محطات ومشاهد وذكريات .. منصور يحط الرحال في فرجينيا الأمريكية

محطات ومشاهد وذكريات .. منصور يحط الرحال في فرجينيا الأمريكية
صورة: أرشيف
الأحد 9 ماي 2021 - 00:00

تعد سلسلة “مدن ومطارات وموانئ” نوعا مركبا يجمع بين نوع الكتابة الصحافية وصيغة السيرة الذاتية، وكتابة استرجاعية سردية ينجزها الكاتب المغربي عبد اللطيف هِسوفْ مازجا في ذلك بين الذاكرة والخيال. من خلال حلقات هذه السلسلة، سنسافر مع منصور من مدن الأجداد (دَمْناتْ وأزيلال ومراكش)، ثم من فْضالَة وكازابلانكا، إلى باريس، والعودة عبر الجنوب الإسباني إلى طنجة العالية، ثم إلى نيويورك وفرجينيا وكاليفورنيا بأمريكا.. في رحلة سجلها حافل، بحثا عن شيء لا يعرفه مسبقا، متسلحا بحب المغامرة.

ستبدأ رحلة معاناة صامتة دامت أكثر من ثلاثين سنة أحس فيها منصور في البداية بأنه يعيش الاغتراب في بلده، الإحساس بالعنصرية بفرنسا، ثم التوهم بأنه منبوذ من الحلم الأمريكي.. رحلة عاش فيها حياة المنفى، المنفى البدني والفكري والثقافي، وسط المجتمعين الفرنسي والأمريكي.

يحاول الكاتب اختراق عوالم مصغرة، بأفراحها وأحزانها وتناقضاتها ومغامراتها وأحلامها. خليط من الشخصيات والأماكن المختلفة.. تنقل بين مدن ومطارات وموانئ.. معركة منصور لم تكن سهلة في ديار الغربة، كانت معركة ضارية بلا هوادة ودون انقطاع.

التجارب والصراعات وخيبات الأمل والإهانات نادرا ما كانت انتصارات كاملة أو أفراحا مكتملة. ومع ذلك، كان بحاجة إلى التواصل مع الآخر خوفا من الغرق في الإقصاء أو الملل. انكسارات تبدد فكرة جنة عدن، حيث يتم إعطاء كل شيء دون جهد؛ ولكن، في الوقت نفسه، فإن هذا التواجد في بلد “العم سام” يعزز صورة بلد حيث كل شيء ممكن إذا كانت لديك قوة الإرادة وكثير من الصبر.

الحلقة 25

بعد سنوات قليلة قضاها في نيويورك، انتقل منصور إلى فيرجينيا، إلى مدينة رستون بالتحديد، كمحلل جيوسياسي للعالمين العربي والفرنكفوني.

الرحيل! الرحيل في بعض الأحيان هو الحل!

رستون، في مقاطعة فيرفاكس بفيرجينيا، بالقرب من العاصمة واشنطن؛ مدينة صغيرة لا يتعدى عدد سكانها ستين ألف نسمة؛ تأسست في عام 1964م؛ أسسها روبرت إي سيمون وصممها كمجمع منظم قادر على احتواء أبراج عالية الكثافة لتوفير المساحات المفتوحة. وفي عام 1967م، زارت السيدة الأولى للولايات المتحدة الأمريكية، ليندون جونسون، رستون في نزهة، وطافت بطرقاتها ومساراتها، كما أن رائدي الفضاء نيل أرمسترونغ وبوز ألدرين من بين المشاهير الكثيرين الذين زاروا المدينة.

عُرفت رستون في الماضي بمعمل تقطير البُورْبَنْ الذي أنشأه سميث بورمان؛ والبُورْبَنْ نوع من الويسكي الأمريكي المستخلص أساسا من الذرة، ويعود في الأصل إلى الولايات الجنوبية، وبالتحديد ولاية كنتاكي. بالنسبة للبعض، فإن الكلمة مشتقة من اسم عائلة بوربون الفرنسية، لكن هذا لا يزال موضع خلاف لا يقبل به الأمريكيون.

