"هتلر" ذلك الرجل اللغز.. !

"هتلر" ذلك الرجل اللغز.. !
السبت 6 فبراير 2016 - 21:40

في هذا المقال سنتحدث عن شخص و وقائع تنتمي للماضي، وبالضبط عن الحرب العالمية الثانية ، وهي نزاع دولي مدمر بدأ في الأول من سبتمبرسنة1939في أوروبا، وانتهى في سنة1945بعد استسلام الجيش الألماني، وبدخول الحلفاء إلى “برلين” ومقتل هتلر أو انتحاره يسدل الستار على أخطر حرب مرت منها البشرية، ومع ذلك لازالت تداعياتها مستمرة رغم حصولها في القرن الماضي.

فلن أخوض في الحرب وتفاصيلها التقنية المملة، ببساطة فهذا الموضوع أشبع درسا وألفت فيه أفلام سينمائية و وثائقية و روايات، طبعا ليس أغلبها يروم الدقة والموضوعية حيث طغت عليها النظرة الأحادية المؤدلجة والمتحيزة ، ومع ذلك هناك استثناء لبعض الإنتاجات النادرة التي حاولت تحري الدقة والموضوعية في تناول تلك الأحداث المأساوية، وكذا أشخاص بعينهم كان لهم دور محوري في هذا النزاع الكوني الدموي. واليوم وبعد مرور عقود عديدة على هذه الحرب، نطرح بعض الأسئلة قاصدين من ذلك تسليط الضوء على أمور تغيب عن حسبان الكثير من الناس تحث ضغط إ علام المنتصرين، السؤال : كيف سيكون حال العالم لو انتصرت دول المحور بقيادة “أدولف هتلر”؟ وهل هتلر يستحق كل هذا البغض”الإعلامي” ؟ لماذا تحمل بعض الجهات مسؤولية ما وقع لهذا الشخص وحده؟ ألم يقتل الحلفاء كذلك الملايين وبأسلحة محرمة كـ “النووي” و “النابالم” حيث تم حرق عشرات الآلاف؟. في الواقع الموضوع شائك فيه وجهات نظر متعارضة، وهذه الأسئلة هي فقط لتسليط الضوء على فرضية أخرى هي انتصار دول “المحور”.

وللتذكير فقوات “الحلفاء” تضم العديد من الدول أهمها فرنسا وبريطانيا والصين وبولندا..ثم انضمت إليهم أمريكا، ودول المحور هي ألمانيا بقيادة “هتلر” وإيطاليا بقيادة”موسيليني” واليابان، وبسبب هذه الحرب بين الطرفين هلك الملايين من المدنين، دون ذنب ارتكبوه سوى تواجدهم في مكان القصف، المهم انتهت الحرب بدخول الحلفاء إلى”برلين” وموت هتلر. عندها اشتغلت الحرب الإعلامية بقيادة المنتصرين، فألحقت حرب الصورة خسائر مدمرة بكل قادة دول المحور المنهزمين، وقد نال “أدولف هتلر” النصيب الأوفر من هذا الهجوم الإعلامي، فهو في الغالب يظهر بلباسه العسكري”النازي” متجهم الوجه، لا يعرف الرحمة والشفقة متوترا دائما، وذلك يظهر من صراخه وحركات يديه التي ترتفع وتهبط بشكل عنيف وسريع، فهو يأمر فقط بالهجوم و الاقتحام والتدمير، ولا يظهر في كل الأفلام المنتجة كشخص مدني عادي له مشاعر ويمكنه أن يمزح و يضحك ويحب ويبكي.. ، إن هذه اللقطات تم اختيارها بعناية فائقة تركز على لحظات توتره وحماسته الزائدة، حيث تم تقديمه للمشاهد في أوروبا وباقي دول العالم كأنه إنسان آلي “الروبوت”، فهو لا يعرف إلا الصراخ والبطش والتنكيل، إذن فالأمر لم يعد مجرد فيلم عادي لشخص عادي إنه الابتزاز بعينه، فلو تجرأ مخرج و”خرج” عن هذه الصورة النمطية “لهتلر”، فلن يسلم من هجوم اللوبي الصهيوني والتهمة جاهزة”معاداة السامية”. فوراء هذا السعار الصهيوني و الاستماتة في شيطنة هذا الشخص أمور مادية، فالدولة الألمانية دفعت ملايين الدولارات ولازالت تدفع للكيان الصهيوني ، كتعويض عن “المحرقة” المقدسة أو البقرة الحلوب، التي اتهم فيها هتلر واستثمرها الصهاينة بخبث، فسياستهم هذه تضع الأوروبيين والألمان خاصة تحث ضغط الشعور بذنب “المحرقة” من أجل ابتزازهم، ودفعهم لقبول احتلالهم فلسطين كتعويض عن معاناتهم التاريخية من اضطهاد “النازية” لهم.

