الولايات المتحدة الأمريكية وحزب الله .. العداء معلنٌ والتقارب محتملٌ

الولايات المتحدة الأمريكية وحزب الله .. العداء معلنٌ والتقارب محتملٌ
الأحد 18 فبراير 2018 - 04:00

فتح تصريح لريكس تيلرسون حول الدور السياسي لحزب الله في لبنان النقاش حول النظرة الأمريكية لهذه الجماعة، إذ يظهر تيلرسون كما لو أنه أعطى نوعاً من الشرعية السياسية لجماعة يعتبرها النظام السوري أحد الدروع التي تحمي ظهره من القوات المناوئة له، وتعتبرها إيران حليفاً قويا خارج حدودها، بينما تعتبرها بلدان الخليج والولايات المتحدة وإسرائيل ودول قليلة عبر العالم منظمة إرهابية.

تصريح تيلرسون الذي أدلى به من العاصمة الأردنية عمان قبل انتقاله إلى لبنان، خلق ضجة واسعة في الكثير من وسائل الإعلام الأمريكية واللبنانية، كما تعرّض الوزير إلى حملة انتقادات واسعة على موقع تويتر، منها ما رد عليه مارك دوبويتز، المدير التنفيذي لمنظمة الدفاع عن الديمقراطية، عندما كتب: “حزب الله جزء من العملية السياسية في إيران بالطريقة نفسها الذي يعدّ بها الحرس الثوري جزءاً من العملية السياسية في إيران، أي عبر التخويف والعنف.. علينا أن نقاوم هذا الأمر لا أن نعترف به”.

عداء معلن لا يخفي أهدافاً مشتركة

تملك الولايات المتحدة علاقات قوية مع لبنان، فهذا الأخير يستفيد سنوياً من مساعدات أمريكية وصلت عام 2016 إلى 416.5 مليون دولار. وتحرص واشنطن على تعاون استراتيجي مع بيروت لأهداف كثيرة منها ضمان أمن إسرائيل وإبعاد خطر حزب الله عن إسرائيل، بيدَ أن الحكومة الأمريكية تدرك جلياً أن حزب الله يعدّ رقماً أساسياً في المعادلة السياسية داخل لبنان، فهو جزء من الائتلاف الحكومي، كما أن رئيس الوزراء اللبناني، سعد الحريري، المدعوم من الرياض، لا يعارض استمرار حزب الله في الحكومة، بل إنه يعتبر هذا الاستمرار إحدى ضمانات الاستقرار السياسي في لبنان.

ورغم اللهجة الأمريكية القاسية تجاه حزب الله، خاصة مع الاتهامات الموجهة إليه بـ”استهداف المصالح الأمريكية داخل وخارج أمريكا واعتماده الإرهاب وسيلة لتحقيق أهدافه” كما قال قبل أسابيع، نيكولاس راسموسن، مدير المركز الوطني لمحاربة الإرهاب التابع للحكومة الأمريكية، فإن هناك قناعة بين عدد من النخب الأمريكية بأهمية حزب الله في الخارطة اللبنانية، ومن ذلك ما قاله دانييل بيمان، الأستاذ بجامعة جورجتاون الامريكية، من كون حزب الله “مزيج صلب بين جوانب متعددة من القوة”، لافتاً في حوار سابق مع منظمة التفكير الأمريكية CFR أن الحزب يعّد أقوى حركة سياسية في لبنان.

ويمضي دانييل بيان، المشهور داخل أمريكا كواحد من أهم الخبراء في المجال الأمني، في القول إنه إذا كان استمرار قوة حزب الله داخل لبنان ليس خبرا جيدا لواشنطن، فإن الاعتراف بهذه القوة سيخلّص واشنطن من مشكل أساسي في علاقتها مع الحكومة اللبنانية.

