عمارةُ المساجد باتتْ مشروطةً بترخيص المخزن!!

عمارةُ المساجد باتتْ مشروطةً بترخيص المخزن!!
الأحد 18 يونيو 2017 - 04:47

(1)

الدافع الأساس إلى هذه المقالة هو قرار السلطات المخزنية بمنع المسلمين من الاعتكاف ببيوت الله في هذه الأيام الفاضلات من العشر الأواخر من شهر رمضان.

وقد دأب النظام المخزني عندنا على استغلال الدين استغلالا في غاية الصفاقة والوقاحة والجراءة، لإخضاع الناس وجعل أمورهم القلبية الروحية الدينية تحت رقابته ووصايته؛ فلم يكتف الاستبداد عندنا بالقمع والمنع والحصار والظلم في شؤون الدنيا وما يتعلق بها من معاملات وحقوق وحريات، بل تعداها إلى أمور المسلمين الروحية، حتى وصل الأمر إلى أن أصبحت العبادة-والاعتكاف في المساجد، في العشر الأواخر من رمضان، من العبادة- تحتاج إلى رخصة من السلطة المخزنية، وإلا فلا عبادة، ولا اعتكاف!!

منعُ الناس من الاعتكاف في بيوت الله، على سنة رسول الله، صلى الله عليه وسلم، هو ظلم صراح، لا يملك أحد- مهما أوتي من حيل وبراعة في اللف والدوران، والتأويل وصناعة العلل، وتلفيق الأدلة- لا يستطيع أحد أن يجد له مسوغا مقبولا ومعقولا ومفهوما، شرعا وقانونا.

إنه الاستبداد في أشنع معانيه وصوره وممارساته.

إنه التسلط والطغيان، ولا شيء غير التسلط والطغيان.

إنه الظلم الصريح، ولأمّ المعترض الهبل.

إنه المخزن في وجهه الكالح المقيت، و(إنا لله وإنا إليه راجعون).

(2)

لقد اعتاد النظام المخزني، منذ سنوات، على منع المسلمين من الاعتكاف. وفي مواجهة هذا المنع الظالم، الذي ليس له أي مسوغ من شرع أو قانون، إلا التحكم والتسلط والتجبر، لم يكن هناك من يحتج، ولا من يعارض ويرفض، ولا من يدافع عن حقوق المسلم في العبادة، وعن حريته في ممارسة شعائر دينه بلا إكراه ولا وصاية ورقابة، إلا أصوات قليلة معروفة، يتقدمها صوت جماعة العدل والإحسان، التي ما فتئت تدين بأعلى صوت هذا الظلم المخزني الفاضح الشنيع، ولا من يسمع، ولا من يجيب!

فأين هي الهيئات الحقوقية، التي عرفناها مدافعة شرسة عن حقوق الملحدين واللوطيين والعواهر والسكارى وغيرهم من ذوي العاهات السلوكية والنفسانية والاجتماعية، باسم الحريات الفردية؟

أين هم أولئك الذين عرفناهم، باسم الحداثة والحريات وحقوق الإنسان، يحصون على المسلمين أنفاسهم، في مقالاتهم وخطبهم وتصريحاتهم، ويقعدون لهم كل مرصد، ولا يتركون أي شاذة ولا فاذة توحي لهم بشبهة، أو يفهمون منها فكرة لا تعجبهم، أو يؤولونها بحسب قناعاتهم وخلفياتهم الإيديولوجية اللادينية، إلا وأقاموا الدنيا بالصياح والاتهام والإدانة، والمطالبة بنصب المشانق لمن يصنفونهم، زورا وظلما وعدوانا، في أغلب الحالات، في التكفيريين، والإرهابيين، وأضافوا وصف الداعشيين، بعض ظهور (داعش)، الكلمة التي تختصر (الدولة الإسلامية في العراق والشام)؟

أين هم العلماء والفقهاء والخطباء وأهل الفكر والثقافة، من الحقوقيين والسياسيين؟

أين هم المرتزقة الذين يتعيّشون بشعارات الحقوق والحريات والحداثة، وما ثَمّ حقوق ولا حريات ولا حداثة، وإنما هي واجهات خادعات كاذبات يسكن وراءها تجارةٌ رابحة تدر على مزاوليها ريعا لا ينضب معينه؟

