خبراء يربطون استعادة قيمة "الأورو" بالطاقة الروسية وتعديل السياسة النقدية

خبراء يربطون استعادة قيمة "الأورو" بالطاقة الروسية وتعديل السياسة النقدية
صورة: أرشيف
الأحد 17 يوليوز 2022 - 13:00

أدى هبوط الأورو أمام الدولار على خلفية حرب أوكرانيا والمخاطر المتزايدة التي تواجه اقتصاد الاتحاد الأوروبي إلى تكافؤ العملتين لأول مرة منذ عقدين.

وتراجعت العملة الأوروبية الموحدة إلى 0,9952 دولارا الخميس، وهو مستوى غير مسبوق منذ أواخر العام 2002 عندما طرح الأورو للتداول رسميا؛ لكن يتوقع المستثمرون أنه بإمكان الأورو التعافي إذا زالت عقبات عديدة تقف في طريقه خلال الأشهر المقبلة.

وتتمثل العقبة الأولى بخطر توقف إمدادات الغاز الروسية إلى أوروبا؛ وهو أمر من شأنه أن يؤدي إلى ارتفاع أسعار فواتير الكهرباء، ويجبر دول منطقة الأورو على الحد من بعض الأنشطة الصناعية.

وقالت إستر ريخليت، المحللة لدى “كوميرزبنك”، لوكالة فرانس برس: “إذا عاد تدفق الغاز من روسيا إلى وضعه الطبيعي أو توقف عن التراجع على الأقل بعد انتهاء الإغلاق الذي أدت إليه أعمال الصيانة في نورد ستريم 1 الأسبوع المقبل، سيخفف ذلك مخاوف الأسواق بعض الشيء من أزمة غاز وشيكة في أوروبا”.

وبينما حذّرت مجموعة “غازبروم” الروسية العملاقة للغاز من أنه لا يمكنها ضمان سير عمل خط الأنابيب بشكل عادي، تخشى الدول الأوروبية من إمكانية أن تسعى موسكو إلى استخدام مبررات تقنية من أجل وقف شحنات الغاز بشكل دائم والضغط عليها.

وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الخميس، إن روسيا تستخدم الطاقة “سلاحا في الحرب”.

بدوره، حذّر ستيفن إنيس، المحلل لدى “إس بي آي لإدارة الأصول”، من أنه في حال “عدم إعادة تشغيل (نورد ستريم1 )، سيتراجع الأورو وسيشعر العالم بأسره بارتدادات الهزة الاقتصادية فيما يمكن بأن تتسبب أزمة الطاقة الأوروبية في ركود”.

إنذار للبنك المركزي الأوروبي

لفتت جين فولي، خبيرة الصرف الأجنبي لدى “رابوبنك”، إلى أن “الركود سيعني بالتأكيد أن الأسواق ستصبح أكثر قلقا حيال مخاطر التجزئة في منطقة الأورو”.

وعلى غرار مصارف مركزية أخرى، يسعى البنك المركزي الأوروبي إلى تجنّب خنق الاقتصاد عبر رفع معدلات الفائدة بشكل كبير جدا؛ لكن عليه التفكير أيضا في تجزئة محتملة لسوق الديون في ظل تباينات كبيرة في معدلات الاقتراض في أنحاء منطقة الأورو.

وحافظ البنك المركزي الأوروبي، حتى الآن، على سياسة نقدية فضفاضة إلى حد بعيد لدعم الاقتصاد، في وقت اختار الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي رفع معدلات الفائدة ويتعهّد بمواصلة ذلك لمواجهة التضخم.

ومن المقرر أن يعلن عن قراره بشأن سياسته النقدية الخميس، وأشار إلى أنه سيرفع معدلات الفائدة لأول مرة منذ 11 عاما.

وقال محللو “ستاندارد اند بورز”، في مذكرة، “إذا كان البنك المركزي الأوروبي يهدف إلى إعطاء دفعة إلى الأورو، فسيتعيّن عليه رفع (معدل الفائدة) بمقدار 50 نقطة أساس في يوليوز و/أو الإشارة إلى أن تحرّكات (لرفعه) 75 نقطة أساس مطروحة لشهر شتنبر”.

