لماذا فرض لغة أجنبية معينة في التعليم؟!

لماذا فرض لغة أجنبية معينة في التعليم؟!
الثلاثاء 5 فبراير 2019 - 18:21

نعيش اليوم زمن التردي اللغوي، لا نحن نتقن لغتنا كما ينبغي ولا نحن نتقن اللغات الأجنبية كما يلزم. نريد الحفاظ على خصوصيتنا وهويتنا ونسعى إلى الانفتاح، لكننا في تخبط مستمر.

ففي غياب سياسة لغوية واضحة، وفي غياب إرادة سياسية قوية، كأنما كتب علينا أن نسير ونتراجع كل مرة، حالنا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا. هذا التردد والشرود نلحظه اليوم جليا في التفاعل مع مشروع القانون الإطار 51.17 المتعلق بمنظومة التربية والتكوين والبحث العلمي الذي تناقشه لجنة التعليم والثقافة والاتصال بمجلس النواب، والذي أعاد النقاش مجددا إلى موضوع لغة التدريس!؟

والغريب في الأمر أننا نجد بعض السياسيين والوزراء يدافعون عن التدريس باللغة الفرنسية باستماتة غريبة بداعي الانفتاح والتطور، حتى أصبحنا نتوجس من نخبنا وليس من المستعمر السابق الذي يقف اليوم مندهشا أمام عمق هذا الوفاء لأطروحاته!

إن أي إصلاح لمنظومة التربية والتكوين، خصوصا في المجال اللغوي، يصعب أن يتم دون التزام بجملة من المبادئ على رأسها:

إشراك جميع الفاعلين في القضية التعليمية وعدم بخس مقترحاتهم التي يمكن أن تسهم في إنجاح ورش الإصلاح التعليمي.

اعتبار قضية التعليم قضية وطنية ينبغي ألا يستأثر بها طرف دون غيره، حتى تكون محل توافق وطني تسهم فيه مختلف الفعاليات.

اعتبار تحصين الإصلاح بقانون إطار ضمانة مهمة لجعل تنزيل الإصلاح يسير في طريقه الصحيح غير متأثر برغبات وضغوطات هذا الطرف أو ذاك. وهو ما يتطلب كثيرا من التأني والنظر إلى مصلحة البلاد واستقلالية قراراتها.

إيلاء اللغتين الرسميتين للبلاد المكانة المستحقة في النظام التربوي تطبيقا لمقتضيات دستور المملكة 2011م، والالتزام بالتدريس بهما كما هو الشأن في سائر الأمم المتقدمة في التعليم.

انتظار صدور القانون الإطار لتفعيل الإصلاح، بدل فرض التدريس باللغة الفرنسية ووضع كل الفاعلين أمام الأمر الواقع.

الانفتاح على اللغات الأجنبية الأكثر انتشارا في العالم وتمكين المتعلمين منها.

وختاما، فصدور قانون إطار يتعلق بمنظومة التربية والتكوين والبحث العلمي قد يرهن مستقبل أجيال من المتعلمين ما لم يعكس حقيقة الاجماع الوطني حول القضايا الجوهرية الحساسة، وما لم يواكب بالتقييم والتتبع حتى لا يحيد عن اختيارات البلاد وثوابتها.

‫تعليقات الزوار

11
  • رباطي
    الثلاثاء 5 فبراير 2019 - 18:49

    أطالب كل من يقول أن "التعريب دمر التعليم" أن يأتي بالأرقام و الإحصائيات التي تثبت بشكل قاطع أنه منذ التعريب حصل تدهور في التعليم و أنه يوم كان التعليم بالفرنسية كان أفضل مما عليه حاليا

  • الواقع
    الثلاثاء 5 فبراير 2019 - 18:52

    يا أخي التلاميذ ديال اليوم و الدرجة وما فهموها
    بلا مانكمل خنونة فوق العكار و السلام
    عدنا ننتظر التقاعد على أحر من الجمر

  • رباطي
    الثلاثاء 5 فبراير 2019 - 19:33

    أطالب من يقول أن "التعريب دمر التعليم" أن يأتي بالأرقام و الإحصائيات التي تثبت بشكل قاطع هذا شيء
    يثبت بالأرقام أن التعليم لما كان بالفرنسية كان أفضل مما عليه الآن
    يثبت أن بالأرقام أن التعريب هو ما دمر التعليم و ليس أي شيء آخر

  • ابن طنجة
    الثلاثاء 5 فبراير 2019 - 20:30

    يحكى أن غرابا شاهد في يوم من الأيام طاووسا يختال في مشيته فقرر هذا الغراب تقليد مشية ذلك الطاووس وبعد مضي زمن طويل لم يستطع الغراب إتقان مشية الطاووس فقرر أن يعود الى مشيته الأصلية إلا أنه تفاجأ إنه قد نسيها ولم يعد يتقنها فعاش في تخبط عجيب لا هو الذي أتقن مشية الطاووس ولا هو الذي بقي على مشيته
    وهذا هو حال المغاربة عندما فرضت عليهم اللغة الفرنسية قهرا منذ مرحلة الابتدائي فلا هم أتقنو لغتهم العربية ولا هم أتقنو لغة ماما فرنسا فأصبحو في تخبط عجيب
    يا ليتنا قلدنا فرنسا في تقدمها وتطورها العلمي