أين هم المدافعون عن حقوق الأقليات الدينية؟ ماذا يقولون عن حقوق غالبية المسلمين، الذين يحرمهم المنع المخزني حقهم في عمارة بيوت الله في الليالي الفاضلات من شهر رمضان المعظم؟

أين الحداثيون اللادينيون، وأين جمعياتهم، ومنظماتهم، وجبهاتهم، وائتلافاتهم، التي تملأ الدنيا زعيقا عندما يتعلق الأمر بالعواهر والشواذ والسكارى وغيرهم من المبتلين بالخبائث والرذائل والموبقات؟

أين هم اليوم-وأبوابُ المساجد توصد في وجه القاصدين إلى عمارتها تعبدا وتقربا إلى الله، وذلك حقهم، بكل الشرائع والقوانين والمبادئ والقيم- أين هم المدافعون عن مهرجانات الفسق والفجور والعهر، باسم الفن والحداثة، والفن والحداثة بريئان من منكراتهم وسفالاتهم وانحطاطاتهم وبذاءاتهم؟

أين هم اليوم-والسلطات المخزنية تقتحم المساجد لإخراج عمّارها منها بغير حق- أين هم المدافعون عن كل الحقوق، حقيقية كانت أم باطلة، قانونية معتبرة أم مختلقة لاغية، شريفة سامية أم وضيعة منحطة، إلا حقوق المسلمين الحريصين على إقامة دينهم، قرآنا وسنة، فرضا ونفلا، سلوكا وأخلاقا، وسمتا وعفة؟

لماذا تستثنى حقوق المسلمين المتشبثين بدينهم؟

لماذا يصيب القومَ السعار إذا مُست ما يعتقدون أنها حقوق اللادينيين، ويصمُتون صمت القبور إذا ما انتهكت حقوق المسلمين، كما هو حاصل اليوم مع منع المسلمين من الاعتكاف ببيوت الله، في شهر فضيل، وفي أيام مباركات طيبات؟

(3)

أنا لا أطرح مثل هذه الأسئلة لأطلب جوابا عنها، وإنما أطرحها لأؤكد هذا الحضيض الذي وصلنا إليه في شأن الحقوق والحريات.

أما الأجوبة على الأسئلة التي طرحتها، وعلى أمثالها مما لم أطرحه، فهي معروفة يجمعها عنوان واحد موحد: الحقوق والحريات التي يتحدث عنها المرتزقة والمأجورون والمتعصبون من أصحاب الإيديولوجيات، ويدافعون عنها، إنما هي، في أساسها، حقوق اللادينيين وحرياتهم.

خذ، مثلا، خطبة الجمعة التي احتج عليها السيد ناصر الزفزافي المظلوم-فرّج الله عنه وعن إخوانه المظلومين- وأصحابه من المسلمين في مسجد محمد الخامس بالحسيمة يوم 26 ماي الماضي؛ فلولا هذا الاحتجاج العلني، الذي بلغ خبره إلى الأقاصي بفعل وسائط الاتصال الحديثة، لم يكن أحد ليتحدث عن منابر الجمعة التي يستغلها النظام المخزني، لفرض سياساته، وللجم العامة أن تخوض في الشأن العام، وجعل الناس تنقاد وتسلم وتنحني، وهي مكرهة مخدرة بفعل المقدس الديني الذي دنسه الاستغلال المخزني الظالم، وحوله إلى سيف مسلط على الرقاب للقمع والمنع والإسكات.

ما كان للرأي العام أن يعرف أن الدولة كانت دائما ضالعة في استغلال المساجد لحساباتها السياسية، لولا ذلك الاعتراض الزفزافي(نسبة إلى ناصر الزفزافي الرجل الشهم) على تلك الخطبة المخزنية البئيسة المخزية الضاربة في حضيض معاني القمع والتسلط والإكراه.