لهذا السبب فكلما اقترب أحد من هذه الدائرة” الهولوكست” محاولا فك رموزها لمحاولة فهم ما جرى وإعادة تركيب الأحداث، إلا وتصدت له الصهيونية فتغلق في وجهه كل الأبواب، ولا يبقى له سوى باب التوبة أو الاعتذار عن تشكيكه في الرقم المقدس ـ 6ملايين ـ لكن اليوم في فلسطين تم حرق أطفال وعائلات ولم نسمع عن”محرقة” ولا يحزنون.

لهذا فعلينا أن نتوخى الحذر في الحكم على أشخاص و أمور تاريخية، لم تسلم من التحريف المغرض، فهذا إعلام دول الحلفاء المنتصر قام بشيطنة قادة دول المحور المنهزمين، وهذا أمرر طبيعي فالنصر لا يعني تدمير دبابات وقواعد ودخول عاصمة العدو، فتحطيم صورة العدو وتزوير الحقائق يعد من تبعات الهزيمة الحربية، لهذا وضعنا فرضية انتصار دول “المحور”،أعتقد أنه نفس الأسلوب الإعلامي سيتبعه إعلام”هتلر”، أي شيطنة قادة دول الحلفاء كـ” روزفلت” و”تشرشل” و” شارل دوغول”، في المقابل قد يصبح “أدولف هتلر” ملك منقذ البشرية بدل الشيطان، وسيصبح رمز السلام وقد يخلد اسمه بقصائد وتؤلف له مسرحيات وأفلام تمجد تاريخه المجيد ..إوى قولوباز…

[email protected]

‫تعليقات الزوار

3
  • محمد أيوب
    الأحد 7 فبراير 2016 - 08:39

    معجب به…لكن:
    منذ صغري وأنا معجب بهتلر..كما أنني معجب بكل الشخصيات التاريخية الفذة الاسلامية وغير الاسلامية مثل:محمد الفاتح وخالد بن الوليد وعلي بن أبي طالب والمهلب بن أبي صفرة وطارق بن زياد والخطابي والأمير عبد القادر وعمر المختار ونيرون وسبارتاكوس وهوشي منه وشي غيفارا ولومومبا ومانديلا وغيرهم كثيرون ممن كانت لهم صولات وجولات في تاريخ البشرية: سلبا أو ايجابا..وفي صغري كنت أرسم علامة النازية على دفاتري.. كنت معجبا بهتلر لشخصيته الفذة واعتزازه بوطنه رغم ما اقترفه نتيجة تهوره.. علينا أن نتخيل العالم لو انتصر هتلر..ان آلة الاعلام شوهت وتشوه هتلر وما قام به وتنسى أن ذلك كان رد فعل منه على ما لحق ألمانيا نتيجة معاهدة فيرساي المذلة لها..ان الألمان عباقرة حقا ومعهم اليابان ايضا:رغم نتائج الحرب العالمية الثانية نهضوا وتقدموا وهاهما يحتلان مكمانة الصدارة على المستوى الاقتصادي والتقني والتقدم العلمي..انها روح الجرمان وروح الساموراي:عملاق أوروبي وعملاق آسيوي في سماء العالم المتقدم..أين نحن منهما؟صفر على اليسار..أمة اقرأ لا قدم لها على مستوى العلوم والتقنية: تستهلك منتوجات غيرها فقط..

  • الاستعمار العقلاني
    الأحد 7 فبراير 2016 - 20:17

    الاشكالية االمسكوت عنها ،غادرت بريطانيا العظمى اوروبا نحو شرق اسيا وتبعتها فرنسا واسبانيا والبرتغال نحو افريقيا واتجهت هولاندا صوب جنوب افريقيا .قام المستر هتلر بتوديعهم في صمت واستولى على اوروبا الشرقية وفرنسا .

  • loukrai driss
    الأحد 7 فبراير 2016 - 21:34

    pourquoi hitler a perdu laguerre?c'estparcequ'il a stoppé le général heinz guderian sur dankerk

صوت وصورة
اعتصام ممرضين في سلا
الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 19:08 1

اعتصام ممرضين في سلا

صوت وصورة
وزير الفلاحة وعيد الأضحى
الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 17:34 20

وزير الفلاحة وعيد الأضحى

صوت وصورة
تكافؤ الفرص التربوية بين الجنسين
الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 16:12 3

تكافؤ الفرص التربوية بين الجنسين

صوت وصورة
احتجاج بوزارة التشغيل
الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 16:02 2

احتجاج بوزارة التشغيل

صوت وصورة
تدشين المجزرة الجهوية ببوقنادل
الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 15:15 4

تدشين المجزرة الجهوية ببوقنادل

صوت وصورة
المنافسة في الأسواق والصفقات
الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 13:19

المنافسة في الأسواق والصفقات