حين أمّ سُكيرج رفقة السلطان أول "جُمعة" بمسجد باريس الكبير

حين أمّ سُكيرج رفقة السلطان أول "جُمعة" بمسجد باريس الكبير
الأربعاء 16 يوليوز 2014 - 23:30

قبل 88 سنة من الآن، لم يكن أحد يدري أن المسجد الكبير بباريس، الذي ساهم المغرب في بناءه مع السلطان يوسف حِينَها، سيصبح أكبر مسجد في فرنسا، وأبرز معلمة إسلامية قائمة منذ عقود في القارة الأوروبية، يكون له دورها الدعوي الكبير في الحفاظ على هوية المسلمين واستقطاب الراغبين في اعتناق الإسلام، الديانة الثانية في أوروبا.

المسجد، الذي يقع في الدائرة الخامسة بالعاصمة الفرنسية، إحدى الدوائر العشرين لباريس، يجاور أشهر المؤسسات العلمية، كجامعة السّربون ومعهد العالم العربي، ومبنى “البونتايون” التاريخي، الذي يوصف بمقبرة عظماء فرنسا، وكذلك مجلس الشيوخ الغرفة الثانية للبرلمان الفرنسي..

التدشين

ساهم في بناء المسجد الكبير بباريس المهاجرون الأوائل من شمال أفريقيا في فرنسا، خاصة من تونس والجزائر والمغرب، وهو التدشين الذي جاء تكريما للجنود المسلمين الذين دافعوا عن فرنسا خلال الحرب العالمية الأولى؛ وإلى جانب التمويل الفرنسي للبناية الإسلامية، تورد الأحداث التاريخية أن سلطان المغرب آنذاك، مولاي يوسف بن الحسن، ساهم في إنشاء وقف إسلامي لإنهاء المسجد، إلى جانب مسؤولين من تونس والجزائر.

وفي 15 يوليوز 1926، حضر تدشين المسجد الكبير الرئيس الفرنسي حينها، غاستون دومرغ، والسلطان المغربي مولاي يوسف، بعد دعوة عدد من الأعلام المغربية، يتقدمهم أحمد سكيرج، أبرز قضاة المغرب حينها، والذي كان أول من يخطب في الناس على منبر المسجد في أول جمعة.

وتذكر المصادر المقربة من الراحل سكيرج أنه ناظم القصائد والأبيات الشعرية التي نقشت داخل وخارج المسجد الكبير، حيث قال في بعضها، مما كتب وسط الباب الرئيسي:

“إن هذا مسجد للمسلمينا

فتحت أبوابه للعابدينا

مسجد أسس في باريز ما

مثله من مسجد للناظرينَ

فاشهدوا الحسن الذي فيه بدا

وانظروا في صنعه النصح المبينا

فهنيئا للذي شيده

وهنيئا لكم يا مسلمينا”.

وجرى تعيين عدة شخصيات تعاقبت على إدارة الجامع وإمامته، منذ 1926، مثل قدور بن غبريت ومحمد بلحسن الدباغ، وحمزة بوبكر، وعباس بن الشيخ الحسين، وتيجاني هدّام، وآخرهم دليل بوبكر، العميد الحالي للمسجد والمفكر الإسلامي المعروف، الذي يحمل الجنسيتين الجزائرية والفرنسية.

الخطبة

بعد يوم واحد من التدشين، أي في 16 يوليوز 1926، اعتلى أحمد بن الحاج العياشي سُكَيْرِج، (49 سنة حينها) الذي كان مسؤولا على القضاء بالجديدة، منبر المسجد الكبير بباريس، كأول خطيب وإمام يؤم الناس في الجامع؛ إذ يحكي كتاب “سفر العلامة سكيرج لفرنسا” أن تكليفه بهذه المهمة الكبيرة لم تكن “وليد الصدفة”، بل كان “يتمتع بشخصية فذة قوية، ومكانة مرموقة داخل جميع الأوساط الثقافية بالمغرب، مع غزارة علمه، ومعرفته الدقيقة بالفنون الأدبية المختلفة”.

في خطبة الجمعة الأولى من نوعها في تاريخ المسجد الكبير بباريس، والتي تجاوزت حوالي 900 كلمة، دعا سكيرج، الذي يعد من أعلام الطريقة التيجانية بالمغرب، إلى أن يسير المسلمون هناك على نهج الدعوة ونشر الإسلام في صفوف الفرنسيين والأجانب، بقوله “أنتم في مسجد سيكون سببا في نشر فضائل الدين حتى يعم الائتلاف المسلمين وغيرهم من المجاورين، أنت في مسجد هو مرشد للقادم الغريب وللحاضر الشارد كالطبيب”.