خذ مثلا ثانيا ما حدث في دوار الشيخ، جماعة العامرية بإقليم قلعة السراغنة، حينما أقدمت السلطة المخزنية، في أبريل الماضي، على إعفاء الخطيب (سعيد الصديقي)، الذي كان محبوبا ومقبولا عند جميع الناس بشهادة الجميع، وتعويضه بخطيب آخر. وحينما قام السكان بالاحتجاج والمطالبة بإرجاع الخطيب المبعد، ردت السلطات باللغة التي تجيدها جيدا، وهي القمع والمنع، وهو ما أدى إلى اعتقالات ومحاكمة صورية انتهت بإصدار أحكام قاسية ظالمة تراوحت بين سنة وثلاثة أشهر حبسا نافذا، فضلا عن الغرامات المالية.

فأين إدانة هذا الظلم الصارخ في حق ساكنة العامرية في خطابات الحقوقيين وبياناتهم وتصريحاتهم؟

أين إدانة استغلال المخزن لمنابر المساجد لحساباته السياسية، التي لا علاقة لها بقداسة الدين وسمو مبادئه وقيمه؟

أين هو الصوت المدافع عن حقوق هؤلاء المظلومين في مواجهة بطش السلطة وطغيانها؟

وكيف يمكن أن يفرض على الناس إمام وهم له كارهون؟

أين هم فقهاء المذهب؟ ماذا يقول الإسلام في صلاة رجل يؤم الناس وهم له كارهون؟

كل هذا لا يعني شيئا عند المخزن، لأن الغاية هي الإرهاب والقهر والإخضاع والإسكات.

لقد أبعدت السلطات المخزية كل إمام أو خطيب أو واعظ تشتم فيه رائحة الانتماء إلى فكر أو تنظيم أو اختيار سياسي لا ترضى عنه الدولة؛ وما يزال هذا دأبها حتى حولت المساجد والمنابر إلى أبواق خانقة لا تطاق، وإلى وسائل للجم والسوْق والاستبداد.

ثم ماذا بعد؟ وإلى متى سيستمر الوضع على هذه الحال؟ ألا يعتبر الظالمون المستبدون بالتاريخ البعيد والقريب؟ ألا يخافون حكم المنتقم الجبار؟ ألم يبلغهم أن (الظلم ظلمات يوم القيامة)، وأن (دعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب)، و(أن الله تعالى يملي للظالم، فإذا أخذه لم يفلته)؟

(4)

يا مجتمعنا “المدنيّ” المتحيز البئيس، والله لن تكون على شيء من الحق ما دمت ساكتا عن الدفاع عن حقوق المواطنين، كل المواطنين، بلا تعصب، ولا فرز ولا تصنيف ولا تمييز.

يا أيها الذين يضحكون في وجه جماعة (العدل والإحسان)، في لقاءات المجاملات والعلاقات العامة، لستم على شيء، مهما قلتم عن أنفسكم، وقال الناس عنكم، ما دمتم تستثنون حقوق المسلمين من اهتماماتهم بدافع إيديولوجي معروف، ولغايات سياسية باتت مفضوحة.

عمارة المساجد، بلا وصاية ولا رقابة، حق من حقوق العباد، يا من لا يعرفون للمساجد معنى ولا حرمة ولا قيمة، في ثقافتهم ونضالهم ومواقفهم.

يتحدث بعضهم عن تحييد المساجد في الصراعات السياسية؛ طيب، ونعم وألف نعم؛ فابدأوا إذن بمن بيده السلطة والإشراف والتسيير والإدارة والتدبير لشؤون أكثر من أربعين ألف مسجد ومصلى في البلاد.

اِبدأوا، إن كنتم جادين، بمن يستغل هذه المساجد على طول السنة، وفي كل المناسبات، السياسية وغير السياسية، لفرض خطاب الدولة السياسي وتوجهها ورؤيتها واجتهادها.

اِبدأوا بمن يتحكم في رقاب الأئمة والقيمين والخطباء والوعاظ والمرشدات والمرشدين، ويوجههم حسب هواه السياسي، واستراتيجيته فيما يخص ما يسمونه بالحقل الديني.

