سودانيون يعتصمون في الخرطوم للمطالبة بتولي العسكريين زمام الحكم

سودانيون يعتصمون في الخرطوم للمطالبة بتولي العسكريين زمام الحكم
صورة: أ.ف.ب
الإثنين 18 أكتوبر 2021 - 00:00

واصل مئات السودانيين اعتصامهم، الأحد، لليوم الثاني في الخرطوم، مع استعدادهم لتمضية ليلة أخرى في الخيام التي نصبوها أمام القصر الرئاسي للمطالبة بتولي العسكريين السلطة وحدهم.

ويزيد ذلك من تعقيد الأزمة السياسية التي وصفها رئيس الوزراء عبد الله حمدوك بأنها “الأسوأ والأخطر” منذ سقوط حكم عمر البشير.

يقول مؤيدو تشكيل حكومة مدنية، الذين قادوا الثورة الشعبية التي أنهت في 2019 ثلاثين عامًا من حكم البشير، إن الاعتصام هو بمثابة “انقلاب” يتم تحضيره في بلد عرف الكثير من الانقلابات.

لكن المتظاهرين المناهضين لحكومة حمدوك، الذين نصبوا خيامهم مساء السبت أمام القصر الرئاسي في الخرطوم، مقر السلطات العسكرية والمدنية الانتقالية، يرفضون فض اعتصامهم ولم تتدخل الشرطة لإزاحتهم، فيما منعت قبل أسبوع موكبًا للمحامين من الاقتراب من المبنى.

وقال علي عسكوري، المتحدث باسم المحتجين والمنشقين عن تحالف الحرية والتغيير، الذي قاد الاحتجاجات ضد البشير، لفرانس برس: “الاعتصام مستمر ولن يتم رفعه إلا بحل الحكومة، ونقصد بذلك إقالة الوزراء بدون رئيس الوزراء”، وأضاف: “طلبنا من مجلس السيادة في خطاب رسمي وقف التعامل معهم”.

وتوافد المتظاهرون السبت تجاه القصر الجمهوري، مقر السلطة الانتقالية، هاتفين: “جيش واحد شعب واحد”، ومطالبين بـ”حكومة عسكرية” لإخراج السودان، أحد أفقر بلدان العالم، من أزمته السياسية والاقتصادية.

 الخروج للتظاهر

خرج المتظاهرون تلبية لنداء فصيل منشق عن “تجمع الحرية والتغيير”، يحاول مع العسكريين أن يقود السودان إلى أول انتخابات حرة بعد ثلاثين عاما من الدكتاتورية.

وقال جعفر حسن، المتحدث باسم الحرية والتغيير (المجموعة التي تدعو إلى نقل السلطة بالكامل إلى المدنيين)، ضمن تصريح لـ”فرانس برس” إن “ما يحدث هو جزء من سيناريو الانقلاب وقطع الطريق على التحول الديمقراطي، وهي محاولة لصناعة اعتصام، ويشارك في ذلك أنصار النظام السابق”.

ويثير الإعلان عن مواصلة الاعتصام المفتوح مخاوف من حصول توتر، إذ دعا تجمع الحرية والتغيير إلى “تظاهرة مليونية” في الخرطوم الخميس للمطالبة بتولي المدنيين السلطة كاملة.

وقال حسن إن الهدف من “هذه التظاهرة المليونية هو أن يرى العالم موقف الشعب السوداني”.

لكن منظمي الاعتصام أمام القصر الرئاسي دعوا مساء الأحد أنصارهم إلى الخروج بأعداد كبيرة يوم الخميس أيضًا لرفض “الانقلاب العسكري” و”دكتاتورية المدنيين”.

ويعاني السودان، أحد أفقر بلاد العالم، من تضخم بلغ أكثر من 400%. واتخذت الحكومة إجراءات تقشفية في إطار برنامج للإصلاح الاقتصادي والمالي وضعته بالتعاون مع صندوق النقد الدولي.

دعوة إلى الرحيل

يطالب المعتصمون بحل حكومة حمدوك. وقال عبد المنعم حسين إبراهيم (61 عاما) وهو يقف أمام إحدى خيام الاعتصام: “مطلبنا الوحيد حل هذه الحكومة”.

