رشيد شهبون.. خبير مغربي يبحث في السرطانات والإشعاعات بغرناطة

رشيد شهبون.. خبير مغربي يبحث في السرطانات والإشعاعات بغرناطة
الثلاثاء 22 يوليوز 2014 - 22:30

هو نتاج صرف للمؤسسات التكوين العموميّة المغربيّة التي تلقّى بها تعليمه لـ16، لكنّ توجّهه صوب إسبانيا صقل ما راكم من معرفة حتّى يغدُو خبيرا مختصّا في الكيمياء العضويّة وباحثا ضمن مجال يقترن بالأمراض السرطانيّة ومفعول الإشعاعات بمؤسسة أكاديميّة محترمة من طينة جامعة غرناطة.

وُلد رشيد شهبون بشفشاون، لكنّه يرتبط بمدينة تطوان بفعل تنقل أسرته إليها وهو في أولى سنواته، وبـ”مدينة الحمامة” درس كافة أطوار التعليم بمؤسسات عموميّة، وبعد نيله للإجازة في الكيمياء تحصل على منحة دراسية حملته صوب إسبانيا لاستكمال التعليم العالي

حصل رشيد على شهادة الدكتوراه أواسط تسعينيات القرن الماضي، وبفعل تفوّقه نجح في انتزاع منحة جيدة تخوّل له استكمال مشوار التحصيل ما بعد الدكتوراه، ثم أتّت سنة 2000 التي شهدت توقيعه لعقد عمل هو الأول له مع جامعة غرناطَة، مموّلة من طرف الاتحاد الأوربي وتقترن باختصاص شهبون الأكاديمي في الكيمياء العضويّة.

رجوع إلى المغرب

اجتاز رشيد شهبون، في السنة الرابعة من الألفية الحالية، مباراة الولوج للاشتغال بالمدرسة الوطنية للنباتات الطبية والعطريّة بالمغرب، وبذلك فعّل هجرة معاكسة صوب الوطن في تجربة استمرّت لشهور.. ويقول عنها رشيد: “المدرسة التي صدر قرار تشغيلي بها لم تكن قد بنيت بعد، بالرغم من اجتيازي لمباراة تهمّ هذا الغرض إلى جوار آخرين.. ولذلك بقيت بالمغرب لسنة ونصف كنت أتقاضى خلالها راتبي كاملا دون عمل، حيث كنّا نسكن فيلاّ ولا انشغال لنا غير تمضية الوقت بشرب كؤوس الشاي والقهوة..”.

هذه الواقعة المختلّة لم تنل من طموح شهبون الذي أفلح، رغما عن غياب المدرسة المغربية عن أرض الواقع، في استقطاب تمويلَين لمشروعين اثنين من ميزانية جهة إقليم الأندلس الإسباني.. “تمّ تمويل تجهيزات أدخلتها أنا إلى المغرب، لكن الإشكال الحقيقي كان في أستاذ مشرف علينا كان يرغب في إبقائنا ضمن الوضع الحالي في انتظار تسميته مديرا على المدرسة الوطنية للنباتات الطبية والعطرية التي كانت بعيدة عن التشييد أنذاك.. ومع استمرار الاختلال عاودت حزم حقائبي وقصدت إسبانيا من جديد”.

مسار جديد بإسبانيا

لم يكن رشيد، طيلة مقامه بالمغرب، منقطعا عن المسؤولين بجامعة غرناطة التي مارس بها، محتفظا بذات الثقة التي بناها طيلة سنين.. ورغما عن تخليه عن موقعه بمصلحة الكيمياء العضوية بجامعة غرناطة إلاّ أن عودته نحو الأندلس من جديد عرفت اشتغاله بذات المؤسسة الجامعية ضمن مصلحة الفحوصات بالأشعّة، حيث استمر ذلك لعامين قبل خوضه مباراة نجح فيها للالتحاق بمنصبه الأصلي.

“عام 2011 عدت للاشتغال بمصلحة الكيمياء العضوية في جامعة غرناطة، ويوازي ذلك عملي مشرفا على مصلحة الإشعاعات وتأثيراتها على الصحّة.. ولحدّ الآن راكمت 14 من التدريس الأكاديمي بغرناطة، زيادة على 62 من المنشورات العلميّة في منابر دولية مختصّة، واسمي مقترن بـ12 براءة اختراع، إحداها هي في طريقها نحو المستهلكين مع شركة كبيرة مستقرة بالأنلس” يضيف رشيد شهبون.