اِبدأوا بمن له التصرف المطلق في أموال الأوقاف، بلا رقيب ولا حسيب، ولا مُراجع، ولا متابع، إلا ما تخبرنا به الدولة، حسب ما تراه، وفي الوقت الذي تختاره، وبالمعلومات المنتقاة التي يراد لها أن تصل إلى الناس.

اِبدأوا، أيها الغيورون، كذبا ونفاقا، على قداسة المساجد، بسياسات المخزن فيما يسمونه بالحقل الديني، ولتكن عندكم الجرأة في المساءلة والمتابعة وطلب المراقبة والمحاسبة.

لماذا تتجرأون على الخطباء والوعاظ المأمورين المنفذين، ولا تقتربون من حمى المخططين الآمرين؟

لماذا، أيها الجبناء، تواجهون الضعفاء، وتخشون الأقوياء؟

لماذا تروجون لخطابات النفاق والتدليس والمغالطة والتخليط، وتتحاشون خطابات الحق والمسؤولية والصراحة والوضوح؟

أليست الدولة المخزنية اليوم هي المسؤولة الوحيدة، بما في يدها من سلطات مطلقة لا يشاركها فيها أحد، عن استغلال المساجد خاصة، والإسلام عموما، لفرض هيمنتها، وسجن المواطنين في مضايق سياساتها، وزنازين مخططاتها، ومطامير حساباتها وقراراتها؟

أليس الدولة المخزنية هي المسؤولة الوحيدة عن الدجل الذي يخنق فضاءات بيوت الله باسم الأئمة مالك والأشعري والجنيد، وهؤلاء الأئمة الأعلام، رضوان الله عليهم، برآء من هذا المسخ الذي يتحكم فينا باسمهم؟

المخدرات والخمور والدعارة والقمار وخبائث أخرى صارت من علامات مجتمعنا المغربي المسلم؟ فمن المسؤول عن انتشار هذه الخبائث؟ وأين الذين يدّعون أنهم مسؤولون عن الأمن الروحي للمغاربة؟

ما معنى إمارة المؤمنين في الواقع، والدولة المخزنية تفرض ضرائب على المحرّمات، بل إن الخمر، وهي أم الخبائث، ينظمها في مجتمعنا المغربي المسلم ظهير صادر عن الديوان الملكي؟ هذا معناه أن الدولة مع وجود هذه المحرمات وانتشارها ما دامت لها مصالح فيها، اقتصادية وسياسية واجتماعية، وليذهبْ المذهب المالكي والأمن الروحي للمغاربة إلى الجحيم.

وبعد، (فقد بلغ السيل الزُّبى، وجاوز الحزامُ الطُّبْيَيْن)، وما سياسات الترقيع والتنكيل والترهيب وتكميم الأفواه إلا برهان صارخ على العجز والفشل والتحير.

نسأل الله، جلت عظمته، في هذه الأيام والليالي الفاضلات الطاهرات أن يجنبنا أسباب الفتن، ما ظهر منها وما بطن، وأن ييسر لنا أسباب الصلاح والفلاح والتحرر من قبضة الاستبداد الغاشم، وأن يقضي بيننا وبين نظامنا المخزني بالحق، إنه، تعالى ناصر المستضعفين والمظلومين، وقاهر الجبارين الظالمين المترفين الفاسقين، آمين، آمين، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.

‫تعليقات الزوار

17
  • التواضع ، التواضع ...
    الأحد 18 يونيو 2017 - 05:36

    … يا أستاذ ،
    ألم تتدبر قصة النبي موسى عليه السلام صاحب الكتاب و العبد الذي اتاه الله رحمة و علمه علما ( سيدنا الخضر) صاحب الحكمة ؟
    إنك تتحدث بما جاء في الكتاب و المخزن يعمل بما تقتضيه الحكمة ، ولا تستطيع معه صبرا.
    فلو ترك المخزن المجال الديني حرا بدون ضوابط ، لانقسم المغاربة إلى سنة وخوارج وشيعة وبهائيين وغير ذلك من الطوائف . ولشغلهم التطاحن فيما بينهم عن ذكر الله.
    ولو فتح المساجد للإعتكاف لتحولت إلى فنادق و مطاعم ، وربما إلى أوكار الرذائل .
    انظر كيف يتم الإرتماء على الملك العام و كيف تفرش الشوارع بالسلع وتتحول إلى متاجر مفتوحة متنقلة تعرقل المرور وتحدث الضوضاء والفوضى والإختناق في المدن.

