عدنان: جئتُ إلى بروكسيل متورطا في القصيدة .. والشعر يفهم ذات الإنسان

عدنان: جئتُ إلى بروكسيل متورطا في القصيدة .. والشعر يفهم ذات الإنسان
صورة: مواقع التواصل الاجتماعي
الخميس 4 مارس 2021 - 07:30

قال طه عدنان، الشاعر المغربي المقيم في بروكسيل، إن “الاستثمار في الثقافة يساهم في تجسير الهوة وفتح مسار المواطنين الأوروبيين بمختلف مشاربهم على أفق أكثر إضاءة”، مبرزا أن “اللغة العربية هي لغة فن وأمل وحياة، وهي لغة قادرة على الإسهام في الفسيفساء الثقافية العامة في بلجيكا، من أجل خلق الأفق المشترك لكل المواطنين البلجيكيين”.

وأورد الكاتب والشاعر المغربي المقيم في بروكسيل منذ عام 1996، في مقابلة تلفزيونية أجرتها معه قناة “الغد”، وهو يسترجع مساره الأكاديمي والتعليمي: “طه عدنان، ولدت بأسفي بالمغرب ونشأت في مراكش، هناك عشت طفولتي إلى غاية الجامعة، حصلت على إجازة في الاقتصاد. وقضيت سنتين في البحث عن العمل، وبعدها قررت أن أغير البلد تماما وجئت إلى الجامعة الحرة ببروكسيل، حيث حصلت على دبلوم في تسيير الموارد البشرية ودبلوم آخر في معهد التجارة”.

واعتبر الشاعر المغربي أنه فضل تغيير الجغرافيا من أجل متابعة دراسته “انتهيت بالاستقرار ببلجيكا والتجنس بجنسية بلجيكية عام 2000″، وقال عن بروكسيل: “هي مدينة تنتج يوميا مئات من التقارير وتدبج عشرات القرارات على المستوى الأوروبي. مدينة منتجة للأخبار والقرارات التي تساهم في تحديد معالم عالم اليوم. وأنا أبحث عن العمل، وجدتني أشتغل مع وكالة أنباء دولية لصالح فضائيات عربية. وعلى الرغم من أني وجدت عملا قارا، واصلت الاشتغال في مجال الصحافة إلى ما بعد الربيع العربي”.

وشدد الكاتب والشاعر ذاته على أن “الانشغال بالأدب يعطي فسحة وإجازة من هذا الإيقاع الصعب، ويعطيك فرصة أن تشهر حبك لهذه المدينة البلجيكية”. وقد ترجم هذا الحب في كتاب “بروكسيل المغربية”؛ وهو “إعلان عن محبة لهذه المدينة صدر عام 2015 شارك فيه حوالي عشرين كاتبا، وفيه المدينة المتخيلة نقترحها على البلجيكي الساكن فيها ليعيد اكتشاف مدينته”.

ويشتغل طه عدنان، منذ عام 2002، بوزارة التعليم فرنكفونية، ويقول إنه “على امتداد كل هذه السنوات، جئت من المغرب وعمري 26 سنة لي هوية ولغة كتابة وجدتني هنا باحتياجات ثقافية خاصة في الوقت الذي كان فيه الاهتمام باللغة العربية محدود”، مبرزا أن “الرهان على أن الثقافة العربية أن تكون في المسرح الوطني الفلماني والمؤسسات الثقافية والمسرح الوطني الفرنكفوني. هي احتياج إنساني ولعموم البلجيكيين ولنفهم بعضنا بعض”.

ويعود في حديثه إلى فكرة تأسيس الصالون الأدبي العربي عام 2006 وهو أول صالون يتم تنظيمه في بروكسيل، حيث تمت استضافة المبدعين العرب في المهجر وتم تسهيل التواصل مع شعراء بلجيكيين أو أوروبيين مقيمين في بلجيكا، وقد تواصلت هذه الدينامية لسنوات، حيث تم خلق هذا الفضاء الأدبي للحوار والتقاسم الثقافي”.

ويتابع طه عدنان: “جئت إلى بروكسيل متورطا في القصيدة؛ لأن الشعر يساعدك على فهم ذاتك ورصد التحولات التي تعيشها وعلى التواصل مع الآخر”، مبرزا أن “الكتاب العرب يعانون من اختلال في الميزان الترجمي لفائدة اللغات الأوروبية عموما. والعربية هي رابع لغة في بلجيكا ولها الحق أن تتداول”.

