بين النظر العقلي والحقد الأيديولوجي..

بين النظر العقلي والحقد الأيديولوجي..
الخميس 7 ماي 2020 - 20:42

علمتنا التجربة الإنسانية أن بناء العلوم والمعارف، وإنضاج الأفكار والمواقف، وإنجاح الأعمال والمشاريع، لا ولن يتحقق إلا إذا كان وراءها نظر عقلي ونقد معرفي، يثمن صوابها ويصحح خطأها

ويقوم إعوجاجها، ولقد حوت لنا التجربة العربية الإسلامية مؤلفات وكتابات، بل تجارب حية في النقد والمراجعة، والتجربة الفقهية مثال زاخر في هذا الباب، في اختلاف الفقهاء وانتقاد بعضهم لبعض، كل يبسط دليله ويقدم حجته، ليس انتصارا للذات وإنما انتصارا للفكرة؛ فحركة النقد والمراجعة في تراثنا العلمي باب واسع من أبواب العلم.

شتان بين هذا الفعل الحضاري المعرفي، الذي مقصده ظاهر المساهمة في تجويد هذا الاجتهاد أو ذاك الرأي، والدفع به إلى حدود قصوى من الصدقية والصحة، وإزالة كل شبهة أو احتمال مخالفته لنص صريح أو لقول صحيح، وبين عمل دافعه التحيز والحقد الإيديولوجي، الذي يغيّب كل الأقيسة العقلية والمنطقية، ويضرب بأخلاق العلم عرض الحائط، ويتجاوز حدود النقد المعرفي والعلمي. إنه عمل يبدو ظاهره نظرا معرفيا يتوخى النقد العلمي، لكن باطنه الهدم والازدراء والحقد ورفض فكر الآخر، نظرا لتحكم البعد السياسوي والإيديولوجي المقيت في المقاربات المتحيزة، حتى صار أساس التقويم والنظر، فالعامل الإيديولوجي غشاوة تغطي عقل الكاتب قبل عينيه، فلا ينظر إلا للعثرات والزلات إن كانت هناك عثرات وزلات، ويحرم خلق الاعتراف بإنجازات المخالف، وقديما قيل:

وعين الرضا عن كل عيب كليلة….وعين السخط تبدي المساوئ.

وكنموذج على مثل هذه الكتابات المتحيزة، التي يطغى فيها البعد الإيديولوجي، ويكون أول ضحاياها المعرفة ذاتها، وإن حاول وسعى صاحبها إلى إضفاء النظر المعرفي عليها، كتابات الأستاذ أحمد عصيد. أسجل بداية أن من حقه التعبير عن آرائه وما يراه صوابا بكل حرية، وليس لأحد أن يحجر عليه، ومن نفس المنطلق نعطي الحق لأنفسنا لمناقشته بهدوء وبموضوعية في أبعد حدودها، وكل ادعاء ادعيناه سنقدم دليله من كتابات وأحاديث الأستاذ.

جل كتابات الأستاذ وأحاديثه الصحافية والتنويرية كما يحب أن يصفها لها خيط ناظم ومقصد واضح مبتغاها النيل والاستهزاء من كل ما له علاقة بالتراث والفقه والفقهاء، وفيها قفز وتجاوز للمعطى المعرفي والتاريخي؛ فلا جديد في ما يطرحه الرجل، بل يلوك عناوين استهلكت على مر السنين، ويعيد كتابتها وإحياءها لأنها مواضع إثارة، الغرض منها دغدغة عواطف الناس؛ ومنها موضوع المرأة/ العلمانية/ الإرهاب/الفقهاء/ المجال العقلي والمجال الشرعي. ومع ذلك فهذه المواضع المستهلكة يطرحها طرحا متخلّفا فيه تجن على التاريخ والتراث والمعرفة.

في هذا المقال نناقشه في ادعائه الفصل بين المجال العقلي والمجال الشرعي على اعتبار أن هذا أمر محسوم عند العقلاء وأصحاب الفكر ولا يقول به إلا المتخلفون كما يزعم.

ليس كل من يدعي العقل والعقلانية فهو كذلك.

