قفزات التضخم بالمغرب تفرض إجراءات إضافية لمواجهة ارتفاع الأسعار

قفزات التضخم بالمغرب تفرض إجراءات إضافية لمواجهة ارتفاع الأسعار
كاريكاتير: مبارك بوعلي
الأحد 10 يوليوز 2022 - 07:00

بعد سنوات من تضخم متحكم فيه، سجل المغرب خلال السنة الجارية نسبة تضخم هي الأعلى منذ سنة 1995، حيث يتوقع أن يصل 5,3 في المائة مع نهاية السنة الجارية.

وكان معدل التضخم في المغرب خلال السنة الماضية في حدود 1,4 في المائة، و0,7 في المائة سنة 2020، ووصل في أدنى معدل له سنة 2019 إلى حوالي 0,2 في المائة.

وإذا كان التضخم قد طال جميع البلدان تقريباً، فإن حجم تأثيره يختلف من مجموعة بلدان إلى أخرى، وهو ما دفع عدداً من الحكومات إلى اتخاذ إجراءات متعددة لحماية القدرة الشرائية للمواطنين.

وترجع هذه الموجة من التضخم إلى الحرب الروسية الأوكرانية التي أدت إلى ارتفاع أسعار الغذاء والطاقة، وهو ما جعل البلدان المستوردة للموارد الأساسية تتضرر بشكل كبير، كما هو الحال بالنسبة للمغرب.

ويستورد المغرب جميع حاجياته من المواد البترولية من الخارج، مما جعله عرضة لتقلبات السوق، كما تضرر من أسعار الغذاء لكونه يستورد نسبة لا بأس منها من الحبوب من عدد من الدول، ضمنها أوكرانيا.

وفي الوقت الذي أقدمت فيه عدد من الدول عبر العالم على اتخاذ إجراءات عدة لدعم القدرة الشرائية للمواطنين أمام القفزات المتوالية للتضخم، تحركت الحكومة المغربية بحذر لتفادي التأثير على الميزانية.

وأمام ارتفاع المحروقات اكتفت الحكومة بتقديم دعم مالي مباشر لمهنيي النقل الطرقي لتفادي ارتفاع أسعار نقل المسافرين والبضائع، حيث ناهز هذا الدعم حوالي ملياري درهم.

وبالنسبة للمواد الأخرى، أضافت الحكومة 16 مليار درهم إلى صندوق المقاصة لدعم غاز البوتان والسكر والقمح اللين، ليصل إجمالي الدعم لسنة 2022 أكثر من 30 مليار درهم.

وإذا كانت هذه المواد أساسية في سلة استهلاك الأسر المغربية، فإن ارتفاع المحروقات أثر بشكل كبير على القدرة الشرائية للمواطنين بسبب محدودية الدعم الموجه إلى مهنيي النقل.

وفي نظر عبد السلام الصديقي، الأستاذ الجامعي ووزير التشغيل والشؤون الاجتماعية السابق، فإن الإجراءات التي اتخذتها الحكومة أمام ارتفاع الأسعار “تظل غير كافية وجزئية”.

وذكر الصديقي، في حديث لهسبريس، أن هذه الإجراءات لم تتم “ضمن رؤية شاملة ومحكمة بشكل جيد، كما أن الحكومة لم تفتح النقاش حول أزمة الأسعار والطرق المتاحة لمواجهتها”.

وأشار الأستاذ الجامعي إلى أن ملف ارتفاع أسعار المحروقات مهم جداً لأنه يؤثر على جميع المواد، وقال إنه يستوجب على الحكومة معالجته من خلال إجراءات، منها خفض الضرائب.

ولفت المتحدث الانتباه إلى أن دولاً عدة أوروبية لجأت إلى خفض الضرائب المفروضة على المحروقات، كما قدمت دعماً مباشراً للمواطنين لمواجهة غلاء الأسعار، وهو ما رفضت الحكومة اعتماده في المغرب.