كما أن واشنطن وحزب الله، ورغم عدائهما المعلن، شاركا خلال السنوات الأخيرة هدفاً أساسياً رغم أن كل طرف عمل بمفرده. يتعلّق الأمر بمنع وصول تنظيم “داعش” إلى لبنان. وهو ما نقله تقرير لنيويورك تايمز عام 2014، عندما أشار إلى أن حزب الله استفاد من الأسلحة الأمريكية المقدمة للجيش اللبناني، ومن المعطيات الاستخبارية التي تقدمها واشنطن لبيروت، حتى تقوم قوات الحزب بحماية الحدود اللبنانية ومنع تسلّل إرهابيي “داعش” إلى البلد.

ويوضّح يوسف دياب صحفي ومحلل سياسي لبناني، في تصريحات لـDW عربية، أن واشنطن على وعي بوجود تأييد شعبي وتمثيل سياسي لحزب الله داخل لبنان، ولا مشكلة لها مع هذا الدور بما أنها تعتبره أمرا داخليا، إنما لها مشكلة مع الترسانة العسكرية للحزب، ومع استغلاله لهذه الترسانة لأجل التحكم السياسي في البلد والقيام بـ”دور تخريبي” في المنطقة، وهو ما جعلها تضعه على قائمتها للإرهاب.

هل تراجع تيلرسون عن موقفه؟

لكن هل توقف تيلرسون عن وصف حزب الله بالجماعة الإرهابية؟ يبدو الأمر عكس ذلك، فقد صرّح في مقابلة مع قناة الحرة الامريكية، هذا الأسبوع، إن مشكلة بلاده في لبنان مع حزب الله الذي يعدّ “منظمة إرهابية” حسب قوله، وليست مع الشعب اللبناني أو حكومته. كما قال تيلرسون في لقائه مع ميشيل عون، رئيس لبنان، صباح اليوم الخميس، 15 شباط/فبراير، إن حزب الله يهدّد أمن لبنان والاستقرار في المنطقة، داعياً الشعب اللبناني إلى القلق من الترسانة المتنامية للحزب.

وممّا قد يُفيد بعدم تراجع تيلرسون عن ربط حزب الله بالإرهاب، خروج نظيره اللبناني جبران باسيل، عندما التقيا في لبنان، عن العرف الديبلوماسي وتركه الضيف الأمريكي ينتظر لدقائق في قصر الرئاسة قبل الالتحاق به، فضلاً عن غياب علم الولايات المتحدة الامريكية عن لقاء الوزيرين في الصور والفيديوهات التي نشرتها الوكالات، كما أنه لم يستقبله في المطار ولا في مدخل القصر، وهو تصرّف ربطته وكالة رويترز بكون ميشيل عون، رئيس لبنان، حليفاً سياسيً رئيسياً لحزب الله، إذ سبق لعون أن صرّح بكون الحزب يُكّمل الجيش اللبناني من الناحية العسكرية، ممّا قد يعني وجود خلاف بين واشنطن وبيروت حول الحزب الذي يتزعمه حسن نصر الله.

وفي هذا السياق يقول يوسف دياب، إن الولايات المتحدة تراهن في عهد ترامب على عودة قوية إلى الشرق الأوسط، وعلى حصر الدور الإيراني في المنطقة، ومن ذلك تقليل نفوذ حزب الله في لبنان، لذلك لجأت واشنطن وفق تصريحات دياب إلى طريقتين أساسيتين: الأولى دعم الجيش اللبناني واعتباره الضامن الوحيد لأمن لبنان على الحدود. والثانية تكريس العقوبات المالية بحق حزب الله ومحاصرته في داخل لبنان.

قوة الحزب مستمرة حتى إشعار آخر!

ليس الدعم الإيراني لحزب الله أمراً جديداً أو مخفياً، فقد تلقت هذه الجماعة، منذ بداياتها، تدريباً وعتاداً من الحرس الثوري الإيراني، وصار هذا الدعم علنيا خلال السنوات الأخيرة، خاصة مع النزاع الواقع في سوريا، وتحالف الطرفين لأجل تمكين نظام بشار الأسد من الاستمرار.

