليها.. إذا كانت هذه شجاعة، وسياسة، وبعد نظر، فليتحمل صاحبها مسؤوليتها وتبعاتها وراء القضبان الحديدية..

  • موحند
    الجمعة 24 أبريل 2020 - 12:24

    شكرا الاستاذ الدغرني على المجهودات التي تقوم بها لاجل اطلاق سراح نشطاء حراك الريف وجميع معتقلي الرائ. هؤلاء الشباب لا يستحقون هذه الاحكام القاسية. فكل المطالب التي سجنوا من اجلها نحن في امس الحاجة اليها في زمن كورونا وبعدها. وهل من يطالب بالمستشفى والجامعة وشروط العيش الكريم يستحق 20 سنة من السجن؟ والله العلي العظيم هذا ظلم كبير!!! ولكن اين الحكماء والعاقلون وذوي الضمير والرحمة ونحن نعيش ويلات وباء كورونا وندخل شهر المغفرة والتوبة والرحمة؟

  • KITAB
    الجمعة 24 أبريل 2020 - 13:07

    مهما حاولت التعليق بالمتاهة التي أوقع الأستاذ نفسه فيها فسوف لن أكون أفضل من تعليق الأخ المهدي الرواقي أيقونة هسبريس، فالزفزافي لو ترك ملفه على ما هو عليه عندما تم اعتقاله أول وهلة لكان قد أخذ وجهة أخرى بالإفراج المحقق عنه، لكن والده الذي لعب به الدساسون والمحتالون والانفصاميون… هو العامل الذي كان له أسوأ الأثر على معتقلي الريف حتى زاد في تعقيد هذا الملف الذي تحول إلى قضية سياسية بامتياز مست بالعديد من الرموز الوطنية، سلمات

  • شبكوني
    الجمعة 24 أبريل 2020 - 13:20

    اريد ان اقول كلاما صريحا نابعا من الاعماق ..الزفزافي واهل الريف وجرادة سجنوا لانهم طالبوا بمطالب موضوعية لم يسبوا احدا لم ينهبوا لم يقتلوا لم يكسروا..ذنبهم الوحيد انهم يعتبرون انفسهم غير مذنبين ويرفضون طلب العفو..هذا بكل صراحة ويفضلون الموت ولا المذلة قبل دخول السجن وبعده..المخزن يجب ان تركع وتقوم بالتوبة النصوح والاقلاع بالمرة عن افكارك ومعتقداتك لكي يصفح عنك..هناك كبرياء وشموخ واباء..من الفائز اعداء المغرب الجزائر والبوليزاريو وبراميل النفط من الخاسر الاكبر المخزن لان الامازيغ يحبون ريافة اكثر والمغاربة المطحونين والمتنورين يحبون الزفزافي..شعبية المخزن في تراجع مطرد..والشعب هوالشعب..وكورونا بينت ان النقابات منبوذة وان الاحزاب كالاشباح لاظل لها وان اهل الريع هم اهل مصلحة وهم مع المثل القائل( الله اجعل صاحبي ضحكة ونضحك حقي مع الناس)…
    هل آن للمخزن ان يحكم العقل والا يفكر بقلبه وعواطفه.فالسياسي المحنك هو من اصحابه كثر واعداؤه قلة وهو الذي يجد الحلول بدون اللجوء الى السجن والاعتقالات.
    اعتقد ان النصر مهما طال سيكون حليف لاريافة لان الحق يعلو ولا يعلى عليه.قانون رباني

  • م. قماش
    الجمعة 24 أبريل 2020 - 15:12

    وقف الناس على حال ووضع صعب يقاسي من أوزاره عدد كبير من أهلنا في السفح والجبل المدن والأرياف؛ آلام الناس متعددة متنوعة وآمالهم تفاؤلهم حاضر في السر والعلانية بالدعاء والصبر يصْبون إلى تحسن معيشتهم ويغذون راضين مطمئنين على مستقبل بلدهم وأبنائهم، علانية عندما يطالبون مسؤولي البلاد بالعمل على توفير وتجويد الخدمات الضرورية الملحة ليس على نفقتهم لكن من بيت مال المغاربة ويصونونه. مشاريع وضع لبنتها ملك البلاد لا ترى النور حتى يُحدِثَ زلازلا تِلْوى أخرى تعصف برؤوس نقضت العهد ويتكرر المشهد في جل جهات المملكة. من هنا لا أختلف معك السي أحمد الدغرني أننا بشر نريد حياة نقية ممتعة نحظى بها في بلادنا في سلم وسكينة وإستقرار…

  • mimoun
    الجمعة 24 أبريل 2020 - 20:57

    اي_________________ه اسي احمد الدغرني
    اللؤم اشكال كثيرة لاكن هذا النوع الذي يقتل القتيل ويمشي في جنازته هو خزي السياسة التي يحثون الشعب بالمشاركة ككل حتى ينجح احدهم ويتبين انه ذئب في هيضورة نعجة

  • شمال افريقيا
    السبت 25 أبريل 2020 - 02:10

    آن الاوان لطي صفحة الماضي والبدئ من جديد والمصالحة مع كل جهات المملكة , حان الوقت لاطلاق سراح معتقلي الحراك السياسي الشعبي من اجل بناء مغرب جديد ديمقراطي

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30 1

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 2

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 3

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 11

تقنين التنقل بالتطبيقات

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02 6

وزير النقل وامتحان السياقة