مراكش ليست مرتعا للبيدوفيليا..

مراكش ليست مرتعا للبيدوفيليا..
الأربعاء 19 فبراير 2020 - 08:46

لا أعتقد أني سأفي بما يلفظه قلبي ويبوح، ولا أعتقد أن بضع كلمات في مقال سيفصح عن كل هموم المواطنين الغيورين على كرامة وعرض وطنهم؛ ذلك أن الحدث الجلل، الذي تابعناه جميعا خلال الأشهر القليلة الماضية، الخاص باغتصاب طفلة قاصر من قبل بيدوفيل كويتي، وقبله حالات مماثلة أكثر إيلاما وقسوة، يعطل العقل ويفصله تماما عن سياقه، في التفكير والتأمل والنظر فيما يعيد للبداهة سلطتها الرمزية وميزابها الاعتباري.

لن أعيد ما لاكته الألسن واعتورته الحكايا شينا وقبحا، بين من ينتقم لتاريخ الوطن ويغتاظ مما أصابه من محن الشقاء وخور البلاء وبين من يلتف بنفسه نفاقا وتبعية ينصب بوعه خسرانا وغيلة لا يجد ما يفشي به الإهانة ويرثيها غير التشكيك في كرامتنا وتقصيرها.

أريد فقط أن أضعكم أمام قراءة أخرى، لزاوية مسكوت عنها في أدبيات الإعلام والصحافة وتكاد تكون خلفياتها الاجتماعية والقانونية والنفسية حدثا بارزا يطلع علينا كلما نط خبر يكشف عن إعادة صياغة نفس الأحداث الدرامية الشنيعة التي لا تكاد تنتهي في زحمة تعطيل كل الآليات الخطابية التي تلسع سيرورة المجتمع، بالإضمار المبيت والتقصد في هدره والنيل منه والحط من قيمته.

لا يحيد هذا الهاجس عندنا، ونحن نتابع سلسلة من المشاهد المؤلمة والمروعة، التي تثيرها وسائلنا الإعلامية برهق مقاوم للنقد، محايث لطبيعة معالجة الأخبار وتحليلها.

هل استحضرنا يوما وضعيات فتيات الشارع، وربما قاصرات الرشد والجسد، اللائي تعج بهن الملاهي ومواخير الليل، وأحياء بيع الأجساد وأهواء السقط من متاع اللذات؟ عندما تداس الكرامة كل لحظة على مرأى ومسمع منا جميعا؟ هل نتمكن من إنصاف ضمائرنا المنكوبة، بعسف الصمت وريائها، عندما تداس الكرامة وتنتهك الحرمات، دون اقتدار على ملامسة جوهر المشكل. عن دواعي انتشار ظاهرة، ألصقت بوسم التاريخ ظلما وارتدادا أخلاقيا؟!

عندما ندقق في مفهوم العدالة، ونحقق في قوة وجودها، من حيث كونها ترتكز على تحقيق التوازن بين جميع مكونات المجتمع من حيث الحقوق، ويحكُم هذا التصوُّر أنظمة وقوانين يتعاون في وضعها أكثر من شخص بطريقة حُرة دون أي تحكُّم أو تدخُّل، بهدف تحقيق المساواة بين كل الناس، فإننا نستفتي قدرتنا على تجسيدها في أدق تفاصيل حياتنا، حضورها في تدبير العلاقات التي تتقاطع مع اقترانها بحركية المجتمع، وقضاياه الممتدة عبر كل الحياة المعيشة. عدالة مساواتية تقترن برفض التخصيص والاستثناء، أو قضائية ترتفع إلى إعلاء كلمة الحق، عبر إجراء محاكمة عادلة ومتوازنة مع الجرم المرتكب، مهما كان فاعله.

وعندما يكون الأمر مشروطا بمدى أهمية أن تكون العدالة مواطنة ومستقلة، أساسية في بناء ونهضة الأمم، فإن قضية مثل قرار إطلاق سراح البيدوفيل الكويتي، مثلما هو الحال بالنسبة لإطلاقات سابقة، والتي تميز بين مرتكب الجرم وضحيته، بين من ينتمي إلى فصيلة صحراء “الخويسات” أو “صحراء الصمان” ومن لا يجد قضمة رغيف يسد بها رمقه؟! لا يمكن تفهم مقاصدها السياسية أو الاقتصادية، إلا على سبيل التضجر والتشفي وتوتير خراب العمران. وفوق ذلك كله، العيش على الفتات والركوب على الضعف البشري، والقهرة و”الحكرة” المقيتين.

قبل الختم، أريد أن أشير إلى استمرار هذه المشاهد الدرامية الكالحة، فأينما وقعت طرافة استغبائية، على شاكلة ما كتبناه بدموعنا اليوم، تذكرت نفس الحلقات المسلسلة، من مواقع مختلفة، هنا وهناك، “القبض على خليجيين أو سياح أجانب، في وكر للدعارة، رفقة فتيات أو طفلات قاصرات، في وضعيات شاذة، …كذا، وتم إطلاق سراح الأجانب، من البلدان المذكورة، بينما وجهت المصالح الأمنية التهم إلى الفتيات بامتهان الدعارة… إلخ؟!”

