الطريق نحو .. القبّة

الطريق نحو .. القبّة
الخميس 15 شتنبر 2016 - 04:03

مشاهد من رحلة عودة نائب إلى قريته ليحجر تذكرة الرجوع إلى البرلمان مجددا.. الحكاية في حلقات

حلقة 2

مشهد 3

يصحو السيد النايب من غفوته الاسترجاعية. يستجمع قواه العقلية. يقرر المغامرة. يغادر الفيلا الفخمة متشحا بالسواد.. بذلة سوداء.. نظارات سوداء.. يحمل حقيبة سوداء.. يركب سيارة سوداء رباعية الدفع.. يترك المدينة النائمة.. الزوجة النائمة.. يركب الطريق إلى القرية..

تتسلط عيناه على الطريق المعبدة. تسبقه ذاكرته نحو القرية النائية. تأتيه الصور من بعيد. تنط في رأسه المشغول أشباح شباب القرية.. زغاريد النسوة فرحة بفوزه الانتخابي الأخير. يتذكر سماسرته.. مدراء حملاته.. تتوارد إلى ذهنه خطاباته العصماء، وعوده، أكاذيبه، خداع الأوراق الزرقاء.

تتسابق الأسئلة في رأسه. ماذا عساه يقول بعد هذا الغياب الطويل؟ ماذا يقول للشباب الموعودين بفرص الشغل؟ هل سيعيد وعوده من جديد؟ من سيصدقه؟ هل سيجد حديقته الانتخابية كما تركها مفروشة بالانتظارات، بالأحلام والأماني، بأغاني التنمية المستديمة؟. من يضمن سلامته؟ من يمحو ذاكرة القرية المنسية؟ من يقنع الأهالي بصدق سريرته، بحسن نواياه، باستعداده الدائم لخدمة القرية وتنميتها؟ .. تتهاوى الأسئلة أمام عجلات السيارة .. السائرة نحو المجهول..

مشهد 4

يطل السيد النايب على القرية. يتسرب الخوف إلى دواخله. يتصور الأسوأ. يعيش مشهدا رهيبا. ينظر إلى أعلى الهضبة.. تتدحرج نحوه جحافل القرويين. يحملون سيوفا، هراوى، مناجل. يصرخون. يتوعدون. يهاجمون السيارة السوداء. يحاصرونها كالذباب. تمتد السواعد عبر النوافذ. تنتشل الجثة السمينة. تنهشها الأظافر الجائعة. يصيح السيد النايب. يصرخ. يتوسل. يستغيث. تتراجع الأظافر. يسود الصمت.

يتلمس السيد النايب جسده المكتنز. يتحسس وجهه. يسترجع أنفاسه. مجرد كابوس مزعج. هواجس الخوف من المجهول. كل شيء يقوي لديه الإحساس بالذنب.. الطرق المهملة.. الأزبال المتراكمة.. روائح الصرف الصحي تخنق الأجواء.. يدخل في منطق الدفاع.. يبرر .. يتساءل.. ماذا جنيت؟ ما ذنبي إن أنا نسيت القرية؟ كل النواب المحترمين ينسون.. يذهبون ولا يعودون.. تستهويهم الأضواء .. تغريهم الألقاب.. ينغمسون في الملذات.. لا وقت لديهم للعودة.. يصدق تبريره.. يواصل الطريق..

يتبع

‫تعليقات الزوار

1
  • معلقh
    الجمعة 16 شتنبر 2016 - 00:37

    في الاصل تكون النيابة عن. الغير ومن اجله ولمصلحته.هذا يحصل هناك في بلاد الحق والقانون والمحاسبة والمراقبة في صورها الانسانية الراقية.اما هنا فكل واحد ينوب عن نفسه.صاحبنا منهذا النوع من المستبعد ان ينتابه الندم .لانه في الاغلب لا يملك ضميرا مواطنيا يامره وينهاه .كما انه من المستبعد ان يتملكه الخوف لانه خاراج القانون لا احد يمنعه من التصرف بحرية مطلقة. ومن الصعب عليه ان يضبط اهواءه وان يتخلى عن حقه الطبيعي الذي لا يعرف حدودا الا ما تجاوز شهوته وقدرته.فالتعود يعسر التغلب عليه .الا ترى هذا التصارع المميت على الكراسي.هل هو صراع حول المصلحة العامة? ام صراع حول المال والجاه والترقي واشباع نوع خاص من الجوع المدمر? اننا في زمن تضخم الانا! في زمن اكتشاف امريكا والبحث عن الذهب وافلام رعاة البقر! فيا له من زمن!

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02

وزير النقل وامتحان السياقة

صوت وصورة
صحتك النفسانية | الزواج
الخميس 28 مارس 2024 - 16:00

صحتك النفسانية | الزواج

صوت وصورة
نقابة الممرضين تعتصم بالبيضاء
الخميس 28 مارس 2024 - 15:40

نقابة الممرضين تعتصم بالبيضاء

صوت وصورة
ما لم يحك | البصري وتبذير الأموال
الخميس 28 مارس 2024 - 15:00 1

ما لم يحك | البصري وتبذير الأموال

صوت وصورة
الأمطار تنعش الفلاحة
الخميس 28 مارس 2024 - 13:12 3

الأمطار تنعش الفلاحة

صوت وصورة
حاجي ودمج الحضرة بالجاز
الخميس 28 مارس 2024 - 12:03

حاجي ودمج الحضرة بالجاز