اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بمغربية الصحراء، ومساندتها لمقترح الحكم الذاتي، وإعلان المغرب عن تطبيعه للعلاقات مع إسرائيل حدث مزلزل بكل المقاييس، ليس فقط لأنه لم يكن متوقعا بهذه السرعة، لكن أيضا لأنه قلب رأسا على عقب منطق التعامل مع هذا الملف من جانب مختلف الأطراف، ونقله دفعة واحدة من مستوى المشكل الإقليمي إلى التسوية الدولية.
أمام هذا الحدث يبدو المغاربة منقسمين بين من اعتبر هذا الحدث “يوما أسود في تاريخ المغرب” وخيانة للقضية الفلسطينية، ومن اعتبره “يوما أبيض” ومناسبة سعيدة تنهي عقودا من التوتر وتبشر بانجلاء وضع مرّ فيه المغاربة بأزمات اقتصادية خانقة بسبب مشكل الصحراء.
الذين اعتبروا القضية الفلسطينية قضية وطنية أولى قبل كل القضايا الأخرى اعتبروا هذه التسوية صاعقة وانتكاسة حقيقية، أما الذين اعتمدوا منطق “تازة قبل غزة” فوجدوا هذا الحلّ مريحا للمغرب الذي عانى الأمرين بسبب تعنت القيادة العسكرية بالجارة الجزائر، التي يحفزها الانتقام أكثر مما تحركها نوايا حسن الجوار.
المؤشرات التي توالت خلال الشهرين الأخيرين كانت تشير بوضوح إلى وجود شيء ما يُطبخ على نار هادئة، فتزايد حلفاء المغرب ضدّ الأطروحة الانفصالية، بمن فيهم الأكثر وفاء للجزائر وللبوليساريو مثل جنوب إفريقيا، والتحرك العسكري للمغرب بمنطقة “الكركرات”، والارتباك الكبير للقيادة الجزائرية بسبب عودة الحراك وإدانة المنتظم الدولي للنظام لخرق حقوق الإنسان بالجزائر، ومرض الرئيس تبون واختفائه عن الأنظار وانقطاع أخباره، وانعطاف البوليساريو نحو محاولة التقرب إلى الخطاب الإرهابي الداعشي بمنطقة الساحل، وتحرك اللوبي الخليجي واللوبي اليهودي بكل من إسرائيل وأمريكا، وإمعان بعض القيادات الفلسطينية في الميل إلى الأطروحة الانفصالية، كلها كانت عوامل تنبئ بانفتاح الوضع على كل الممكنات.
لا شك أن للقرار الأمريكي مخرجات وتداعيات كثيرة ستتوالى في الأيام القادمة، وأهمها تصفية الأطروحة الانفصالية وإلزام الجزائر بتغيير خططها تجاه المغرب لتدارك وضعها الداخلي، لكن بالمقابل سيُطرح على الأنظمة المُطبّعة مع إسرائيل التفكير في حلول بديلة لمعاجلة القضية الفلسطينية بمنطق سياسي جديد لإنهاء النزاع في الشرق الأوسط، وإحقاق حلّ الدولتين طبقا للشرعية الدولية.
في تعبيرات المغاربة والجزائريين وجبهة البوليساريو تبدو غلبة الجانب العاطفي وفورة المشاعر الجياشة، التي يختلط فيها الدين بالقومية والوطنية، مع ندرة الخطاب التحليلي الهادئ والموضوعي، لكن للتاريخ منطقه الخاص الذي لا تحكمه الأهواء والتمنيات، بقدر ما تسنده الوقائع وموازين القوى والرهانات المتواجهة على الساحة الإقليمية والدولية.