‫تعليقات الزوار

5
  • Arsad
    الأربعاء 19 فبراير 2020 - 12:43

    الدعارة في المغرب وسبب شيوعها رغم انها ليست بالمستوى الذي هي عليه في بعض الدول منها العربية وحتى الخليجية سببها ان المغربي لايعلم الفرق بين التحرر والانحلال ولا يعلم شيئا عن ثقافة الاخرين ولا عقليتهم ونمط تفكيرهم في الخليج مثلا هناك دعارة وشواد اكثر مما هو في المغرب ولكن الخليجي لن يسمح لك بالجلوس مع اهل بيته فهنالك كما كان عليه الحال في المغرب صالة خاصة بالضيوف والخليجي ادا ما انت كرمته وادخلته بيتك وجالسته بين ابنائك وبناتك ونساء البيت لاينظر الى ذلك على انه تحرر وانفتاح ولكنه يظن انك تعرض عليه مايمكن ان يختاره من نساء بيتك جلهم الخلجين هكذا حتى المثقفين منهم وبهذا يجب على المغربي ان يحترس وان يتعلم كيف يتعامل مع الاجنبي وخاصتا العرب

  • مغربي
    الأربعاء 19 فبراير 2020 - 15:31

    Arsad

    تحدث بلسانك ولا تتحدث بلسان المغاربة، ظاهرة الاختلاط المطبخي والمائدة محصورة جدًا ولا يمكن تعميمها عل جميع المغاربة، المعروف أن في كل بيت مغربي صالة مخصصة بالغرباء والضيوف الرجال وأخرى للنساء، لعلك تتحدث من خارج المغرب فاختلط عليك الأمر

  • Arsad
    الأربعاء 19 فبراير 2020 - 16:53

    طبعا لم اتكلم بسوء ولا اعمم ولكن هذا هو الواقع فالمغربي كريم الى حد الاسراف وليس عن سوء نية ولكنه طبيعة لم يستطيع التخلص منها شخصيا اكون في ضيافة بعض الاحبة والاصدقاء يصافحني الجميع وبما اني مغربي هذا شيئ عادي بالنسبة الي وحتى في عائلتي يتعملون مع الضيوف بعفوية وبرأة ولكن العربي الاجنبي والخليجي بالضبط مريض وعنده تخلف في الثقافة وهنالك حالات كثيرة عاينتها شخصيا وعندي علاقات كثيرة مع عدت جنسيات عربية ولي فيهم رأي ان لم اقل خبرة اعرف كيف هي عقليتهم واعرف عن حياته العامة والخاصة فقط التونسي والجزائري هم الاستثناء مما ذكرته على كل العرب

  • فريد
    الأربعاء 19 فبراير 2020 - 18:32

    مراكش ليست مرتعا للبيدوفيليا، أحْنا المغاربة غير كْوانب لي قولتو لينا كاين راه كاين ،ولي قولتو ماكاينش راه ماكاينش.

  • نفسي حارة
    الأربعاء 19 فبراير 2020 - 19:51

    نحن يا صديقي نعلم انها ليست مرتعا للجنس على القاصرين ولكنها لو لم تُدِرَّ المال للدولة لحاربته الان أغلبية هؤلاء الحيونات سياح اجانب سواء خلجيين او اوروبيين او اسيويين إلا أن الدولة تشاهد من بعيد بدون أي محاربة لهذه الرديلة و الهدف هو كما يسمونها ربح المال من السياحة الجنسية و لله لك يا فقير أنت العرضة لهتك العرض هذا رأيي المتواضع اللهم اصلح حال الضعفاء

صوت وصورة
سكان مدينة مراكش بدون ماء
الثلاثاء 19 مارس 2024 - 01:05

سكان مدينة مراكش بدون ماء

صوت وصورة
خارجون عن القانون | عواقب عقوق الوالدين
الإثنين 18 مارس 2024 - 23:30

خارجون عن القانون | عواقب عقوق الوالدين

صوت وصورة
كاريزما | حمزة الفيلالي
الإثنين 18 مارس 2024 - 22:30

كاريزما | حمزة الفيلالي

صوت وصورة
خيوط البالون | المقلب الأخير لري تشيكوني
الإثنين 18 مارس 2024 - 22:00

خيوط البالون | المقلب الأخير لري تشيكوني

صوت وصورة
رمضانهم | أجواء رمضان في روسيا
الإثنين 18 مارس 2024 - 21:30

رمضانهم | أجواء رمضان في روسيا

صوت وصورة
ابراهيم دياز يصل إلى المغرب
الإثنين 18 مارس 2024 - 18:09

ابراهيم دياز يصل إلى المغرب