مجلة مغربية تترجم إلى العربية ملخّصات دراسات "فيروس كورونا"

مجلة مغربية تترجم إلى العربية ملخّصات دراسات "فيروس كورونا"
الثلاثاء 9 يونيو 2020 - 04:00

قيمة مضافة كبيرة تحملها آخر أعداد المجلة الصحية المغربية، التي خُصّصَت لعرض ملخّصات أهمّ البحوث العلمية حول فيروس “كوفيد-19” بعد ترجمتها إلى اللغة العربية.

وأتاحت “المجلة الصحية المغربية”، التي تصدرها باللغة العربية الجمعية المغربية للتّواصل الصّحّيّ، ابتداء من شهر يونيو الجاري قراءة وتحميل عددها الخامس والعشرين على موقعها الرّسمي.

ويكتب أحمد عزيز بوصفيحة، مدير المجلة الصحية المغربية، أنّ هذا العدد خاص بملخصات آخر البحوث الدولية حول جائحة كوفيد 19، التي أصدرتها الجمعية المغربية للتواصل الصحي على شكل رسالة يومية تتضمن كل واحدة 5 ملخصات بالعربية والإنجليزية.

ويضيف مدير المجلّة الصحية المغربية في مقدّمة العدد الجديد: “من خلال هذا الإنجاز المتميز نود الإجابة على بعض الأسئلة، أوّلها: هل يستطيع طلبة كليات الطب وكليات العلوم المغربية ترجمة البحوث الطبية الدولية من الإنجليزية إلى العربية؟”، ويزيد معلّقا: “نعم، لقد ترجموا في أقل من شهر 126 بحثا جديدا خاصا بمرض كوفيد-19”. وثاني الأسئلة، وفق الكاتب، هو: “هل المغاربة يحبون قراءة المستجدات الطبية بالعربية؟”، ويجب عنه بنعم، لأنّهم “أثنوا على هذه المبادرة بأكثر من 74 ألف إعجاب على “فيسبوك”، وحمّلوا وقرؤوا 24 ألف مرة هذه الملخصات من موقع الجمعية المغربية للتواصل الصحي”.

وزاد مدير المجلة الصحية المغربية مجيبا عن سؤال “من قام بهذا الإنجاز الرائع في عصر تطرد فيه العربية من تدريس العلوم في الثانوي في المملكة المغربية؟”، بالقول: “هم 23 شابة وشابا من عدة مدن مغربية، درسوا العلوم بالعربية في الثانوي، وقدموا أطروحاتهم الطبية بالعربية في كليات الطب والصيدلة المغربية، وهم كذلك خمسة طلبة في طور الدكتوراه في كليات العلوم المغربية، وتفوقوا بفضل دراستهم للعلوم بالعربية في الثانوي، وهم فخورون بحضارتهم المغربية، ومتمكّنون من لغة الانفتاح الحقيقية التي هي الإنجليزية”.

ويسلّط أحمد عزيز بوصفيحة الضّوء على ما يمثّله هذا الإنجاز من إسهام لـ”هؤلاء الباحثين الشباب بلغتهم الوطنية في المجهود الوطني الرائع ضد جائحة كورونا الدولية، مع اعتزازهم بشيء أكبر من هذه التوعية الطبية الصحيحة، والمسايرة للتطور العلمي اليومي للجائحة، وأكبر من محاربة جائحة أصابت مئات الملايين وقتلت مئات الآلاف عبر العالم في أقل من ستة أشهر، هو نصرة لغتهم التي يعشقونها ويتمكنون منها وبها يبدعون ويحلمون، مع اقتناعهم بأنّ التنمية البشرية لا تكون إلى بلغتهم الوطنية، التي هي لغة واضحة تربط الأطر الوطنية بكل المواطنين، وتربط الحاضر الطَّمُوح بالماضي المجيد؛ فترفع الهمم للبذل والسخاء”، بوصفها “لغة تحمل القيم والآداب والعلوم”.