  • MOHAMED CHERIF / FRANCE
    الأحد 18 يونيو 2017 - 07:10

    لما فقط المواطن يريد أن يعتكف في المسجد بدون أن يقوم سلوكه ويكون مواطنا منتجا فعالا نزيها متحضرا ؟ مانراه على أرض الواقع لا يعكس أن هناكا إنسان صالح في المغرب ، حيث كل أنواع الظلم منتشرة ، ولا أحد يحن قلبه لإطفال الشوارع فتجده يخرج من الإعتكاف ويذهب لمنزله وحتى إن أكل شيئا رمى بزبله في الشارع ، علينا أن نغير من سلوكنا وبعده نفكر في الإعتكاف

  • المخزن ....!!
    الأحد 18 يونيو 2017 - 12:04

    كان المخزن وما زال البعبع الكبير الذي يترصد حركات المواطنين في غدوهم ورواحهم وله أذرع يبطش بها لا يحدها عد بداية من الجاري والبراح في البادية والمقدم والشيخ والقايد والقايد السوبير…. والبلطجية والطبالا والعياشا وأخيراً مؤسساته والتي تشتغل لصالحه إنه المخزن المخزي، ب. الخوخة

  • الحسين السلاوي
    الأحد 18 يونيو 2017 - 13:18

    منذ سنوات وفي كل رمضان …يكون المغاربة على موعد مع نقاش حول البرامج االتلفزيونية الحامضة ومع قضية الاعتكاف الذي تثيره الجماعة لاحراج المخزن..واذا أحيانا الله الى رمضان القادم سنكون مع نفس الامر نقاش حول المسلسلات البئيسة والكاميرا الحامضة والاعتكاف السياسي..الذي غذى مسرحية بئيسة لكثرة اعادة تمثيلها بنفس الديكور..

  • كفانا روحانيات
    الأحد 18 يونيو 2017 - 13:37

    ليعتكف الإنسان في بيته أما المسجد فسيتحول إلى ما يشبه السوق من داخلين و خارجين ،لنلاحظ تدافع أغلب المصلين عند إنتهاء الصلاة و سدهم للطرقات عند تبضعهم من العربات كأنه جزء من الصلاة. المؤمن الصالح الذي عهدناه ليس في حاجة لإستظهار إيمانه فالله تعالى يعلم ما في الصدور.

  • مساجد للجميع
    الأحد 18 يونيو 2017 - 14:26

    هذه مساجد بُنيت بأموال كل الماوطنين وهي لكل المواطنين وليس لشردمة من المتطرفين يريدون الاستلاء عليها بدعوى الاعتكاف. فمن أراد ذلك فليفعله في بيته أو يشتروا لهم مكاناً كزاوية خاصة ثم يمارسون طقوسهم الغريبة عنا نحن الأغلبية الساحقة من المغاربة. نعم للمنع، نعم لترك المساجد كما عرفناها ملكاً للجميع حتى لعابري السبيل للصلاة والمواعظ العامة وليست أماكن لطقوس لا تخص إلا شرذمة من المارقين عن دين المغاربة المعتدل المالكي المقاصدي المستنير.
    لا لكل مظاهر التدين الغريبة المستوردة من كل بلاد الهند والسند من لباس أفغاني وأكياس زبالة سوداء للنساء وأغطية رأس غريبة.
    وشكرا للسلطات المغربية على اليقظة وحماية الأملاك الدينية العامة للمسلمين من غلو المتطرفين المارقين عن اعتدال ووسطية الاسلام الحنيف.
    هذا هو الذي أمطرنا قبل أيام بوابل من الاسهال الكلامي على الشعر العربي الحديث وكأنه يفهم منه شيئاً يعود اليوم ليكشف عن وجهه المتطرف بالدفاع عن سلوكيات دينية خوارجية تريد احتلال مساجد المغاربة بالتدريج وتشكل قنابل موقوتة تنتظر فقط الضغط على زرارها من طرف عرابهم لتنفجر في وجه المغرب وسكانه الآمنين.
    وشكراً

  • المخزن وبيوت الله
    الأحد 18 يونيو 2017 - 15:02

    كان المخزن وما زال يجعل من المساجد منبرا مناسباتيا لتمرير خطابه فيما يراه مفيداً في تخدير للشعب وإلهائه بسفاسف الأمور، لكن إذا تعلق الأمر بالمهرجانات وإهدار أموال الشعب فلا يتورع لحظة في تزكيتها ولو أن فواتيرها تقتص من دماء الشعب، ويكفيكم فخراً أنكم سارعتكم في كذا من المرات لتعرية "المخزن" ونحت مدلوله العفن في ذاكرة القارئ المغربي وتوقفتم عند فضح كل أساليبه في الالتفاف على حقوق المواطنين، وذلك من خلال مقالاتكم النارية التي ما فتئتم تقصفون بها هذا المخزن المخزي، ب.خ

  • نـــاصـــر ...
    الأحد 18 يونيو 2017 - 15:53

    الجرائم ضد الانسانية هي تلك يرتكبها أفرادٌ دولةٍ ما ضد أفراد آخرين من دولتهم أو من غير دولتهم بشكل منهجي وضمن خُطَّةٍ للاضطهاد والتمييز في المعاملة بقصد الإضرار المتعمَّد ضد الطرف الآخر،وذلك بمشاركةٍ مع آخرين لاقتراف هذه الجرائم ضد مدنيِّين يختلفون عنهم من حيث الانتماء الفكري أو الديني أو العِرْقي أو الوطني أو الاجتماعي أو لأية أسبابٍ أخرى من الاختلاف.
    وغالبًا ما تُرتكب هذه الأفعال ضمن تعليماتٍ يصدرها القائمون على مُجْرَيَات السلطة في الدولة أو الجماعة المسيطرة،ولكن ينفذُها الأفراد.وفي كل الحالات يكون الجميع مذنبين:مُصَدِّرو التعليمات،المُحَرِّضون،المباشرون،الساكتون.
    وتطورت الملاحقة الدولية لمقترفي هذا النوع من الجرائم لتدين المجرم حتى لو اقترف اعتداءً واحدًا أو اعتداءين يُعتبران من الجرائم التي تنطبق عليها مواصفات الجرائم ضد الإنسانية كما وردت في نظام روما،أو أنه كان ذا علاقة بمثل هذه الاعتداءات ضد قلة من المدنيين،على أساس أن هذه الاعتداءات جرت كجزء من نمطٍ متواصلٍ قائمٍ على سوء النيَّة يقترفه أشخاصٌ لهم علاقة بالمذنب.
    لا سبيل للخلاص من تغوّل المخزن ووحشيته إلا اللجوء للقانون الدولي.

  • مواطن من البيضاء
    الأحد 18 يونيو 2017 - 18:30

    لو رفعت وزارة الشؤون الدينية يدهاعن المساجد، وأعطيت الحرية للأئمة والفقهاء لو رأيت الفوضى تعم كل مساجد المغرب والحقل الديني عموما ..علما أن فقهاء وأئمة المغرب أنفسهم مختلفين فكريا وسياسيا وحتى مذهبيا…بحيث منهم من يتعاطف مع السلفين…وفيهم كذلك من يتعاطف مع نهج الإخوان…ومنهم من يتعاطف مع الشيعة وخصوصا في شمال المغرب حيث الفكر الشيعي منتشر بقوة هناك كما هو معروف.. ولدينا كذلك فقهاء ورجال الدين يتعاطفون مع الوهابية ..وهناك من يتعاطف مع جماعة ياسين..ومن يتعاطف مع حزب العدالة والتنمية الإسلامي ..أو مع حزب النهضة والفضيلة وهكذا….إيوى ديك ساعة آجي انت فكها ياسي الفقيه عندما تتشبك وتتحول الى صرعات مدهبية وسياسية والى فتن وحروب لاقدر الله.
    الم تأخدوا العبر بعد، مما يقع في بعض الدول العربية والإسلامية؟؟

  • سعيد المغربي
    الأحد 18 يونيو 2017 - 23:13

    تحية لكاتب المقال، وبعد:
    فأود أن ألفت الانتباه إلى الملاحظات التالية: يقول الكاتب: فأين هي الهيئات الحقوقية، التي عرفناها مدافعة شرسة عن حقوق الملحدين واللوطيين والعواهر والسكارى وغيرهم من ذوي العاهات السلوكية والنفسانية والاجتماعية، باسم الحريات الفردية؟
    1- يتحدث الكاتب من منظور التعالي: فهو ومن شابهه في أعلى عليين، أما الآخرون فهم لوطيون وعواهر وسكارى وذوو عاهات سلوكية ونفسانية واجتماعية
    ثم يقول: يا مجتمعنا "المدنيّ" المتحيز البئيس، والله لن تكون على شيء من الحق ما دمت ساكتا عن الدفاع عن حقوق المواطنين، كل المواطنين، بلا تعصب، ولا فرز ولا تصنيف ولا تمييز.
    2- يطلب الكاتب من المجتمع المدني ألا يصنف أو يميز أو يفرز أو يتعصب. لكنه لا ينأى بنفسه عن هذا الفعل. بل الكاتب يميز في حق المثليين والمثليات وشاربي الخمر (علماً أن هذا كله يدخل في باب الحريات الشخصية، ما دام هؤلاء لا يعتدون عليه ولا على غيره). فأين هي الأمانة العلمية، وأين هو المنطق السليم؟
    يُتبع

  • سعيد المغربي
    الأحد 18 يونيو 2017 - 23:37

    ثم إن الكاتب بعد أن أتحفنا بمقالات لا تنتهي عن أدونيس، صام عن الكلام، ولم يخض في الحراك الاجتماعي الذي يشهده البلد. فلا هو مع المحتجين، ولا هو مع الحكومة (المحكومة)، ولا هو مع المخزن. إذن هو غير مطالب بالتضامن والتآزر، لكنه يطالب به الآخرين. الصحة والتعليم والعمل والحقوق والحريات، أمور تهم الجميع وتقتضي تضافر جهود الجميع. أما الدين ياسيدي، فهو مسألة شخصية. أفلا يقول ربك: لا تزر وازرة وزر أخرى. ويقول كذلك، لكم دينكم ولي دين. فما بالك لا تعتكف أنت وزوجك وأبناؤك وإخوتك في البيت؟ أليست الجماعة ما زاد على اثنين؟ ألم يكن الرسول يقوم الليل في بيته؟ فلتقتد به.
    ثم أما بعد،
    فإن ملاحظاتي لا تعني أنني أدافع عن الدولة المخزنية، كلا وألف كلا. فهذه الدولة ما بقاؤها إلا بالدين، فإن أفلت منها ضاعت. ولذلك لم تأل جهداً في ردع الزفزافي الذي أوقف الإمام، ومعاقبة سكان أولاد الشيخ. إن قدسيتها من تقديس الدين، فإن تدنس تدنست، وإن هلك هلكت. فاللهم عجل بالهلاك.
    وتحية رمضانية

  • علي
    الإثنين 19 يونيو 2017 - 01:08

    الحقوقيون يدافعون عن المظلومين بغض النظر عن دينهم أو لغتهم أوعرقهم أو أفكارهم أو أي اختلاف اخر . أما أنتم الذين تنتمون إلى الجماعات الإسلامية المتطرفة فلاتؤمنون بحق الاختلاف وتدعون أنكم على حق والاخر على باطل بمجرد أنه اختلف معكم ولم يؤمن بخزعبلاتكم وأفكاركم الظلامية التي لاتعير أي اهتمام للعلم والعقل . تدعون أنكم تملكون الحقيقة المطلقة وتتكلمون باسم الله في الأرض . وتعتقدون عنوانا وظلما أن المسلمين هم الذين لهم الحق في العيش أما المخالف فيجب أن يقتل . لاأحد يضايق المسلمين في المساجد ويمنعهم من ممارسة حقوقهم الدينية والروحية كما تعتقد أيها الأخ .والمسلمون المغاربة ليسو في حاجة لمن يدافع عنهم لأنهم يؤدون شعائرهم كما يريدون ولاأحد يعترض طريقهم في ذلك .

  • سهران رغما عنه
    الإثنين 19 يونيو 2017 - 02:23

    الساعة تشير إلى الثانية صباحا و لم أنم بعد نظرا لمكبرات الصوت المتواجدة بالمسجد قرب منزلي حيث أستمع لصوت الفقيه المتجهد الجهوري، ما ذنب الأطفال الصغار و المرضى،الجو حار و لا يمكن إغلاق النوافذ، دعنا من العمل باكرا فقد نسيناه.

  • ملاحظ مغربي واقعي.
    الإثنين 19 يونيو 2017 - 02:46

    اعتقد ان اخر من يتكلم عن حقوق الانسان وحق الاختلاف وحرية التعبير والفكر هم الاسلاميين؟
    هل لو كنتم مثلا في الحكم مكان المخزن ،هل كنتم ستقبلون من يعارض سياستكم او كنتم ستسمحون للناس بحق الإضراب وحق التظاهر والاحتجاج وان يعبر المواطنين عن آراءهم السياسية والاجتماعية وعن مطالبهم الحقوقية مثلما يفعل النظام الحالي..مع العلم ان هده الحقيقة لا يجهلها عنكم سوى جاحد او جاهل…لهذا ربما ماجعل معظم المغاربة مرتاحين مع النظام الملكي و يفضلونه عن الاخرين..

    بالنسبة لي انا ايضا كمواطن مغربي افضل الف مليون حكم المخزن عن حكم واحد للاسلاميين ..

  • abdallah
    الإثنين 19 يونيو 2017 - 06:32

    ا لمساجدبيوت الرحمان كانت لاتغلق الا مساء فهي مكان امن وامان لكل عابر سبيل
    ولكن مع توالي السنين والاعوام اعتبرها البعض خطرا لهذا اصبحت تفتح و تغلق لدقائق معدودة

  • Casaoui
    الإثنين 19 يونيو 2017 - 16:43

    ما يلاحظ عن صاحب هذا المقال المحترم أنه ينعث الناس بمصطلحات مشينة كالعواهر والسكارى والملحدين واصحاب العاهات السلوكية والنفسانية والاجتماعية، متناسيا أن فئة عريضة من هؤلاء الناس تجدهم أكثر إنسانية ورحمة من بعض الإسلاميين المتطرفين الذين يتوهمون أنهم أحسن خلق الله على وجه الأرض…
    ثقافة الحقد والكراهية التي يتصف بها الإسلامويون المتطرفون للأسف هي التي جعلت معظم الناس تبتعد عنهم وتحتاط منهم مثل الحداثيين والعلمانيين واليساريين والليبراليين ..بالإضافة للأروبيين والأمريكيين والصينيين وغيرهم..

  • mourad
    الإثنين 19 يونيو 2017 - 17:02

    اللهم ترخيص السلطة ولا هيمنة العدل والإحسان على المساجد وإشعال الفتن، أنتم تنظيم سياسي استعملوا الوسائل المتاحة في المجتمع لتمرير خطابكم السياسي أو شاركوا في الحياة السياسية كغيركم، مشروعكم يخيفنا ولا يبعث على الثقة، نتمنى لكم الهداية.

صوت وصورة
الأمطار تنعش الفلاحة
الخميس 28 مارس 2024 - 13:12

الأمطار تنعش الفلاحة

صوت وصورة
حاجي ودمج الحضرة بالجاز
الخميس 28 مارس 2024 - 12:03

حاجي ودمج الحضرة بالجاز

صوت وصورة
أجانب يتابعون التراويح بمراكش
الخميس 28 مارس 2024 - 00:30 3

أجانب يتابعون التراويح بمراكش

صوت وصورة
خارجون عن القانون | الفقر والقتل
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:30

خارجون عن القانون | الفقر والقتل

صوت وصورة
مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:00

مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية

صوت وصورة
ريمونتادا | رضى بنيس
الأربعاء 27 مارس 2024 - 22:45 1

ريمونتادا | رضى بنيس