لست أدري متى وكيف “استوردنا” بدعة المائة يوم في عمر الحكومات، لكن في اعتقادي لا يعدو الأمر كونه استنساخا لعادات غربية نلصقها بطقوسنا( سان فالنتاين، كذبة أبريل…)، كما استنسخ الشارع في وقت من الأوقات شعارات”الخريف العربي”.
كلما ذكرت ال 100 يوم، استحضر المأثور البليغ للملك الراحل الحسن الثاني رحمة الله عليه، الذي كان يقول عند تعيين الحكومات وكبار المسؤولين إن “لكل داخل دهشة”، وهذا إحساس إنساني جد طبيعي ينتاب كل من كتبت له الأقدار الانتقال من موقع الظل إلى هالة الأضواء أو من خندق المعارضة وخطاباتها السهلة إلى معمعان الحكم وتدبير شؤون البلاد وأحوال العباد.
لتجاوز هذه الدهشة بسرعة ودون مضيعة وقت كبير، كنت أقول ( وأقوالي دائما سوريالية في ظل عقلية سائدة لدى مسؤولين لا يرسخون استمرارية الدولة وأخلاق التناوب) بأنه يجب أن يخضع كل وزير جديد أو مسؤول حديث العهد بالمسؤولية لفترة تدريبية تحت إشراف سلفه ليعرف الملفات وطريقة الاشتغال ويستفيد من التجربة، عوض الاكتفاء بكلمات المجاملة و”الصواب” لحظة تسليم السلط، ليبدأ العداد تقريبا من الصفر.
ما علينا، لنعد إلى موضوع الملف ( تقييم 100 يوم من عمر حكومة السيد ابن كيران)، وأجزم مسبقا أن التقييم عملية شبه عبثية، إذا ما راعينا الظرفية التي ميزت المائة يوم الأولى وما بعدها، حيث كانت الأولوية لتدبير الأمور الجارية، لأن مشروع القانون المالي الذي يعتبر خارطة طريق لا يزال يناقش في البرلمان.
لم نصل إذن، حسب ما هو متعارف عليه، إلى مرحلة المرور الفعلي من “النظري” إلى “التطبيقي”، لكن مع ملامسة غالبية الوزراء لدفة التسيير لأول مرة، اكتشفوا صحة الكلام الغيواني “اللي قال العصيدة باردة يدير يدو فيها”، وبأن شق طريق الأحلام والأماني يصطدم بشح الإمكانيات وفراغ الصناديق.
إلى حد الآن، لم تتضح الأمور بما فيه الكفاية أمام المواطنين، الذين يعلقون كبير الآمال على هذه الحكومة من أجل تحسين أوضاعهم الإقتصادية والاجتماعية، لكن تضارب الأرقام بين الحكومة وبنك المغرب ومندوبية التخطيط من شأنه التسبب في “خلخلة” هذه الآمال، خاصة أن ظرفية الجفاف وتدهور القدرة الشرائية للمواطن هما قيراطا ميزان المواطن البسيط.
على كل حال، وإذا كان الإنسان لا يعيش بالخبز وحده، فإن المائة اليوم من عمر الحكومة، فتحت شهية المغاربة بالطبق الأول من مائدة محاربة الفساد من خلال الإعلان عن لائحة”كريمات” النقل…لكن تأخر تقديم بقية الأطباق، كما عرفت هذه الفترة إطلاق “نيران صديقة” بشأن بعض القطاعات مثل الصحة والسياحة، وتحرك المجتمع الحقوقي لمواجهة قراءة “العدل والحريات” و” التضامن والأسرة” للحادث المأساوي للفتاة “العرايشية” أمينة الفيلالي، إلا أنه في خضم هذه المائة يوم، لم تتضح بعد ملامح المعارضة المؤسساتية، المنشغلة بتدبير شؤونها الداخلية. فالتجمع الوطني للأحرار منشغل بالصراع من أجل خلافة مزوار، والاتحاد الاشتراكي على الدرب نفسه من أجل انتخاب قيادة تعيده إلى أيام زمان، أما “البام” فإنه يشق طريقا جديدا بعد عملية “فورماطاج” وتحميل لوجسييل” باكوري” براءة الاختراع والمنشأ.
كتحصيل حاصل، مضت المائة يوم وستمضي أيام وشهور وربما سنوات، نتمنى أن تتوج بتنزيل حقيقي وفعلي للدستور، يتبلور من خلال تحسين طريقة عيش المغاربة.
وخير الختم قوله عز وجل”وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ”.
