اقطعوا دابر الانفصال قضائيا!

اقطعوا دابر الانفصال قضائيا!
الأربعاء 7 أكتوبر 2020 - 09:47

تمثل حالة المغرب نموذجا حيا لاستغلال مسألة حقوق الإنسان في استهداف وحدة ترابه وتوفير الحماية للعناصر الانفصالية كما لو أن تمزيق وحدة الشعب حق من حقوق الإنسان. لقد غدا ثابتا أن هيئات حقوقية باتت مختصة في التشويش على المغرب أو مناهضة وحددته الترابية. فمنظمة “أمنيستي” لم يعد لها من شغل يشغل أعضاءها غير إصدار تقارير سياسية بنكهة استعمارية كلها أوامر وتنبيهات موجهة إلى السلطات المغربية كما لو أن المغرب خاضع للحماية أو للانتداب.

تقارير تُداس فيها كونية حقوق الإنسان حين تجاهلت وما زالت تتجاهل شكايات ضحايا الاغتصاب كما لو أنهن لسن من جنس الإنسان حتى ينعمن بكل الحقوق. ورغم كل الأدلة المادية التي تثبت تعرض الضحايا للاغتصاب، فضلت “أمنيستي” تجزيئ منظومة حقوق الإنسان لتشرعن جرائم الاغتصاب والاتجار في البشر وذلك بالدفاع عن الجناة والمطالبة بإسقاط المتابعة القضائية ضدهم بدل المطالبة بتوفير شروط المحاكمة العادلة إنصافا للضحايا وجبرا للضرر النفسي والمادي الذي لحقهن. فـ”أمنيستي” اختارت التدخل في شؤون القضاء وضرب مبدأ الاستقلالية الذي قامت عليه منذ تأسيسها وتطالب به. حان الوقت لتذكير “أمنيستي” أن المغرب بلد ذو سيادة لن يكترث لمثل هذه التقارير المغرضة التي تخدم أجندات خارجية. وإذا كانت أمنيستي تحشر أنفها في اختصاصات القضاء المغربي، فإن كيري كيندي، رئيسة “مركز كينيدي للعدالة وحقوق الإنسان”، تناصب العداء مباشرة للوحدة الترابية للمغرب بدعمها زعيمة الانفصاليين أمينتو حيدر التي تعتبرها “صديقتها الغالية” ومنحتها جائزة حقوق الإنسان لسنة 2008. فمع كيري كينيدي لم تعد حقوق الإنسان كونية وشمولية بل صارت معولا لتقسيم الدول وتمزيق الشعوب. ففي 2015 أصدر هذا المركز تقريرا لم يجرؤ على إصدار نظيره ضد سلطات الاحتلال الإسرائيلي مما يبرهن على كونه أداة لتدمير الدول عبر مداخل “حقوق الإنسان”. وكان مما طالب به في التقرير “الحصول على موافقة الصحراويين على استغلال الموارد الطبيعية في الصحراء” وكل الأنشطة بما فيها “ري الأراضي لزراعة الفواكه والخضراوات في المنطقة” التي يعتبرها “تخضع لمسار تصفية الاستعمار”. هكذا المركز اختار معاداة الوحدة الترابية للمغرب ودعم العناصر الانفصالية، لهذا اعتمد في صياغة تقريره على هيئات تدعم الانفصال مثل “الجمعية الفرنسية للصداقة والتضامن مع الشعوب الإفريقية” و”جمعية عدالة” البريطانية. طبعا لا تخفى أهداف مركز كيندي التي تتقاطع مع استراتيجية الحزب الديمقراطي الأمريكي وهي تفكيك الدول عبر دعم النزعات الانفصالية والاثنية وإشاعة “الفوضى الخلاقة” التي خربت شعوب الشرق الأوسط ومزقت أوصالها. استراتيجية التفكيك تتقاطع مع العداء المقيت الذي يضمره النظام الجزائري للمغرب ولوحدته الترابية الذي كلما اقترب موعد انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة، إلا وجندت الجزائر أدواتها الانفصالية بهدف استفزاز المغرب حتى يصدر عنه رد فعل يستغله مركز كيندي للمطالبة بتوسيع صلاحيات “المبنورسو” لتشمل مراقبة حقوق الإنسان في الأقاليم الجنوبية.