وأضاف المحللون أن “تعديلات أسرع في السياسة (النقدية) ستساعد الآن في تثبيت توقعات التضخم وخفض الحاجة إلى موقف يقوم على سياسة تقييدية في وقت لاحق”.

تجاوز مرحلة التكافؤ

يرى خبراء اقتصاد في مصرف “بيرنبرغ” أن تراجع الأورو يعود بشكل أكبر إلى تحسن الدولار الذي “ارتفعت قيمته بقوة مقابل سلة واسعة من العملات منذ منتصف العام 2021”.

واستفاد الدولار من تشديد الاحتياطي الفيدرالي سياسته النقدية في وقت يحاول كبح جماح التضخم الذي بلغ مستويات قياسية في يونيو.

وذكر خبراء “بيرنبرغ” أن “الأسواق تتوقع بأن يرفع الاحتياطي الفيدرالي المعدلات بمئة نقطة أساس بدلا من 75 نقطة أساس في اجتماعه المقبل في 27 يوليوز”، وأضاف الخبراء: “إذا كان الأمر كذلك، فيمكن بأن يعزز ذلك الدولار أكثر”.

وأوضح مصرف “يونيكريدت”: “بحلول نهاية العام، يفترض أن تدعم احتمالات تراجع التضخم والرسائل الأكثر توازنا من المصارف المركزية عودة الرغبة بالمخاطرة وتخفيف الطلب على الدولار الأمريكي مع اقتراب بلوغ المعدلات الرسمية ذروتها الدورية”.

وأشار خبراء المصرف سالف الذكر إلى أنه في حال تم ذلك، فسيكون بإمكان الأورو تجاوز مرحلة التكافؤ في الأشهر الأخيرة من العام 2022.

‫تعليقات الزوار

12
  • عزيز
    الأحد 17 يوليوز 2022 - 13:09

    اوروبا وامريكا .مارادو السلام ابدا .لوكان يريدون السلام. لما أخبرو أوكرانيا ان تجلس للتفاوض مع روسيا. ليس تسليح اوكرانيا. اما الغاز الروسي فمن حقها ان لا تمد الغاز لا اوروبا كيف يعقل. شددو عليها أقصى العقوبات. ولا تقطع الغاز.

  • مواطن غيور1
    الأحد 17 يوليوز 2022 - 13:19

    السلام عليكم
    الآن تعلمون من المستفيد من الحرب في أوكرانيا!!

  • الماني مغربي
    الأحد 17 يوليوز 2022 - 13:20

    صعب جدا يسترجع اليورو قيمته بدون الغاز الروسي، صحيح أن البيترول يعيش اخر أيامه، كل الخبراء يوكدون التخلي التام عن البيترول سيكون في عام 2050 لكن قبل 2050 واجب على السياسيين الاوربيين التعامل مع روسيا و الابتعاد عن المهرج الذي يريد تدمير اوربا و المشكلة أن السياسيين يطبقون بالحرف ما تمليه عليهم امريكا و هذا سيؤثر سلباً على اوربا، في المانيا يوجد حل و هي الطاقة النووية توجد محطات توليد الطاقة النووية لكنها مغلقة نظرا للخوف من حوادث مثل ما وقع في تشيرنوبل.
    اوربا بدون روسيا لن تتطور، و امريكا تستغل هيمنتها على أوربا للصالحها.

  • الكراغلة
    الأحد 17 يوليوز 2022 - 13:23

    الحقيقة أن الدول الغربية عاقبت نفسها بنفسها عندما فرضت عقوبات على روسيا الإتحادية خصوصا في مجال الطاقة

  • Finally
    الأحد 17 يوليوز 2022 - 13:51

    هرمنا من الانتظار لهده اللحظة رجوع الدولار إلى مكانته كما كان في السابق في الثمانينات والتسعينات ايام ريغن وكلينتون كمهاجرين مغاربة في امريكا دائما كان الدولار متوفقا على العملات الاجنبية قبل ظهور اليورو

  • مواطن
    الأحد 17 يوليوز 2022 - 14:03

    متى تتكلمون عن الحملة الوطنية التي تدعو الى تخفيض ثمن المحروقات هذ اهم موضوع وطني وجب التطرق السه لا يمكن تغطية الشمس بالغربال