كما أورد ضمن الإجراءات التي يجب على الحكومة اتخاذها مناقشة أرباح شركات توزيع المحروقات ومواجهة المضاربات بشكل صارم لأن عدداً من المواد شهدت ارتفاعاً في الأسعار بدون مبرر.

وفي نظر الصديقي، فإن إعادة تشغيل مصفاة “سامير”، الخاضعة للتصفية القضائية، من بين الحلول المقترحة، خصوصاً أن نسبة كبيرة من ديونها في ملكية الدولة، أي أنها في آخر المطاف ملك لدافعي الضرائب.

الدعم المباشر للفئات المتضررة

يمر الاقتصاد العالمي بموجة تضخمية استثنائية أسبابها متعددة، جزء منها هو نتاج لأزمة “كوفيد-19″، التي تفشت منذ 2020، والجزء الثاني مرتبط بتبعات الحرب الروسية الأوكرانية والعقوبات التي شملت روسيا من قبل الغرب.

وقال إدريس الفينة، الخبير الاقتصادي، إن “كل هذه التداعيات أدت إلى خلق ارتباك كبير في تزويد الأسواق الدولية، خصوصا ما تعلق بالبترول والغاز والحبوب”.

وأضاف أن “كلفة نقل السلع ارتفعت بشكل كبير عقب الارتباك الغير مسبوق في سلاسل الإنتاج والنقل، خصوصا من الصين نحو باقي دول العالم”.

وأوضح الفينة، في حديث لهسبريس، أن ما يعيشه العالم اليوم “ساهم في ارتفاع أسعار عدد من السلع، وهو الأمر الذي أدى إلى خلق موجة تضخمية غير مسبوقة ستؤدي إلى دخول الاقتصاد العالمي في ركود كبير قد يستمر سنوات”.

ولم يُستثن الاقتصاد المغربي من هذا المسلسل التضخمي نتيجة ارتباطه الكبير بالأسواق الدولية، وفق إفادات الخبير الاقتصادي، الذي أكد أن هذا الارتباط سوف يؤدي إلى تباطؤ النشاط الاقتصادي الوطني.

وفيما يخص استجابة الحكومة، قال الفينة إن بإمكانها تحفيز الاقتصاد واتخاذ إجراءات ضريبية مشجعة لفائدة الأفراد والمقاولات في وضعية صعبة. وعلى غرار ما تم تطبيقه في عدد من الدول المتقدمة، اقترح المتحدث اللجوء إلى تقديم دعم مالي مباشر للفئات الاجتماعية المتضررة.

سعر الفائدة الرئيسي

في آخر اجتماع لمجلس بنك المغرب، في يونيو المنصرم، تم الإبقاء على سعر الفائدة الرئيسي في 1,5 في المائة، وهو السعر الذي تقترضه به الأبناك من لدن البنك المركزي ويؤثر بشكل مباشر على معدل الفائدة المطبقة على اقتراض المقاولات والأسر.

قبل اجتماع بنك المغرب، كانت أغلب البنوك المركزية عبر العالم، منها الفدرالي الأميركي والبنك المركزي الأوروبي، قد قررت رفع سعر الفائدة الرئيسي لكبح جماح التضخم، وهو ما يسلكه بنك المغرب بالنظر إلى كون التضخم مستورداً وليس داخليا.

ويوضح الخبراء أن المغرب يواجه ضغوطاً تضخمية خارجية، وليس نتيجة ارتفاع الطلب الداخلي وتجاوزه للعرض، وهي حالة يمكن لبنك المغرب أن يواجهها برفع سعر الفائدة وانخفاض السيولة، وبالتالي انخفاض الطلب وانخفاض الأسعار.