في عام 1989م، عم الخوف المدينة بعد اكتشاف فيروس كان يشي في بادئ الأمر إلى الإصابة بفيروس إيبولا بين القردة التي كانت تقتات على السلاطيع، لكن بعد مرور بعض الوقت تبين أن الفيروس لا علاقة له بفيروس إيبولا، إذ كان غير مُعدٍ بالنسبة للبشر. ومنذ ذلك الوقت اكتسب الفيروس المميت للقردة وغير الضار بالإنسان اسم ”فيروس رست” نسبة لمدينة رستون.

جزء من سكان رستون ينتمون أصلا لولاية فرجينيا، ولكن أغلبهم جاء من أنحاء مختلفة من الولايات المتحدة الأمريكية، بالإضافة إلى المهاجرين من خارج أمريكا. يندر السود الأمريكان واللاتين في هذه المدينة، أما بالنسبة للهنود والصينيين الذين يعملون في شركات تكنولوجيا المعلومات، فهم يتواجدون بأعداد مهمة؛ ثم تجد السياح المتناثرين هنا وهناك، يحتلون طوال اليوم، إلى جانب موظفي الحكومة الفيدرالية، العديد من المطاعم والحانات في المدينة.

ويمكن القول إن رستون تسكنها أرفع شريحة من الطبقة الوسطى.

تختلف رستون عن العديد من المدن الأمريكية بمميزاتها الخاصة؛ تحس بأن هناك لمسة أوروبية وإن كانت المدينة أمريكية مائة بالمائة. في الصيف تقام أنشطة موسيقية بجانب النافورة الكبيرة وسط المدينة؛ وفي فصل الشتاء تتم تغطية المكان بالجليد، ويصبح محلا للتزلج يجلب الكثير من الزائرين. في حانات رستون يهيمن عدد النساء على الرجال. نساء يشربن بشكل يومي؛ وهي وسيلة للاسترخاء من التعب المتراكم خلال يوم طويل في العمل. كثيرة هي الأشياء التي يمكن أن تتعلمها في حانة أمريكية، لكن هناك أيضا ضياع الوقت، الطفيليات البشرية العابرة ومروجي الشائعات الذين لا يتوقفون عن الضرب في أعراض الآخرين. بشكل عام، البارات في جميع أنحاء العالم تلقن ثقافة الكسل! وفي رستون، إنه كسل حلو يجب على المرء أن يحذر منه. على المدى الطويل، يصبح الكسل مضيعة للمال، مضيعة للوقت، خسارة للذات.

نكت وموسيقى ريفية في رستون

كانت الموسيقى جزءا من أمسيات منصور في رستون. كل يوم سبت يذهب إلى ”واين بار” للاستماع إلى ماتْيو المغني صاحب اللحية الطويلة. باستخدام دواسة لتجميع دقات الطبل، يعزف منفردا على الغيتار ليؤدي بتفوق أغاني تغطي أنماطا موسيقية مختلفة: الكلاسيك، البوب، الروك، الريفي، الريغي والهيب هوب. كل هذا يتوقف على نوعية الحضور! من الساعة الثامنة حتى الساعة الحادية عشرة مساءً لا يستطيع أحد أن يكبح جماح ماتْيو. من دون فترة استراحة، كان يلقي أغنية بعد أخرى، أمام انبهار المعجبين. يتوقف فقط لرشف رشفة من مشروبه على عجل أو تأثيث عرضه بنكتة يتجاوب معها الجميع من خلال الابتسامات الخفية أو الضحك بصخب.

هذه الليلة كان زوجان فرنسيان يجلسان في الركن الأيمن من ”واين بار”، لذا قرر ماتْيو أن يحكي نكتة: فرنسي يصل إلى نيويورك لأول مرة في حياته. يزور كل ما يمكن زيارته، وفي الأخير يصل أمام المقبرة الكبيرة سانطرال بارك في نيويورك ويدخل إليها. على قبر قرأ: (هنا يرقد جثمان جون مكلين، مات وهو يحافظ على كل أسنانه لأنه كان يستخدم معجون الأسنان كذا…). صُدِمَ الفرنسي وتساءل: ماذا؟ تبا لهؤلاء الأمريكيين يعلنون مبيعاتهم على القبور أيضا. ثم واصل زيارة المقبرة ليقف أمام قبر آخر ويقرأ: (هنا يرقد جثمان بيتر وينستون، توفي محافظا على كل شعره لأنه كان يستخدم الشامبو كذا…). فكر الفرنسي، ثم علق قائلا: تجار مجانين هؤلاء الأمريكيون! استمر في التنقل من قبر إلى آخر ليلاحظ أن جميع القبور تحمل لائحة إشهار. فجأة قرأ: هنا لا يرقد أي شخص. لماذا؟ لأن والده كان يستخدم العازل…! ضحك الجميع، هدير من الضحك.