إذا كان الأستاذ ينتقد على مخالفيه أنهم ماضويون ومتخلفون، وأنهم بعيدون كل البعد عن المنهج العقلاني، وأنهم يلوون أعناق الآيات لتخدم مصالحهم وتوجهاتهم، نجده يغالط حقائق التاريخ والمعرفة والفلاسفة الذين يتمسح بهم ليضفي على مقولاته طابعا فلسفيا، ومن أمثلة ذلك وفي معرض حديثه واستهزائه بالعقل المسلم الذي يتوهم بناء حضارة وتدشين الحداثة من داخل أنساقه المعرفية وتجربته الخاصة، وهذا في نظره أوج التخلف والطوباوية التي يعيش عليها العقل المسلم اليوم، واتهم المسلمين جميعهم تبعا لذلك بالعطالة العلمية، وفي هذا قفز على الحقائق التاريخية الثابتة التي اعترف بها العالم.. يقول الأستاذ وهو ينتقد مقولة الإعجاز العلمي في القرآن: “المسلمون دائما يعودون إلى الوراء ليبحثوا عن النص الديني الذي يتلاءم والحقائق العلمية فيتعسفون في استعماله” – إلى هنا قد يتفق معه الكثير- لكنه ما يفتأ ينتقل إلى القول: “النص الديني يرجع إليه في الأمور الدينية والعقدية ولا يمكن الرجوع له في غير ذلك”؛ وكعادته يقحم الفلاسفة الكبار ليعطي مصداقية لقوله، واستشهد على ذلك بقول الفيلسوف الكبير ابن رشد الفقيه والقاضي، يقول: “لقد حدد ابن رشد منذ ثمانية قرون أن هناك طريقين لا ينبغي الخلط بينهما، طريق العقل وهذا يؤدي إلى المعرفة بالبرهان، وطريق الشرع وهذا يؤدي إلى معرفة الله بالتصديق الإيماني”، ويستنتج استنتاجا فاسدا وهو ضرورة القطيعة بين المجال العقلي والمجال الديني، وفي هذا ظلم لهذا الفيلسوف واستغباء للقراء؛ فابن رشد يتكلم بخلفية فلسفية إسلامية راقية، فهو يتحدث عن عالم الشهادة وعالم الغيب، لا ليؤسس للقطيعة بينهما كما يحاول الأستاذ عصيد أن يستنتج، فهو -أقصد ابن رشد- يبين أن الوسائل المتاحة للتدبر في عالم الغيب، ليست هي الوسائل المستعملة في عالم الشهادة.

الأمور المتعلقة بالجانب الغيبي كالجنة والنار والبعث والجزاء أمور لا تدرك بالعقل وحده، إنما تدرك بالوحي، ولا سبيل للوصول إليها إلا بهدي من الوحي الصحيح، أما عالم الشهادة فقد جعل الله العقل ليكتشف العلاقات الكونية والسنن الإلهية، ويركب ويجمع حتى تحصل المعرفة العقلية، وتتكامل بذلك الرؤية المعرفية بين الوحي ومسلماته وإبداع العقل واستنتاجاته، وهذا أمر متعارف عليه، “ويوم يخلط الإنسان بين العالمين، ينطلق في كل منهما، أو يوظف النص في كل منهما بالطريقة نفسها، يتعذر العمل المجدي، ويشيع التبطل المتفلسف وتنهار الأمة”.

وفي هذا يقول الغزالي: “اعلم أن العقل لن يهتدي إلا بالشرع ، والشرع لم يتبين إلا بالعقل، فالعقل كالأس، والشرع كالبناء، ولن يغني أس ما لم يكن بناء، ولن يثبت بناء ما لم يكن أس، وأيضاً فالعقل كالبصر، والشرع كالشعاع، ولن يغني البصر ما لم يكن شعاع من خارج، ولن يغني الشعاع ما لم يكن بصر. فلهذا قال تعالى: “قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ يَهْدِي بِهِ اللّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلاَمِ وَيُخْرِجُهُم مِّنِ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ”، أليس ابن رشد من أسس قاعدة فلسفية يعلمها العامة والخاصة “إنّ الحق لا يضاد الحق بل يوافقه ويشهد له”. وهو يتحدث عن علاقة الحكمة بالشريعة ويقول أيضا: “إنّ الحكمة هي صاحبة الشّريعة، والأخت الرّضيعة لها، وهما المصطحبتان بالطّبع، المتحابّتان بالجوهر”.

