أوتنيل يقاوم "إعاقات الحياة" بالكتابة

أوتنيل يقاوم "إعاقات الحياة" بالكتابة
صور: هسبريس
الأحد 12 يونيو 2022 - 07:33

استمرار في البحث والكتابة والابتسام يتمسّك به عادل أوتنيل، الذي صار نموذجا لمقاومة الأقدار والانتصار للكلمة والإبداع والحياة.

أوتنيل الحاصل على شهادة الدكتوراه في الأدب العربي، وجوائز أدبية، خطّ أربع منشورات أدبية، وقاوم ويقاوم إعاقة تصعب حركته وحديثه وكتابته، ويستمر في إصدار العناوين.

في سنة 2022 الجارية، صدرت للكاتب الطبعة الثالثة من روايته “اللُّصيلِصون في قصر المتعة”، ومجموعته القصصية “هديل الحجر”، كما صدرت له مجموعة عنونها بـ”صهيل الرياح”.

يأتي هذا بعد حدثِ حصوله على شهادة الدكتوراه من “قلعة” ظهر المهراز (كلية الآداب بجامعة محمد بن عبد الله)، في موضوع “صور الاغتراب في شعر الصعاليك”.

كان هذا حدثا، كما هو الاستمرار في الكتابة، لأنه يمثل نجاح نموذج مقاومة شخصية وعائلية ومغربية، شارك فيها، فضلا عن عادل، أبوه الذي “حمله على كتفيه العاريتين وجاب مشارق الأرض ومغاربها” عندما تغلغلت إلى جسد طفلِه إعاقة شبه تامة، إلى أن شفي ابنه نسبيا، كما شارك في نجاح هذا النموذج زملاء أوتنيل وأصدقاؤه وأساتذته.

ولم يكن الحصول على الدكتوراه إنجازا مجرّدا، بل عنوان مقاومات كان فيها الحصول على الباكالوريا حدثا، وكذا الدخول إلى الجامعة بتقاطباتها، والبحث عن تخصص يلهمه، والكتابة، ثم الحصول على جائزة أدبية في مسابقة بمسقط رأسه تيزنيت، فالاستمرارُ في الكتابة-الأملِ والانتصار للحياة.

كتابة أوتنيل اليوم، وفق الباحث عبد الجليل العميري، “وليمة لغوية شيقة، ومغامرة شاب صامد ومناضل يحفر اسمه في صخرة المستقبل”.

وفي المعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط، في دورته 27، كان عادل أوتنيل من بين الأسماء الثقافية والأدبية التي حضرت موقِّعَةً أعمالها.

حضر أوتنيل، السبت 11 يونيو، والتلاميذ متحلقون حوله، حول أدبه والمقاومة التي يمثلها، يبتسم، يسأل عن “الاسم الكريم”، ويوقع، ويخبر العابرين بأن هذه منشوراته وأنه كاتبها.

توقيع أوتنيل أعماله، في حد ذاته، فعل مقاومة ملهم. إصرارٌ على الكتابة، وتمسّكٌ بالقلم، رغم كل دوافع اليأس.

“الرفيق والدكتور عادل أوتنيل” كما يخبر بذلك إعلان توقيعه، افتتح تصريحه لهسبريس بـ”تحية أدبية إلى كل الجماهير الشعبية”.

ثم أضاف بعربية فصيحة لا تمسّ استرسالَها صعوبات الحديث: “الكتابة هي أرقى فن في هذا الكون العظيم؛ لأن الكاتب لا يفنى أبدا، وقوة الكلمة لا تفنى أبدا”.

وتابع شارحا: “أكتب لأنني أعبر عن هموم المجتمع، بطريقة إبداعية جميلة، تمزج بين قوة المضمون وجمالية اللغة”، قبل أن يجمل بأن “المبدع لا يمكن أن يكون محايدا، ويجب عليه دائما أن يحمل مواقف سياسية، وهذا ما أجسّده في كتابَاتي الإبداعية”، بالتعبير عن عوالم “داخلية، وعن الهموم الذاتية والجماعية، وفق رؤية إبداعية”.

‫تعليقات الزوار

6
  • تحية عالية...
    الأحد 12 يونيو 2022 - 08:01

    تحية عالية لهذا الشاب الذي قدم نموذجا فريدا في التحدي والإصرار… ومسيرة موفقة بإدن الله لتحقيق مزيد من الأحلام والطموحات…

  • Farid
    الأحد 12 يونيو 2022 - 10:19

    Mr Outanil est un véritable exemple de! réussite humaine et intellectuelle

  • تحية عالية أيها المناضل
    الأحد 12 يونيو 2022 - 10:59

    تحية عالية للدكتور عادل اوتنيل، قاوم إعاقته الجسدية، وقاوم اعاقات المجتمع المغربي التي تكبح الكثير من النجاحات، انه مناضل الانسانية بالمعنى الكوني، ولو كان في بلد آخر، لاعتبر أيقونة لكفاح الإعاقة والفقر وجميع انواع الاكراهات…أتمنى له كل التألق والتميز..

  • طارق علي
    الأحد 12 يونيو 2022 - 12:23

    رغم الإعاقة المفرطة و اليتم توفيت والدته عند ولادته و تكفل به والده الاستاذ اوتنيل وحاول علاجه فتعالج جزئيا لكن ظل هناك مشكل الحركة و النطق درس وناضل طوال حياته حتى حصل على الدكتوراه والف قصص ورواية و يجي ولد الفشوش ويتحجج لك بالظروف

  • المغربـــــــي
    الأحد 12 يونيو 2022 - 13:53

    أذكر الدكتور عادل جيدا عندما كان طالبا معنا في كلية الآداب إبن زهر بأكادير
    كان نشيطاً مع “الرفاق” و شابا لطيفاً بشوشا له شهرة واسعة بين الطلبة
    كان الجميع يحترمه و يقدره لأنه تغلب على إعاقته الجسدية بكل قوة
    و لم تكن عائقا أمامه في سبيل التحصيل العلمي
    و أسعدني جدا أن أقرأ عن أخباره
    كل التحية و التقدير للدكتور عادل من إسبانيا
    و مزيدا من العطاء و الإبداع

  • cuemero
    الأحد 12 يونيو 2022 - 18:07

    لقد تعرفت على الدكتور عادل عندما كان يتابع دراسته العليا بقلعة ظهرالمهراز فاس حيث كان مشهورا لدى الجماهير الطلابية بلازمته ” تحية نضالية إلى كل الطيور الجارحة” وعاينت كيف أنه خاض معركة نضالية لوحده أمام العمادة للحصول على منحة السلك الثالث كما ناضل أيضا أمام عمالة فاس لوحده للحصول على السكن٠٠٠ فبفضل عصاميته استطاع أن يشق طريقه نحو النجاح والتألق

صوت وصورة
أجانب يتابعون التراويح بمراكش
الخميس 28 مارس 2024 - 00:30 1

أجانب يتابعون التراويح بمراكش

صوت وصورة
خارجون عن القانون | الفقر والقتل
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:30

خارجون عن القانون | الفقر والقتل

صوت وصورة
مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:00

مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية

صوت وصورة
ريمونتادا | رضى بنيس
الأربعاء 27 مارس 2024 - 22:45 1

ريمونتادا | رضى بنيس

صوت وصورة
الحومة | بشرى أهريش
الأربعاء 27 مارس 2024 - 21:30

الحومة | بشرى أهريش

صوت وصورة
احتجاج أساتذة موقوفين
الأربعاء 27 مارس 2024 - 20:30 5

احتجاج أساتذة موقوفين