أمام سُعار النظام الجزائري ومخططاته الرامية إلى عزل المغرب عن عمقه الإفريقي، سواء بدعم الانفصال أو خلق التوتر بمعبر الڴرڴرات، ليس أمام المغرب سوى التعامل بالحكمة والاستناد إلى القانون الدولي مع اعتماد المقاربة القضائية في التعامل مع انفصاليي الداخل وعلى رأسهم أمينتو حيدر وأعضاء المجموعة الـ32 الذين أعلنوا عن تشكيل ما يسمى بـ”الهيئة الصحراوية لمناهضة الاحتلال المغربي”. وهذه ليست المرة الأولى التي ترسل فيها الجزائر عناصر البوليساريو لعرقلة المرور عبر معبر الڴرڴرات؛ فالأمين العام للأمم المتحدة كفيل بوضع حد لهذه التجاوزات لأن ذلك من اختصاصه والأمم المتحدة طرف في اتفاقية وقف إطلاق النار. أما تحركات انفصاليي الداخل فتتطلب من الحكمة ما يفوّت على الجزائر ومركز كينيدي أي فرصة يستغلانها ضد المغرب. ذلك أن المتابعة القضائية وفق القانون الجنائي المغربي للعناصر الانفصالية أعضاء “الهيئة الصحراوية” إياها بالتهم والعقوبات المنصوص عليها في القانون على النحو الذي سلكته الدولة مع مثيري الأحداث الدموية بمخيم اڴديم إزيك، ستجعل السلطات العمومية في منأى عن أي اتهام بخرق حقوق الإنسان. فلا دولة في العالم تقبل قوانينها بممارسة الأنشطة الانفصالية داخلها أو تتسامح مع العملاء في خيانة الوطن. وعمالة أمينتو حيدر وأعضاء هيأتها الانفصالية لدولة أجنبية هي الجزائر تثبته كل الأدلة التي تتوفر عليها السلطات المغربية. من هنا سيكون مطلوبا من الدولة المغربية حسن استثمار:

1 ــ المقاربة القضائية التي اعتمدتها إسبانيا في التعامل مع قادة الانفصال في إقليم كتالونيا الذين نظموا استفتاء حول استقلال الإقليم في أكتوبر 2017 دون موافقة الحكومة المركزية. إذ لم تلجأ حينها إسبانيا إلى الاعتقالات العشوائية، بل اكتفت بمتابعة 12 عنصرا من متزعمي حركة الانفصال أمام القضاء الذي أدانهم بالسجن ما بين 9 و13 سنة. وهذه نقطة قوة للدولة المغربية تستثمرها في محاكمة عصابة أمينتو حيدر محاكمة علنية تحضرها الهيئات الحقوقية الدولية.

2 ــ دعم التعبيرات السلمية المناوئة لأمينتو حيدر وتمكينها من وسائل التواصل مع الهيئات الدولية حتى يصل صوتها إلى المنظمات الحقوقية، بحيث لا يبقى المجال يسمح لدعاة الانفصال بلعب دور “الممثل الوحيد” للمواطنين الصحراويين.

3 ــ تنشيط الدبلوماسية الموازية للهيئات المدنية وممثلي القبائل لمواجهة دعاة الانفصال في المحافل الدولية ولدى الهيئات والمراكز الحقوقية.

4 ــ تفعيل المجلس الوطني لحقوق الإنسان ولجانه الجهوية للانخراط الفعال والمتواصل في مواجهة أطروحات أعداء الوحدة الترابية.

5 ــ تحسيس الأحزاب التي بات يشغلها الإعداد للانتخابات أن الدفاع عن الوحدة الترابية ليس مسؤولية الدولة وحدها، بل مسؤولية كل مكونات المجتمع السياسية والحقوقية.

‫تعليقات الزوار

9
  • Amaghrabi
    الأربعاء 7 أكتوبر 2020 - 16:50

    شكرا استاذ سعيد اسعدك الله في عشك العائلي الصغيرة والكبيرة,رغم اننا نعلم ان دولتنا تراقب كل الشدة والفذة فيما يخص خصوم وحدتنا الترابية داخليين وخارجيين وعلى رأسهم حكتم الجزائر الخبثاء,فالدولة الجزائرية التي عبر عنها الاستاذ لحسن برقصة الديك المذبوح بحيث لعبت بجميع اوراقها الحقدية لكي تسجل نقطا لصالحها ولكن والحمد لله اصابها الفشل واصبحت تغرد خارج السري العالمي واصبحت مفضوحة عند العام والخاص,والورقة الجديدة التي ارادت الجزائر ان تلعبها داخل الاراضي المغربية فاعتقد اننا لا نوصي دولتنا فهي ستتكفل بها واصحابها وسيذوقون المرارة وستحاسب هذه المنفصلة حسابا عسيرا وتدخل الى بيتها جريحة منهزمة لان المغرب بقوانينه الزجرية مثله مثل سائر دول العالم,وان شاء الله سنستمر في دحر عدونا الجزائري وسيذوق معنا الهزائم المرة تلو الهزائم وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون

  • Lamya
    الأربعاء 7 أكتوبر 2020 - 17:21

    بما ان امينتو حيدرنفسها تخلت عن مسالة حقوق الانسان و ظهرت على حقيقتها عيانا بيانا, على ان اهدافها انفصالية كعميلة للجزائر, رغم ان هذا كان واضحا من البداية, الا انها اصبحت مكشوفة للغاية, بعدما اصبحت ورقة حقوق الانسان ورقة خاسرة بالنسبة لها, بعدما اصبح المغرب هو من يدافع عن حقوق الانسان في مخيمات تندوف, كما عبر عن ذلك رئيس الحكومة في الامم المتحدة

    فما على المغرب الا القضاء عليها بالحق و القانون, فهي تعتبر, في نظري, خائنة للوطن من الدرجة الرفيعة.