وتابع الخطيب المغربي قوله “لا تبخلوا رحمكم الله وأعانكم بما له عليكم (أي المسجد)، فلسان حاله يقول : لا تهملوني حقي، حقي عليكم وإليكم”، مضيفا “، قبل أن ينتقل إلى حث الحاضرين على فعل الخير واجتناب نقيضه، ” كونوا إخوانا محاربين للجهل والعادات المذمومة، ولا تفسدوا عقولكم بالخمور، ولا تدنسوا أعراضكم بالفجور، ولا ترتكبوا العار، اجتنبوا الزنا والقمار، ولا تقتلوا أنفسكم بالقنوط والكسل..” محذرا “لا تقبلوا أقوال المفسدين، لا تفرطوا في تربية أولادكم، لا تقتلوا شرف دينكم بالخسائس أمام جيرانكم”.

وخصص سكريج خطبته الثانية للدعاء الشامل، بما فيها الدعاء لسلطان المغرب آنذاك “مولاي يوسف” بقوله “انصر اللهم راجي عفوك وبرك وخيرك، مجمع الشرف الديني والطيني، بضعة الرسول المطهر الفروع والأصول، السلطان بن السلطان المعظم، الذي شرف بحضوره افتتاح هذا الجامع في أول جمعة، أبي المحاسن سيدنا ومولانا يوسف بن مولانا الحسن، وكن الله له وليا ونصيرا..”.

‫تعليقات الزوار

15
  • Chakir
    الأربعاء 16 يوليوز 2014 - 23:54

    لا أشك في فضل هذا المسجد اذ منذ مدة حوالي ٤ سنوات دعوت احد الفرنسيين المسيحيين لزيارته، اعجب به كثيراً وبعدها بشهور قلائل أعلن إسلامه وحسن إسلامه والحمد لله وحده والمنة -لا أدعي انه اسلم بسبب زيارته هذه ولكن تزامن هذا وذاك-
    ثم دعوت اخر لزيارته وللأسف تحفظ وامتنع عن الاسلام بسبب بسيط لما وقفنا على باب المسجد ابصر نصا مكتوبا على الباب لم اعره اهتماما أبدا مفاده ٣ يورو للزيارة للأجانب اي غير المسلمين

    وقال لي الله لعن الذين كانوا يتاجرون في المسجد ايام النبي سليمان وسكت ولم أدر بما أجيبه
    هذين الحدثين عشتهما ولا أضيف اي تعليق

  • ملاحظ
    الخميس 17 يوليوز 2014 - 00:02

    صناع مغاربة رحمة الله عليهم مهرة من فاس ومراكش والصويرة بارعون في التجبيص والنقش والتزليج انتدبوا اليه وساهموا في تنميقه وتزيينه وبصموا عليه ومن الحفدة الصنايعية الدين تابعوا مهن اجدادهم هناك من مازال يحتفظ بوثائق اجدادهم التي تدل على دالك

  • mansour
    الخميس 17 يوليوز 2014 - 00:39

    التاريخ او الماضي يعيد نفسه للحاضر كي يشهد على منجزات ابناء شعب المغرب العربي .

  • fad
    الخميس 17 يوليوز 2014 - 04:23

    J'ai y fait la prière du vendredi cela fait deux semaine et j'ai été choqué par l’état déplorable de cette mosquée et ce qui ma choquée plus c'est le imam qui a prêché et qui a passé un moment à faire le « douaa » à boubakar comme s'il était un dieu . Une autre foi j'étais en visite avec des français , on s'est fait engouler car nous avons pas lu une petite pont carte indiquant des travaux et le hmare qui nous avait engoulé ne savait pas qu'il représenté toute un communauté.

  • امغار
    الخميس 17 يوليوز 2014 - 07:42

    ا تدرون لماذا زار عبد الحفيظ انذاك باريس ?لا لتدشين المسجد بل لحظور حفلات و استعراظات الحلفاء الاسبان و الفرنسيون على انتصارهم واعتقالهم الزعيم الريفي م عبد الكريم الخطابي

  • mojrime
    الخميس 17 يوليوز 2014 - 08:07

    اسمحي لست من المفتخرين بالمساجد ولكن افتخر بالمسلم الدي له من الخلق الذي سيحاسب عليه. انظر في الرقم واحد الذين درسوا الاسلام وتمعنوا فيه انظر الى الذي عاش على الاذان . في الحقيقة نقول مسلمين بدون فهم الاسلام. والكفار طبقوا اخلاق الاسلام ولهذا نجحوا. نحن اصبحنا فتنة للكافرين مشتبه فينا اين ماحللنا ورتحلنا كل الردائل والتهم وهذا لعدم التربية الحسنة . افضل كافرا متخلقا ومخلصا في عمله .ولا عربي خشاش.

  • marocain à paris
    الخميس 17 يوليوز 2014 - 08:10

    salamo alaikoum
    Le mosquéa besoin de plus d'entretien , plus de tapis
    Khoutna fi paris et ile de france , 3awnou lmasjid et toutes les mosquées et foyers pour offrir à nos frères des conditions meilleures pour faire la salate

  • hourra
    الخميس 17 يوليوز 2014 - 10:55

    La mosquée de Paris au-delà de l'état dans laquelle elle est, c'est plutôt sa fonction qui est problématique elle est sous la férule des renseignements français,et pas seulement, hum! J'y est prié souvent parce que j'étudiais à la sorbonne, franchement je passe sur les détails…qui sont de taille!!!