وتبقى إمكانية تدخل بنك المغرب في حالة التضخم المستورد محدودة، لأنه في حالة تم رفع سعر الفائدة ونتج عنه انخفاض في الطلب، ستبقى الأسعار مرتفعة؛ لأنها تتعلق بمواد لا ينتجها المغرب، بل يتم استيرادها من الخارج، مثل المحروقات، وبالتالي سيكون رفع سعر الفائدة مضرا بالاقتصاد.

ويعتبر بنك المغرب أن الظرفية الحالية ما زالت استثنائية، وبالتالي يجب إبقاء دعم النشاط الاقتصادي لتفادي استفحال الأزمة وارتفاع تكلفة القروض بالنسبة للمقاولات والأسر، كما يتوقع أن يعود التضخم إلى مستويات عادية خلال السنة المقبلة.

سيكون اجتماع مجلس بنك المغرب يوم 27 شتنبر المقبل حاسماً فيما يخص سعر الفائدة الرئيسي، وسيبين ما إذا كان التوجه الذي تم اختياره بعدم رفع السعر لا يزال كافياً، أم أن الأمر يحتاج تعاطياً آخر حسب تطورات الوضع الاقتصادي العالمي والوطني.

‫تعليقات الزوار

17
  • rami
    الأحد 10 يوليوز 2022 - 07:16

    تقول أن الدول الأوروبية تخفض الضريبة على المحروقات وتقدم دعم مباشر لشعوبها .وهو ماترفض القيام به الحكومة المغربية .هل تعرف لماذا رفض؟ لأن الشعوب الاوروبية ليست هي الشعب المغربي المبني على الانانية والفئوية .هذا الأخير ولو وصل سعر الغازوال 40 درهم لتر .لن يبدي رد فعل .وهذا ماتعلمه جيدا الحكومة .

  • الحل الوسط المتقهقر
    الأحد 10 يوليوز 2022 - 07:17

    لكم علاقة مع دول الخليج فارغة ادا لم ينفعوا بلدنا في غلاء اسعار البنزين والمحروقات بصفة فما هي القيمة المضافة من تلك العلاقة لا شيء كان صدام قبل 1991 يمنح للمغرب البنزين مجانا بشرط ان تستعمل بلادنا الوسائل لنقله وانا لم اقل هدا الكلام على عواهنه بل جاء من خطاب رسمي سنة الف وتسعمائة وتسعين لما دخل صدام الكويت.نفس الشيء ينطبق على امريكا والغرب بصفة عامة واسرائيل مادا جنينا من علاقتنا معهم لا شيء.اتمنى من بلادي ان تراجع علاقاتها الاستراتجية مع الدول التي لا تفيدنا في شيء سوى افراغ ميزانيتنا من العملة الصعبة في ضل العلاقات الغبر المتكافئة تجاريا

  • ولد الشعب
    الأحد 10 يوليوز 2022 - 07:22

    بداية كل عيد وتمنياتنا بمغرب أفضل… أهم إجراء حسن نية يجب أن تتخذه هاته الحكومة هو خفض الضريبة المضافة على سعر المحروقات والزيادة بالأجور ودعم الطبقات الإجتماعية التي استنزفت أمام موجة الغلاء التي لم نشهد لها مثيل….

  • الرأسمالية الهجينة
    الأحد 10 يوليوز 2022 - 07:38

    ينتشر في الغرب نظام رأسمالي ليبرالي معتدل يقوم على الخوصصة و نظام ضريبي قوي و جودة الخدمات الإجتماعية و مراقبة مؤسسات الدولة و استقلاليتها… لكن في بلد مثل المغرب نجد نظام رأسمالي متوحش ظهر نتيجة تزاوج الطبقة الارستقراطية المخزنية مع بعض الأسر الغنية يقوم على تسخير القانون لخدمة مصالحه و يعفى من الضرائب و من تعطيل دور المؤسسات و النتيجة استغلال الطبقات الإجتماعية المتوسطة و الصغيرة تحميلها عبء الضرائب و الزيادة في الأسعار و تدهور الخدمات الإجتماعية (تعليم، سكن، الصحة، النقل)، استفحال ظاهرة المضاربة و السمسرة في كافة المجالات: في العقار في الشغل في السياسة…