كان كل الحضور في الصالة يدعم ماتْيو دعما غير مشروط. في نهاية المساء، كان الجميع يردد معه الأغنية:

(نعم، اسمحي لي عزيزتي بأن أراقصك مثل عجلة قطار

أراقصك ويهز جسمي حركات تقودها أحاسيسك

يا حبي اسمحي لي بأن أراقصك

مثل الريح والمطر

كقطار متجه جنوبا

يا حبي اسمحي لي بأن أراقصك…).

عند الإعلان عن مطلع كل أغنية، تسمع همهمات وهمسات ارتياح الحاضرين. بوب مارلي (لا، يا امرأة، لا تبكي …)، إيكلز (فندق كاليفورنيا)، جون دنفر (خذني إلى بيتي، عبر طريق البلد) وغيرها. انتظر منصور هذه الأغنية الأخيرة بفارغ الصبر لأن كلماتها تذكّره ببيته الذي تركه هناك، على الجانب المقابل من المحيط الأطلسي:

(طريق البلد، خذني إلى بيتي

إلى المكان الذي أنتمي إليه

فرجينيا الغربية، فرجينيا الغربية).

كان منصور يكرر: كازابلانكا، كازابلانكا

(جبل ماما، آه يا ماما

خذني إلى بيتي، عبر طريق البلد

خذني إلى بيتي، أسفل طريق البلد

خذني إلى بيتي، أسفل طريق البلد)

عندما اقتربت الليلة من نهايتها، دفع منصور فاتورته واختفى في ظلام الليل باتجاه شقته. بمجرد وصوله، بمفرده هذه المرة، شعر بأن المكان كان شديد البرودة، وشيئا فشيئا، بدأ الحزن يسيطر عليه. استلقى على سريره، أغمض عينيه بحثاً عن النوم. لا مجال! فتح عينيه وانتبه إلى أنه كان يحدق ببلادة في السقف. بعد بضع دقائق، دخل في نوم متقطع، كان يسمع صوتا يسأله: ما المشكلة؟ لم يحر جوابا.

أيقظه صداع في رأسه شديد. بحث في كل مكان في الشقة عن علبة تايلينول. لا، ليس هناك ولا حبة واحدة. أخذ الليمون وقطعه إلى النصف، وضع القطع على مقربة من الصدع وضمد رأسه بخرقة بيضاء ربطها خلف رأسه.

كان هناك ارتباك وشيء غريب يحدث بداخله.

في رستون كان منصور الغريب الذي يحذر منه الأمريكيون دون الوصول إلى حد الخوف. كان في الظل في غالب الأحيان، لكنه كان مثل العين السوفياتية في المكان؛ يسمع باهتمام عميق وتمعن، يحاول تحليل ملاحظاتهم، يميز المعلن عن المضمر ويقرأ بين السطور. قرر أن يقوم بهذا التشريح للمجتمع الأمريكي بمفرده، ولم يكن بمقدور أي شيء أن يحيد به عن هذه المهمة: فهم الناس هنا.. فهم بعض جوانب هذه الأميركا التي لا تتوقف عن إيقاد دهشته. ومع ذلك، بعد أن أمضى بضعة أشهر في المطاعم والمقاهي، لم يعد يشعر بالحماس نفسه، والرغبة نفسها، والانجذاب ذاته، والسرور والسعادة في داخله مع هؤلاء الأمريكيين المثيرين للاهتمام غالبا، ولكن أحيانا غير مبالين أو متكبرين. حاول إقناع نفسه بالبقاء في شقته لقراءة الروايات الأمريكية أو القيام بخربشات على أوراقه. في بعض الأحيان كانت المهمة ناجحة، وفي كثير من الأحيان كان يشعر أن كل شيء ينهار من حوله.