بدوره ذكّر محمد عدنان التازي، أستاذ الوبائيات والصحة العامة بالمدرسة الوطنية للصّحّة العمومية بالرباط، بانخراط الجمعية المغربية للتواصل الصحي بعفوية في الجهود الوطنية من أجل التصدّي للجائحة، بعدما بدت “أهمية وضرورة مدّ مهنيّي الصّحّة بالمعطَيات العلمية والمستجدَّات حول هذا المرض، مع ما عرفته بداية انتشار الوباء عالميا من قلة المعطيات العلمية بخصوص مرض “كوفيد-19”.

ووضّح الطبيب الغربي أنّ الجمعية سعت مُذ ذاك إلى إصدار رسالة يومية تحمل اسم “رسالة كوفيد”، تحوي أهمّ وأحدث المعطَيات العلمية حول المرض، واتّبعَت في ذلك منهجيّة محدّدة لتحقيق هذا الهدف؛ باختيار أفضل المقالات العلمية حول كوفيد-19، التي نشرت في الأيّام العشر السابقة في كبريات المجلّات العِلميّة المحكَّمة، وترجمة ملخّصات هذه المقالات من الإنجليزية إلى العربية، في مهمة أسنِدَت إلى مترجمين أكفاء، من أطباء سبق أن أنجَزوا أطروحتهم في الطّبّ باللغة العربية أو طلبة من كليات العلوم في السلك الثالث في ميدانَي علم المناعة وعلم الوراثة، مع مراجعتها وتدقيقها لُغَويّا من طرف كفاءات عالية في اللغة العربية.

وذكر الكاتب أنّ هذه الرسالة التي أُصدِر عدد منها كلّ يوم كانت تشمل خمسة ملخَّصات باللغة العربية، مرفقة بالنصّ الأصلي بالإنجليزية، في الموقع الإلكتروني للجمعية المغربية للتواصل الصّحّيّ وصفحتها على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، وترجمَت مصطلحاتها العلمية بالاعتماد على المعجم الطبي الموحَّد لمنظمة الصحة العالَمية، ومعاجم طبية أخرى، وقواميس لغوية، إضافة إلى المعجم المفهوميّ للأمراض الصّدريّة، والمعجم المفهومي لأمراض الجهاز العصبي.

تجدر الإشارة إلى أنّ العدد الجديد من “المجلة الصحية المغربية” يتضمّن ملخّصات أزيد من مائة مقال علميّ باللغتين العربية والإنجليزية، في مجالات الإدارة والعلاج، وعلم الأحياء والجينات، والفحص الإشعاعي، وأمراض القلب والأوعية، والجهاز الهضمي، وأمراض الكلي، وطب الأطفال، وطب العيون، وعلم المناعة، وتخصّصات أخرى لها علاقة بالمرض مثل الأمراض النفسية والعصبية، والمنظومة الصحية والعاملين، والتغذية، والتكنولوجيا.

‫تعليقات الزوار

16
  • أستاذ جامعي مساعد
    الثلاثاء 9 يونيو 2020 - 04:33

    مبادرات مجتمعية متتالية جميلة صراحة.

    أبشر إخواني المغاربة بقرب إنطلاق مبادرة كبيرة بمساهمة عدد من الأساتذة الجامعيين المغاربة من مختلف التخصصات لترجمة مقرر كليات الطب الألمانية للعربيــــة.

    المبادرة ستكون إنطلاقة نحو مشروع مغربي خالص للترجمة بهدف ترجمة علوم وخبرات أجنبية للغاتنا الوطنية بهدف تجاوز عائق اللغة الأجنبية في ما يخص علوم أساسية ومهمة للرقي بقطاعنا الصحي أولا والتعليمي والبحث العلمي.

    (ليس ببعيد انطلاق مبادرات للأمازيغية كذلكم قصد توحيدها وإثراء محتواها أيضا)

  • harti موفا
    الثلاثاء 9 يونيو 2020 - 05:07

    الذي يهين لغته لن يستطيع التقدم بين دول العلم لانه عندما تتكلم الدول عن العلم بلغتها يتكلم هو عن العلم بلغة غيرة وهذا عيب فادح

  • محمد جام
    الثلاثاء 9 يونيو 2020 - 05:10

    الفيروس لا يزال جديد و عالمي و يحتاج لمدة طويل حتى تعرف جميع أسراره.
    و البحث الواقعي هو انخفاض عدد الموتى. و ضرورة العيش تحت الحيطة و الحذر.
    و نحن الآن ننتظر فقط نهاية الحجر و فتح المساجد و تحريك الاقتصاد.

