الملك يدعو البلدان الإسلامية إلى تجويد الحياة والتصدي للانفصال

الملك يدعو البلدان الإسلامية إلى تجويد الحياة والتصدي للانفصال
الخميس 12 دجنبر 2019 - 12:00

دعا الملك محمد السادس البلدان الإسلامية إلى اعتماد خارطة طريق جديدة تمكن من الاستفادة من الثروات البشرية والطبيعية في هذه البلدان، بما يساهم في إحداث نقلة نوعية في مؤشرات جودة الحياة في البلدان الإسلامية.

جاء ذلك في رسالة وجهها الملك محمد السادس إلى المشاركين في الذكرى الخمسين لإنشاء منظمة التعاون الإسلامي تحت شعار “المغرب .. تجديد وعمل”، تنظمها المملكة المغربية اليوم الخميس في العاصمة الرباط، بمناسبة مرور نصف قرن على إنشاء منظمة التعاون الإسلامي.

وشدد الملك على أنه “إذا كانت الخطط والبرامج السابقة والحالية قد أسهمت في مضاعفة المبادلات التجارية بين الدول الأعضاء في منظمتنا، فإننا نثمن كل المبادرات التي تروم تطوير تكتلاتنا الاقتصادية، في أفق إنشاء منطقة للتبادل الحر داخل فضائنا الإسلامي”.

وأكدت الرسالة الملكية، التي تلاها وزير الشؤون الخارجية ناصر بوريطة، أن منطقة التبادل الحر داخل الفضاء الإسلامي “ينبغي أن تترجم روح التضامن، وتؤسس للتنمية الشاملة والمستدامة التي يكون عمادها العنصر البشري”.

وللوصول إلى هذه الأهداف، طالب الملك محمد السادس ببلورة توجه جديد للمقاربات التنموية المعتمدة، “يأخذ بعين الاعتبار خصوصيات ومحددات النظام الاقتصادي العالمي، والاستفادة من التجارب الناجحة التي راهنت بشكل أساسي على تنمية العنصر البشري وتأهيله لتحقيق الطفرة التنموية والحضارية المنشودة في أبعادها الاقتصادية والاجتماعية والبيئية”.

القضية الفلسطينية

وخصص الملك محمد السادس جزءا من كلمته لتجديد التأكيد على مواقف المملكة المغربية، مشيرا إلى أن “أهم مصدر لقوتنا واتحادنا، وأكبر محفز لنا على بذل المزيد من الجهود، هو إيماننا الثابت بعدالة قضيتنا الأولى، قضية القدس وفلسطين”.

وأضاف قائلاً: “من منطلق مسؤولياتنا كملك للمغرب، وبصفتنا رئيسا للجنة القدس، فإننا نجدد التزام المغرب الدائم، ملكا وحكومة وشعبا، بالدفاع عن القدس الشريف وفلسطين، على مختلف الأصعدة، السياسية والدبلوماسية والقانونية والميدانية، لصون الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني”.

وأوضحت رسالة الملك أن سعيه لإيجاد حل للقضية الفلسطينية، وقضية القدس، “نابع من قناعتنا الراسخة بأن السلام في منطقة الشرق الأوسط يمر حتما عبر إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية”.

ودعا الملك المنتظم الدولي إلى الانخراط الجاد في بلورة خارطة طريق جديدة “تمكن من تطبيق قرارات الشرعية الدولية واتفاقات السلام المبرمة، وإيجاد حلول عملية للوضع المتأزم في الشرق الأوسط، من أجل إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، وذلك وفق جدول زمني محدد، وفي إطار حل الدولتين، وبتطابق تام مع قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، ومبادرة السلام العربية”.

وذكّر الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، بالعمل الميداني الملموس للمملكة المغربية، من خلال “مشاريع ميدانية تشرف على إنجازها وكالة بيت مال القدس الشريف، لمساندة المقدسيين ودعم صمودهم ضد سياسات التهويد الممنهجة الهادفة لتغيير الوضع القانوني والتاريخي والديمغرافي للمدينة المقدسة، ومواكبة أولويات المقدسيين واحتياجاتهم المتجددة”.