‫تعليقات الزوار

30
  • ولد مول الليمون
    الأحد 9 ماي 2021 - 00:22

    أمريكا وما أدراك ما أمريكا جمعت لب الحضارات الإنسانية وبلورتها في قالب جديد بنكهة الحرية والمبادرة الفردية فأصبحت منارة تشع ببريق المال والأعمال وسطعت فيها أضواء الحرية فسميت بالعالم الجديد، في حين بقيت كثير من شعوب العالم القديم وبدون أسماء تتخبط في وحل الهوية والتفسير الخاطيء للدين والتعصب فبقيت محلك سر، وعلا عليها تراب التخلف، أمريكا حلت كل هذه الأمور التافهة فجلبت كل الأجناس من الكرة الأرض بجميع لغاتهم ودياناتهم وصهرت الكل في إبريق الحرية مع العمل، في حين في بعض البلدان توجد أقليات عددها صغير لكنها لا تقبل بعضها البعض والكل يتكبر ويتسيد على الآخر، أما في أمريكا تصبح سيدا فقط بمالك، عبقريتك أو خدماتك للمجتمع، أما خلفيتك ديرها في كاس ديال واشربها على الريق٠

  • المهاجر
    الأحد 9 ماي 2021 - 00:27

    ويصل منصور الى فرجينيا… ليس بعيد عن واشنطن العاصمة.. هدفه التعرف على جانب من هذا المجتمع الأمريكي بافراحه واحزانه.. من خلال الموسيقى الأمريكية المتنوعة يسعى منصور للتعرف على ثقافة الامريكان.. اطباق الطعام العالمي والشراب شيء مهم في حياة الامريكان من الطبقة المتوسطة… ليس من راى كمن سمع… شكرا دكتور.

  • زهرة
    الأحد 9 ماي 2021 - 00:36

    جميل نص اليوم، خفيف ومبهج.
    النهاية توحي بأن منصور لم يجد بعد ضالته، على الرغم مما حققه فلا الشهادات العليا ولا المال ولا المنصب الجيد في العمل يرضونه.
    أهو السلام الداخلي ما تبحث عنه يا منصور؟

  • كريمة رحالي
    الأحد 9 ماي 2021 - 00:46

    رحلة جديدة،هذه المرة داخل حدود الولايات المتحدة الأمريكية حيث استقر المقام بمنصور  بولاية فرجينيا ،فقدم لنا بطاقة تعريفية عنها، وعن أهم مدنها واصفا أماكنها وأجوائها الصاخبة وعاداتها السيئة، واستطاع أن يكون أكثر انفتاحا على  مجتمعها، واستنتج أهم خصائص الأمريكان ، ولخصها في اثنتين هما التكبر واللامبالاة، مؤكدا من خلال هذا الوصف أنه رغم اندماجه مع هذا المحتمع، ظل شعور الغربة والوحدة  يكتنفه،وكان ملاذه الوحيد  هو القراءة  التي مكنته من  إطفاء نار الغربة،وحولته إلى كاتب متفرد أسلوبا ولغة  .
    تدهشنا بموسوعيتك دكتور….تحياتي الكبيرة 

  • loneliness
    الأحد 9 ماي 2021 - 00:54

    شعرت بوحدانية مؤلمة وان اقرأ هدا المقطع من رواية منصور ،تساالت هل منصور هو سبب وحدانيته ،هل شخصيته مغلقة،هل الحدر آتي من الامريكان ام من زعيمنا؟لا اعرف .منصور يعاني في صمت ويريد ان يقول انه يحن النمط المغربي ويحاول مافي وسعه معانقة النمط الأمريكي لكنه يتردد كمن يخجل من تعلم رقصة جديدة ويرتاح برقيه المعتاد ،لكن قام بمجهود كبير وتخطى عقبات كثيرة بصبر وشجاعة impressionnante .هناك ناس في أمريكا يفتحون لك الباب والمجال لتندمج معهم،وهناك البعض يقاومون ذالك بطرقهم السخيفة التي تعري عنصرية مسمومة.لعل ذكاء منصور وحاسته الخارقة ساعدته على جس النبض كلما خرج ليختلط بالعالم الخارجي.منصور صريح ودقيق في وصفه لمحيطه .بارك الله فيك يا معلم دكتور