ففي المنهجية المعرفية القرآنية يتكامل من خلالها الوحي والعقل والكون، فينصرف العقل المسلم، إلى مقصد النظر والتدبر وبناء الإنسان والعمران وإنزال الأحكام الشرعية على الواقع (واقع المكلفين). ويكون الوحي المرشد والموجه والهادي إلى تحقيق مراد الله، من خلق العقل وإنزال الوحي. أما إذا اشتغل العقل بما هو ليس من مقاصده وغاياته، كالخوض في قضايا الغيب والإلهيات وعالم ما وراء الحياة الذي هو عالم آخر لا يقوى العقل البشري أن يطاله من تلقاء نفسه، فإنه سيتيه في بحر متلاطم الأمواج، وسيضيع جهده وطاقاته، وسيظل يتخبط في قضايا سفسطائية، لا تقدم ولا تؤخر ولا تزيد ولا تنقص ولا تحقق النهوض الحضاري.

للمعرفة القرآنية مصدران: العقل والوحي، فلا ينبغي باسم العقل نفي الوحي، كما أنه لا ينبغي باسم الوحي تعطيل العقل. وأما الرؤية التي تفرّق بين نتائج العقل ونتائج الوحي فتنتهي بالقول إن الإسلام مجرد عقائد دينية لا دخل له في حياة الناس عامة. وأصحاب هذه الرؤية إنما هم متأثرون بالتجربة الغربية.

يتبع هذا في مقال قادم إن شاء الله.

‫تعليقات الزوار

13
  • الفوضى الثقافية
    الخميس 7 ماي 2020 - 21:38

    لن نضيف عن حضاركم الصفراء البائدة مند الأمويين إلى، 1930 اكتر مما قاله القرآن، ،،،منهم من يرد إلى اردل العمر حتى لا يعلم بعد علم شيئا،،، وهما حالكم اليوم مادا قدم العربو-اسلاميين الإنسانية؟قد نعدر الإغريق فاسهاماتهم كلها نظرية ، وباستثناء الاسطرلاب و نسخ كتب اليونان ،مادا قدمتم ؟ ،وظيفتكم التاريخية كانت "ساعي البريد ،، من العار عليكم ترككم القارة الأمريكية للحضارات الأخرى ،مرابطين بين الشرق و الغرب مصر فلسطين سوريا تركيا من أجل ضرائب التوابل و الحرير، فليالي احكي يا شهرزاد، حروب في حروب ،دسائس في دسائس الى اليوم،وكلها مند الفتن الأولى من أجل الريع ، و تتحدث عن الماضي العريق، أي ماض ،؟ تألف كتابا اليوم تعدم غدا ،شعر و غزل ،بل الف قصيدة و قصيدة ، عصيد مخطئ فهو ليس عربي و علاقته بدلك التراث تختلف عن علاقتك انت ،، ان من أراد النبش في دلك الماضي البيزنطي المتأخر ،عليه اولا قراءة المتعودتين ،

  • خديجة وسام
    الخميس 7 ماي 2020 - 22:10

    أيها الكاتب الكريم،

    من دون أي تهجم ولا معاداة أصارحك أنك لست على صواب كما هو حال الغزالي وبن رشد وكل من زال يتشبث بفكرهما سواء سمى نفسه تقدميا أم رجعيا. لماذا يا ترى ؟

    حاول الغزالي ثم إبن رشد وحاولت الكنيسة بعدهما، ولحد الآن، التوفيق بين الوحي والعقل ولم يوفق أحدهم لأن الوحي (أساس الفكر الديني) يقول بعدم المساواة بين الرجل والمرأة وبين المؤمن (المسلم أو المسيحي) وغير المسلم.

    أما عقلنا البشري السليم وأخلاقنا الطيبة يدعوان كل البشر إلى الأخوة والمودة وعدم التمييز بين البوذي والمسيحي وعدم التفرقة بين أمنا وأبينا في الحقوق.

