الشبكة الاجتماعية الجديدة لترامب تفاقم حجم الانقسامات في المجتمع الأمريكي

الشبكة الاجتماعية الجديدة لترامب تفاقم حجم الانقسامات في المجتمع الأمريكي
صورة: أ.ف.ب
الأحد 24 أكتوبر 2021 - 04:30

يعد الإعلان عن إنشاء شبكة للتواصل الاجتماعي تحمل علامة “دونالد ترامب” مؤشرا إضافيا على أن الرئيس الجمهوري السابق يستعد للترشح مجددا، لكنه يمكن أن يؤدي أيضا إلى تعميق الانقسامات في المجتمع الأمريكي.

ويرجح أن تحتل الفكرة التي لا أساس لها بأن الديمقراطيين سرقوا الرئاسة من الجمهوري في 2020 الحيز الأكبر على المنصة الجديدة “تروث سوشال”، التي أعلن عنها الملياردير؛ كما ستجذب بالتأكيد عددا من المحافظين المقتنعين بفرضيات حدوث تزوير انتخابي هائل أدى إلى الهجوم على مبنى الكابيتول مطع السنة.

ويعول الرئيس السابق على هذه القاعدة من المتعاطفين معه، التي تشكل الآن أغلبية داخل الحزب الجمهوري، لبدء حملة جديدة محتملة لانتخابات 2024 بهدف العودة إلى البيت الأبيض. وتحدث ترامب حتى الآن عن نياته لكنه لم يؤكدها.

وحظرت شبكات التواصل الاجتماعي الكبرى ترامب بعد 6 يناير، وسيطلق منصته الجديدة مطلع 2022 في عالم افتراضي منقسم أيضا، سواء تعلق الأمر بشبكات التواصل الاجتماعي أو وسائل الإعلام التقليدية.

وحيث كان يمكن للأمريكيين الاتفاق على مجموعة مشتركة من الحقائق والقيم، أصبح هناك معسكران لا يمكن التوفيق بينهما، يراقبان بتحفز بعضهما بعضا، وكل منهما مسلح بنسخته الخاصة من الواقع، ومضخّمة من قبل وسيلة الإعلام التي يفضلها.

ودعا الصحافي الاستقصائي كارل بيرنستين، الذي أدى تحقيقه مع بوب وودوارد في قضية ووترغيت إلى استقالة الرئيس ريتشارد نيكسون، وسائل الإعلام والسياسيين إلى بذل المزيد من الجهد لمكافحة المعلومات المضللة التي تقسم البلاد.

وقال الصحافي البالغ 77 عاما: “إن الانقسام الذي يفصل بيننا ويسبب استقطابا بيننا في هذا البلد سيّئ وعميق”، وأضاف: “إنه ينضح بالكراهية والغضب والجزء، الأكبر من هذه الكراهية والغضب يستند إلى أكاذيب كبيرة”.

 غضب يساري

بين القنوات الإخبارية التقدمية، مثل “ام اس ان بي سي”، أو المحافظة، مثل “فوكس نيوز”، يعرض ترامب بشكلين: فهو إما الحصن المنيع الأخير ضد الموجة الثقافية التي يقودها اليسار واستيلاء الشيوعيين على السلطة، أو أكبر تهديد للديمقراطية الأمريكية منذ الحرب الأهلية في القرن التاسع عشر.

ونادرا ما يواجه مؤيدو كل من هاتين الفقاعتين المتنافستين معلومات تتعارض مع مواقفهم منذ الانتخابات الرئاسية لعام 2020.

وسارت التغطية الإعلامية للاحتجاجات في كل أنحاء الولايات المتحدة، بعد مقتل الأمريكي من أصل إفريقي جورج فلويد على يد شرطي، على الخط نفسه، مع صور احتجاجات تطالب بالعدالة العرقية في اليسار، وصور تنقل ما هو أقرب إلى أعمال شغب عنيفة في اليمين.

والانقسام إرث اتسم به عهد ترامب؛ فقد صوّت أكثر من 81 مليون شخص لجو بايدن في 2020، وهو رقم قياسي، لكن 74 مليونا صوتوا لصالح ترامب، وهو ثاني أكبر رقم يسجل لصالح مرشح.

في اليمين، تبنت شخصيات مثل نجل الرئيس السابق دونالد ترامب إستراتيجية تسمى “التحكم في الليبراليين”، بعبارة أخرى “إغضاب مؤيدي اليسار”، أي استفزاز اليسار وإثارة السخط في صفوفه عبر الإصرار على أكثر المواضيع إثارة للانقسام.

تعميق الانقسامات

في دوائر اليسار الأكثر تشددا تُعزى كل نقطة خلاف حول قضية الأقليات العرقية أو الجنسية إلى التعصب الفطري للمحافظين.

ولفوكس نيوز جمهور وفي، لكن العديد من مؤيدي دونالد ترامب انتقلوا منذ الانتخابات إلى متابعة قنوات أخرى أكثر يمينية وأكثر تمسكا بنظرية المؤامرة، مثل “نيوزماكس” و”وان أميركا نيوز”.