  • احلام
    الأحد 9 ماي 2021 - 01:34

    بعد تحقيق حلمه في نيويورك منصور يرحل مرة أخرى إلى فرجينيا للعمل في روستن كمحلل جيوسياسي لكن الحزن يلاحقه أينما رحل وارتحل رغم كل ما وصل له من تفوق ونجاح. لماذا هذا الشعور بعدم الرضا يا منصور أتمنى أن أجد جوابا لهذا السؤال في قراءتي لكم دكتور في العدد القادم تحياتي وبوركتم

  • Anwar
    الأحد 9 ماي 2021 - 01:55

    رد على ولد مول الليمون,أقول ليس كل ما يلمع دهب,فعلا الحلم الأمريكي يجدب الكثير حول العلم, لاكن حتى السبعينات في بلاد العم سام كانت التفرقة مع السود,والعنصرية مستمرة حتى يومنا هذا.

  • سامي
    الأحد 9 ماي 2021 - 02:00

    ليس اهم من الثقافة للتعرف على الشعوب… الثقافة بمفهومها الواسع: الروايات؛ الموسيقى؛ الطبخ؛ طريقة العيش… الخ. مشروع منصور في غربته يبقى نصب عينيه… وان كان يعاني من دون شكوى فهو ماض في مشروعه المتمثل في فهم ما يدور من حوله.. فهم هذه الامريكا المستعصية في اول وهلة… فهم المتنور المتعلم المنفتح على الآخر.. منصور لا يحيا حية اعتباطية.. ككاتب هو يلاحظ بدقة؛ يحتفظ بالصور في مخيلته… ثم يدونها بعد حين… بعد ايام او شهور او اعوام.. ياخذ المسافة الكافية من الزمن حتى لا تكون كتاباته ردود افعال ليس الا… شكرا دكتور على هذه الصراحة التي لا تستثني نفسك منها.

  • لمياء الحمري
    الأحد 9 ماي 2021 - 02:23

    خذني إلى بيتي، على اكتاف الغيوم، على وجهي سطور الشوق .. كل الطيور عادت، ومنصور عصفورٌ لا يزال مشتاقا، من أرضٍ لأرضٍ.. من شجرة لشجرة، كلما ركن على غصنٍ إلا اقتلعته ريح، يخيفه ان بيته هناك قش.. يغفو ليلا ليستريح فيتذكر أن له وطنا بعيدا ..
    لسان حالِ المقيمين في وطنكِ الذي تركته: ما أدراك أنت بأحزاني؟ بوجعي؟ بقلبي العاني؟ أنتَ في الدنيا حرٌ طليقٌ.. وأنا أسيرُ جدراني ..إن خسرتَ وطنكَ اليوم بنيتَ في الغد وطناً ثاني.. وقد خسرتُ أنا وطني فلا وطن ألاقيه غير أحضاني..
    تحياتي دكتور هسوف

  • مريم
    الأحد 9 ماي 2021 - 03:36

    أصبحنا نعيش في زمن صعب و شاق مليئ بالتحديات و الصراعات و الأزمات، مما وجب فيه البناء الروحي والنظام النفسي لسد الفجوة بين الواقع الفعلي والغاية الشخصية لتحقيق الإنجاز والمتعة والإندماج بينهما، من يمتلك السلام الداخلي فإنه يمتلك الدنيا و الآخرة، قال تعالى: {يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ . إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ}
    ربما السلام الداخلي ما ينقص بطلنا، بوركت دكتور أبدعت، أسأل المولى سبحانه لي ولكم و لجميع عباده سلامة الصدر و القلب و حسن الخاتمة.