  • Mounir usa
    الثلاثاء 9 يونيو 2020 - 05:16

    حينما عدب آلله سبحانه و تعالى أقوام مرت . فكون على يقين أن الأمر ليس بسهل . كورونا فريس سيبقى معنى و سينتشر بشكل كبير . و ربما سيقتل منا الكثير . التوبة الى الله هو شيء لابد منه و حتى يومنا هادا نرى الناس لا زالت تحدي الله و رسوله . نجتمع في أسواق و سياراتنا و بيوتنا و مكان عملنا و لاكن المساجيد نرافيها مصدر لانتشار الفيروس و لا أحد يتكلم على بيت الله. سبحان الله العظيم.

  • محمد
    الثلاثاء 9 يونيو 2020 - 05:17

    الإعلام يتلون مثل الحرباء، في الغالب تجده ينقص من اللغة العربية و يعتبرها رجعية و متخلفة و بعد طرد اللغة العربية من التعليم، كما جاء بالمقال، تجده يمجدها و يذكر بمناقبها و الهدف من كل هذا خلق حالة من اللخبطة و التيه عند المتلقي. و أنا أقول ان موضوع اللغة العربية هو متروك لعلماء اللسانيات الذين أجمعوا على أن التقدم الحضاري لأمتنا لا يمكن أن يقام إلا في إطار اللغة العربية، و لهذا فإن التدريس بجميع اسلاك التعليم و أيضا البحث العلمي لا يمكن أن يكون فعالا و منتجا الا باللغة العربية. و في المقام الثاني ينبغي الاهتمام باللغات الحية.

  • مهندس مغربي
    الثلاثاء 9 يونيو 2020 - 06:50

    مبادرة رائعة مشكورين.

    ينبغي على العاقل أن يقف وقفة تأمل في حال الدول المتقدمة و يستقصي حالها مع اللغات التي يدرس بها فيرى بوضوح أنها تدرس بلغتها الأم في كل اسلاكها إلا في الدوكتراه ومقالات البحث العلمي التي ينشر أول صدورها باللغة الانجليزية و ذلك لأبعادها العالمية و الإنسانية من اجل توحيد البحث العلمي ليكون مفيدا للبشرية جمعاء و لأن تلك البحوث تتم مراجعاتها و تصحيحها و قبولها أو رفضها من قبل المجتمع العلمي الدولي. لكن هذا لا يسيغ التفريط في اللغة العربية باعتبارها الأداة الأسهل للتعلم و فينبغي الاجتهاد في تبنيها في التعليم من الابتدائي إلى الجامعات و مدارس المهندسين و الطب و غيرها من أجل النهوض بالتعليم.

  • سليم
    الثلاثاء 9 يونيو 2020 - 08:43

    نعم، مجهود يشكر عليه… ولكن أين دور المترجم من هذا كله؟ أتحدث عن المترجم المحترف الذي درس علوم الترجمة و/أو أفنى عمره في الميدان. فالترجمة شأنها شأن الطب والهندسة وباقي المجالات… لها علمها ومجالها الخاصين بها. وليس كل من يتقن لغتين له الكفاءة المنشودة للقيام بترجمة صحيحة. فما نحتاج إليه هو مترجم محترف وخبير في مجالات أخرى. ولا يحجم من قدره استشارة أهل التخصص (الأطباء مثلا) إن احتاج لذلك.

  • سليم
    الثلاثاء 9 يونيو 2020 - 08:44

    لكن أعيد وأقول، من قام بترجمة المقالات الطبية لا نبخس من عملهم شيئا ولهم أجرهم عند ربهم. ولا نعلم إن كانت المجلة تفتقد للدعم الكافي لتوظيف مترجمبن محترفين أم أنها تعتمد على العمل التطوعي، ولكن المغرب يزخر بالطاقات الترجمية والعديد من الأسماء المغربية يعتمد عليها في مجال الترجمة في المنظمات الدولية وداخل أروقة المؤسسات العالمية. وللمغرب مدرسة يتخرج منها المترجمون وهي من بين المدارس الأولى والأعرق التي تم تدشينها في إفريقيا والعالم العربي. فلو كان الأمر يتعلق فقط بمن يجيد بترجمته بالمجان تطوعا منه، لكان العديد ممن يمتهنون المهنة قد تصدقوا بعملهم، ولكن للأسف، أصبح المترجم كعالم الدين… الكل يخوض في مجاليهما بدون علم….