المؤكذ والثابت في كل هذا هو أن المواطن وطموحاته ستبقى في واد وطبخات القصر والمخزن ستبقى في واد آخر وهو الذي يعتبر الرعايا قاصرون ولا يفرقون بين الصالح والضار وكأب فهو يربي ويرشد وكل تعليماته صالحة ولايمكن رفضها أو حتى إنتقادها،مع أن الأب يمكن أن يضحي بحياته من أجل أبنائه والمخزن عكس ذلك يُضحي بأبنائه ليستمر هو.اليوم قرر أبونا المخزن أن تازة قبل كل شيء فهو على صواب وهل نحن الصبيان نعرف أكثر مما يعرف أبونا المخزن الذي يناهز عمره 400 سنة،بالأمس قرر أبونا أن لقاح كوفيد سيكون بالمجان ففرحنا واليوم يقول أن المصلحة تُحَتِّم علينا صلة الرحم بالمغاربة الذين هُجِّرُوا إلى إسرائيل وإلا هَجَّرنا البوليساريو بمساعدة الجزائر من الصحراء والتي ستصبح جنة خضراء بفضل ترامب،فليعرف المخزن أن أبنائه سيبقون جنودا ورائه رغم عدم جوابه على لماذا يُغامر شبابنا بحياتهم للهجرة؟ولماذا القليلون يملكون كل خيرات البلاد؟لماذا نحن دائما في المراتب الأخيرة؟…وربما بعد أن تصبح الموزامبيق أو زيمبابوي أو…أكثر تقدما منا سنستوعي مايقع لنا
موقف المغرب من القضية الفلسطينية اعتمد اتجاهين قد يكونا على طرفي نقيض لكنهما يوازيان بالضبط الموقف الفلسطينين من قضية وحدتنا الترابية .. فتصريح السفير الفلسطيني بالحزائر الداعم لأطروحة الانفصاليين وضبابية سلطات رام الله التي تمتمت بكلام مبهم حول ما أسمته موقفها المحايد في وقت لم يكن فيه المغرب محايداً في تعاطيه مع القضية الفلسطينية كل هذا استدعى تغيير اُسلوب التعاطي بما يضمن مصالح المغرب القومية والاستراتيجية من جهة ويسلك نفس الطريقة الضبابية للسلطة الفلسطينية أي اختيار الحياد وبأسلوب ذكي وهو ما ترجمه التطبيع مع اسرائيل كما طبع الفلسطينيون مع جمهورية الوهم والاستمرار في ذات الوقت في مجاملة المغرب ونفاقه والذي رافقه بأسلوب مماثل الاتصال بمحمود عباس لطمأنته فكان ان قذف الفلسطينيون البيت المغربي بالحجارة فجاء الرد الذي هشَّم بيتهم الزجاجي للأسف .. لهم حيادهم ولنا أيضاً حيادنا ..
الحمد لله ما دام في المغرب عقلاء مثل الاستاذ عصيد حفظه الله فمغربنا يسير بخطى ثابتة وبمنطق واقعي يؤمن كما قال الاستاذ”تازة قبل فزة”,وفي الحقيقة رغم فتح هذه الصفحة المباركة مع دولة اسرائيل فعلاقتنا معهم لم تكن تكن لهم عداوة الا بعض المخدرين البسطاء من شعبنا وكما رأيت في اليوتوب تلك المرأة المغربية التي استغلها معز مطر في برنامجه وهي تقول انها تحب ان يتخلى المغرب عن ارضه مقابل ان يتمسك بالقدس او بمسجد القدس وهي المسكينة التي رفع عنها القلم ان القدس اليوم في عهد اسرائيل مفتوح لجميع الديانات.مع الاسف شعبنا خدروه العروبيون في البداية وزاده الاسلاميون المنافقون تخديرا حتى اصبحوا يعيشون نفسيا بهوية غيرهم وينسون انفسهم وهويتهم
أنا شخصيا ضد التطبيع , ولا أدعي أن رأيي هذا عقلاني أو منطقي, بل هو رأي عاطفي فقط. من الناحية “الرومانسية” (لو جاز التعبير) : جميعنا نكره الحكومة الاسرائيلية , وجميعنا نكره سياستها التي تنهجها في حق شعب أعزل : خصوصا ما يحدث في غزة, ومايحدث في الضفة الغربية.
لكن المنطق والعقل والاقتصاد و السياسة والظروف الاجتماعية يقولون شيئا مختلفا : رغم تعلقنا جميعا بالقضية الفلسطينية, إلا أن الفلسطينيين لم ينجحوا في تحقيق جميع شروط ما يجعل دولة ما “دولة” بالمفهوم الحديث.