ويركّز ذات الخبير المغربي على الاستغلال الصناعي لمكوّن من زيت الزيتون، كاشفا بأن إنتاجه قد تمّ على إثر أبحاث معقّدة وأن بيعه للمختصين هو في طور الإنجاز.. إذ دقق شهبون في فعالية نفس العنصر ضدّ الأكسدة، رابطا بينها وبين الأمراض السرطانية وكذا تحسين أوضاع البشرة.

ارتياح وطموح

يقرّ رشيد شهبون بمراكمته للارتياح من تجربته التي امتدّت على ضفتي البحر الأبيض المتوسّط، خاصّة وأنّها غطّته بالاحترام والتقدير.. ويورد بخصوص هذا: “ليس ذلك سهلا على أجنبي قادم من المغرب، ولا أن يهمّ الأكاديميّين والطلبة على حدّ سواء.. إذ أعتبر نفسي من المغاربة القاطنين بالخارج الذين خلقوا التوازن في سمعة البلد بالابتعاد عن النمطيّة.. وأنا فخور بانتمائي وبما حققته حتى الآن”.

ويفتخر رشيد شهبون أيضا بتعاملاته مع عدد من الجامعات المغربيّة، بمدن تطوان والمحمدية ومراكش وفاس، كمشرف على أطروحات لـ7 طلبة قادمين من هذه المؤسسات الجامعيّة بناء على تنسيق في البحث العلمي يلمّها مع جامعة غرناطة في مجال الكيمياء، كما يحس بانتشاء في كلّ مرّة يتحرّك نحو المغرب لحضور مناقشة أحد هؤلاء الطلبة للبحث الذي أنجز تحت إشرافه.

ويراهن رشيد شهبون على المستقبل من أجل تحسين مستواه الاكاديمي وتوسيع أبحاثه، زيادة على الرفع من مستوى مساعدته لعموم الطلبة، خاصة المغاربة، في إنهاء أبحاثهم بالصورة الجيدة التي ينبغي أن يكون عليها هذا العمل.. ويرى أنّ “العمل بجد، ووضوح الأفكار، عاملان مهمّان ينبغي أن يتوفرا بكل راغب في النجاح كي يحقق آماله بالتألّق أكاديميا”.

‫تعليقات الزوار

11
  • محمد
    الثلاثاء 22 يوليوز 2014 - 22:43

    تبارك الله على مغاربة الأندلس الجدد!

    كلهم لي شفنا هاد الشهر

    وما خفي كان أعظم!

  • salim
    الثلاثاء 22 يوليوز 2014 - 23:12

    ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺤﻔﻆﻚ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺠﻬﻮﺩ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﻤﺖ ﺑﻪ .
    ﻭﻳﺮﺯﻗﻚ ﺍﻟﻬﻤﺔ ﻟﻠﻌﻂﺎﺀ ﺍﻛﺜﺮ.

  • najib
    الأربعاء 23 يوليوز 2014 - 01:55

    كم كانت فرحتي حينما قرأت المقالة،بعز و افتخار أكتب هذه العبارات٠ ادخلت الفرحة في وجه أمنا و العائلة عامة ،نقول لك مزيدا من الانجازات بإذن الله و نحن واثقون من وصولك الى ما تصب اليه بطموحك و حبك و تفانيك في عملك٠نراك في القريب ان شاء الله اخوك نجيب

  • mohammed
    الأربعاء 23 يوليوز 2014 - 02:07

    "المدرسة التي صدر قرار تشغيلي بها لم تكن قد بنيت بعد"،هذا نموذج من الفساد المستشري بالبلاد، يتحدثون عن جودة التعليم وعملية الإنتقاء الأخيرة لمباريات التعليم شابها العديد من التجاوزات فكيف يعقل أن أصحاب الإجازة بمعدلات منخفضة تم إنتقاءهم في الوقت الذي تم فيه إقصاء أصحاب معدلات مرتفعة وبنفس التخصص، ولماذا لم تنشر لوائح المرشحين الذي تم إنتقاءهم بمعدلاتهم حسب الإستحقاق كما ينص على ذلك القانون ومادور الإعلام في فضح هذه الخروقات؟أكثر ما يضر بالبلاد هو الرشوة والزبونية والمحسوبية فكيف يعقل أن تسند عملية التدريس لأشخاص دون المستوى بسبب عامل القرابة أو المال أو الضغط بالشارع؟