وأكد يوسف بريمه حسن (62 عاما) أن مطلب المعتصمين هو “أن تذهب هذه الحكومة التي لم تستطع تلبية مطالب الشعب في الحياة أو الصحة”.

وتأتي هذه التطورات بعد قرابة شهر من الإعلان عن إحباط محاولة انقلابية في السودان، فيما يستمر إغلاق ميناء بورتسودان الرئيسي الواقع على البحر الأحمر.

وأقر حمدوك مساء الجمعة في خطاب إلى الأمة بوجود “انقسامات عميقة وسط المدنيين وبين المدنيين والعسكريين”، مؤكدا أن “الصراع ليس بين المدنيين والعسكريين، بل هو بين معسكر الانتقال المدني الديمقراطي

ومعسكر الانقلاب على الثورة”، واعتبر أن السودان يمر “بأسوأ وأخطر أزمة” تواجهه منذ إسقاط البشير، مشددا على أنها “تهدد بلادنا كلها وتنذر بشر مستطير”.

ويفترض أن تقوم السلطة الانتقالية المكونة من مدنيين وعسكريين بإدارة البلاد إلى حين تنظيم انتخابات عامة في العام 2023.

ويؤكد خصوم المتظاهرين أن تحركهم نظم بإيعاز من أعضاء في قيادة الجيش وقوات الأمن، وأن أنصار النظام السابق كانوا بين المتظاهرين.

‫تعليقات الزوار

12
  • Proud Moroccan
    الإثنين 18 أكتوبر 2021 - 00:36

    صورة حقيقية لمتلازمة ستوكهولم … عندما يقع الشخص المظلوم في حب مضطهده … ويرفض أن يرى أنه يمكن لأي شخص آخر أن يتحكم في حياته باستثناء مضطهده … طالما سنرى هؤلاء على سبيل المثال ، ستكون هذه البلدان بعيدة عن الديمقراطية لفترة طويلة جدًا.

  • Mosi
    الإثنين 18 أكتوبر 2021 - 00:36

    ايها المساكين متى سمعتم بدولة يقودها نظام عسكري بين الدول المتقدمة و الديمقراطية و الحرة…؟؟
    كل بلد استبدل عساكرها مهامهم من الدفاع عن حوزة الوطن الى المناكفة السياسية و التدخل في المجتمع و إلا كان مصيره الفشل و الديكتاتورية و الفساد.
    يا اهل السودان…اياكم و قبول حكم العسكر…
    يجب على العسكر اينما كانوا ان يفهموا ان مكانهم في التكنات و ان مهمتهم الوحيدة هي الدفاع عن حدود الوطن…
    وليتركوا السياسة لأصحابها…

  • عبدالكريم بوشيخي
    الإثنين 18 أكتوبر 2021 - 00:58

    هذا قطيع منشق مدفوع من طرف العسكر السوداني الذي كان السبب في تقسيم السودان الى شطرين و هو السبب ايضا في ما الت اليه اوضاع الشعب السوداني الشقيق من قلاقل و حروب اهلية و ازمات اقتصادية و مازل البلد مرشح للتقسيم بسبب العسكر الذي يحكم منذ الاستقلال الى اليوم السودان دولة غنية مثل الجزائر بمواردها الطاقية و المائية و خصبة اراضيها لكنها تعاني مثل دولة الكابرانات جيرانها الاثيوبيين و الكينيين تجاوزوا مرحلة الدكتاتورية العسكرية و خرجوا من عنق الزجاجة و قطعوا اشواط في ارساء النظام الديمقراطي و الدولة المدنية و بدأوا في جني ثمار الحرية و الديمقراطية و الرفاه الاقتصادي بعيدا عن سلطة العسكر فهؤلاء السودانيين الحمقى الذين يمجدون الجنيرالات و هم سبب مشاكلهم و فقرهم و تقسيمهم و حروبهم الأهلية موتهم افضل من حياتهم.

  • متطوع في المسيرة الخضراء
    الإثنين 18 أكتوبر 2021 - 02:34

    من شب على شيء شاب عليه
    الدول المتخلفة دائما مصيرها الفشل السودان بدل أن يصبح بلد منتج للغذاء العالمي بقي دولة متأخرة اقتصاديا وفي جميع الميادين .العسكر إلى الثكنات والسياسيين إلى السياسة والكفاءات إلى التسيير بالشفافية والوضوح والديمقراطية والتخلي عن الهيمنة التوسعية.