أسباب ارتباط حزب الله بطهران متعددة، فقد نشأ متأثراً بالثورة الإسلامية في إيران، إذ ينظر إلى المرجعيات الشيعية الإيرانية كجزء أساسي من هويته الشيعية. وقد استغلت إيران هذا التقارب الديني حتى تضرب عصفورين بحجر: مواجهة إسرائيل بخلق منظمة مسلحة على حدودها، ونشر نموذج الثورة الإسلامية في بلد استراتيجي متعدد الأديان والثقافات واللغات كلبنان. وتؤكد عدة تقارير، منها ما نشره دانييل بيمان، أن حزب الله تصله مساعدات إيرانية تتجاوز سنويا 100 مليون دولار، منها آليات عسكرية يمكن أن تستخدم ضد إسرائيل.

ويدرك الحزب أن تخليه عن الدعم الإيراني سيكون مُكّلفا على الجانب العسكري ونتيجة لذلك على الجانب السياسي، وهو ما يؤكده يوسف دياب بالقول إن الحزب إذا ما تخلّى عن قوته العسكرية، فسيتحوّل إلى حزب سياسي عادي كبقية أحزاب لبنان، وهو أمر يرفضه الحزب بشدة، خاصة وأنه يستفيد حاليا من عقيدة الدولة اللبنانية في رفضها للعدوان الإسرائيلي حتى يقدم نفسه كجماعة مقاومة.

وتبيّن تصريحات ميشيل عون وسعد الحريري خلال لقائهما مع ريكس تيلرسون أن هناك نأياً رسمياً في لبنان عن الحديث عن حزب الله، إذ لم يشيرا إليه بشكل مباشر، بينما ركزا على رفضهما لـ”الاعتداءات الإسرائيلية المتتالية على السيادة اللبنانية”. وهو موقف يتقاسمه الاثنان كذلك مع حزب الله، كأنها يرغبان بإرسال رسالة واضحة إلى الإدارة الأمريكية مفادها أن على واشنطن التدخل بشكل أكبر في النزاع الحدودي بين لبنان وإسرائيل بدل الإصرار على محاصرة جماعة لا أحد يشكّك في قوة نفوذها السياسي والاجتماعي والعسكري داخل لبنان.

*ينشر بموجب اتفاقية شراكة مع DW عربية

‫تعليقات الزوار

11
  • أمازيغ
    الأحد 18 فبراير 2018 - 04:28

    شيعة اليوم، شريحة اجتماعية، و سياسية، استفادت من اخطاء التاريخ، ووحدت جهودها ووجهتها لعدو واحد وو حيد، الا و هو امريكا و اذنابها ممن يتسمون ب"السنة
    " فمضوا الى المقاومة و اخلصوا في ذالك حتى اصبحوا اليوم أسا لا يمكن تجاهله في مستقبل الشرق الاوسط الجديد.
    الشيعة ولاؤهم للشيعة بغض النظر عن العرق، و إلا، لما خضع الفرس للولي الفقيه، الذي ، ليس إلا احد احفاد النبي العربي.
    فلنتعلم من الشيعة

  • رضا
    الأحد 18 فبراير 2018 - 07:13

    لقد قالها سيد المقاومة ايها اللبنانيون احذروا الشياطين و هم الامريكان
    الخطر الوحيد على لبنان هو العدو الصهيوني و الارهاب الامريكي
    عليكم بالوحدة و التضامن و ثقوا بقدرة المقاومة على ردع الطغيان الصهيوامريكي و اذلاله

  • chouaib
    الأحد 18 فبراير 2018 - 07:29

    حزب الله رقم صعب وشوكة في حلق الإمبريالية والصهيونية واذنابها وهو قاهر لصهاينة. زغم تصنيفه بالإرهاب من طرف أعدائه وهذا امر طبيعي.

