" السوبير داعش"

" السوبير داعش"
الخميس 7 أبريل 2016 - 10:57

مباشرة بعد انهيار الإتحاد السوفيتي وتفككه، تم إعلان النظام العالمي الجديد بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، وبذلك أصبح المعسكر الغربي المستفيد الوحيد من سقوط قائد المعسكر الشرقي لـ “URSS”، حيث ثم إسدال الستار على سنوات من الحرب الباردة والساخنة معا، وهكذا أصبحت أمريكا تقود العالم سلما وحربا، فهل نجحت فعلا في حل النزاعات الكبرى الموروثة عن النظام العالمي القديم؟ و باختصار هل أصبح العالم تحث قيادتها أكثر أمنا وعدلا؟.

في الحقيقة لم تكد أمريكا المنتشية بنتصارها تتربع على عرش العالم، حتى ظهرت المشاكل الخطيرة من جديد، وبذلك تبدد وهم البشرية في تحقيق الأمن و الاستقرار، فكانت بداية متاعب الناس مع تفجير برجي مركز التجارة الدولية “بمنهاتن” يوم الثلاثاء الموافق لـ 11 سبتمبر 2011، وتم كذلك تفجير مقر وزارة الدفاع الأمريكية “البانتجون” في نفس اليوم، وهكذا دخل العالم من جديد في دوامة العنف الأعمى، وكرد فعل غاضب من طرف الولايات المتحدة الأمريكية، تم تداول مصطلح “محاربة الإرهاب” لأول مرة كشعار لسياسة أمريكا الخارجية، كما أبدعت هذه الأخيرة سياسة “الضربة الإستباقية”، وحشر الرئيس الأمريكي “بوش” دول العالم في الزاوية، بعد حدث التفجير موجها خطابه إلى هذه الدول حيث قال:”..إما معنا أو مع الإرهاب..”، و هكذا أصبحت الدول مرغمة على تتبع “نصائح” “العم سام”، فقام الكثير من الدول التابعة و الضعيفة بسن قانون الإرهاب تماشيا مع رغبة الأقوياء.

فكانت النتائج كارثية حيث ثم تدمير عدت دول بحجة دعمها للإرهاب، من بينها العراق وأفغانستان والصومال..، لقد كانت البداية بتدخل أمريكا في أفغانستان و محاولتها تدمير”القاعدة” وزعيمها “بن لادن”، الذي يشكل حسب زعمها رأس حربة في توجيه الإرهاب نحو الدول الغربية، وبعد سنوات من المطاردة قتل بن لادن وشلت نسبيا “قاعدته”، فظن العالم أن الإرهاب ولى ومن غير رجعة، لكن خاب ظن الناس من جديد في تحقق الأمن والاستقرار، فما كادت تنطفئ نار إرهاب جماعة “القاعدة”، حتى ظهرت منظمة”داعش” وهي على كل حال نسخة منقحة ومزيدة من “القاعدة”، ولسوء حظ المسلمين فهذه المنظمات لا تظهرإلا فوق أراضيهم، لكن هناك فرق فـ”داعش” أقرب للعالم العربي جغرافيا من القاعدة ولا فخر، فعجبا لهذه الأخيرة فرغم حداثة نشأتها، إلا أنها استطاعت احتلال مناطق شاسعة من العراق وسوريا في وقت قياسي، وانتقلت من آسيا إلى إفريقيا حيث استقرت بليبيا، وبدأت تهدد دول المغرب العربي بشن هجمات إرهابية على دوله، هذا من جهة ومن جهة أخرى ضربت قلب أوروبا، فكانت البداية عاصمة فرنسا “باريس”، حيث نجي رئيسها “هولاند” بعد وصول الإرهابيين إلى مكان تواجده، ثم كانت عاصمة أوروبية أخرى ضحية “داعش” إنها “بروكسل”ببلجيكا، والسؤال المشروع هنا هو كيف استطاعت منظمة حديثة النشأة اكتساح هذه الدول والتلاعب بمخبراتها الفائقة التدريب والتكوين؟

أسميتها في عنوان المقال” السوبيرداعش”، وهي كذلك لقد استطاعت تحقيق إنجازات”إرهابية”.. !! غير مسبوقة وفي ظرف وجيز، وبذلك تجاوزت منظمات إرهابية أكثر شهرة وتجدرا ، كـ منظمة “المافيا” الصفراء الصينية و”المفيا” البيضاء الإيطالية والأمريكية، فرغم أن منظمة “السوبير داعش” الإرهابية لم تتجاوز العقد الأول من نشأتها، فهي اليوم أصبحت شبحا يقض مضاجع الشرق والغرب على السواء، وأصبحت العواصم الغربية تترقب الضربة القادمة، وبدأت ثقة الأوروبيين في أجهزت مخابراتهم الفائقة التدريب تهتز، فمن يمول هذا البعبع ومن يسلحه وكيف يصل لأهداف شديدة الحراسة وإلى تحصينات جد محكمة؟ ومن المستفيد من عملياته الإرهابية؟ وهل ورائها دولة أو عدت دول؟ ففي الوقت الحالي لا نملك جوابا شافيا، فالممول مجهول و العقول المدبرة مستترة و الجواب ليس بالسهل، فقد “اختلط الحابل بالنابل” كما يقول المثل العربي، فمن هو الظالم والمظلوم والصديق أو العدو؟ الكل مرتبك ولا نملك إلا أن نقول:”..اللهم أحفظ الجالية المسلمة من شر انتقام أقصى اليمين..” فهم في الحقيقة مجرد رهائن عند هذه الشرذمة المتطرفة.