  • FZ
    الأحد 9 ماي 2021 - 03:39

    À chaque fois que nous pensons que Mansour a finalement atteint son rêve, et qu’il n’a plus qu’à profiter de son bonheur, nous découvrons que son bonheur est incomplet. Que désire-t-il au juste? Que lui manque-t-il ? Pourquoi ce vide ? Ni sa patrie natale, ni ses patries d’adoption n’ont pu combler ce vide et ses attentes. Puisses-tu trouver ce bonheur rapidement Mansour où qu’il soit !

  • لطيفة المليجي
    الأحد 9 ماي 2021 - 04:18

    سرد مبهج ونفرح كما قرأنا منصور تركيبة خاصة وشخصية جد منفتحة على الآخر وذكية يلاحظ بدقة، يحتفظ بالمشاهد والصور بمخيلته ثم يدونها بعد حين هذه صفة المبدعين والمفكرين لا يتكلمون من فراغ. لكن رغم اندماج منصور مع هذا المجتمع ظل شعور الوحدة والغربة يكتنفه وكان ملاده الوحيد هو القراءة والوطن هو المكان الذي نحبه فقد تغادره أقدامنا لكن قلوبنا تظل فيه لذا تصبح الكتابة مكانا للعيش فيه… شكرا دكتور للحكايات المرحة والاسلوب الأدبي الرائع

  • خيرُ أنيس
    الأحد 9 ماي 2021 - 04:23

    جميل ومُتزن كياسة السرد وخيالك دكتور.. وشيء اجمل كذالك الحضور الموزون والدائم للاستادة لمياء الحمري، “مشكورة هسبريس”

  • سليمة
    الأحد 9 ماي 2021 - 04:24

    حلقة اليوم تحمل معلومات كثيرة رغم سلاستها ومما عهدنا الكاتب اترقب حلقة الغد لانها بدون شك سوف تكون اكثر تشويقا

  • ولد مول الليمون
    الأحد 9 ماي 2021 - 06:40

    إلى كريمة تعليق 4، فقط لتصحيح معلومة التكبر، يجب على الإنسان أن يعيش مع الأمريكان كي يكون حكمه صحيحا، كثير من الناس يظنون خطأ أن الأمريكان متكبرين لكن هذا غير صحيح، الأمريكان متواضعون جدا ولا يتأخرون في مساعدتك، هم فقط أكثر ثقة في النفس ومبادرون وحركيون جدا، بالعكس نحن أكثر تكبرا منهم، مثلا تجدون أمريكيين بالآلاف بشواهد عليا ويشتغلون في غسل الأواني في انتظار إيجاد عمل وإن لم يجدوه يغيروا الميدان بدون مشكل، أما أصحاب الشهادات بالمغرب فأنت تعرفينهم كيف يصبحون قبل وبعد التوضيف، الميريكان بزاف علينا!!

  • الهام المنصوري
    الأحد 9 ماي 2021 - 10:09

    ..منصور يتغلغل في المجتمع الامريكي ، يقرأ السطور وما بينها ويحلل كل شيء يتحرك حتى في السماء..!!! وعندما يمسك كل هذه النجوم يعاوده الإحساس بالملل والرغبة في الرحيل..وأنا شخصيا لا اعتبره مللا بل هو الطموح الذي يسكن صاحبه يدفعه لرفع الحجاب عن الاشياء والكائنات من حوله.
    خلاصة القول..الظفر بالمعارف شيء رائع..دامت لكم ملكات التحليل ايها الدكتور الغير المنازع…

  • حسناء
    الأحد 9 ماي 2021 - 10:20

    ما يعجبني هو أن المؤلف لا يفوت الفرصة لإعطاءنا معلومات عن تاريخ كل محطة مر بها. لقد تعرفنا باقتضاب عن المدينة التي رحل اليها منصور، و فتحت له فيها طاقة قدر جديد تليق بمؤهلاته. إلا أن تعطشه للتعرف عن قرب على ثقافات هذه الوجهة الجديدة، أوصله بسرعة إلى المنفعة الحدية حيث أصبح لا يتلذذ كالسابق بما حوله. فهل ياترى سوف يستفيذ من هذه التجربة لكي ينعم بالسعادة لفترات أطول و نسعد معه بدورنا أم ماذا سيحدث له فيما بعد؟