التصدي للانفصال

استحضر الملك محمد السادس سياق تخليد الذكرى الخمسينية لمنظمة التعاون الإسلامي، “في ظل ظرفية دولية دقيقة وجد معقدة، تطغى عليها الأزمات التي اندلعت في بعض الدول الأعضاء في المنظمة، والتي تفاقمت تداعياتها إقليميا، وتصاعدت بفعلها نعرات الانقسام والطائفية المقيتة، وتنامت فيها ظاهرة التطرف والإرهاب”.

“لذلك، فقد أصبح من الملح معالجة الأسباب والعوامل التي أدت إلى هذا الوضع المنذر بالعديد من المخاطر، والعمل الصادق على حل الخلافات البينية، واعتماد الآليات الكفيلة بتحصين منظمتنا من مخاطر التجزئة والانقسام”، تضيف الرسالة الملكية.

وشدد الملك محمد السادس على ضرورة “التصدي لمحاولات بعض الجهات استغلال هذا الوضع المتأزم لإذكاء نعرات الانفصال، أو إعادة رسم خريطة عالمنا الإسلامي، على أسس تتجاهل حقائق التاريخ والهويات، والتدخل في مصائر الأمم، وتهديد الأمن والاستقرار الدوليين”.

وختم الملك محمد السادس رسالته بتوجيه دعوة صريحة “لتعزيز الوحدة والتعاون بين الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي، والانخراط القوي والفعال في صناعة القرار السياسي والاقتصادي الدولي للدفاع عن مصالح دولنا وشعوبنا”.

وأبرز ملك المغرب أن هذه الدعوة “ملحة لاستقراء استباقي للمستقبل، ووضع الاستراتيجيات والخطط الملائمة للأجيال القادمة من أجل رفع التحديات الجسام المقبلة، وفي مقدمتها توطيد الاستقرار السياسي، والنهوض بالتنمية المستدامة، وضمان الأمن والغذاء، وحماية البيئة، وغيرها”.

‫تعليقات الزوار

22
  • كريم الطنجاوي
    الخميس 12 دجنبر 2019 - 12:24

    تجويد الحياة بان يكون هناك عدل في توزيع الثروة فاين ما وجد الاستبداد والفقر وجدت كل امراض الدنيا النفسيةروالعضوية

  • مغربي حاصل في المغرب
    الخميس 12 دجنبر 2019 - 12:32

    نتمنى من جلالة الملك أن يقوم بالمزيد من المجهودات لتجويد الحياة في المغرب و إسثتمار أمواله و أموال الشعب و المسؤولين الكبار في المغرب عوض إفريقيا و الأبناك الأجنبية ….

  • من هولندا
    الخميس 12 دجنبر 2019 - 12:37

    كلام في الصميم. حبذا لو نبدأ نحن في المغرب في ذلك فقد سبقتنا هذه الدول إلا القليل منها في كل شيء.

  • بنو صهيون يعلنون الحرب العرقي
    الخميس 12 دجنبر 2019 - 12:38

    الاحتلال الصهيوني بدأ بالتوسع في البلدان الإسلامية بداية بفلسطين و نهاية بمحاولات انفصالات عرقية في باقي الدول الإسلامية. اطال لله عمر سيدنا محمد السادس و حفظه بما حفظ الذكر الحكيم.

  • Le vagabond
    الخميس 12 دجنبر 2019 - 12:42

    الديموقراطية بكل ما تعنيه من العدالة الإجتماعية والكرامة للمواطن هي الطريق الوحيد لتقوية الامم.

  • Fatim-zahra
    الخميس 12 دجنبر 2019 - 12:58

    حبذا لو تعمل منظمة التعاون الإسلامي بما يقترح جلالة الملك حفظه الله عليهم و المضي وراءه فيما يخدم الامة, عندها سنكون احسن حالا كامة بين الامم. و نتمنى ان يجد نداء الملك محمد السادس بصفته رئيس لجنة القدس الاذان الصاغية و الرجوع الى الصواب لمصلحة الجميع و خدمة السلام في القدس و الشرق الاوسط و العالم باسره.