وزاد: “لا نريد الانسلاخ عن هوية ما ولا أن نندمج في منظومة قيمية ما، الأدب يطلب منك الاعتراف بالهوية والخصوصية وما تقتضيه هذه الكلمة من الاحترام”.

‫تعليقات الزوار

12
  • salim
    الخميس 4 مارس 2021 - 08:22

    اسم من الأسماء الشعرية التي تستحق أن نفتخر بها كمغاربة وكأبناء مراكش بالخصوص. خصوصا وأن نضاله الطلابي في الاتحاد الوطني لطلبة المغرب ايام جامعة القاضي عياض كان مشهودا، وهو النضال الذي تواصل بقوة على الواجهة الثقافية في مدينته الثانية بروكسل. مع أنه لم يتحدث في هذه الحلقة عن تجربته المسرحية المهمة.

  • نورالدين المعتدل
    الخميس 4 مارس 2021 - 08:28

    السيد طه عدنان من خلال قراءتي للفديو ولو أنني لم اتممه إلى آخره، أولى الملاحظات المسجلة ،أنكم غادرتم المغرب (بعد أن حصلتم على الأجهزة في الاقتصاد ) متوجها إلى بلجيكا بحثا عن العمل وبعد ذلك أدركتم العمل وحصلتم إلى الجنسية البلجيكية ،ومع هذا وذاك تقولون أنكم تكتبون في الشعر والأدب، والملاحظ انكم من خلال الفيديو هناك ازدواجية بين الحديث عن مساركم الاجتماعي والاقتصاديي وبين العمل الفكري ،وكان من الأجدر أن اسمعكم كشاعر وأديب بلجيكي بأصول مغربية ،وهذا يتجلى حتى من خلال العنوان.
    أما عن اللغة العربية ،كلغة رابعة ببلجيكا ،حبذا لو عللتم لماذا لهذه المرتبة ونتيجة لماذا ،وتبقى اللغة العربية لغة عالم الغد أراد من أراد وأكره من كره لأنها تحمل ما بين طياتها بذرات استمراريتها إلى الأبد وبها من الاسرار ما لا يخطر على بال احد ،كما أنني متعطش بافتخار أن أسمع أو اقرأ لبعض مؤلفاتكم في مجال الشعر والأدب والنثر ،لا سيما فيما يتعلق بمواضيع الشعر.اما عن الأدب، كما قال عميد الادب العربي: الأدب هو الأدب هو الأدب بالتكرار.على أي مسيرة موفقة أن شاء الله كسفير اللغة العربية في المهجر.

  • بنعيسى
    الخميس 4 مارس 2021 - 09:40

    مثقف يكتب ما يريد الغرب سماعه…..انت لا تنتمي الى الشعب انت هواك مع الغرب…نلحظ ذالك في حواراتك مع قنوات الغرب…..حيث تظهر على انك منفتح وعقلاني….ووووووو

  • fatema
    الخميس 4 مارس 2021 - 09:42

    اعتقد أن طه عدنان يلعب دور حلقة وصل ثقافية مهمة بين بلجيكا والمغرب. ولا أدل على ذلك من كتابه القيم (بروكسل المغربية) الذي اعتبر فيه بروكسل مدينة من مدن المغرب ثقافيا بسبب الحضور القوي للجالية المغربية بها.. وايضا كتابه المنشور باللغتين العربية والفرنسية (هذه ليست حقيبة) الذي جمّع فيه كل الأدباء العرب المقيمين في بلجيكا ويجعلهم يتحاورون مع الأرض البلجيكية بلغة الأدب الراقي والإبداع الجميل. وتحية له على كل اعماله.