  • ولد حميدو
    الإثنين 18 أكتوبر 2021 - 06:57

    و هل العسكريون ليسوا في الحكم فالمدنية مجرد واجهة مثل عدة دول

  • على الطريقة المصرية
    الإثنين 18 أكتوبر 2021 - 08:32

    بعد الانتخابات الحرة و انتخاب رئيس مدني ..هجوم مضاد للعسكريين و أتباعهم لاسترجاع السلطة بالحديد و النار..الغريب في الأمر أننا كنا نسمع فيما مضى أن السودان هو خزان المواد الغذائية لكل العرب لكنه لم يستطع حتى تغذية السودانيين أنفسهم..

  • علي
    الإثنين 18 أكتوبر 2021 - 08:37

    نفس سيناريو مصر، العسكر يجند البعض للهتاف باسمه وسيضخم اعدادهم، ثم سيستولي على السلطة تلبية لنداء الشعب/العصابة التي جندها حتى لا يقال انقلاب. حكم العسكر امر غير منطقي لسبب بسيط لأن تحكم مجموعة من “الموظفين” (العسكر) في السلطة اشبه باتفاق قطاع مهني (النجارون مثلا) على حكم البلاد والفارق فقط ان العسكر معهم السلاح والنجارون بدون سلاح. وعندما يحكم العسكر فهو لا يفعل شيئا سوى تغيير وظيفته (الدفاع) بوظيفة اخرى لا يفقه فيها شيئا (السياسة) ويصبحون في نهاية المطاف مجرد عملاء تابعين للغرب.

  • الحسين
    الإثنين 18 أكتوبر 2021 - 10:29

    كنت اظن العكس ان السودانيين يطلبون حكم مدني
    واخراج الحيش من الحكومة

    الان الاصل في جيوش العالم ان يتولى امن البلاد وحدوده
    وايس اقحامه فب الاحزاب والسياسة.

  • رشيد طنجة
    الإثنين 18 أكتوبر 2021 - 11:45

    جل الناس تريد ان لا يحكمها العسكر وهؤلاء القوم يريدون حكم العسكر .قمة التخلف..في الحقيقة هؤلاء مدفوعون من طرف العسكر ليحتجوا.

  • مصطفى آيت الغربي
    الإثنين 18 أكتوبر 2021 - 14:51

    الحمد لله على الشعب المغربي لم أكن أتوقع
    من هؤلاء للدين حكمهم العسكر المستبد لعقود
    وجوعهم وعدبهم وقتلهم,
    دكرني هدا لجنازة أحد مشاهير القادة العرب عاى
    شاشة التلفزة وكان الشعب يبكي وفيهم شباب
    فقال المديع: أنظروا كيف يبكون ويحزنون لمن حكمهم
    40 سنة بيد من حديد,
    الحمير ألفو العصا والدل,الله احفظنا من حكم الجنرالات,

  • مصطفى آيت الغربي
    الإثنين 18 أكتوبر 2021 - 15:19

    لو سألنا البغال والحمير بلسان الحالهل تقبلون بحكم العسكر
    لأجابوا قائلين: اللهم احفظنا منه,
    أي شعب يحكمه العسكر الا ومصيره كمصير البهائم بل أقل,
    ولو البهيمية لما دافعوا عن العسكر, فأنا أخاطب لهائم لاتفهم
    ولا تعي أنها مجرد بهائم وليسوا بشر,

  • MAGHREBI NAFSS
    الإثنين 18 أكتوبر 2021 - 23:38

    لا أعتقد أن هذه الشردمة تمثل أغلب السودانيين الذين يتطلعون لدولة مدنية ديمقراطية.هؤلاء فقط بيادق مأجورين في مسرحية مكشوفة على الطريقية السيسية

صوت وصورة
شراكة "تيبو أفريقيا“ وLG
الجمعة 29 مارس 2024 - 11:43 1

شراكة "تيبو أفريقيا“ وLG

صوت وصورة
احتفاء برابحة الحيمر في طنجة
الجمعة 29 مارس 2024 - 10:03

احتفاء برابحة الحيمر في طنجة

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30 4

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 3

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 4

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 11

تقنين التنقل بالتطبيقات