  • saad
    الثلاثاء 9 يونيو 2020 - 13:08

    اسمها لنحترموا وليس نحتارمو والدي أدخل علينا خطة درجنة اللغة ، فهو عدو لها والمقصود ليس اللغة فقط بل الدين. وكان على المنفد أراد درجنة عنوان الأشهار، أن يدرجن الحجر الصحي كدلك . حسبنا الله ونعمل الوكيل

  • نور الدين
    الثلاثاء 9 يونيو 2020 - 13:11

    إنها مبادرة جيدة و ستساهم لا محالة في تقريب العلوم للناطقين بالعربية. و كذلك تعزيز انفتاحهم على اللغة الانجليزية لغة تلك المقالات الأصلية. غير أن التعريب العلمي لا يجب أن يأخذ طابعا إيديولوجيا عرقيا كما هو شأن سياسات التعريب التي نهجتها الدولة لعقود، ويجب تعزيز حضور اللغتين الوطنيتين بحس وطني لصالح التحصيل العلمي للمغاربة.

  • عدول
    الثلاثاء 9 يونيو 2020 - 13:29

    شيء مفرح ويثلج القلب، اتمنى ان يستمر المغرب هكذا وان نعمل على ترجمة البحوث والكتب، كل منا في تخصصه، تستحقون كل احترام.

  • عابر سبيل
    الثلاثاء 9 يونيو 2020 - 14:02

    الدول تتقدم بلغتها.. كيف تريدون أن تصلوا إلى مقارع التقدم والحداثة وما زلتم تدرسون أبناءكم بلغة قوم أنتم عندم حقراء كالعبيد.. إن المغرب اليوم في حاجة إلى إعادة صياغة المنتوج الدراسي في قالب عربي محض.. انظروا إلى الدول المتقدمة علميا.. كلها تدرس أبناءها بلغتهم.. من إيران وتركيا والصين إلى السويد وفرنسا وألمانيا واليابان وغيرها من الدول المتطورة.. لعلنا غدا نقدم نحن أيضا بحوثا علمية معتبرة في المجال الدولي ولا نكتفي بترجمتها.. على كل مبادرة عظيمة!

  • فارس (ة
    الثلاثاء 9 يونيو 2020 - 14:19

    اللغة العربية تمكن وتستوعب ترجمة البحوث العلمية باستحقاق. من له رأي أخر ما عليه سوى ترجمة تلك البحوث للغته.الأمر و واضح وبديهي.

  • ملاحظ
    الثلاثاء 9 يونيو 2020 - 18:25

    هاد الوحة التي وضعت في الكثير من الشوارع للتنبه للحجر الصحي ووضع الكمامة لم تاخد بعين الاعتبار التباعد الاجتماعي حيت ان الشخصين متلاصقين.

  • باحث جامعي
    الثلاثاء 9 يونيو 2020 - 18:31

    فكرة جيدة جدا، حبذا اتباع نفس الطريقة في استراد المعارف العلمية والتكنولوجيا واعاظة استثمارها؛
    فالمعرفة العلمية متاحة بلغات كثيرة لايمكن للباحث اتقان كل تلك اللغات.
    والحل هو الترجمة من طرف مراكز متخصصة تحتوي على اطر متخصصة .
    فالباحث متخصص في مجال بحثه ويزيد ثقل الترجمة الذي يعرقل مساره.

  • طالب باحث
    الخميس 11 يونيو 2020 - 13:17

    عمل رائع يستحق التنويه والتشجيع، ونرجو من جميع الباحثين نشر دراسات باللغة العربية في مختلف العلوم وخصوصا علوم الصحة.
    وكذلك تقوية اللغة العربية لدى الأطباء من أجل تسهيل تواصلهم مع المرضى لتكون الفائدة أكثر.
    فاللغة العربية هي لغة تواصل الناجح

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30 1

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 2

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 3

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 11

تقنين التنقل بالتطبيقات

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02 6

وزير النقل وامتحان السياقة