تركيا تضع "مواقع التواصل" تحت رقابة مشددة

تركيا تضع "مواقع التواصل" تحت رقابة مشددة
الخميس 1 أكتوبر 2020 - 11:20

تشدد تركيا، الخميس، الرقابة على مواقع التواصل الاجتماعي مع دخول قانون جديد حيز التنفيذ؛ ما يهدد موقعي “تويتر” و”فيسبوك” في هذا البلد، إذا لم يمتثلا لطلبات سحب محتويات تراها السلطات موضع جدل.

وصوّت البرلمان على هذا القانون في يوليوز، بعد أقل من شهر على دعوة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إلى “تنظيم” الشبكات الاجتماعية التي تعد من آخر مساحات تتيح للأتراك التعبير بحرية خارج رقابة الحكومة.

وعلق إيان ليفين، مسؤول قسم حقوق الإنسان في “فيسبوك”، في تغريدة: “يثير هذا القانون الكثير من المخاوف بشأن حقوق الإنسان”.

ويشكك المدافعون عن حقوق الإنسان، على الرغم من مخاوفهم، في قدرة حكومة إردوغان على فرض التدابير الصارمة المنصوص عليها في القانون.

وقالت إيما سينكلير ويب، مديرة منظمة هيومن رايتس ووتش في تركيا، إنه “من المستحيل في بلد مثل تركيا إلغاء الشبكات الاجتماعية التي تتداخل إلى حد بعيد مع حياة الناس”.

ويفرض القانون الجديد على شبكات التواصل الاجتماعي، التي تسجل مليون عملية دخول إليها يوميا مثل “تويتر” و”فيسبوك”، أن يكون لها ممثل في تركيا والامتثال لأوامر المحاكم التركية إذا ما طلبت سحب مضمون معين خلال 48 ساعة.

وفي حال عدم الاستجابة، يخفض نطاق عرضها الترددي بشكل كبير، كما تكون ملزمة بدفع غرامات تصل إلى 40 مليون ليرة تركية (4,3 ملايين أورو).

كما يتعيّن على عمالقة الإنترنيت تخزين بيانات مستخدميهم في تركيا داخل البلد، ولو أنه لم يتم إقرار أي إجراء ملزم بهذا الصدد لدى التصويت على القانون.

“الطاعة أو الموت”

وإن كان حساب إردوغان على “تويتر” يحظى بـ16,7 ملايين مشترك، فإن الرئيس التركي لا يخفي بغضه لمواقع التواصل التي هدد بحظرها عام 2014.

وفي تلك السنة، حجبت أنقرة “تويتر” و”يوتيوب” بعد بث تسجيلات تم الحصول عليها جراء عمليات تنصت هاتفي تشير إلى ضلوع إردوغان في قضية عرّف عنها على أنها فضيحة فساد.

وقالت سينكلير ويب إن “هدف القانون هو تهديد الشبكات الاجتماعية بفرض عليها الطاعة أو الموت”.

وحسب آخر “تقرير للشفافية” تعده شبكة “تويتر”، كانت تركيا، في الفصل الأول من عام 2019، في طليعة الدول التي تطلب إزالة منشورات عن الموقع، مع أكثر من 6 آلاف طلب بهذا الصدد.

ولم يجب موقع “تويتر” عن أسئلة وكالة فرانس برس حول ما يعتزم القيام به حيال القانون الجديد.

وحجبت تركيا 408 آلاف موقع وأربعين ألف تغريدة وعشرة آلاف مقطع فيديو على “يوتيوب” و6200 عملية تشارك محتويات على “فيسبوك” عام 2019، حسب المدافع عن الحقوق على الإنترنيت سيفكيت أويانيك. وعلق الناشط: “تصوروا ما يمكن أن يحصل بعد دخول القانون الجديد حيز التنفيذ”.