  • سهام غرناطة
    الأربعاء 23 يوليوز 2014 - 02:59

    انا طالبة باحثة في المعهد الاندلسي لعلوم الارض في غرناطة وأعرف الكثير من طلبة رشيد وكلهم يشهدون له بجديته وبراعته في مجاله كما ان يشهد له بتقديم يد المساعدة في جميع ميادين الحياة لكل من لجأ اليه من الطلبة المغاربة

  • zayed
    الأربعاء 23 يوليوز 2014 - 03:13

    bonjour Mr Rachid.
    ravi de vous retrouver aussi jeune et aussi dynamique que je vous connaissais lorsque vous étiez parmi nous à l'INPMA. très content aussi de vos nouvelles-vos réalisations-. votre départ est une grande perte pour votre pays, mais ça reste une solution personnelle obligée. on ne peu pas se laisser mourir neurone par neurone.
    notre chère patrie n'est toujours pas conviviale pour ses compétence, mais seulement pour les cambrioleurs de tout bord.
    un ex-collègue de l'institut

  • EL meslouhi
    الأربعاء 23 يوليوز 2014 - 09:21

    Rachid est un membre de famille d'un caractère spécial gardant son originalité et surtout l'accent des JBALA . Je vous salue et je vous encourage pour donner encore plus et que les jeunes étudiants des facultés s'inspirent de cette expérience riche pour faire un chemin similaire . Salutations

  • عابر
    الأربعاء 23 يوليوز 2014 - 15:52

    مع الاسف الادمغة الكبيرة لا تجد مكانها لتكون فعالة و تنفع جيدا البلاد لهذا هي تبقى او ترجع الى المهجر لتكون مفيدة اكثر فبراءات الاختراع لهذا المغربي اصبحت اسبانية بالرغم من ان المغرب ساهم في تكوينه…لكن الادمغة الصغيرة الاتية من الخارج تحتضن جيدا بالمغرب و كانها فعالة بينما لوحظ في بعض المؤسسات و الابناك انها تقفز على ضهر المواطنين المغاربة الذين تعلموا بالمغرب و كسبوا خبرتهم فيه. علينا ان نتساءل هل المغرب عجز في بناء هذه المدرسة ؟

  • doctorant
    الأربعاء 23 يوليوز 2014 - 16:00

    حضرت مناقشة اطروحة بكلية العلوم-تطوان كان يشرف عليها د. رشيد, صراحة مستوى عالي وقمة التواضع
    تبارك الله

  • عبد المنعم شهبون
    الأربعاء 23 يوليوز 2014 - 18:19

    أحس بالفخر وأنا أقرأ التعاليق التي خصت هدا التقديم. فبالاضافة لما قدمته من تفاصيل، فان بعض الشهادات لخصت كل الخصال والمميزات، خاصة الطموح ومساعدة الطلبة الراغبين في متابعة دراستهم سواء هنا في المغرب او في اسبانيا. كما اثمن فيك حرصك على اعطاء صورة مشرفة لبلدك أولا ولأسرتك ثانيا. عسى الله أن ينير طريقك وييسر خطواتك ويجعلك نبراسا لكل متحفز.

  • MOHAMED DE ALMERIA
    الخميس 24 يوليوز 2014 - 15:02

    Rachid es mas que un amigo, nos conocemos desde la juventud y todo el periodo en Granada, es una persona muy solidaria además un cerebro en su dominio cientifico, un abrazo Rachid nos vemos en Granada pronto.

صوت وصورة
أسرار رمضان | فضل الصدقة
الأحد 17 مارس 2024 - 17:00

أسرار رمضان | فضل الصدقة

صوت وصورة
جني الفراولة في ضيعات الغرب
الأحد 17 مارس 2024 - 14:12 2

جني الفراولة في ضيعات الغرب

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | اعتقال العثماني
السبت 16 مارس 2024 - 23:00

شهادات للتاريخ | اعتقال العثماني

صوت وصورة
نكتاشفو بلادنا | نكهات بني ملال
السبت 16 مارس 2024 - 22:00 2

نكتاشفو بلادنا | نكهات بني ملال

صوت وصورة
التسول يستفحل في رمضان
السبت 16 مارس 2024 - 21:25 22

التسول يستفحل في رمضان

صوت وصورة
أزبال وروائح كريهة في سلا
السبت 16 مارس 2024 - 20:13 5

أزبال وروائح كريهة في سلا