[email protected]

‫تعليقات الزوار

5
  • MAMOUCHA
    الخميس 7 أبريل 2016 - 16:44

    الدروس الدينية التي قدّمتها بريطانيا للسعودية تكلّلت بالفشل، والسبب هو أيضا الكتاب المدرسي الوطني السعودي. الجندي السعودي يفهم فقط جملة واحدة وهي قتل كل من يخالف وليّ الأمر، وبغباء مخيف شمل الجندي السعودي الشعب اليمني بقرار الطاعة، ومن غير المفهوم لماذا على اليمني والنروجي والزنبابوياني أن يخضع لوليّ أمر الجندي السعودي الذي تُزكّيه لجنة عائلية تحوي مختبر زهايمر من العجائز الذين نسوا أسماء وأشكال بناتهم، وأسماء النساء اللواتي مررن بأسرّتهم، من ناحية أخرى تعتبر الوهّابية أنّ المدارس غير الوهّابية هي بدعة تنشر الشرك، ومن هنا يصبح تدميرها أمرا دينيا أيضا.

  • داعش الجاهلية المعاصرة
    الخميس 7 أبريل 2016 - 17:43

    مما لا شك فيه ان ثقافة التخلف والجهل والتعصب والجمود الفكري والعقائدي و اغلاق باب الاجتهاد وغلبة الغريزة والعاطفة على العقل لدى العرب هي الاسباب الاساسية لكل ما يحدث في عالمنا العربي في هذه الايام ، فثقافة الجاهلية التي تحكمها الغرائز والشهوات وحب الذات وهي السائدة في ثقافة العرب على مر التاريخ ، فالتربية الخاطئة والتعليم الفاشل والمجتمع الذي تنتشر فيه قيم التخلف والدونية والنظرة الفوقية والتمييز العرقي واللغوي والاثني والطائفي والجنسي من الطبيعي ان يكون جاهليا بصفاته وممارساته ، وهذه هي الجاهلية المعاصرة المنتشرة في عالمنا العربي ، عندما يسخدم النص الديني لتشريع الجريمة ولتشريع الشهوة الحقيرة لدى الانسان ، فهذه هي الجاهلية المعاصرة ، وعندما يستخدم النص الديني لتشريع الظلم والاستعباد والاضطهاد السياسي فهذه هي الجاهلية المعاصرة ، وعندما يستخدم النص الديني كحكر وملك لجماعة فئوية قليلة تستبيح النساءوتهتك الاعراض وتقتل الشيوخ والاطفال وتدمر دور العبادة فهذه هي الجاهلية المعاصرة.

  • arsad
    الجمعة 8 أبريل 2016 - 19:05

    يخط من يقول بان سبب الارهاب هو الجهل او الدين اوالفهم والتفسير الخاطئ للدين فالارهابي لا دين له ولاهو بجاهل وانما هو جندي يتلقى التداريب والتمويل ويتلقى الاوامر فينفدها طاعتا تماما كاي جندي نظامي الارهابي الحقيقي هو صانع الاسلحة وبائعها والمتاجر فيها وهو من يمول الارهاب ويدعمه وينشره ويرشده ويقويه .

  • الى arsad
    الجمعة 8 أبريل 2016 - 20:04

    إذا كان الإرهاب الذي عرفته إيطاليا على يد الألوية الحمراء في لا دين له لأن عناصره والمتعاطفين معه كانوا يؤمنون بالفكر الشيوعي , بمعنى موحدين ولا دين لهم ,أما داعش فقد تأسست على الولاء لأمير المؤمنين الخليفة البغدادي وتمت البيعة من أغلب الجماعات الجهادية حسب الم.أهل الأربعة ,ومحاكمهم في الموصل والرمادي والرقة …يديرها فضاة شرعيون يطبقون حدود الله.

  • younes
    الأحد 10 أبريل 2016 - 13:33

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اسعد الله ايامكم اما بعد فان العلماء المعاصرين اجمعوا على ان فكر داعش ومنهجهم ضال و خاطء ولم يبخل علماء السعودية بتوضيح ذالك والسعودية بريءة من هذا الفكر اما وصف هيءة كبار العلماء بانهم مجموعة من العواجيز اصابهم الزهايمر فهذا افتراء عظيم والله ولي التوفيق

صوت وصورة
شراكة "تيبو أفريقيا“ وLG
الجمعة 29 مارس 2024 - 11:43 1

شراكة "تيبو أفريقيا“ وLG

صوت وصورة
احتفاء برابحة الحيمر في طنجة
الجمعة 29 مارس 2024 - 10:03

احتفاء برابحة الحيمر في طنجة

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30 4

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 3

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 4

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 11

تقنين التنقل بالتطبيقات