  • الوطنية
    الأحد 10 يوليوز 2022 - 07:39

    يستورد المغرب نسبة لا باس بها من الحبوب أين هو اذن المغرب الاخضر الذي تتشدقون به وصرفت فيه الملايير الدراهم من أجل إصلاح المجال الاخضر في في المغرب كان الاجدى التوجه الى استصلاح الاراضي الفلاحية لانتاج الحبوب حتى نخفف عبء الاستيراد ام انتم ركزتم على الفلاحة التصديرة لتستفبدوا منها

  • رضوان
    الأحد 10 يوليوز 2022 - 07:42

    اكثر من 40 سنة و البنك الدولي يطالب و يلح على المغرب بتوقيف صندوق المقاصة وتفعيل الاثمان الحقيقيه المطروحة في الاسواق العالمية…المغرب في السنة الماضية اول مشتري للاسلحة في افريقيا…هناك اختيار انتهجه المغرب…و اصبح الافارقة يقصدونه بكثرة لان هناك رخاء في المعيشة . المشكل هو العقل المحلي …في واد والعالم في واد اخر..فعلا هو لم يكن يثاتر بما يجري في العالم…اما الان فقد بدءت تطلع علينا الشمس

  • الغلاء مقصود
    الأحد 10 يوليوز 2022 - 07:54

    لماذا هذا الغلاء،
    لان المسيرين يريدون ذلك، يريدون ان يبقى الناس في قاعدة هرم موسلو، لكي يفكروا في الاكل والشرب فقط و لا يرون ما يحاك، كاستبدال المغاربة بالافارقة، و بيع جميع القطاعات الحيوية والاراضي، وغيرها من الكوارث

  • مغرب اليوم
    الأحد 10 يوليوز 2022 - 07:54

    عندما ارى ما يعيشه جيراننا من بحبوحة مالية و لو ظرفبة، و عندما ترى مئات الالاف من السكنات توزع فابور، سعر البنزين الارخس في العالم، أمن غذائي الأول في افريقيا، احتفالات و فروح يومية ابكي على حال شعبنا البائس الذي يعيش الفقر و الحرمان في اغلبيته.

  • يونس
    الأحد 10 يوليوز 2022 - 08:05

    الحكومة للأسف لا تصل لتطلعات جلالة الملك نصره الله بتوفير الخدمات الضرورية والحماية الاجتماعية لشعبه العزيز. تعديل حكومي مستعجل اصبح ضروري ومستعجل.

  • Karim
    الأحد 10 يوليوز 2022 - 08:06

    سنوات ونحن نسمع المغرب بلج الخيرات والمسرات كلشي موجود شيء فشيء تلاشى كل شيء اصبحنا مهددبن بالجوع والمرض والجفاف والنقص في أموال كل شيء أصبح كسراب

  • أقبرت الكفاءة
    الأحد 10 يوليوز 2022 - 08:24

    واين كانت برامج الأحزاب وكفاءاتها ذات الخطط الخماسية
    إن الواقع يبرهن أن أحزابنا ليست لها رؤى مستقبلية بل لها ردود فعل .

  • كذب وبهتان
    الأحد 10 يوليوز 2022 - 08:37

    كما يعلم الكل أن ليس الحكومة نية في اتخاد إجراءات تحد من ارتفاع الاسعار والدليل هو ترك مجال حر لأصحاب الاضاحي ينخرون ويتفننون في نهش اجسام المواطن الاعزل وتركه في بحر لهيب الأسعار والحكومة الموقرة تتفرج على هدا المواطن وكأنها تنتقم منه من شيء اقترفه، سوى الخطأ الدي ارتكبه وهو التصويت لصالحها.