“كمّ الحركة الاحتجاجية”

سبق أن وصف إردوغان “تويتر” بأنه يشكل “تهديدا”، متهما الموقع بتسهيل التعبئة للتظاهرات ضد الحكومة عام 2013.

ويعوّل العديد من الأتراك، وخصوصا الشبان، على مواقع التواصل للحصول على معلومات مستقلة ونقدية، في مشهد تهيمن عليه وسائل الإعلام الموالية للحكومة.

وأوضحت عائشة نور أكيوز، عارضة الأزياء التي يتابعها 47 ألف شخص حسابها على “إنستغرام”، بالقول: “لا نرى الكثير من الأخبار حول العنف ضد النساء على التلفزيون؛ لكن الأنباء عن جرائم قتل النساء تنتشر في خمس دقائق على شبكات التواصل الاجتماعي”.

وتؤكد سينكلير ويب أن “القيود الأخيرة هدفها كمّ الحركة الاحتجاجية وقطع دفق المعلومات”.

ودعا إردوغان، في مطلع يوليوز، إلى “ترتيب” الشبكات الاجتماعية بعدما وجهت شتائم إلى ابنته وصهره على “تويتر”.

وقال الرئيس التركي: “أترون لماذا نعارض المواقع الاجتماعية، مثل “يوتيوب” و”تويتر” و”نتفليكس”؟ لحجب هذه الأمور اللاأخلاقية. ليس لديهم قيم أخلاقية”.

لكن سينكلير ويب تشير إلى أن أنصار الحكومة أيضا يقبلون بكثافة على شبكات التوصل، لا سيما أن التجمعات محظورة عملا بالقيود المفروضة لمكافحة تفشي وباء “كوفيد-19”.

وحذرت من أن “إغلاق شبكات التواصل لن يكون قرارا شعبيا. وإن طبقت الحكومة فعليا هذا القانون، فسوف يرتد عليها”.

‫تعليقات الزوار

19
  • مغربي ضد التأردغن
    الخميس 1 أكتوبر 2020 - 11:46

    طبيعة الحال حريم السلطان في المغرب سيهللون ويطبلون لهذا الإجراء وسيقنعون انفسهم باي طريقة بأن هذا الإجراء عادل، ما الفرق بين أردوغان ودكتاتوريي الخليج؟ ما الفرق بين اليمنيين المتطرفين الذين يدعمون ترامب في كل صغيرة وكبيرة وبين من يدعم المستبد اردوغان؟ انهم المحافظون واليمينيون يا سادة

  • سعيد
    الخميس 1 أكتوبر 2020 - 11:47

    لاتوجد دولة في العاالم لاتراقب مواقع التواصل الجميع يراقب الجميع حتى الدولة التي تسمي نفسها دول الحرية

  • محمود
    الخميس 1 أكتوبر 2020 - 11:49

    المفارقة العجيبة في هذه الرقابة هو أن الرئيس التركي نفسه أنقذته من الإنقلاب إحدى هذه المواقع عندما اتصل و طلب من مقدمة برنامج تلفزيوني من هاتفه النقال أن تنقل مباشرة نداءه للشعب التركي لإنقاذه من ورطة الإنقلاب العسكري !

  • البيضاوي،،
    الخميس 1 أكتوبر 2020 - 11:50

    ما يلاحظ عن اردوغان في الآونة الأخيرة انه قد جن جنونه و فقد صوابه بعدما فقد مصداقيته ومعظم شعبيته داخل تركيا واصبح يخبط خبط عشواء يظن في نفسه ان هده الطريقة القمعية والدكتاتوربة هي التي ستحكم سلطته على هرم السلطة في

    تركيا بينما في الحقيقة هي التي ستعجل برحيله،،

  • اسماعيل مول التعليق
    الخميس 1 أكتوبر 2020 - 11:51

    بعض من الناس لي هاجمو قانون تكميم الأفواه فالمغرب دفاعا عن الحق ودفعا للظلم نفسهم غيخرجو يهللو لهاد القانون فتركيا دفاعا عن الجماعة ظالمة أو مظلومة.