  • محمدين
    الأحد 17 يوليوز 2022 - 14:22

    إذا أرادت أوروبا الخروج بسلام من هذه الحرب ويعود الاقتصاد الى سابق عهده أن يذهبوا الى بوتين ويقبلوا رأسه ويديه ويقطعوا كل صلة بالمهرج زلينسكي

  • Khafa
    الأحد 17 يوليوز 2022 - 14:36

    انكشفت الحقيقة، التحالف اليهودي الصليبي الغربي لا يمكنه ان يعيش بدون سرقة ثروات الاخرين.
    كانت روسيا تزود الغرب اليهودي الصليبي بالطاقة مجانا، حيث تستثمر ايرادات الغاز في الاقتصاد الغربي.
    عندما سرق الغرب اليهودي الصليبي المدخرات الروسية في الاقتصاد الغربي بدعوى “فرض عقوبات” كما فعل مع دول الخليج من قبل. فقد مزودا الطاقة للغرب الثقة في الاستثمار في الغرب اليهودي الصليبي المنافق والارهابي.

  • بنعبدالسلام
    الأحد 17 يوليوز 2022 - 15:59

    ولكن، إذا كان الغربيون بصفة عامة ،والأوروبيون بصفة خاصة ، يدركون أن لروسيا كل هذا الثقل الأقتصادي وما يمكن أن تتسبب فيه من متاعب وخيمة لِدُوَلهم ولإقتصاداتهم ،فلماذا غامروا ودخلوا في صراع مع هذا العملاق ، الذي يبدو أنهم لا قدرة لهم في مواجهته، في حين يمكن تفادي هذا الصراع لولا الغرور المفرط لهذه الدول الغربية؟. تصوروا لو أن روسيا العملاقة لها نفس العقلية كالجزائر القزمة ، ماذا يمكن أن يقع للدول الغربية ؟ اقتصاداتها ستصبح في خبر “كان” ،لا محالة، وفي وقت وجيز.

  • Khalil
    الأحد 17 يوليوز 2022 - 17:04

    اوروبا تؤدي ثمن خطاها المتمثل في نهم امريكا للسيرة على العالم. اصطدمت بخصم لم تقدر قوته فاتجهت الى الدول الخليجية لتستعين بها وتسدد لها فاتورة مغامرتها تستعرض عظلاتها ضد خصم تحسب انه ضعيف وهو ايران. هذه هي سياسة الجبناء

  • فؤاد
    الأحد 17 يوليوز 2022 - 19:10

    اذا لم تتوسل اوروبا من روسبا و تعتذر و في انتظار قبول روسبا لتصدير الغاز الى اوروبا ستقع اوروبا في ازمة اقتصادية خطيرة و منها :
    انهيار الشركات الصناعية الكبرى
    التضخم و ارتفاع صاروخي للاسعار
    انخفاض الاورو امام الدولار بنسبة كبيرة
    و اخيرا انهيار الاقتصاد الاوروبي.

  • Jalal
    الإثنين 18 يوليوز 2022 - 08:04

    قام البنك المركزي الأوروبي بتخفيض قيمة اليورو لمنع التضخم من تجاوز 2.8 وأيضًا السبب الرئيسي وراء كون المنتجات الأوروبية أرخص في جميع أنحاء العالم …

صوت وصورة
أجانب يتابعون التراويح بمراكش
الخميس 28 مارس 2024 - 00:30 1

أجانب يتابعون التراويح بمراكش

صوت وصورة
خارجون عن القانون | الفقر والقتل
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:30

خارجون عن القانون | الفقر والقتل

صوت وصورة
مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:00

مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية

صوت وصورة
ريمونتادا | رضى بنيس
الأربعاء 27 مارس 2024 - 22:45 1

ريمونتادا | رضى بنيس

صوت وصورة
الحومة | بشرى أهريش
الأربعاء 27 مارس 2024 - 21:30

الحومة | بشرى أهريش

صوت وصورة
احتجاج أساتذة موقوفين
الأربعاء 27 مارس 2024 - 20:30 5

احتجاج أساتذة موقوفين