  • Solution
    الأحد 10 يوليوز 2022 - 08:46

    هده الازمة ليست بجديدة على المغاربة وانما عدم تكافؤ الفرص وعدم استغلال ثروات البلد لصالح الشعب الأسعار عندما ترتفع تبقى مرتفعة وعندما تنخفض لا تنزل الاسعار في المغرب مثل المحروقات اما حرب أكرانيا فهي سبب لزيادة الاسعار يمكن ان تتعوض بمداخيل الفوسفات والصيد البحري والعملة للمهاجرين المغاربة

  • اللهم صل على سيدنا محمد
    الأحد 10 يوليوز 2022 - 09:11

    تزامنا مع انخفاض سعر برميل النفط في الأسواق الدولية.وبما أن ارتفاع أسعار المحروقات بالمغرب السبب الرئيسي للغلاء بالمغرب.على الحكومة العمل على تخفيض اثمنة سعر المحروقات بالمغرب بالدراهم وليس بالسنتيمات.للرفع من معاناة المغاربة مع الغلاء.وليس هنآك أي مبرر لاستمرار في القضاء على القدرة الشرائية للمواطنين والمواطنات..ان اي تأخر في عودة الاثمنة الى طبيعتها سنعتبرها أنها سرقة يلحقها بنا لوبي المحروقات بالمغرب.نتمنى ان يتحلى الجميع بالمسؤولية الوطنية

  • slawi
    الأحد 10 يوليوز 2022 - 16:06

    المغاربة غسلوا ايديكم مزيان على هذه الحكومة الحالية ماتركجك

  • slawi
    الأحد 10 يوليوز 2022 - 17:06

    في الحقيقة رحنا مشينا فيها لاخدمة،لاتعليم،لاصحة،لااجرة مزيانة،لامساوات ،لاعدالة ،لااستقرار في المعيشة ولا مستقبل ننتظروه وينتظروه ابناءنا لامخطط معقول، ولادراسة حقيقية،ولابحث على حلول للمشاكل العالقة. المشكلة الكبيرة هو ان الحكومة والبرلمان هم داءما في واد والشعب في واد اخر وبالنسبة لي فالمغرب الاخضر هو المحاسبة والصرامة في التدقيق اي نحاسبه ونتتبع خطواته في برامجه المقترحة كانت كبيرة اوصغيرة اما ان يبين لنا نجاح برنامجه في الساحة او يرد لنا مااخده من دعم وتعويضات منذ البداية وماكاين لاتقاعد ولا هم يحزنون ولكن شكون لغدي يظغط عليهم بهذا الشروط ولا مايبقا واحد معندهمش روح المواطنة وحب الشعب والله الغالب

  • السعدي
    الأحد 10 يوليوز 2022 - 17:57

    فتشوا داخل انفسكم ، العيب فيكم ، ابحثوا عمن هو وراء كل هذا

صوت وصورة
نصومو مرتاحين | مشاكل الأسنان في رمضان
الأربعاء 27 مارس 2024 - 17:00

نصومو مرتاحين | مشاكل الأسنان في رمضان

صوت وصورة
البياض يكسو جبال مودج
الأربعاء 27 مارس 2024 - 12:15 1

البياض يكسو جبال مودج

صوت وصورة
مغاربة والتعادل مع موريتانيا
الأربعاء 27 مارس 2024 - 01:07 20

مغاربة والتعادل مع موريتانيا

صوت وصورة
المخارق والزيادة في الأجور
الأربعاء 27 مارس 2024 - 00:30 8

المخارق والزيادة في الأجور

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | انتخابات 2011
الثلاثاء 26 مارس 2024 - 23:00

شهادات للتاريخ | انتخابات 2011

صوت وصورة
قصة | الرجل الذهبي
الثلاثاء 26 مارس 2024 - 21:30 3

قصة | الرجل الذهبي