خبير سويسري يلامس تحديات ما بعد جائحة "كورونا' ويشيد بتدابير المملكة

ضمن سلسلة محاضرات “الابتكار وقضايا العصر”، التي تنظمها أكاديمية المملكة المغربية بشراكة مع أكاديمية الحسن الثاني للعلوم والتقنيات، وسفارة سويسرا بالمغرب، ألقى الأستاذ مارتن فيترلي، رئيس الكلية الاتحادية للتقنيات الهندسية في لوزان بسويسرا، مساء الخميس، محاضرة حول موضوع: “العيش مع فيروس كورونا: كيف يمكن للتكنولوجيا الرقمية مساعدتنا؟”.

وإذا كان العالم مازال يبذل الجهود لتجاوز الأزمة الصحية التي أرخت بظلالها على مختلف البلدان منذ سنة ونصف، فإن فيترلي يرى أن الأزمة الكبرى التي تواجه البشرية ويعاني منها العالم اليوم ليست “كوفيد”؛ فهو عابر لا محالة بعد مكوثه عامين أو ثلاثة أعوام، لكنّ الأزمة الحقيقية في نظر المحاضر السويسري هي كيفية التفكير بشكل مغاير حول سبل تحقيق التنمية وإدارة الاقتصاد واستعمال التكنولوجيا الحديثة وتغيير نمط الاستهلاك وحماية البيئة.

وأبرز المتحدث ذاته أن القارة الإفريقية تتوفر على إمكانيات كبيرة من أجل النجاح في التحديات التي ذكرها، ذلك أنها تملك من الفرص ما يساعدها على تحقيق التنمية، مثل الطاقات المتجددة، مع ربح رهان آخر يتعلق بحماية البيئة.

وتابع المحاضر ذاته: “الجميع سيخرج من أزمة جائحة فيروس كورونا، لكن التحدي الأكبر والحائط الذي سنواجهه هو أزمة المناخ، وهو يتطلب منا جميعا، مسؤولين وباحثين ومواطنين، أن نأخذه على محمل الجد”.

ورغم أن جائحة فيروس كورونا حتّمت طرح أسئلة جوهرية حول طريقة الاستهلاك وأرغمت الناس على تغيير نمط عيشهم، وواكبتها نقاشات حول “منافع” الجائحة على البيئة، بعد انخفاض نسبة التلوث، فإن مارتن فيترلي يرى أنه ليس هناك ما يؤكد أن التوجه الجديد الذي فرضته جائحة كورونا سيستمر.

وزاد المتحدث موضحا: “لست متأكدا من أن الناس سيستمرون في التفكير بالمنطق نفسه الذي يفكرون به الآن، ففي الصيف الماضي، وبمجرد شروع الأزمة الصحية الحالية في الانقشاع، بدأت العادات الاستهلاكية تعود تدريجيا إلى وتيرتها الطبيعية، وسافر الناس عبر الطائرات إلى وجهات مختلفة، رغم حديثهم عن أضرار غاز أكسيد الكربون على البيئة”.

وعلاوة على التحدي البيئي، قال المحاضر السويسري إن هناك تحديات أخرى ذات أبعاد إنسانية واجتماعية، تتعلق بالديمقراطية والمساواة والعدالة الاجتماعية، التي لم يتم احترامها بشكل كاف إبان جائحة فيروس كورونا، مشيرا إلى أن هناك نقاشا في سويسرا حول هذا الموضوع.

من جهة ثانية، نوّه مارتن فيترلي بتدبير المغرب لجائحة فيروس كورونا، معتبرا أنه “كان أفضل من دول أخرى، وتعامل بصرامة وحزم”، ومشيرا إلى أنه عندما جاء إلى المملكة طُلب منه أن يُجري اختبارا للتأكد من خلوه من الفيروس رغم أنه كان ملقحا.