  • فريد
    الأربعاء 7 أكتوبر 2020 - 17:40

    لا يقطع دابر المطالب بالإنفصال بالقضاء(القضاء يقطع دابر المطالبين بالحقوق الإجتماعية والإقتصادية من "أوباش" الريف أو الصحفيين أو الفاعلين الجمعويين من فاضحي الفساد في المغرب) الديموقراطية الفعلية هي السيف الذي يجب إستعماله ولا مجال للمقارنة مع المملكة الإسبانية حيث القضاء طبق قانون البلاد،لو حدث وقام واحد من أبناء الريف بنفس ماقامت به المسماة أمينتو فلسوف يكون مصيره في لمحة بصر الإعدام أو في أحسن الأحوال المؤبد، القصر ومنذ 45 سنة وهو المتصرف المطلق في قضية الصحراء ويوما بعد يوم تسير الأمور إلى التعقيد لأنه من البداية قرر شراء الأعيان وشيوخ بعض القبائل بالريع والمؤدونيات على حساب عامة الصحراويين واليوم وجد عناصر البوليساريو في عقر الدار وهم أخطر من بوليساريو الجزائر.

  • Bidawi 1966
    الأربعاء 7 أكتوبر 2020 - 19:47

    شكرا لك الاستاذ سعيد على مقالك الرائع و على الروح الوطنية تمغربيت العالية و التي لا يتوفر عليها بعض زعماء الاحزاب السياسية الكبرى بين قوسين وواقع الحال على الساحة انشغالهم بالانتخابات القادمة و غيابهم عن نقاشات الوحدة الترابية و ظهور الانفصاليين من جديد على رءسهم امينتو حيدر وكان الامر يتعلق بدولة اخرى او ينتظرون الضوء الاخضر من الداخلية اي الدولة ليتكلموا في شاءن عام انه الوطن انه بلدنا المغرب وهو لكل المغاربة ولا مزايدة على حب الوطن…

  • كريم
    الخميس 8 أكتوبر 2020 - 07:15

    بعد 45 سنة مازالت الأمور على النحو ما يجب فعله

    1-
    2 –
    3-

    كله تعنت في تعنت و كله نفاق في نفاق
    رجعو حق الناس و ينتهي الأمر

  • وناغ
    الخميس 8 أكتوبر 2020 - 11:33

    تدني
    اثمان
    المحروقات
    وافلاس
    صونطراك
    وحدهم
    من
    سيقطع
    دابر
    الانفصال
    ولا
    تستعجلوا
    فشراء
    الدمم
    قد
    انتهى
    خارجيا
    هناك
    فقط
    الان
    ميزانية
    العيون
    عشرات
    الدولارات

  • كرم الضيافة
    الخميس 8 أكتوبر 2020 - 15:34

    معناه أنك تأخذ أرض الغير و تترك أرضك محتلة من الإسبان
    و تزيد لانه ما تحشمش تتخبأ وراء اسطوانة النظام الجزائري.
    من يصدقك حتى لو أن هذا النظام يجوع الجزائريين و يتركهم يموتون بدون طعام
    لن تفلح في تسويق أكاذيبك

  • وناغ
    الخميس 8 أكتوبر 2020 - 17:04

    الى 7
    انها
    الحقيقة
    فانك
    لن
    تستطيع
    ان
    تغطي
    الشمس
    بالغربال

  • سليمان صديق
    الجمعة 9 أكتوبر 2020 - 02:52

    لست ضد الوحدة بين الشعب المغربي والشعب الصحراوي لكن هذه الوحدة يجب ان تتم بطريقة طوعية وبدون قهر لان مايجمع الشعبين اكثر مما يفرقهما ، اما الدعوة الى القمع القضائي الذي يدعو له الكاتب المحترم لن يؤدي الى اي حل مرضي وستظل المشكلة مشتعلة تستنزف خيرة موارد وشباب من الطرفين.
    كما ان مصلحة المغرب والجزائر تكمن في التكامل الاقتصادي والاستقرار السياسي لان الكل بحاجة الى التنمية والاستثمار ولن يتأتى ذلك في مناطق يستوطن فيها العنف ويستقر فيها التوتر واخيرا لن يصح الا الصحيح.

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30 1

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 2

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 3

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 11

تقنين التنقل بالتطبيقات

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02 6

وزير النقل وامتحان السياقة