بعث الأموات لمناقشة السياسة

بعث الأموات لمناقشة السياسة
صورة: أرشيف
الخميس 6 ماي 2021 - 08:41

هل أنت من عشاق كتاب النقد الذاتي للمرحوم علال الفاسي؟ هل أنت معجب بأفكار خدمة الغير وبتحويل أنانيتك لخدمة المجتمع؟ هل أنت شيوعي معجب بالأفكار الشيوعية وتحلم بمشروع مجتمعي مختلف؟ هل أنت من أنصار الراحل علي يعتة الذي كان يؤمن بالشيوعية وبالعلوم الشرعية ويحفظ كتاب الله في الوقت نفسه؟ هل تحب أخذ الحقيقة من فم رجل عمل أستاذا وسياسيا وصحافيا؟ هل تؤمن بمشروع نقد العقل العربي وقضايا التراث والديمقراطية والدولة الوطنية والهوية كما كان يراها المفكر عابد الجابري؟

لا تفقد الأمل، ففكرة بعث الأموات عادت من جديد، والمعجزة تحققت فعلا؛ فقد استيقظ هؤلاء الزعماء مؤخرا دفعة واحدة لمناقشة النموذج التنموي الجديد. وكما لو أنهم يوجهون عتابا إلى أحزابهم التي عجلت بتقديم مقترحاتها للجنة الخاصة بالنموذج التنموي، طرحوا أفكارا ثورية بهذا الخصوص، بل إنهم أطلقوا من مثواهم الأخير (رحمهم الله) نداء للنهوض بالأوضاع السياسية في البلاد لاسترجاع “الثقة المفقودة”.

من كان يتصور أن تلتقي فكرة الحزب الشيوعي المغربي وفكرة الاستقلال وفكرة القوات الشعبية في نداء واحد، ولكن الأمر حصل فعلا عندما وقعت على النداء المذكور كل من مؤسسة علال الفاسي ومؤسسة عبد الرحيم بوعبيد ومؤسسة علي يعته ومؤسسة أبوبكر القادري للفكر والثقافة ومؤسسة محمد عابد الجابري للفكر والثقافة ومركز محمد بنسعيد آيت يدر للأبحاث والدراسات ومركز محمد حسن الوزاني للديمقراطية والتنمية البشرية؛ كل هؤلاء قالوا بصوت واحد “كفى من العبث السياسي”.

صوت له قيمته ليس فقط من حيث الأسماء المذكورة ولكن من حيث القيمة الفكرية للمؤسسات، بل إن نجل علال الفاسي صرح للصحافة بأن “دور المؤسسات يكمن في أن تخرج من الدائرة الضيقة والمحدودة إلى أخرى أوسع حتى يكون الحوار الوطني شاملا، بغاية وضع النقط على الحروف وخلق وبناء شكل من الثقة بين الدولة والمواطنين. فالحوار يبقى السلاح الأول الذي يمكن القيام بالتغيير والتأثير عن طريقه”.

هل كنا في حاجة لإحياء علال الفاسي لكي نقول إننا نحتاج للحوار؟ هل كان من الضروري أن يستيقظ الراحل علي يعتة من قبره ليقول على لسان اسماعيل العلوي إن الدولة بكل مؤسساتها مطالبة بالإصغاء إلى “صيحات الغضب الخارجة من عمق المجتمع لتجاوز الصعوبات وتفادي الصداع والمواقف السلبية”، فمشكل الثقة يضع الدولة في مطب خطير؛ إذ “مهما خططت ورصدت من الأموال للدفع بالتنمية البشرية، فإن المجهودات كلها لن تأتي أكلها بشكل كامل ولن تجني منها إلى الشيء القليل، في مقابل تفشي اليأس والتشنج قبل الانفجار”؟ حسب اسماعيل العلوي الذي كان يتحدث باسم مؤسسة علي يعتة.

‫تعليقات الزوار

8
  • رأي
    الخميس 6 ماي 2021 - 09:18

    الأموات في قبورهم و هم بين يدي الخالق، لن تنفعهم أحزابهم في شيء

  • abderrahim
    الخميس 6 ماي 2021 - 09:44

    كلما اقتربت الانتخابات تجد الأحزاب السياسية المغربية تحاول بشتى الوسائل كسب ثقة المواطن المغربي للعودة والمصالحة مع صناديق الاقتراع فقط لكسب نسبة لاباس بها من الاصوات المدلات بها لأنهم يعلمون أن الشعب المغربي بكل اطيافه لم يعد يثق في أحزاب الخردة التي تستغل النفاق السياسي لخذمة مصالحها وتسطير القوانين لصالحها على حساب الطبقة الكادحة
    فلم يعد الشعب المغربي يثق في كل الاحزاب بعدما أعطى الفرصة لجلها كان أخرها حزب اللا عدالة واللا تنمية التي استغل غطاء الإسلام للوصول للسلطة لتحيقق مصالحهم الشخصية كركوب السيارات الفارهة والسكن بالفيلات والقصور
    فلا ثقة بعد للمواطن المخربي في مسرحية الإنتخابات إلا بتطبيق قانون ربط المسؤولية بالمحاسبة ومن أين لك هذا ومحاسبة الفاسدين الذين اغتنوا من الانتخابات وليس قانون عفا الله عما سلف