    فمن غير المعقول أن يُمْنَح الرجال حق مناكحة من طابت لهم من نساء وجواري وليس من المعقول أن تُبْنى أمة فاضلة يحق لها سبي غير المؤمنات وبيعهن في الأسواق. أفلا تعقلون أم أنتم بين بني البشر تفرقون ولإغتصاب وسبي الأيزيديات مبيحون؟

  • Hasselt
    الخميس 7 ماي 2020 - 22:41

    أحببت أن يتضمن العنوان البعد العقلي والنظري والإديولوجي و تحدف كلمة "الحقد " لأنها توحي بالضغينة و استصدار حكم قيمي على الرأي المخالف . الأستاد عصيد كجميع المدرسين يستحضر أجوبة عن أسئلة متوقعة و غالبا ما تمهد لبسط أرضيةنقاش . المدرس عندما يسأله تلميذ في الإبتدائي عن وجود الله يشير إلى السماء الهدف هو تبليغ التلميذ الله رقيب شهيد و في الإعدادي يجيبه الله في قلوب المؤمنين تصديق قلبي . …

  • العقل
    الجمعة 8 ماي 2020 - 00:16

    المهزلة كلما تكلمت مع أي مسلم يقول لك أن الأسلام يحثنا على العقل ، ويستشهد مثلا بعبارة من القرآن " أفلا تعقلون ".
    لكن رغم ذلك فهو لايستعمل العقل بتاتا في أمور دينه، فتجد المسلمين يُصدقون ويحفظون القرآن والكثير من الاحاديث الصحيحة وانظر الى هذه الصحيحة فيها حديث أعضوه بهن أبيه ( قضيب ابيك ) و فيها حديث القرده الزانيه و فيها حديث ارضاع الكبير و فيها حديث بول البعير و فيها حديث موسي عندما خلع عين ملك الموت و حديث الحجر الذي سرق ملابس موسي …الخ وكل هذا صحيح في عقول المسلمين . هل الذي يؤمن بهذه الخرافات إنسان سوي ويسستعمل عقله؟
    الفقهاء وببساطة يرفضون العقل و يؤمنون بعدم جواز الاعتماد عليه في القضايا الدينية لأنه يُخطأ، لذا نرى أن علماء الإسلام أختلفوا في حكم تعلم المنطق مثلا ، فقال قوم هو محرم بالكلية، وقال آخرون بأنه جائز للذكي كامل القريحة،.. و يكفيك ما قاله بعض علماء السنة "من تمنطق فقد تزندق" ومع كل هذا ويأتيك المسلم ليفتري كذبا أن المسلمين كانت لديهم حضارة عظيمة…. وباز آسيدي باز … والله ما دحشمو.

  • sifao
    الجمعة 8 ماي 2020 - 00:53

    النقد لم يظهر كمفهوماجرائي،الا مع"كانط"،اما ما تعتبره نقدا في مواجهة فلاسفة الاسلام والمتكلمين او بين المذاهب الفقهية،كمواجهة الغزالي وابن رشد من خلال "تهافت الفلاسفة" و"تهافت التهافت" فتندرج ضمن المجادلات الكلامية التي لم تخرج عن الاطار الديني،الغرالي حاول تبيان ضلال الفلاسفة وابن رشد حاول اظهار تهافت المتكلمين باضفاء الطابع الديني على حجج العقلية ، ولم يتجرأ احد منهما على انتقاد اراء الآخر من خارج النص الديني،كما ان المواجهات الفقهية،حدثت بسبب الاختلاف في التفسير والتأويل او حول صحة المرجع واليس بسبب الاختلاف حول المرجعية او منهجية التحليل والتعليل، النقد لم يكن يوما جزء من المنظومة الفكرية الاسلامية،لا على مستوى الفقه او الكلام ولا حتى الفلسفة،هذه الاخيرة لم يتم القبول بها كمادة فكرية الا بعدما تم اضفاء الطابع الديني عليها،اي عندما اصبحت تخدم الدين او على الاقل لا تنتقده او تصدم به،واستمر هذا الوضع لفترة وجيزة قبل ان يتم تجريمها واستبعادها من المجالس العلمية وكذا من الجامعات والمعاهد التعليمية والعلمية بصفة نهائية، الشك او تعليق حكم في قضية دينية يعتبر كفرا وزندقة