  • هماندوزي
    الأحد 18 فبراير 2018 - 08:07

    على نعإج العرب أن يذهبوا إلى سيد المقاومة ويطلبون منه كيف تصنع الرجولة والشهامة وكيف نجعل ذلك البعبع المسمى الكوبي الأمريكي والجندي الإسرائيلي الذي لا يقهر ينبطحون أمام ارجل رجل حزب الله البواسل الذين جعلوا المستوطنين الصهاينة يعيشون رعبا كبيرا ليل نهار وكل ساعة ودقيقة وهم يتوسلون لسيد المقاومة بأن لا يشعل حربا في المنطقة رغم الأسلحة المتطورة لديهم ودعم امريكا ونعاج العرب لهم بالأسلحة والمال والإرهابيين لحماية كيانهم المسطنع ولا حلم لأي متطبع عربي أن يرى حزب الله يتراجع عن خط المقاومة الذي صارت عليه منذ تأسيسها.

  • Ghomari
    الأحد 18 فبراير 2018 - 10:37

    حزب الله هو الشوكة الوحيدة في حلق أمريكا و إسرائيل بعد أن باعت الأنظمة العربية الماتش…

  • حاظي تبرگيگ
    الأحد 18 فبراير 2018 - 11:10

    الولايات المتحدة الأمريكية وحزب الله العداء المعلوم وعقد الزاوج مكتوب بالمأذون والطلاق حُرَّم ولو اصيب القاضي بالجنون . الامركان و حزب الله قصة قيس وليلى .

  • ABARAN
    الأحد 18 فبراير 2018 - 11:54

    بعد دحر فلول الإرهابي وعملاء الصهيونية داعش من المنطقة تغيرت الموازين لصالح الحلف المناهض للصهيونية والغرب.
    لن يتصالح حزب الله مع أمريكا المجرمة مصاصة دماء شعوب العالم.
    طالما أكّد حسن نصر الله لمحبّيه أن "مشروع أميركا في المنطقة هو مشروع صهيوني بامتياز" أو أن "مشروع أميركا الأول في المنطقة هو إسرائيل". كان يتحدّث عن "جبهة العدو" التي تضمّ "أميركا واسرائيل والغرب". باقي خصومه من العرب يمكن أن تتخلّى أميركا عنهم، فهي دولة تبني تحالفاتها على أساس مصالحها ولكن اسرائيل هي شيء آخر لأن "على رأس مصالح أميركا في المنطقة هي اسرائيل".
    مقياس القرب والبعد عن أميركا ليس حقوق الإنسان وليس الديمقراطية وليس الحريات العامة، وإنما خدمة أنظمة العربية الرجعية في منطقتنا لإسرائيل.
    إذا كان النظام الرجعي العربي متصالحاً مع إسرائيل، محامياً عنها، مدافعاً عن مصالحها فهو حليف إستراتيجي للولايات المتحدة الأمريكية… المهم أن هذا النظام يقدم الخدمات المطلوبة منه.
    للصهيونية التي تشكل قلب المشروع الأميركي وتاج المشروع الأمريكي في المنطقة".

  • الناقد
    الأحد 18 فبراير 2018 - 12:47

    هناك من يسوق الوهم، بأن لحزب الله، أو يمكن أن يخلق لحزب الله علاقة ما بينه وبين الأمريكان.
    هده هي محاولة وبالتأكيد فاشلة لأنها كما فشلت مع سوريا،حيث قدمت لها أمريكا طبق غني بالمال والدعم وفوقه الجولان المحتل، لكن الأسد رفض التخلي عن القضية الفلسطينية كما فعل المنافقون الأعراب، وعليه فاليحلم تلرسون واليحلم بيان والمنافقون.
    حزب الله لا ولن يتغير، سيبقى الشوكة القوية في حلق أمريكا و الصهاينة العبريين والأعراب.