  • محمد الصابر
    الخميس 12 دجنبر 2019 - 13:06

    أكدت الرسالة الملكية، التي تلاها وزير الشؤون الخارجية ناصر بوريطة، أن منطقة التبادل الحر داخل الفضاء الإسلامي "ينبغي أن تترجم روح التضامن، وتؤسس للتنمية الشاملة والمستدامة التي يكون عمادها العنصر البشري".
    لننتبه، ان الملك استشعر خصر انفصال الصف الاسلامي.
    اجتمعت ماليزيا والباكستان وتركيا لتأسيس حلف اسلامي قوي عسكريا واقتصاديا، وستنظم قطر وربما اندونيسيا قريبا،
    كل هذا يؤكد رغبة المسلمين في الحلف القوي والرفاهية لشعوبها وتمنعها من الهجمات الغربية والصين وروسيا.
    الملك استشعر الخطر، فهل من مستجيب وهل من فاعل؟؟

  • انا
    الخميس 12 دجنبر 2019 - 13:22

    علينا أن نتشارك مع تركيا وباكستان وماليزيا وقطر
    من هناك سيكون النجاح للإسلام والمسلمين والتفوق في الدنيا والآخرة
    إنشاء الله رب العالمين

  • يتبع
    الخميس 12 دجنبر 2019 - 13:37

    هناك دول إسلامية تمكنت من تحقيق إزدهار وتقدم هائلين على رأسهم أندونيسيا وتركيا وأخرى أقرب، لكن مجمل الدول الاسلامية العربية لازالت تعيش في غيابات الجهل المركب والتبعية لاسيادهم، بسبب الفساد والاستبداد والاستعباد وهذا يتطلب تحرر وتضحيات شعبية كبيرة.

  • مغربي
    الخميس 12 دجنبر 2019 - 13:43

    هذه رسالة موجهة حتى الى الصحافة التي اخلق الفتنة بمواضيع عرقية و تشجيع بنشر رايات لا تمتل جميع اطياف الشعب المغربي

  • لخضورة إسماعيل
    الخميس 12 دجنبر 2019 - 14:15

    إن لم تقدي بعض دول المغرب العربي وخصوصا بلدنا باالتجربة التركية والإندونيسية وحتى الماليزية فلن يكون أي تقدم وسنبقى حيت ما نحن فكيف يعقل ونحن في 2020ولازال هناك أناس يسكنون الكهوف وبيوت من الطين

  • Sbaai
    الخميس 12 دجنبر 2019 - 14:43

    جميل ان ينتبه القادة في هذا الظرف الصعب الذي يعيشها المحيط الاسلامي بامواجه العاتية القاتلة من اواج الفقر والفساد والاختلال في التدين الصحيح المؤدي الى تسونامي خطير يضر بعالمنا ويحكم حضارتنا الإسلامية النبيلة،ونتمنى ان نكون المنطلق الهذه الصحوة صحوة ضمير الأمة والمفتاح من اجل الصمود ضد الترددات الحضارية الخادعة المهيمنة والخالقة لهذا التسونامي والزلازل المهددة لامتنا

  • Samir
    الخميس 12 دجنبر 2019 - 15:18

    كلام كله حكمة. مواقفكم كانت داءما تاخذ مصلحة الاستقرار للشعب و نابعة من شعور كبير بتلمسؤولية ووا قعية كبيرتين. وفقكم الله لما يرضاه الله ان شاء الله.

  • Momo
    الخميس 12 دجنبر 2019 - 15:26

    نعم يا صاحب الجلالة كل ما دكرت صحيح ومؤكد لكن العقل العربي يعيش على الماضي ولا يفكر قط في المستقبل .ما زالت امتنا تتخبط وتعيش على فكر المذهبية ، القبلية والطاءفية انها السدود المنيعة التي تفصلنا وتحجبنا على السير نحو التقدم والرفاهية زد على ذلك فساد الحكومات و المؤسسات بكل اطيافها .فما تنادي به يا صاحب الجلالة صعب المنال ان لم تبدد او يحاسب كل مارق وفاسد .

  • دايز
    الخميس 12 دجنبر 2019 - 15:49

    نتمنى من الملك ان يتدخل ويسقط هذه الحكومة لقد وصل السيل الزبى املنا الوحيد هو الملك

  • ماحي الشرق
    الخميس 12 دجنبر 2019 - 16:25

    الحمد لله الذي وفق المغرب أن يكون قدوة في التنمية، ندعوهم للاستفادة من تجربتنا لتحسين التموقع والصعود إلى أعلى من رتبة 121. اللهم ارنا الحق حقا وارزقنا اتباعه.

