تقرير يرصد أعطاب استفادة المهاجرين من العناية الصحية في المغرب

تقرير يرصد أعطاب استفادة المهاجرين من العناية الصحية في المغرب
أ.ف.ب
الخميس 17 دجنبر 2020 - 11:00

قالت دراسة أصدرتها مُنظمة “أوكسفام المغرب” و”أون ديكاب إنترناشيونال” إن تغطية الاحتياجات الأساسية للمهاجرين في المملكة، على رأسها الصحة، لا تزال غير كافية على الرغم من الجهود المبذولة لاعتماد سياسة الاستقبال من قبل الدولة.

وذكرت الدراسة، الصادرة الأسبوع الجاري، أن وضع المهاجرين تفاقم بعد انتشار وباء “كورونا” بسبب تدابير الحجر الصحي الصارمة وقرارات إغلاق الشركات والمصانع؛ وهو ما ساهم بشكل كبير في تقليص فُرص وصول المهاجرين للحد الأدنى من الدخل، والذي غالباً ما يكون مصدره من الأنشطة غير المهيكلة أو من التسول.

وتُؤكد الدراسة المعنونة بـ”المحددات الاجتماعية والثقافية للوصول إلى الخدمات الصحية بالنسبة للمهاجرين في المغرب” أن “الوصول إلى الخدمات الصحية يُعتبر من بين الاحتياجات الأساسية للمهاجرين نظراً لما يُواجهون من مشاكل صحية، سواءً جسدية أو نفسية، بسبب ظروف رحلات الهجرة التي غالباً ما تكون محفوفة بالمخاطر، فضلاً عن ظروفهم المعيشية الصعبة في المغرب”.

وأشارت الدراسة، التي أجراها مركز الأبحاث Economia-HEM، إلى العديد من العوامل التي تؤثر على وُصول المهاجرين إلى الصحة؛ أبرزها عدم تجانس تجارب وخصائص المهاجرين. كما تُوجد ضمن هذه العوامل، حسب الدراسة، الصعوبات المتعلقة بفهم النظام الصحي والاستفادة من خدماته، والحواجز المؤسساتية والإدارية، والحواجز الاجتماعية والثقافية المتعلقة بكل من العاملين الصحيين والمهاجرين، والحواجز الاقتصادية بسبب الدخل المنخفض أو الوسائل المتاحة للمهاجرين.

وتؤكد الوثيقة أن “الوصول إلى الصحة يُشكل حقاً مشروعاً للجميع خاصة في ظل الوباء، حيث يُواجه النظام الصحي ضغوطاً متزايدة وتتدهور الظروف المعيشية للأشخاص الأكثر هشاشة وذلك أكثر من أي وقت مضى”، مشددة على ضرورة “ضمان الحُلول السياسية والاقتصادية والاجتماعية الهادفة إلى تحسين الوصول إلى الصحة بطريقة مستدامة، ووُصول المساعدة إلى من هُم في أمس الحاجة إليها، دون تمييز على أساس الجنس أو النوع أو الإعاقة أو الجنسية أو الوضع”.

وللاستجابة لهذا التحدي الجماعي، قدمت الدراسة جُملةً من التوصيات الموجهة إلى الجهات العمومية الفاعلة والمنظمات الدولية والمجتمع المدني والشركاء المحليين؛ على رأسها ضرورة دمج التغطية الطبية الشاملة للمهاجرين الشرعيين وغير الشرعيين كجزء من إصلاح الحماية الاجتماعية والتأمين الصحي. كما تقترح في السياق ذاته إنشاء مجموعات عمل “الصحة والهجرة” تضم جهات فاعلة متعددة (الإدارات، الجهات، منظمات المجتمع المدني، الجمعيات المحلية والمهاجرين) من أجل تحديد وتنفيذ حلول وخُطط ملائمة ومنسقة للوصول إلى الخدمات الصحية.

وركزت دراسة مركز الأبحاث Economia-HEM على أهمية توعية العاملين الصحيين على جميع مُستويات الهرم الصحي حول التعايش بين الثقافات، وصعوبة ظُروف رحلات الهجرة وتأثيرها على الصحة بالإضافة إلى المقاربة الحقوقية في مجال الصحة، بما في ذلك الصحة النفسية. كما يتوجب في هذا الصدد أيضاً تكوين العاملين الصحيين فيما يخص رهانات الحماية؛ من قبيل: منع الإساءة، وتسجيل الأشخاص في حالة خطر أو الأشخاص المعرضين للخطر، وملاءمة الاستقبال والرعاية بالنسبة لمجموعات خاصة من أجل وقايتهم من مخاطر سوء المعاملة.

وتشير الدراسة ذاتها إلى أن المغرب يُعد بلد عبور واستقبال للمهاجرين من دول جنوب الصحراء بشكل رئيسي، ويُرحب في جميع أنحاء أراضيه بالعمال الشرعيين والطلبة الأجانب والمهاجرين في وضعية غير شرعية و”المهاجرين العابرين” لسنوات عديدة في كثير من الأحيان وكذا طالبي اللجوء واللاجئين.