  • Latifa khrifou
    الأحد 9 ماي 2021 - 10:30

    الرحيل الرحيل مرة أخرى لماذا؟ هل منصور غير راض عما حققه في نيويورك؟ام هو استكشاف لولايات أخرى في أمريكا؟ ام تحقيق للذات؟ولما اختيار مدينة صغيرة هادئة؟ عادة في المدن الصغيرة يعيش الإنسان نوع من الهدوء يضفي على الروح الطمأنينة…منصور المحلل جيوسياسي للعالمين العربي والفرنكوفوني في بلد تجمعت فيه كل الأجناس والحضارات لازال لديه حنين لوطنه رغم عدم احتواء هذا الوطن له.

  • كريمة
    الأحد 9 ماي 2021 - 11:39

    استمتعت بقراءتي لكم مرة أخرى واستطعتم بسردكم الجميل وصف حب منصور الكبير لوطنه فهو حب فطري موجود بداخله مهما طال الزمن والسفر والبعد ومهما كانت الإغراءات والمميزات والراحة في العيش والعمل في أمريكا تحياتي دكتور وبارك الله في أناملكم وفي عمركم وكل عام والجميع بالف خير

  • Chadia
    الأحد 9 ماي 2021 - 12:21

    محطة حاسمة شد الكاتب الرحال اليها يمكن القول كذلك بالنسبة اليه ام الطريق لازال مستمرا بالفعل ، منصور لم يجد ضالته رغم اننا نلاحظ انه أتقن وتمعن في دراسة ووصف هذه المنطقة -فيرجينيا،من جميع الجوانب التارخية الأثرية والترفيهية، يخيل لك في البداية أن هناك اقتناع بالاستقرار ،الا اننا نجده لازال شاردا يشده الحنين وتتقاذفه الغربة وهو يبحث عن هدف سيحققه بكل امتياز.اليك تحياتي دكتور

  • التاقلم
    الأحد 9 ماي 2021 - 13:53

    هل يمكن القول ان منصور يخاف تغيير طبعه المغربي وان ضميره يؤنبه كلما ابتدع بدعة اوقلد العيش الامريكي هل له حساسية من الطبقة الميسورة الأمريكية حوله.لمدا يشعر بالاقصاء والعزلة.من وضع حاجزا بينه وبين الساكنة هل هناك حائط وهمي في دماغ منصور ام هو الدي اختار العزلة لانه مرتاح في حوضه الدافئ.مع انه غامر كثيرا في فرنسا وخرج من خيمته وعشيرته واصبح جوال ومع ذالك يشده دالك الرابط الوطني والحنين الى جدوره وتربته التي نشا وترعر فيها.منصور لا يكتفي بالوضيفة والشقة المفروشة بل يريد complete package .

  • كريمة رحالي
    الأحد 9 ماي 2021 - 13:58

    ردا على تعقيب ولد مول ليمون
    صحيح أستاذي أن من لم يزر بلدا لايمكنه الحكم عليه بل لا يحق له، لكن وصفي للأمريكان مبني على كلام الكاتب كقراءة وصفية للحلقة ربما بدوره سيغير موقفه هذا عندما يسبر أغوار المجتمع الأمريكي ويتعرف عليه أكثر بحكم أنه لا زال في مرحلة الاستكشاف والتحليل ربما في الحلقات القادمة ينتهي من التفسير ويندمج كليا مع إيقاع الأمريكان طبعا مع الحفاظ على الهوية الأصلية…أما عن الأنا والغرور في مثقفينا فأنا أوافقك الرأي مائة بالمائة فهو وباء يستدعي سنوات طويلة لإيجاد تلقيح له ،يشترط عقلية وتربية حديثتين وجديدتين كل الجدة،كلنا عانينا من هذا الوباء ولازلنا نعاني منه حتى اللحظة…
    شكرا أستاذي على تفاعلك وارجو أن أكون قد رفعت اللبس وتوضحت لك الفكرة

  • Dakrou
    الأحد 9 ماي 2021 - 17:27

    Le voyage ( l’errance?) continue avec beaucoup de thèmes abordés. Même l’origine du Bourbon. La chanson citée laisse-t-elle prévoir un retour au pays? En tout cas, bravo pour ce panorama et pour la qualité de l’écriture.
    Je crains l’arrêt de cette formidable série et la difficulté de guérir de mon addiction à elle, comme l’a si bien écrit hier la commentatrice du numéro 15: 
    » كيف سنتخلص من هذا الإدمان الممتع” .