  • najim
    الأحد 18 فبراير 2018 - 13:32

    je vois que les commentaires se basent sur les declarations des americains ei les iraniens mais toutes ca c est les mensonsages car au dessous scde la table les iraniens avec hisb allah coordonne avec israeil et les americains pour detruire les pays d arabe mes amis il ne faut pas oublier la guerre dans irak que les iraniens sont a cote des americains ei israils pour direndre irak un pauvre pays ainsi la syrie qui a ete detruit par lran , hisb chaitan , russie , isreeil ainsi usa donc iran et izbo illah sont plus pire que les autres

  • محمد الصابر
    الأحد 18 فبراير 2018 - 13:33

    على العرب أن يتعلموا أو أن يعلموا ـ وهم يعلمون بالفعل ـ ولكنهم لايرضون بهنجيتهم ان السيد القادم للشرق الاوسط هو ايران سواء بشيعيته أو بسلاحه أو بأصدقائه أو حتى بأعداءه ـ وهذه المرة بأعداءه الاسرائليين والامريكان الذين يعرفون قيمته ونفوذه وأوراقه المعلنة وغير المعلنة،وهذا يؤكد للعرب أو غير العرب أن القوي لايمكن أن تحرض عليه أو تشوش أو حتى تلعنه وتشتمه لان الامور لاتجري حسب الهوى أو الفلوس، من أقنعتم حتى يكون الفرس مهزومون؟ والحال يقول أن الذي يستحق الهزيمة هو الذي لايشتغل والذي يعول على الاخرين وعلى المتباكي. ناموا أيها العرب ،مافاز الا النوم وعندما تستيقظون ستجدون ايران أمامكم والبحر من وراءكم.

  • الوعد الصــــادق
    الأحد 18 فبراير 2018 - 19:00

    عبثاً تحاولون أيها الخائفون الأميركيون والأردوغانيون والصهاينة. فأنتم أصغر من قهر الإرادة العربية والاسلامية المقاومة والرافضة شعوذاتكم حول الشرق الاوسط الجديد او الكبير او العثمانية الجديدة او الناتو العربي او الناتو العربي «الاسرائيلي» او غيرها من المسمّيات التي تجود بها مراكز الأبحاث الأميركية الصهيونية الممولة من العائلة السعودية، خادم الماسونية العالمية، وأداة الاستعمار الأميركي والصهيوني في العالمين العربي والإسلامي.
    إن سورية، دولة العروبة والمقاومة، ومعها حلفاؤها الاوفياء ليست بيت عنكبوت يمكن أن يسقط ويتفتت عند وصول أول هبة ريح او دفعة صواريخ توماهوك غادرة او غير ذلك من اسلحتكم الاجرامية، التي أدخلتموها الى سورية منذ سبع سنوات ونيّف بمئات آلاف الأطنان بهدف إسقاط الدولة السورية المقاومة وضرب حلف المقاومة، حماية لقاعدتكم العسكرية الثابتة على الارض الفلسطينية والتي تطلقون عليها اسم «اسرائيل الكبرى» .

صوت وصورة
مغاربة والتعادل مع موريتانيا
الأربعاء 27 مارس 2024 - 01:07

مغاربة والتعادل مع موريتانيا

صوت وصورة
المخارق والزيادة في الأجور
الأربعاء 27 مارس 2024 - 00:30

المخارق والزيادة في الأجور

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | انتخابات 2011
الثلاثاء 26 مارس 2024 - 23:00

شهادات للتاريخ | انتخابات 2011

صوت وصورة
قصة | الرجل الذهبي
الثلاثاء 26 مارس 2024 - 21:30

قصة | الرجل الذهبي

صوت وصورة
المدينة القديمة | فاس
الثلاثاء 26 مارس 2024 - 20:55

المدينة القديمة | فاس

صوت وصورة
معرض تضامني مع فلسطين
الثلاثاء 26 مارس 2024 - 20:47

معرض تضامني مع فلسطين