  • عبدو لهلال
    الخميس 12 دجنبر 2019 - 17:40

    ان الذي يسري بداخل المغرب وبخارجه على السواء سببه الرئيسي هو المواطن نفسه ، المواطن الذي يمارس تخريب البلاد على غرار ما تطالعنا به الاخبارووسائل الاعلام من انباء مشينة ومذلة ،اذا ما قامت الدولة باقتلاعها من منابعها ومعاقبة مرتكبيها العقاب الصارم فلابد ان نكون قد انقذنا الوطن من كل فساد .

  • مواطن
    الخميس 12 دجنبر 2019 - 18:37

    الله الوطن الملك
    الله ينصر سيدنا

  • ابو عدنان
    الخميس 12 دجنبر 2019 - 20:15

    بين التنظير والتطبيق فرق شاسع لان الارادة في الاصلاح غائبة والسبب الرئيسي في اعتقادي الشخصي هو حضور الدول العربية في هذا المؤتمر ولو امكن لهذا التجمع الاجتماع دون حضور الدول العربية لتفوق بشكل كبير والسبب ان كل المصائب آتية من العرب أو ان صح الجرب واقول ان من اراد التجديد والتحديث فلينظر لاوغندا واثيبيا وتنزانيا الحصلة على جائزة الحكامة اكثر من مرة اما ان نطلق العنان للسان ان يعبر كيفما شاء وان نكبل العقل ونغيب الارادة هذا هو اليأس والبؤس بعينهما.

  • malika kech
    الخميس 12 دجنبر 2019 - 20:59

    تجويد الحياة هدا مانتطلع له مند الاستقلال حتى هرمنا . ونحن الان ننتظر النمودج التنموي الى ان يتحقق نكون في خبر كان اي اموات نرقد تحت التراب بعدما كنا امواتا نسير فوق التراب . ساموت ويحز في نفسي اني لم اعرف جواب اين الثروة ؟

  • simsim
    الخميس 12 دجنبر 2019 - 21:44

    اهتمام صاحب الجلالة حفظه الله ورعاه بِلم شمل الأمة الإسلامية ينم عن معرفة دقيقة لما تعيشه الأمة الإسلامية في وقتنا الحاظر

    إلا أن المغرب يعرف مع كامل الأسف أكبر تهديد لبلقنته من طرف البرابرة المتطرفين والمتصهينيين والذين لا تتصدى لهم الدولة
    بل تتركهم يهددون و يستفزون شعور المغاربة
    هذا الخطر المحدق بالمملكة سيأتي على الأخضر واليابس إذا لم نتصدى له
    وفي أقرب الآجال
    وهذا لا يتطلب اجتماع الدول الإسلامية بقدر ما يتطلب من عزم وإرادة لدى المسؤوليين المغاربة
    أكبر المخاطر على الإطلاق مما عرفه المغرب في كل تاريخه
    فإذا كنا طردنا الإستعمار ولقناه أكبر الدروس
    فإن هذا السرطان إذا لم يتم إقتلاعه اليوم قبل غد فإننا ما في ذلك من شك ذاهبون لما لا تحمد عقباه وعليه على المغاربة المؤمنين بوحدة المغرب وحدة المصير
    أن يتهيؤوا للجهاد الأكبر كما جاء على لسان المغفور له محمد الخامس أي الاحتفاظ بوحدة المغرب من أقصاه إلى أقصاه والاحتفاظ بالتوابث المغربية العريقة في كنف الملكية الدستورية وتحت شعار الله الوطن الملك

  • تنبيهي
    الجمعة 13 دجنبر 2019 - 05:42

    نحب أن يقوم الملك بإنجازات واقعية ونصرة الأمة والقضية الفلسطينية و قسمنا الشريف يجب أن نغير الإهتمام فالصهاينة يتهمون ولايبالون ربنا يستر فقط الرئيس التركي من يتكلم وحيدا ويهدد بما يفعل الصهاينة الأعداء أين أمراء الخليج والملوك عربا وعجما. توكل على الله يا مليكنا كان أبدا المرحوم الحسن أبوك الذي كان يستشار معه كبار الروم والعجم

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55

تقنين التنقل بالتطبيقات

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02

وزير النقل وامتحان السياقة

صوت وصورة
صحتك النفسانية | الزواج
الخميس 28 مارس 2024 - 16:00

صحتك النفسانية | الزواج