  • أستاذة وطنية
    الخميس 4 مارس 2021 - 09:44

    افتخارك باللغة العربية مفخرة لكل مغربي يعتز بها ويرى قوة استمراريتها رغم كل المحاولات في ازاحتها من الوجود عبر ترجيح كفة لغة أخرى عليها فهنيئا لنا باللغة العربية لغة القرآن

  • ali alami
    الخميس 4 مارس 2021 - 10:35

    سبق لي أن سمعت السي طه يقول بأن اللغة العربية هي من لغات بلجيكا المهمة، يعني هي لغة بلجيكية.. وفي كتابه يقول في العنوان بأن “بروكسل مغربية”. إيوا، بروكسل مدينة مغربية والعربية لغة بلجيكية. باين لي هاذ المراكشي غادي يحمّق الشعب البلجيكي مسكين؟

  • Sauvez Nous SVP
    الخميس 4 مارس 2021 - 11:00

    جيتي ف الوقت لانقاد العالم من كورونا .. مازال الناس غارقة في الشعر الجاهلي .. وقليك جابو ل أوروبا لا حول ولا قوة إلا بالله .. هذا مثل أصحاب الجلاليب الفقهاء في شوارع أوروبا يصطادون السدج لبيعهم السحر والشعودة

  • مواطن
    الخميس 4 مارس 2021 - 11:30

    اشمن قصيدة الايهديك…نشيتي لبلجيكا باش تعيش الحياة….لماذا لم تذهب الى موريتانيا. ..بلاد الشعر….
    لماذا سمح لك بالسفر..؟ اليست هناك اجراءات منع التنقل.؟

  • ملاحظ
    الخميس 4 مارس 2021 - 12:13

    فاجأتني بعض التعليقات التي لا تعترف بالحوار الأدبي والشعري مع الغرب. سؤالي لهؤلاء الإخوة المحترمون: كيف تريدون أن نتحاور اذا لم نفعل عبر الأدب والشعر والثقافة؟ نتحاور من خلال الدين؟ هذا غير ممكن، وإلا فنحن نتذكر الحروب الصليبية وويلاتها. نتحاور من خلال تكفير الغرب؟ لاحظنا أن الإرهاب بسبب عقليته التكفيرية ماذا فعل وكيف صرنا نحن العرب المسلمون في قائمة ضحاياه, لهذا فالمثقفين والشعراء عندهم ما يقولونه في هذا الباب. لهذا لا أتفق نهائيا مع من يقولون بأن المثقف حينما يتكلم عن التعايش فإنه يردد ما يريد الغرب سماعه كما قال صاحب التدخل الثالث الأخ بنعيسى. لا يا أخي يجب ان نؤمن جميعا بتعايش الثقافات والحضارات والديانات ليعيش العالم في سلام. هذه يجب أن تكون قناعة كل الانسانية في الشرق والغرب .

  • هاجر
    الخميس 4 مارس 2021 - 13:19

    أحببت كثيرا هذا اللقاء, لغتنا الجميلة لن تمت ما دامت هنالك أرواح مبدعة وأقلام تسبح بُرقي في عوالم الكلمة الهادفة.

  • khawla
    الخميس 4 مارس 2021 - 15:37

    تحية للأستاذ طه ولكل أدبائنا في المهجر خصوصا في بلجيكا زفرنسا وهولندا، فهم سفراء مغربنا الحبيب ودورهم أحيانا اهم من دور القناصلة والسفراء من موظفي وزارة الخارجية

  • كريم المغربي
    الخميس 4 مارس 2021 - 21:19

    طه عدنان معروف في بلجكيا بالدفاع والتعريف بالثقافة المغربية واللغة العربية أمام البلجيكيين والأوروبيين. في كل الأنشطة الثقافية التي ينظمها طه عدنان نلاحظ الأجانب يشكلون نسبة كبيرة من جمهوره. المؤلف الجماعي ” بروكسل المغربية” Bruxelles la marocaine هو عبارة عن دليل ثقافي شارك فيه ثلة من الأدباء والشعراء والمبدعين المغاربة الذين مروا بالمدينة بنصوص أدبية بعين مغربية.

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02 4

وزير النقل وامتحان السياقة

صوت وصورة
صحتك النفسانية | الزواج
الخميس 28 مارس 2024 - 16:00 1

صحتك النفسانية | الزواج

صوت وصورة
نقابة الممرضين تعتصم بالبيضاء
الخميس 28 مارس 2024 - 15:40 1

نقابة الممرضين تعتصم بالبيضاء

صوت وصورة
ما لم يحك | البصري وتبذير الأموال
الخميس 28 مارس 2024 - 15:00 2

ما لم يحك | البصري وتبذير الأموال

صوت وصورة
الأمطار تنعش الفلاحة
الخميس 28 مارس 2024 - 13:12 3

الأمطار تنعش الفلاحة