ووفقاً لإحصائيات المنظمة الدولية للهجرة الخاصة بسنة 2019، يُوجد أكثر من 98 ألف مهاجرة ومهاجر مُقيم بالمغرب من مختلف الجنسيات؛ من ضمنهم 40 ألف مُهاجر في وضعية غير شرعية، وحوالي 5 آلاف لاجئ.

‫تعليقات الزوار

10
  • مواطن من المغرب
    الخميس 17 دجنبر 2020 - 11:05

    خبر مضحك وكأنه يتكلم عن دولة سويسرا

  • rachid d Oujda
    الخميس 17 دجنبر 2020 - 11:07

    استفادوا ولاد البلاد بعدا. الصحة و التعليم في خبر كان

  • nawaf
    الخميس 17 دجنبر 2020 - 11:08

    اذا كان المواطن المغربي يستعصي عليه الولوج للخدمات الصحية العمومية فلا يمكن ان نلوم اي جهة عن عجزها تقديم خدمات للوافدين فحضهم من حض الشعب.

  • المضحكات
    الخميس 17 دجنبر 2020 - 11:30

    عدت للتو من الخارج و قد مررت أمام مستوصف يعد المستشفى الوحيد لمدينة مترامية الأطراف ربما 50 ألف نسمة أو أكثر، و تأسفت لطوابير النساء و الأطفال أمام المدخل الرئيسي و الأمطار فوق رؤوسهم و لا طبيب سوى ممرضة و ممرض و حارس البوابة و مقدم الحي لست أدري ماذا يصنع هناك. الوضع كارثي

  • كومارا
    الخميس 17 دجنبر 2020 - 11:32

    اي اي اي ألمانيا تتكلم
    حتا نستافدو بعدا حنا لي لا خدمة لا صحة
    ولا كاع هدا كرم فيكم صاف نسبقو ضيوف هما لولين وحنا نصبرو مشي مشكيل المغربي صبار

  • Karim
    الخميس 17 دجنبر 2020 - 11:38

    L’accès aux soins de santé de qualité est . . .. problématique partout au Maroc et Pour Tous.
    On vous dit que votre père est mort alors qu’il est vivant, etc C’est grave. Manque de moyens, mais ce n’est pas tout. Il faut un personnel sérieux qualifié non corrompu.

  • من المغرب العميق
    الخميس 17 دجنبر 2020 - 11:41

    شاط الخير على الزعير أُفرقوه بْنِ حْسْنْ بْاْلْمْغْرفة ,سْتافد بعدا المواطن عاد البرََاني ,لك الله يا وطني.

  • المستشفى الحسني بالناظور
    الخميس 17 دجنبر 2020 - 11:44

    ارقد هنا في المستشفى الحسني بالناظور دواء novenox مفقود نسمع من الاطباء ليس موجود عندهم في المستشفى نطلب من وزير الصحة ان يوفره طلبا ليس أمرا.

  • الراشيدي
    الخميس 17 دجنبر 2020 - 11:56

    … السياسة الراشدة هي اغتنام الفرص لجلب المنافع والمصالح ودفع المضار المآسي.
    وليس هناك بالنسبة للشعوب مضرة كبرى وماساة عميقة اكثر من الحرب.
    فكل فعل او عمل او تصرف او سلوك يجنب الحرب بين القبائل والشعوب والبلدان والدول والحكومات فيه خير كثير وهو مطلوب شرعا وعقلا.
    لقد اغتنم المغرب فرصة مرض الدكتاتور فرانكو ولزومه فراش الموت ليفاجيء العالم بتنظيم المسيرة السلمية الخضراء للضغط ببركة القرآن الكريم على جنرالات اسبانيا للخروج من الصحراء.
    ومن المؤسف ان يواجه جهالة وحقد جنرالات الجزائر في حرب عصابات دامت 16 سنة لم تتوقف الا بعد أن حولوا بنادقهم الى صدور الشعب الجزائري في العشرية الدموية السوداء.
    وها هو المغرب الآن يغتنم فرصة اول رئيس امريكي لا يرفض طلبا لليهود لانتزاع الاعتراف بمغربية الصحراء وانه انحاز عظيم سيحدث ثقوبا في طبول حرب الجزائر ضد المغرب.

  • الدكتور المنكوب
    الخميس 17 دجنبر 2020 - 14:06

    مشكل الصحراء ليس فقط بين الجار الجزائر… لكن يتبين ان المشكل أعمق من ذلك هناك دول نظن انها صديقة و حليفة لكن في الحقيقة عدوة و لا تريد أن ينتهي هذا المشكل من بينها اسبانيا و فرنسا… و اما أمريكا فنعرف منذ زمان انها تبحث عن مصالحها و خاصة مصالح طفلها الرضيع إسرائيل.

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30 3

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 2

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 4

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 11

تقنين التنقل بالتطبيقات

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02 6

وزير النقل وامتحان السياقة