  • brahim
    الخميس 17 يوليوز 2014 - 11:09

    العلامة المختار السوسى دكر في احدى كتبه ان اول شخصين قاما بطرح فكرة بناء مسجد باريس الكبير هما سوسيان من امجاض من ال سيدي عبد الله اوسعيد دفين ايمور نواحي تفراوث٠الحاج محمد مرابط المشهور ب مرابو و اوبوجوا رحمهما الله٠لمادا هدا التجاهل و طمس التاريخ

  • amir
    الخميس 17 يوليوز 2014 - 11:10

    Moi personnellement je suis de Strasbourg je n'ai jamais été à Paris et ce qu'on dit ici c'est que cette mosquée appartient aux Algériens donc avant de lire cet article là je suis agréablement surpris de savoir que nos ancêtres ont participé à sa construction et aussi déçu par l'État que les internautes décrivent où elle est arrivée , donc j'espère que ce sera une bonne mosquée plus tard et que qu'on arrête de dire quelle appartient à celui la où a celle la , et qu'on soit un bon exemple pour les français

  • عبد الله
    الخميس 17 يوليوز 2014 - 12:09

    أعجبني جدا قوله في خطبته ( ولاتقتلوا أنفسكم بالقننوط و الكسل ) وكأنه يقراء عن ظهر الغيب أن أكبر المشاكل التي عانت منها الأجيال التي جاءت بعده بعقود و استوطنت فرنسا و أوربا عموما قد اضناها التفكير المستمر والتجاذب بين العيش في فرنسا والتي يسمونها إلى حدا لآن ديار الغرب مما أدى إلى عدم اندماجها الكامل في المجتمع الفرنسي . ذالك هو القنوط الدائم والمستمر أو بعبارة أخرى وجع الوطن.
    المشكل الثاني هو الكسل أو بتعبير آخر العيش على موارد الإعانة الاجتماعية وانجاب أكبر عدد ممكن من الأولاد للاستفادة أيضا من تعويضاتهم من دون تاطيرهم ثم من بعد ذالك تهريب تلك الأموال إلى المغرب و استعمالها في بناء المنازل ورفع الأثمان على المواطن المغربي وتلك أيضا سبة أخرى.
    اللهم إنا نعوذ بك من العجز والكسل ومن غلبة الدين و قهر الرجال .

  • رمضان
    الخميس 17 يوليوز 2014 - 12:52

    إلى أمغار صاحب التعليق رقم 6، المسجد تم تأسيسه في عهد السلطان مولاي يوسف وليس السلطان مولاي عبد الحفيظ الذي استقال منذ توقيع عهد الحماية سنة 1912، أما مسجد باريس فقد تم تدشينه منتصف العشرينيات ، فرجاء ضبط المعلومات قبل الحديث بأي شيء وكفى خلطا وتلفيقا…

  • محمد بن احمد
    الخميس 17 يوليوز 2014 - 19:22

    سلاطين مزيفون من مثل ما أفرزه زبد التاريخ_وقد انقشعت معالمه اليوم في التركة المنسوبة اليهم_____أمراء وملك مزيف متلبسين بمثن الحكم والنبوئة والكتاب..وهم يخفون وراءهم أكبر جرائم التاريخ والحضارة والدين.

  • chaaban
    الجمعة 18 يوليوز 2014 - 13:16

    الى رمضان صاحب تعليق 13 تاريخنا كله او نصفه غير صحيح.ما قاله امغار رقم 6 هو الصحيح 1925 اعتقلت اسبانيا المقاوم والمجاهد المرحوم عبد الكريم الخطابي اما الخطيب او القاضي سكيرج كان مع المستعر لهاذا جاءت به فرنسا الى افتتاح المسجد اما مولاي يوسف كان مجرد عابرسبيل .

صوت وصورة
سكان مدينة مراكش بدون ماء
الثلاثاء 19 مارس 2024 - 01:05

سكان مدينة مراكش بدون ماء

صوت وصورة
خارجون عن القانون | عواقب عقوق الوالدين
الإثنين 18 مارس 2024 - 23:30

خارجون عن القانون | عواقب عقوق الوالدين

صوت وصورة
كاريزما | حمزة الفيلالي
الإثنين 18 مارس 2024 - 22:30

كاريزما | حمزة الفيلالي

صوت وصورة
خيوط البالون | المقلب الأخير لري تشيكوني
الإثنين 18 مارس 2024 - 22:00

خيوط البالون | المقلب الأخير لري تشيكوني

صوت وصورة
رمضانهم | أجواء رمضان في روسيا
الإثنين 18 مارس 2024 - 21:30

رمضانهم | أجواء رمضان في روسيا

صوت وصورة
ابراهيم دياز يصل إلى المغرب
الإثنين 18 مارس 2024 - 18:09

ابراهيم دياز يصل إلى المغرب