  • بلال
    الخميس 1 أكتوبر 2020 - 12:27

    يقول الرئيس التركي أردوغان: "أترون لماذا نعارض المواقع الاجتماعية مثل يوتيوب وتويتر ونتفليكس؟ لحجب هذه الأمور اللاأخلاقية. ليس لديهم قيم أخلاقية
    فإذن من حق هذه الدولة الديمقراطية المسلمة الحفاظ على شبابها من الإنحلال الأخلاقي الذي يحرمه الإسلام وكل الديانات .

  • محمد
    الخميس 1 أكتوبر 2020 - 12:27

    الصين الان المنافس رقم واحد للولايات المتحدة الامريكية اقتصاديا لماذا في نظركم؟
    لانها اغلقت الباب على وسائل التواصل الاجتماعي الامريكية فايسبوك و يوتوب و تويتر
    اردوغان يعلم ان اعاداء النجاح سيستعملون تلك الوسائل لمحاولة عرقلة مسيرة النجاح لتركيا

  • سمير
    الخميس 1 أكتوبر 2020 - 12:40

    سيخرج علينا عبيد أردوغان الاخوانجية الذين يقولون أن المغرب يريد تكميم الأفواه وسلب حرية التعبير لي يصفقوا لهذا الخبر ويفرحوا له لأن العبيد يحبون دائما سيدهم وجلادهم ويردخون لكل أوامره مهما كانت مجحفة وسالبة للحرية بحق

  • محمد
    الخميس 1 أكتوبر 2020 - 12:52

    تركيا بدأت تموت منذ قتل العلمانية… على يد الإخوان …. الذي يزرعه الإنسان إياه يحصد أيضا…

  • ملاحظ
    الخميس 1 أكتوبر 2020 - 13:10

    اصدقاء اردوغان لم نرى تغريداتهم. هاهي " تركيا الدولة الديموقراطية" التي تصول و تجول في سوريا، ليبيا، ازبيربدجان، اليونان. اردوغان يعيش في اواخر ايامه الديكتاتورية. اسرائيل و اميريكا اللتان تسانده ستتخلا عنه كما تخلّتا عن الاخرين.

  • simo
    الخميس 1 أكتوبر 2020 - 13:18

    الذي يدعي أن هذا الإجراء جاء من دافع أخلاقي وذلك الكلام المغلف بالإسلام. فهل يعرفون تركيا جيدا؟ فلنترك الخطابات فهي موجهة فقط للخارج للعب على عواطف المسلمين ولنرى ما بداخلها، أولا تركيا دولة علمانية في العمق، ثانيا إذا تكلمنا عن الأخلاق فلماذا الدعارة عندهم محمية بقانون رئاسي؟ وعلى سبيل المثال المقاهي والحانات والمطاعم تشتغل نهارا أيام رمضان ويرتادونها الأكثرية من الأتراك، والملاحظ هو التحضر والرقي في التعامل وذلك ليس راجع للإسلام وإنما للقيم الأروبية… وما عليكم سوى مشاهدة مسلسلاتها.

  • kamal
    الخميس 1 أكتوبر 2020 - 13:24

    إلى محمد 7. للتصحيح الصين ثاني مستعمل الفايسبوك. فأمريكا والصين يتنافسان هنا ويتكاملان هناك. الصين تصنع الحواسيب والهواتف منها الأيفون بترخيص من أمريكا، وأمريكا تبيع البرامج والتطبيقات وتحتكر تخزين المعلومات وتطبيقات التواصل الإجتماعي. بالسياسة شيء والإقتصاد شيء آخر. ونحن نمجد هذا وذاك.

  • هشام ل
    الخميس 1 أكتوبر 2020 - 13:27

    إلى المعلق بلال ، واضح القيم الأخلاقية والإسلام والعفة في المسلسلات التركية !!!