  • أ.خباب
    الأحد 9 ماي 2021 - 17:38

    منصور يرحل بنا كالعادة في عوالم ما عاشه في حياته، محطة أمريكا بدت للوهلة الأولى مثيرة و نمطية و قد نكون قد قرأنا في تقاطعات شتى، شيء ممل و رتيب، لكن منصور المتقفي للتفاصيل،، صنع اختلافه و هو يحكي مايريد فقط و ليس ما هو مفروض عليه و هو تحت سطوة أمريكا المازوشية، الملاذ الأول كان نكتة و الثاني كان مجموعة عناوين أغاني رائعة و قبلهما كان منصور يتقمص دور المرشد السياحي حتى نكتشف من هي ريستون..
    المضمر ، أن لكل فكرة بصمات و حمض ريبوزي و هوية و جواز سفر و شجرة عائلة و سلالة تتكاثر و أيضا قبر تدفن فه بعدما تتم مهمتها كفكرة.. المعلن : من الصعب أن تقنع الفكرة انها مجرد فكرة فقط، لكن الأشخاص المميزين من يجعلون لنا شخصية و هالة و حيوية..
    شكرا دائما لهذا السرد المتماسك و القوي..

  • farid
    الأحد 9 ماي 2021 - 19:07

    هاد لمكان إسمه رستون تاون سنتر….. ……………

  • ولد مول الليمون
    الأحد 9 ماي 2021 - 19:19

    إلى كريمة رحالي تعليق رقم 22، أشكرك على تفهمك وردك بكلام راق يصعب أن تجده في هذه الأيام، شكرا أختي والله يفيقنا لعيوبنا، أنت إنسانة راقية وهالبونجور ديالي ليك، الله يكبر بيك!!

  • رد على تعليق خير أنيس تعليق رقم 13
    الأحد 9 ماي 2021 - 21:42

    أبلغ شكري لردك الجميل ومرورك العطر.. رد سريع لكنه بليغ.. تحياتي لك. كل الود والتقدير.. وكل عام وأنتم بألف خير..
    لمياء الحمري

  • jil
    الأحد 9 ماي 2021 - 22:17

    Mansour lived in big cities around the world: from Casablanca to Paris and Reston-Virginia not far from Washington DC… and still other cities to come… Mansour is a world citizen not belonging to nowhere… From place to place he is looking to understand the world before understanding who he is..

  • الدمناتي
    الأحد 9 ماي 2021 - 22:32

    منصور “الغائب.. العائد”، منصور “التائه.. الخبير”. حياته متعددة الأبعاد، كل الأوطان أوطانه.. مواطن عالمي. مسلم، لكنه يحترم كل الاديان.. يتعايش مع كل الشعوب ويقبل كل الألوان. منصور تخلص من عقدة الأنا الجماعية (العربية-الإسلامية) التي تمجد الأطلال، من عقدة احتقار الآخرين دون معرفة مسبقة بهم. مسار رائع رسمه بالصبر والنضال اليومي والاعتكاف على كتبه والانفتاح على الآخر.

  • رحيق الجودي
    الأحد 9 ماي 2021 - 23:37

    وكنتُ الرحالة الصامت بين سطورك طيلة أسابيع االنشر التي تكاد تنتهي .. أيقظ بديع سردك داخلي رغبة في الكتابة تحبو في نفق أنفاسي .. ثم يشدني فجأة أناقة سردٍ أخر، يكاد يسحب البساط من تحت النص الأصلي.. تعليقات في غاية الروعة للأستاذة لمياء الحمري وكأنها ترتدي سحر العطور في لحظات لا يقوى بها القلب على التيه في عذب السطور.

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30 1

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 2

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 3

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 11

تقنين التنقل بالتطبيقات

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02 6

وزير النقل وامتحان السياقة