  • mimoun
    الجمعة 8 ماي 2020 - 00:53

    كلاكما تلتقيان على مورد واحد
    قبل ان تطفئى عطشكما تترافسا حتى تصير العين بعد صفائها راكدة
    يا صاحبي لا تبالغ ولا تزكي افكار من سبقونا من تاويلات تقطعون الطريق عن كل من يحاول اعادة النضر في من تقتدون بهم بعد وفات الرسول صلى الله عليه وسلم
    ارى انكم خوافون اذا حاولتم ابعاد الخوف صرتم عنيفون
    اما الذي بنيت عليه نقدك خوفه يستوحيه منكم اذا كان قصده ليخادع القارئ قد يستجيب له من يستجيب اما اذا كان يقصد منبع الرسالة لن يفلح خداعه سيبقى يعض لسانه الى ان يقطعه باسنانه

  • Hassan
    الجمعة 8 ماي 2020 - 00:54

    أحببت لو خلا العنوان من كلمة حقد واكتفى بالنظري العقلي و الديماغوجي . لأن تلك الكلمة توحي بالضغينة و هي قيمة سلبية . الأستاد عصيد من رجال التعليم يستحضر عدة إجابات عن أسئلة متوقعة و يبسط ارضية للنقاش . عندما يسأل الطفل عن الله نشير إلى السماء والهدف إدراك الرقيب الشهيد . واليافع نقول له الله في قلوب المؤمنين حتى يدرك التصديق . شكرا للأستاذين و للمنبر الذي يعلمنا حسن تقبل الرأي والرأي الآخر . جازاكم الله

  • سعيد المغربي
    الجمعة 8 ماي 2020 - 12:10

    تحية هسبريسية، يبدو أن مناقشاتنا البيزنطية لن تنتهي أبداً. والسبب في هذا كله هو إقحام الدين في المجال العام. الدين يا سادة مسألة شخصية، هي مسألة تصديق واعتقاد وإيمان، مسألة في قلب المرء لا في عقله. فلو تركنا الدين في قلوبنا وبيوتنا لعشنا سالمين غانمين من دون حقد ولا ضغينة. لن تجد قط إنجليزيين أو يابانيين أو أمريكين يتحدثان عن الدين. أما نحن، في بلدان ما يسمى المشرق أو الجنوب، فلا نرتشف فنجان القهوة إلا وحديثنا عن الدين، ولا نضع رؤوسنا على وسائدنا إلا ونحن نفكر في الدين، ولا نتبايع أو نتشارى إلا ونحن نتحدث عن الدين. حتى معلق كرة القدم يتضرع إلى الله ليفوز فريقه وكأن الفريق الخصم من طينة الكفار. فدعو دينكم في بيوتكم، فتُريحوا وتستريحوا.

  • رأي1
    الجمعة 8 ماي 2020 - 23:20

    متى يكون النقد مقبولا ومبررا.الا يتوقف ذلك على التحلي بالموضوعية والنزاهة الفكرية بعيدا عن التسامح والتحامل.كذلك فان هذا النقد الموضوعي والنزيه يستوجب من صاحبه ان يكون على المام كبير بموضوع نقده .فما يجعل الانسان يجتر نفس الافكار التي يستخدمها في نقده هو افتقاره الى المعرفة الدقيقة بالمعطيات المتعلقة بموضوع نقده.اضف الى ذلك التعصب غير المؤسس للموقف الذي يتبناه والمصاحب عادة بالانفعالات.ابن رشد كما نعلم كان مطلعا اطلاعا واسعا ودقيقا على الفلسفة والدين….

  • عبد العليم الحليم
    السبت 9 ماي 2020 - 11:06

    ( والخطأ فيما تقوله المتفلسفة في الإلهيات والنبوات والمعاد والشرائع أعظم من خطأ المتكلمين

    وأما فيما يقولونه في العلوم الطبيعية والرياضيةفقد يكون صواب المتفلسفةأكثر من صواب من رد عليهم من أهل الكلام فإن أكثر كلام أهل الكلام في هذه الأمور بلا علم ولا عقل ولا شرع.