وتجذب برامج “نيوزماكس” في ساعات الذروة أكثر من مليون مشاهد. والاستقطاب في وسائل الإعلام يعكس تشققات أوسع بين الولايات الساحلية الأميركية وولايات الداخل المحافظة، التي تعتبر الأولى نخبة منفصلة عن الواقع.

وشهد تطبيق الشبكة الاجتماعية “بارلر” الذي يستضيف محافظين محظورين على “تويتر” و”فيسبوك” انتعاشا بعد انتخابات 2020، إذ بلغ عدد مستخدميه نحو تسعة ملايين شخص.

وتتغذى رسائل هؤلاء من “الحروب الثقافية” للولايات المتحدة اليوم، من إزالة التماثيل التاريخية إلى ركوع الرياضيين المحترفين أثناء النشيد الوطني للتنديد بالتمييز ضد الأمريكيين السود، وتعليم تاريخ عدم المساواة العرقية في المدارس.

وكتب براين ستيلتر، المحلل الإعلامي لشبكة “سي إن إن”، بعد الانتخابات: “عندما أتنقل بين القنوات ليلا أرى أمريكتين موجودتين متوازيتين حاليا”.

‫تعليقات الزوار

14
  • هشام من أمريكا
    الأحد 24 أكتوبر 2021 - 05:27

    الإعلام العولمي اليساري هو من يقسم الشعوب و يشعل الفتن و ليس ترامب. ترامب فقط يساعد العالم في الاستيقاض من مخدر هذا الإعلام الكاذب و يعطي الناس رأيا آخر. الديموقراطيون فعلا زورا الإنتخابات لما ألغوا صناديق الإقتراع و جعلوا التصويت من البيوت عبر البريد. أي بريد هدا الذي نؤمنه على توصيل أصواتنا؟ لو فعلناها في المغرب لضحك الشعب من الدولة. ترامب سيعود ليستمر فيما بدأه لأن الأحوال في أمريكا و في بقية العالم لم تصبح بخير. نريده أيضا أن يعود ليخدم ملف الصحراء التي بدأها و الآن العجوز بايدن يريد التراجع عليها و عكسها.

  • Roudani abroad
    الأحد 24 أكتوبر 2021 - 05:47

    فالموضوع لي تكتب من قبل على إحداث ترامب لموقع تواصل ديالو ضد فالمواقع لي دارت ليه الحظر و شكواه من إخراس اصوات المعارضة. ناضو شي معلقين كا يقولو ها ميريكان حتى هي فيها اسكات اصوات المعارضة… لا ميريكان ارا ما تعارض فيها و سب الرئيس و حزبه … الخ. اصوات المعارضة لي تقمعت من طرف فيسبوك و أشباهه كانت أصوات اليمين المتطرف اللي تقوى و عجبو راسو أيام ترامب و تشجع و ولى كا ينشر الكراهية ديالو و الحقد فمواقع التواصل. هادوك هم اصوات المعارضة اللي هضر عليهم ترامب و بغا يعطيهم صوت. اما المعارضة الحقيقية فلا تقمع إلا في بلدان مثل المزرعة السعيدة

  • محاولات
    الأحد 24 أكتوبر 2021 - 06:24

    عملية من اخر العمليات الفاشلة لترامب للعودة الى السياسة الشعب الامريكي أصبح متنوعًا من الاجناس والمتعاطفين البيض اصبحو قلة لآن في السابق كانت الأقليات لا تذهب الى صناديق الاقتراع اما الان فيختلف الامر خصوصًا عندما كان ترامب يغني باميركا البيضاء

  • خالد بنسيدي
    الأحد 24 أكتوبر 2021 - 06:59

    ويرجح أن تحتل الفكرة التي لا أساس لها بأن الديمقراطيين سرقوا الرئاسة من الجمهوري في 2020 الحيز الأكبر على المنصة الجديدة “تروث سوشال”، التي أعلن عنها الملياردير. ما هو دليلك ؟

  • Chrif mol lbaraka
    الأحد 24 أكتوبر 2021 - 07:07

    يجب على المغرب ان يضع اسس صلبة و متينة في تعامل مع ( نخبة الحاكمة ) في امريكا ..وعليه يجب ان يجيد اللعب على الاوتار لكي يبقي موسيقا الحكمة والهدوء في تعامل مع مجتمع مليء بالانقسامات

  • أحمد
    الأحد 24 أكتوبر 2021 - 07:10

    الأمريكيون إنقسموا إلى قسمين هذا لا إشكال فيه إنما الإشكال والمصيبة العظمى هي نحن العرب والمسلمين ضربنا أروع الأمثلة في التفرقة إلى جزئيات لا ترى بالعين المجردة
    فاللهم أصلح حالنا .