لماذا؟
حركة فتح في الضفة الغربية, وحركة حماس في غزة .. انقسام سياسي وهوة عميقة بينهما. تاريخيا : الفلسطينيون لم ينجحوا في تأسيس سلطة وقوة عسكرية تدافع عن أرضهم بعد خروج الانجليز.
الدولة بمفهومها الحديث يجب أن تكون قادرة على الدفاع عن وحدتها الترابية, والا فهي ليست دولة, بل دولتين او ثلاث.
اليوم اذا لم تتحد الضفة الغربية بقطاع غزة, فهذا يعني أنهما ليسا دولة واحدة, بل دولتين : حسب مفهوم الدولة الحديثة.
نعم, الشعب الفلسطيني شعب واحد. لكن يا أخي , يجب أن يؤسس دولة وسلطة وجيش , لا ان ينتظر من يدافع عنه من الخارج.
انا ارى ان المغرب في طريق الصحيح المغرب أولا وأخيرا من لديه العاطفة فاليذهب الى غزة او الشرق الأوسط التحالف مع الشيطان من اجل مصالح المغرب
السياسة الدولية كلها مصالح ويغلب عليها طابع الاستفزاز اليوم كسبنا الاعتراف الامريكي بالسيادة ولكي ننهي المشكلة علينا ان نعيد العلاقات مع ايران وعلى احسن مستوى حتى ناخد المقابل لاجل قطعها مجددا وعلينا ان نفتح للصين حتى يركع الغرب كله للمغرب ونحرر سبتة ومليليا والصحراء الشرقية بئس السياسة التي تقوم بالمكر والاستفزاز فالسيادة لنا ولا نحتاج لاعتراف احد والحل هو في ما عملته اذربدجان ضد ارمينيا وما تعمله تركيا ضد اليونان وما عملته اثيوبيا مع تغارين اما السياسة الاستفزازية فهي على شكل بيع وشراء ربح وخسارة ادفع درهم تربح 10 ينتيم هذا لو انك تحقق ارباح وانتظر متى ستكون ثروة وتنقد بها نفسك من فقر جارف.
كان على المغرب ان يفكر في مصالحه مند زمن طويل . الدليل هو التردد في تصريح الفلسطينين بما يتعلق بالوحدة الترابية للمغرب . نعم اعتبروا المغرب محتل و خائن و مغتصب ارض هدا كله افضل من ان يكون ظعيفا يسترجي دعم الاخرين للدفاع عنه فلسطين لن تدافع عن المغرب في حالة ظعفه .كل دالك مجرد شعارات فارغة العالم يبني نفسه و يتطور و ينافس . المغرب الكبير يحارب بعضه . اليوم بتحالف مع اسرائيل و غدا مع غواتيمالا المهم مصالح شعب 34 مليون و الباقي عليه ان يبحث عن مصالحه .
اخي احمد عصيد مع اني من محبيك ومتابعيك ،أود ان اشير لشيء مهم خارج هدا النص، وهو أن مدينة تازة مدينة منسية من النظام والحكومة وجميع المسؤولين كأنها خارجة الخريطة المغربية ،او انها اقترفت ظلما او خيانة للوطن،بل بالعكس كانت مناضلة وثائرة ضد المستعمر،لو أعطيت اهتماما لأصبحت تنافس افران لما تزخر به من مناظر خلابة وسياحة جبلية جميلة ،لكن نجد معظم شبابها يعملون اما خارج الوطن او بطنجة البيضاء مراكش . . .،
أصحاب غزة يتعاملون بمنطق المصلحة أولا.الكل يتذكر حينما اعترف ياسر عرفات بالبوليزاريو في وقت كان هذا الكيان شبه مُنعدم.ندِمَ ياسر ورجع واعتذر .لكن التاريخ يسجل.
الصحراء قبل غزة ومن يقول غير ذالك فليهز الرحال إلى غزة ويدع المغرب وصحرائه للمغاربة الأحراراللذين لا يساومون على شبر من بلدهم. أما تازة فنتمنى لها التنمية التي تستحقها كباقي المناطق المنسية