اللهم اعن الحكومة على تحمل مسؤولياتها و احفظها من كل سوء
كان الله في عون من تشار إليه الأصابع و لو بالخير. ما قيمة 100 يوم من الاصلاح في عمر فساد استبد لعقود . مهلا إخواني : إن البذرة لتوضع في أرض خصبة و تسقى بماء طهور و تمد من البذور بما هو كاف لانعاشها و مع ذلك تستغرق أياما معدودات لترى على البساط و الأمل معقود عليها أن تؤتي أكلها ذات يوم إن لم تعصفها الرياح العاتية أو تجذبها الأيادي الباغية ، فكيف تريدون بحكومة كثيرون هم حسادها ، فارغة صنادقها ، عجاف أيامها (المطر) ، موضوعون تحت المجهر وزراؤها ، كيف و بماذا تريدون أن تشتغل لتلبي آمال و تطلعات الشعب الذي تنفس الصعداء لرؤيتها و عقد عليها من الآمال ما قد تنهد له الجبال و تجف به البحار.
فمهلا إخواني ، مهلا ، فمهما طال الليل فلا بد من طلوع الفجر .
إن "لكل داخل دهشة"، و"لكل خارج شمته"فالداخل ليس كالخارج.الاول ينتابه إحساس إنساني جد طبيعي ينتاب كل من كتبت له الأقدار الانتقال من موقع الظل إلى هالة الأضواء أو من خندق المعارضة وخطاباتها السهلة إلى معمعان الحكم وتدبير شؤون البلاد وأحوال العباد.
اما الثاني فا حساسه لن يكون طبيعيا فهولا يصدق ما يحدث له. كان في" دار غفلون". ينتقل- يعض اصابعه العشرة – من الاضواء الى العتمة وليس الظل كالعتمة فربما من العتمةا الى القبر ليحاسب على ما اقترفه من ذنوب وا خطاء في حق من منحوه ثقتهم واستامنوه على اموالهم.
فالفرق بين الاثنين شاسع فالاول قد يستطيع الاستفادة من اخطاء الثاني .طبعا ان هو اخذ العبرةولم يعمه المال و السلطة.
إن مدة 100 يوم توافق 3/1 (ثلث) السنة و بقياس آخر، تفوق 800 ساعة عمل لكل فرد مجتهد و مجد و مثابر. لهذا في اعتقادي، المدة هذه كافية بما هو معقول، لتظهر معالم واضحة لخطة الفريق الحكومي. خاصة أن هذا الفريق خاض معارك المعارضة ثم معارك الانتخابات ليجد نفسه في قيادة تدبير شؤون هذا الوطن.
فكلما حدث تأخير في ظهور معالم واضحة لخطة الفريق الحكومي، كلما برز مؤشر عجز الفريق على قيادة تدبير شؤون هذا الوطن.
كلنا نعلم أن قيادة تدبير شؤون هذا الوطن، بطريقة سليمة، ليس بالأمر الهين خاصة إذا استهدف إعادة البناء المتين و ليس ترميم مستقبل هذا الوطن.
و ما منا أحد يقبل مبررات فشل مثل: عدم تماسك الفريق الحكومي أو عدم توفر الأمطار، حدة الأزمة الدولية، ارتفاع سعر البترول… فكل هذه المبررات قد كنا نسمعها سابقا من حكومات ولت و كانت تتسم بمصداقية شعبية هزيلة.
لن نرضى لهذه الحكومة بهذا المصير، و لذلك نطلب من العلي القدير أن ييسر لهم أمورهم حتى يجدوا طرق السعي للنجاح في بناء مستقبل هذا الوطن.
بدون أن نكدب على بعضنا البعض فنحن المغاربة لا يعجبنا ولا يرضينا شيء و متشائمين دائما، و مازلنا نؤمن ( بهذا ميسر و هذا منحوس، "ونشك حتى في القلم أو الفيستة أنها منحوسة….إلخ ) فعندما ان شاء الله نزيل هذه التخاريف من رؤوسنا سوف تسير الأمور على أحسن ما يرام،
فعوض أن نحسب خطوات و أيام الحكومة الجديدة، لماذا لا نحسب خطواتنا نحن ونحسن أخلاقنا و مفاهيمنا أولا ، ونرجع إلى الحي القيوم؟؟؟ فبعض منا اصبح لا يحس بوجود الله.
فكيف للإنسان يستيقض وهو متشائم من نفسه وفي كل صباح يبدأ بعبارة " يخي على صباح ، معرفت على من صبحت " ، أن يتفائل بالحكومة أو بــغيرها……. ./.
ا ظن ان هده الحكومة وجدت بئرا عميقا وجافا ومجموعة من الافاعي التي توجد موجودة ولاتزال .ولمعرفة كل هده الخبايا وازالة العراقيل لااظن ان 100يوم كافية ;ومادا فعلت الحكومة السابقة في5او10سنوات ام هذه الحكومة ننتضر منها معجزة .اتركوهم وافسحوا لهم المجال وسوف ترون. ولو كانت لهم الاغلبية لرايتم .و نتمنى لهم التوفيق من الله?