  • مٌـــــواطن مَغربــــــي
    الأحد 24 أكتوبر 2021 - 07:54

    المجتمع الأمريكي لن تقسمه تلك المواقع الاعلامية. الذي يسير نحو التقسيم هو هذا البلد بسبب تصرفات المخزن العشوائية لضرب الملقحين بغير الملقحين…

  • اجديك
    الأحد 24 أكتوبر 2021 - 08:22

    يبدو ان الرييس السابق دونالد ترامب لم يهضم بعد هزيمته امام منافسه بايدن، واكيد انه تاتر كتيرا نفسيا، لانه فقد السلطان، وممكن ان يضحي بجزء من تورته من اجل ذلك، ربما العطرجة هي التي فقدته منصبه، فهو ليس بذلك الدبلوماسي الدي يعرف كيف يتصرف مع الامور والاحدات التي طبعت ولايته، صحيح كرييس يمتاز بالقوة في اخد القرار وقد التزم كذلك بتجسيد شعاره “امريكا اولا” الي اخره من القرارات التي قد نتفق معها او لا نتفق، علي اي هو ينوي الترشح في 2024 واظن ان تمكن من ذلك فسوف يكون في احسن الاحوال لانه استوعب الدرس جيدا….

  • مواطن
    الأحد 24 أكتوبر 2021 - 10:33

    من حق ترامب واي وانسان في هذا العالم ان ينشيء منصته الاجتماعية الخاصة، و هل زوكيربيرك ورثها من ابيه، هذا من جهة و من جهة اخرى فيسبوك قاطعته مند 2008 لانه يغدي الصراعات و ينشر ما يريده وفق اجندة معدة مسبقا تقوم على نشر النعرات بين جميع طواءف العالم بالفعل مع تغطيته لافعاله بصباغات و الوان لتجميل الصورة الزرقاء.

  • للأخ هشام من أمريكا
    الأحد 24 أكتوبر 2021 - 12:19

    التصويت عبر البريد لم يخترعه الديمقراطيون، بل كان موجودا منذ سنين، و ترامب بنفسه صوت مرتين في الماضي عبر البريد. ثانيا، لم يلغ أحد التصويت عبر صناديق الاقتراع، كانت هناك مراكز و مقرات للتصويت كالعادة، الفرق هو التباعد و إرتداء الكمامة. لم يسرق الديمقراطيون الانتخابات، كل ما هنالك هو أن أمريكا منقسمة فعلا بين من ساند ترامب و سياسته النرجسية السيكوباتية ( psychopath narcissist) لأنه مل من السياسيين المتشابهين، و ترامب يقول أكثر مما يفعل، كما أنه من كان فعلا يتخذ القرارات التنفيذية هو الحزب الجمهوري من الكونجرس الأمريكي بقيادة الخبيث Mitch McConnell، و معظم من صوتوا على ترامب، معظمهم و ليس جميعهم، من الناخبين البيض من الولايات التي تؤمن بالكنيسة و السلاح و تفوق العرق الأبيض. يذكرك هذا بشيء؟ يريدون العيش في “الزمن القديم” حتى لو أدى ذلك لانقسام أمريكا و التسبب في حرب أهلية. ترامب شخص خطير و غير متزن، كما أن بايدن انسان مريض فعلا بسبب سنه، لكنه ليس مستعدا للتضحية ببلاده في سبيل تحقيق أهدافه الشخصية.

  • عبد الصمد
    الأحد 24 أكتوبر 2021 - 12:19

    ترامب يعطي منصة فيها حرية تعبير مطلقة فحسب و غير متحكم فيها من طرف التيار اليساري العولمي و تتيح فرصة للآراء المخالفة دون أن تنتقذ من طرف من يتحكمون في الإعلام الامريكي. هذا شيء نفتقر له في المغرب، إذ لا نرى أي شيء للتيار المعاكس لسياسة الحكومة في التلفزة و الجرائد و المواقع الاعلامية و الحملات الانتخابية. ما زلنا وراء 50 سنة إذ ليس هناك حرية تعبير فعلية في بلدنا.

  • الأفعال لا الأقوال
    الأحد 24 أكتوبر 2021 - 14:25

    الديمقراطيون أعمق ثقافة و رؤية من الجمهوريين و هم لا يمزحون بخصوص حقوق الإنسان و هي الطريق السالك للحصول على دعمهم . إقرار الزواج المدني للجميع بما فيه الزواج المثلي مقابل الهوموفوبيا عند البوليساريو كاف لإقناع أكثر الديمقراطيين صلابة

  • mohasimo
    الأحد 24 أكتوبر 2021 - 16:57

    هذا ترامب يشبه ذلك النوع من الإخوة المغاربة الذين نقول عليهم ماتيتقشروش ههههههه, المهم الله يهدينا ويهديهم ويهدي الجميع.

  • الاتحاد الإسلامي
    الإثنين 25 أكتوبر 2021 - 06:52

    أمريكا تسببت في خراب العالم الإسلامي ومعاناة الشعوب. اللهم دمرها تدميرا. كلما ضعفت وتفرقت وإنقسمت فهو خبر سار وسعيد.

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30 1

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 2

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 3

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 11

تقنين التنقل بالتطبيقات

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02 6

وزير النقل وامتحان السياقة