  • bassir.nafi50
    الخميس 6 ماي 2021 - 10:35

    كلام الليل يمحوه النهار،-ما في القنافد أملس،وخير الكلام ما قل و دل.

  • للأسف
    الخميس 6 ماي 2021 - 10:38

    الأموات هم رؤساء الأحزاب ومريديهم حاليا. بدون بوصلة ولا قيمة إضافية. بالعكس هم أسباب بؤس جيل بكامله.

  • brahimoulkj1978
    الخميس 6 ماي 2021 - 10:39

    إلى صاحب التعليق abderrahim أنت على حق والله إنه يعجبني من يقل الحقيقة والواقع لأنه منذ سنوات والفئة الغافلة من الشعب تظن الخير في الذئاب أكتر من تلاتين سنة ونحن نعيش نفس السيناريو ولا جديد وانا على يقين بأنه لن يكون ابدا انا من المقاطعين منذ بلوغ سن التصويت لأن كترة الاحزاب تشجع كترة الفسداد ونهب المال العام وووووووإلخ

  • ولماذا تغييب
    الخميس 6 ماي 2021 - 11:06

    الفاعل الأساسي الذي ضبط الامور على إيقاع الواقع و اخذ بالاعتبار موازين القوى الداخلية وارتباطها بموازين القوى الخارجية ، الا و هو النظام المخزني.
    فكر علال الفاسي امتداد للفكر السلفي الذي ارتبط بفكر الاخوان المسلمين في مصر والذي اعتبر ان الإسلام هو الحل ، ولقد احدث زلازل في مصر و الجزائر و السودان، ولولا امارة المؤمنين في المغرب لاحدث نفس الاضطرابات ، اضف الى ذلك حرصه على التعريب الذي اضعف التعليم.
    فكر اليساريين الماركسيين و الاشتراكيين سقط بسقوط جدار برلين سنة 1989 وفشلت تجربته و انهارت انظمته.
    وهل كان كل هؤولاء سيوافقون على الإتفاق الثلاثي المغربي الامريكي الاسرائيلي رغم بعده الاستراتيجي؟.

  • عمر
    الخميس 6 ماي 2021 - 16:51

    تلك أمة قد خلت و تركوا لنا زريعة أنبتت لنا أشواكا و حنظلا و فسادا نعاني منه. لقد كان الفاسة يدرسون أبناءهم في المدارس الفرنسية و زعيمهم يخطب في آبائنا و أجدادنا بضرورة الموت لطرد فرنسا. هذا هو النقد الحار

  • محب الوطن
    الخميس 6 ماي 2021 - 19:05

    صيحتكم ،وتحذيركم ،وتكتلكم ،له اكثر من دلالة. وهذا ان دل على شيء إنما يدل على الدرك الأسفل التي أصبحت فيه السياسة المغربية. لأن انصراف العلماء والمثقفين.. الخ ترك فراغا رهيبا استغله من لا علاقة لهم بالسياسة. فأتوا بتسييرهم العشوائي على الأخضر واليابس، وتهافتوا على متاع الدنيا، واهتمو ا باغراضهم الشخصية وتركوا ما هو عام واجتماعي. ولعل الملفات المعروضة على المحاكم اكبر دليل على ما نقول. لقد حان الوقت لاعادة الاعتبار للسياسة المغربية الوطنية. التي هي في حاجة ماسة لرجال وطنيين. تشبعوا بالسياسة.حب الوطن ،حترام المؤسسات ، ويحملون زادا فكريا وعلميا يؤهلهم لتسيير وتدبير شؤون البلاد والعباد. لكن مع احترام القانون. وربط المسؤولية بالمحاسبة. واعادة السيادة الوطنية كاملةغير منقوصة. والظروف اليوم اكثر ملاءمة لتحقيق ذلك. فكفى عبثا. فالمغاربة يكادون ان يختنقوا بسبب تصرف بله عبث الحزب الحاكم. فليس فيهم وزير عاقل او رشيد.

صوت وصورة
احتفاء برابحة الحيمر في طنجة
الجمعة 29 مارس 2024 - 10:03

احتفاء برابحة الحيمر في طنجة

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30 3

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 2

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 4

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 11

تقنين التنقل بالتطبيقات

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب