لنقرأ تاريخنا لفهم حاضرنا ومستقبلنا

لنقرأ تاريخنا لفهم حاضرنا ومستقبلنا
الثلاثاء 1 نونبر 2011 - 16:18

“تنامي المد الإسلامي” كذبة كبرى و المغاربة ليسوا في حاجة إلى من يلقنهم المناسك و القواعد الشرعية في المعاملات

الذي يسمع بعض التقارير و”استطلاعات الرأي” والتكهنات بخصوص ما ستفرزه الصناديق يوم 25 نونبر، سيتبادر إلى ذهنه أن المغاربة لم يعرفوا قط الإسلام وسيتعرفون لأول مرة على القرآن الكريم وسنة الرسول الأعظم !

حين أناقش بعض الأصدقاء في الموضوع، ألاحظ أنهم يحاولون إسقاط بعض التجارب الانتخابية التي عرفتها بعض البلدان على المغرب، وهي محاولات تقفز على معطيات التاريخ وعلى خصوصيات المجتمع المغربي.

راشد الغنوشي، زعيم حزب النهضة التونسي ذي المرجعية الإسلامية في حوار مع قناة “هنيبعل”، كان أكثر إدراكا لهذه الخصوصيات ولدروس التاريخ، لما حصر إمكانية “المد الإسلامي” عند حدود تونس وليبيا ومصر واليمن وسوريا.

إننا بدون الإلمام بالتاريخ لا يمكننا فهم دواليب السياسة، ولذلك فحين يتحدث بعض الناس بإعجاب مبالغ فيه عن التجربة التركية واحتمال انتقال عدواها إلى باقي بلدان العالم “العربي”، يتناسون حقيقة عجز الغزو العثماني في أواخر القرن 19 وبداية القرن 20 عن التغلغل إلى بلاد المغرب الأقصى، في حين استطاع “الباب العالي” بسط نفوذه على معظم الدول التي تعيش رياح “الربيع العربي”.

وإذا كانت هذه الأقطار قد عرفت بعد الغزو التركي الاستعمار الغربي، فإنها بعد الاستقلال اختارت أنظمة تتراوح بين الاختيارات القومية البعثية والنماذج شبه العلمانية، وهو الأمر الذي ربما يكون وراء فتح شهية شعوبها لاكتشاف ما يسمى ب”النموذج الإسلامي” للدولة والمجتمع.

في تونس مثلا، حاول الراحل الحبيب بورقيبة فصل الدين عن الدولة من خلال التحفيز على عدم صوم رمضان بذريعة “عرقلة الصيام للعمل والإنتاج”، وفي ليبيا العقيد تم إعطاء صورة مغايرة للإسلام شملت حتى تغيير التقويم الهجري باحتساب التاريخ من ميلاد الرسول، وفي يمن صالح سبق لقبائل الجنوب والشمال أن تناحرت باسم الماركسية، وقد فتحت تلك “البدع” الباب أمام تنامي الحركات السياسية ذات الغطاء الديني.

وسط هذا الخضم الذي تتداخل فيه جملة من المعطيات، ظل المغرب وسيبقى مشكلا للاستثناء العربي والإسلامي، لأنه حافظ منذ قيامة كدولة مكتملة البنيان على استقلاليته، حيث اختار المغاربة الإسلام السني المالكي المعتدل ولم تدخل إلى قلوبهم بذور الطائفية ، بل أحبوا الرسول وآل البيت بدون السقوط في فتنة التشيع، وبايعوا آل البيت من أسباط الرسول للاضطلاع بأمانة الملك وإمارة المؤمنين، وهو الاختيار الذي حصن المغرب، على مدى التاريخ، من كل الانزلاقات والأعاصير القادمة سواء من الشرق أو الغرب.

علينا إذن ألا نصنع، نحن المتشبثون بعقيدة التوحيد من الذين ألهمم الله، أبا عن جدا “إيمان العجائز” حسب قول الفارق عمر بن الخطاب، صنما في السياسة ” البديل الإسلامي”، لأن المغاربة كلهم مسلمون، والإسلام كان وسيظل دوما تاجا فوق رؤوسهم، تصونه وتحميه مؤسسة إمارة المؤمنين التي تحظى بإجماع الشعب، بيعة ودستورا.

وعليه، فإن المغاربة كلهم ضد استغلال الدين في السياسة وليسوا في حاجة إلى من يلقنهم المناسك و القواعد الشرعية في المعاملات، لأنهم أشد الناس تمسكا بالنهج القويم، ولكنهم يتطلعون إلى برامج وسياسات واقعية ومخططات تنمية مدققة قابلة للإنجاز على أرض الواقع، ولن تنطلي عليهم حيلة اللعب على وتر رفع “SMIG ” ، ومقايضة حريتهم بالتدريج.

‫تعليقات الزوار

8
  • maroc-libre
    الثلاثاء 1 نونبر 2011 - 17:04

    نعم الشعب المغربي غالبيته امازيغ مسلمين معتدلين (نتميز كثيرا عن باقي دول الشرق ) الشعب الأقرب الينا هو الشعب الجزائري ثم الموريطاني ثم ليبيا وتونس . وهناك محاولة من بعض التيارات الاسلاموية ادخال نوع من البدع وتغير تقاليدينا وهو ما يلاحظ في طريقة اللباس طريقة القاء التحية حتى طريقة قراءة القرآن واداء الصلاة …

  • chacal de doukkala
    الثلاثاء 1 نونبر 2011 - 19:55

    effectivement le maroc n'a pas besoin des leçons parfumées de religion et n'a pas besoin des récits décorés par des idées arabo-baates,le maroc est exceptionnel par son roi mohamed 6 et par son peuple amazighe

  • حسن هاكاش
    الثلاثاء 1 نونبر 2011 - 20:51

    تاريخ المغرب الحقيقي لم يكتب إلى حدود كتابة هذه السطور. كل ماقرأناه, ونحن تلاميذ في مدارس المملكة ,هو محاولة سطو وسرقة للوقائع الحقيقية التي تؤسس لتاريخ كتبه المغاربة بدمائهم الزكية ودفاعهم المستميت عن الأرض والشرف والهوية. لقد قالوا لنا, أن المغرب بلد عربي وسكانه عرب وأشهروا في وجوهنا كذبة تاريخية إسمها الظهير البربري, التي مازالت سارية المفعول في الثقافة السياسية المغربية الراهنة والتي تغرف من مناهلها أحزاب تقتات على الاسطورة التاريخية لطمس تاريخ المغرب الامازيغي, وهي تجيد فنون ذر الرماد الوطني في العيون, حين تعوزها ذرائع الدفاع عن النظام المخزني الذي صارسرطانا سيايسا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا داخل الجسم المغربي العليل المنهك بآفات الفقر والجهل والمرض والظلم التاريخي.
    تاريخ المغرب الحقيقي الذي أبى إلا أن يظهر مثل زيت تطفو فوق سطح الماء, كتبته ثورات شعبية باسلة هزت عرش الاستعماروحلفائه في المغرب ورسمت بدماء أبناءها عربون محبة للوطن ومع ذلك ظل خارج أسوار العلم والمعرفة لاتعرف عنه الأجيال المتعاقبة إلا القليل وتصطدم دائما بجدار المنع الايديولوجي الذي يتجلى في قراءة إنتقائية للتاريخ.

  • aksssil
    الثلاثاء 1 نونبر 2011 - 21:09

    quand j'ai vus le titre de l'article j'avait pensé que l'auteur va nous parlé de vrai histoire de maroc !!!! mais que de dimagogie qui essai de dévier le destin de peuple marocain et de stoper les aiguilles de montre ,vous parlé tjr de l'exception marocain disant que nous sommes comme de séudois ou des canadiennes hhhhh arrêté de mentir le peuple on veux un radicale changement ,un vrai changement dont la loi est le seul sacré pour tout le monde !!!!

  • D-S
    الثلاثاء 1 نونبر 2011 - 22:18

    Désolé mais c'est à toi de connaitre la réalité marocaine, quand on a 3X parties entre communiste, liberale et socialiste …etc, il faut vraiment se poser la question si on est dans un pays musulman? stop prendre les gens pour des cons

  • aziloa
    الثلاثاء 1 نونبر 2011 - 23:00

    تفاهة وسخافة ما خطت يداك ، كأنها خطبة من خطب وزارة الاوقاف

  • muslima
    الأربعاء 2 نونبر 2011 - 17:17

    السلام عليكم
    نحن هنا في المغرب يعرفون كيفية الضحك على البسطاء ، والذي يرى البدع التي تملأ المجتمع يعلم انا لسنا من الإسلام السني المالكي في شئ
    ،فنحن نحتاج العودة الى الدين حتى يلحقنا الربيع العربي أي أن لازلنا متخلفين حتى عن الربيع العربي ولسنا إستثناء
    أما عن الطائفية فهم يلعبون الآن على وتر الأمازيغية
    لا تنسى أخي الكاتب التفقه في دينك وتاريخه

  • Jilali2564
    الخميس 3 نونبر 2011 - 15:54

    خطبة من وزارة الاوقاف أتفق مع 6 – aziloa
    من الواضح أن صاحب المقال يستهدف حزب العدالة والتنمية
    يقول "وعليه، فإن المغاربة كلهم ضد استغلال الدين في السياسة وليسوا في حاجة إلى من يلقنهم المناسك و القواعد الشرعية في المعاملات، لأنهم أشد الناس تمسكا بالنهج القويم"
    طبعا بدون تعليق فلو كان هدا الكلام صحيحا لما احتل المغرب الرتبة 85 في تقرير الفساد

صوت وصورة
جدل فيديو “المواعدة العمياء”
الإثنين 15 أبريل 2024 - 23:42 7

جدل فيديو “المواعدة العمياء”

صوت وصورة
"منتخب الفوتسال" يدك شباك زامبيا
الإثنين 15 أبريل 2024 - 23:15

"منتخب الفوتسال" يدك شباك زامبيا

صوت وصورة
بيع العقار في طور الإنجاز
الإثنين 15 أبريل 2024 - 17:08 4

بيع العقار في طور الإنجاز

صوت وصورة
مستفيدة من تأمين الرحمة
الإثنين 15 أبريل 2024 - 16:35

مستفيدة من تأمين الرحمة

صوت وصورة
مع ضحايا أكبر عملية نصب للتهجير
الإثنين 15 أبريل 2024 - 16:28 8

مع ضحايا أكبر عملية نصب للتهجير

صوت وصورة
تألق المدرسة المغربية لعلوم المهندس
الإثنين 15 أبريل 2024 - 15:55

تألق المدرسة المغربية لعلوم المهندس