  • القداسة تحجب الحقيقة
    الخميس 1 أكتوبر 2020 - 13:41

    كل من يخاف من الكلمة الحرة فحجته ضعيفة ولهذا يتستر عليها بالجبروت وبقوانين عدم الإزدراء.
    الرأي الصادق لا يخشى من كلام الزور لأن الحقيقة تنتصر في آخر المطاف.

  • kamal
    الخميس 1 أكتوبر 2020 - 14:03

    الكثير من المغاربة يعشقون هذا الرجل، و الويل لمن ينتقده و كأنه خليفة الزمان، رغم هفواته التي تدل على أنه طاغية في بلاده و بسببه تراجعت الحريات و سجن المعارضون.

    تركيا بنتها العلمانية و الأن ستهدمها النزعة الإسلامية، الاتراك بدأوا يفهمون الدرس.

  • غير داوي
    الخميس 1 أكتوبر 2020 - 14:21

    انا مع قانون تشديد الرقابة على مواقع التواصل الاجتماعي لمة فيه من خطر على الشعوب الهجينة إلا في حالة النفع والرقي في ديننا وبلادنا بالدارجة ماشي احنا اللي بتاكرنا هاد شي ظروري فيها إن كبيرة

  • عينيك ميزانك
    الخميس 1 أكتوبر 2020 - 14:23

    نعم لحرية الرأي لان بدالك تعدل ارتباكات السلط كانت تنفيدية او استشارية او قظائية لا للبدائى و الانحلال الخلقي لان دالك مضر بالتمليك الاجتماعي و الأسري

  • حوار
    الخميس 1 أكتوبر 2020 - 15:47

    الفيسبوك والتويتر وسائل يعبر عنها الشباب عن كل قضاياهم ومصيرهم لهذا لايجوز رقابتها تحت أي مسمى ونتمنى لهذا القانون ألا يطبق في تركيا لأنه يسيئ إليها وهذا ما لانتمناه.

  • كاره الظلام
    الخميس 1 أكتوبر 2020 - 16:11

    وسائل التواصل سلاح ذو حدين ، وبالتالي فمراقبته أيضا فعل ذو وجهين : حيث يمكن أن يكون القمع وتكميم الأفواه وهذا مرفوض ،ويمكن أن يكون للحفاظ على وحدة البلد وقطع الطريق على التدخلات الخارجية فهذا فيه حماية للدولة والبلد . والحكم في هذا كله هو الطريقة التي تدار بها البلد في تكوين الجمعيات والأحزاب والنصيب في المناصب العليا ، فإذا كانت تتم بطريقة ديمقراطية وشفافة فما أغلق فقد أغلق لأنه ضد المصلحة الوطنية، وإذا لم تكن هناك ديمقراطية ولا مؤسسات ولا شفافية فإغلاق ما أغلق قمع واضطهاد وظلم .

صوت وصورة
سكان مدينة مراكش بدون ماء
الثلاثاء 19 مارس 2024 - 01:05 8

سكان مدينة مراكش بدون ماء

صوت وصورة
خارجون عن القانون | عقوق الوالدين
الإثنين 18 مارس 2024 - 23:30

خارجون عن القانون | عقوق الوالدين

صوت وصورة
كاريزما | حمزة الفيلالي
الإثنين 18 مارس 2024 - 22:30 1

كاريزما | حمزة الفيلالي

صوت وصورة
خيوط البالون | مقلب ري تشيكوني
الإثنين 18 مارس 2024 - 22:00

خيوط البالون | مقلب ري تشيكوني

صوت وصورة
رمضانهم | أجواء رمضان في روسيا
الإثنين 18 مارس 2024 - 21:30

رمضانهم | أجواء رمضان في روسيا

صوت وصورة
ابراهيم دياز يصل إلى المغرب
الإثنين 18 مارس 2024 - 18:09 18

ابراهيم دياز يصل إلى المغرب