    ونحن لم نقدح فيما عُلم من الأمور الطبيعية والرياضية،

    لكن ذكرنا أن ما يدّعونه من البرهان الذي يفيد علوما يقينيةكلية بالأمور الطبيعية
    ليس كما يدعونه
    بل غالب الطبيعيات إنما هي عادات تقبل التغير ولها شروط وموانع…

    والمقصود ان ما يذكرونه من الأقيسةفي العلوم الاهية والطبيعيةومايتعلق بها فلا يفيد يقينا إلا كما يفيد قياس التمثيل
    إذ هي مبنية على قضية كلية لا يقين عندهم بأنها كليةإلا كاليقين الذي عندهم بقياس التمثيل

    ولا سبيل لهم الى ذلك مثل قولهم في العلم الالهي الواحد لايصدر عنه إلا واحد والشيء الواحد لايكون فاعلا وقابلا وامثال هذه القضايا الكلية
    التي لاعلم لهم بها ولا يستدلون على ذلك إلا بقياس فيه قضية كلية لاعلم لهم بها وإن كان يمكن إبطالها
    لكن المقصود هنا بيان انه لاعلم بالموجود يحصل عن قياسهم وهذا باب واسع يظهر بالتدبر) ابن تيمية

  • المالكي
    السبت 9 ماي 2020 - 13:03

    ……منها موضوع المرأة/ العلمانية/ الإرهاب/الفقهاء/ المجال العقلي والمجال الشرعي في ……
    في الحقيقة 'الاستاذ عصيد' حافظ لهذه الكلمات وكل مرة يكتب مقالا يعيد فيها ترتيب هذه الكلمات لينتج مقالا له عدة ميزات
    1- المراوغة
    2- الكذب
    3-عدم احترام الامانة العلمية
    4- الاستشهاد ببعض الحالات المعزولة في الواقع
    شكرا للاستاذ مصطفى حضران في انتظار البقية

  • عبد العليم الحليم
    السبت 9 ماي 2020 - 16:59

    كثرة اختلاف الفلاسفة أهل البرهان

    قال ابن تيمية (ت1328م) : ( وليس يلزم من كونهم أهل برهان في علم الحساب والطب والهندسة أن يكونوا أهل برهان في معرفة الله تعالى وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر،
    كما أنه لا يلزم من كون الرجل ذا برهان في الهندسة والحساب أن يكون ذا برهان في الطب
    مع أن كليهما صناعة حسية ؛..
    ومن المعلوم أن العلم بهذه الأمور أبعد عن الطب والحساب من بُعد أحدهما عن الآخر..)

    و قال : ( وهذا كما أن الأطباء وأهل الهندسة من أذكياء الناس، ولهم علوم صحيحة طبية وحسابية، وإن كان ضل منهم طوائف في الأمور الإلهية،
    فذلك لا يستلزم أن يضلوا في الأمور الواضحة في الطب والحساب.
    فمن حكى عن مثل أرسطو أو جالينوس أو غيرهما قولا في الطبيعيات ظاهر البطلان، علم أنه غلط في النقل عليه، وإن لم يكن تعمد الكذب عليه.)

    و قال في كتاب درء تعارض العقل والنقل 1- 158 : ( وأما سائر طوائف الفلاسفة، فلو حُكي اختلافهم في علم الهيئة وحده
    لكان أعظم من اختلاف كل طائفة من طوائف أهل القبلة،
    والهيئة علم رياضي حسابي هو من أصح علومهم،
    فإذا كان هذا اختلافهم فيه فكيف باختلافهم في الطبيعيات أو المنطق؟ فكيف بالإلهيات؟ .)

  • فزاز
    الأحد 10 ماي 2020 - 03:56

    خلافا لما يقوله البعض من أن الحضارة العربية كانت مجرد ناقل للفلسفة من اليونان إلى أوربا من خلال أحد أبرز الفلاسفة وهو ابن رشد .. ظهرت عدة مؤلفات من الغرب تفند هذا الادعاء وتعترف بما قدمه الفلاسفة المسلمين من إضافة في الصرح الفلسفي .. كما أن علم الكلام والذي يعتبره البعض محصور في المضامين الدينية يتضمن منهجية صارمة في عرض المقدمات ومقارنة ما قاله المتكلمون وتفنيدها شبيهة بالمنهج الفلسفي وابن حزم والغالي والشاطبي وغيرهم أشهر من علم في هذا الباب. ..

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30 1

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 2

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 3

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 11

تقنين التنقل بالتطبيقات

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02 6

وزير النقل وامتحان السياقة