  • أستاذ الاجتماعيات
    الثلاثاء 5 فبراير 2019 - 20:45

    لا يتقدم مجتمع للأمام إلا إذا إحترم لغته الأم و إستخدمها بثقة و فخر.
    المشكلة عندنا في مجتمعنا المغربي المعطوب، نعتبر إستعمال اللغة العربية سلوك رجعي و وصمة عار، و إستخدام الفرنسية إنفتاح و تحرر
    و تحضُر!!!!!!!!!
    بالنسبة للغة التدريس في المدرسة العمومية، مجرد إقتراح تدريس المواد العلمية باللغة الفرنسية، فهذا في حد ذاته تكريس لثقافة الإستعلاء التي يحس بها من تخصصوا في العلوم الحقة في إستمرار لثقافة الإستعلاء التي يمارسها من يتعمد إستخدام الفرنسية في حياته اليومية و في الفضاءات العامة، و ما هي في الحقيقة سوى عقدة نقص و إحساس بالدونية من لغات الغرب و تفوقه العلمي.
    اللغة العربية ضحية تسحق يوميا ما بين سندان لوبيات إقتصادية موالية لفرنسا، هذا البلد الذي يضخ المليارات من الدولارات سنويا لدعم الفرونكفونية و فرض سيادته على دول الفضاء الفرونكفوني، و لا تستقيم السيادة الإقتصادية سوى بسيادة ثقافية، و السيادة الثقافية وعائها اللغة، و بين مطرقتين، مطرقة الأمازيغ المتطرفين و الحاقدين على أي شيء عربي و مطرقة المتفاخرين بفرنسيتهم اللغوية سواء من العرب أو الأمازيغ.

  • Adil
    الثلاثاء 5 فبراير 2019 - 22:07

    اللغة العربية كارثة ابتلا بها الشعب المغربي وهذه اللغة هي السبب في تحنيط الشباب المغربي وكل من يتعلم العربية يبقى جاهل منغلق و رجعي

  • non à l'arabisation
    الجمعة 8 فبراير 2019 - 09:16

    arabiser les écoles,c'est à dire rendre le petit marocain arabe,c'est à dire lui apprendre à penser arabe,à s'identifier aux arabes,ces arabes qui ont tout détruit ,leurs terres,leurs peuples,où sont les pays irak,syrie, soudan,yemen,lybie,et ces pays ne soutiennent nullement le maroc qui a récupéré son sahara,
    apprendre la langue arabe pour l'utiliser ,c'est bon, arabiser niet,
    une langue est devenue un capital rentable dans tous les domaines scientifiques,techniques,économiques et politiques,la langue arabe ,belle mais lourde ,illisible sans voyelles,non technologiques
    seules les langues:français dépassé à remplacer par l'anglais au bout de 10 ans,l'anglais est une langue capitale facile à apprendre par les jeunes non complexés par le français,
    la liberté d'apprendre les langues doit être soutenue

  • sana lbaze
    الجمعة 8 فبراير 2019 - 18:21

    الكثير من المغاربة يرددون النشيد الوطني دون أن يفهموا شيئا من عبارة: «منتدى السؤدد وحماه، دمت منتداه وحماه»، التي يشتمل عليها. فبناء على معيار عنصر الفهم وعنصر التداول والاستعمال، فإن استخدام كلمة "بغرير" أفضل، لغويا وبيداغوجيا وتواصليا، من استخدام كلمة "سؤدد" الغريبة والشاذة وذات الاستعمال العتيق والنادر والاستثنائي. هذا يبيّن أن دفاع التعريبيين عن العربية هو دفاع عنها من أجل الدفاع عنها، وليس من أجل وظيفتها المرتبطة بعنصر الفهم وعنصر التداول والاستعمال، كما أشرت، وإلا لرفضوا كلمة "سؤدد" لأنها غير مفهومة ولا متداولة ولا مستعملة. بل لرفضوا العربية كلها لأنها غير متداولة ولا مستعملة في التخاطب والتواصل. وهنا يُطرح السؤال: ما الفائدة من نشيد وطني وموجّه إلى المواطنين إذا كان هؤلاء لا يفهمون لغته وكلماته؟ بل يحق التساؤل كذلك: هل هذا النشيد الوطني مصاغ بلغة وطنية، علما أن اللغة الوطنية تُعرّف باللغة التي يتخاطب بها المواطنون في وطن ما؟
    هذا هو التهديد الحقيقي للأمن اللغوي، المتمثّل (التهديد) في فرض لغة لا يستعملها أحد في حياته اليومية، عكس الدارجة ـ وكذلك أمها الأمازيغية ….

  • استادة
    الجمعة 8 فبراير 2019 - 19:15

    لماذا تكون العربية هي المسؤولة عن كارثة التعليم في المغرب، وتشكّل مرضا يُضعف "صحّته" ويهدده بالسكتة القلبية، كما قلت؟ لسبب بسيط وهو أنها هي نفسها لغة مريضة وعليلة وعاجزة، منذ أن فقدت وظيفة التخاطب الشفوي التي هي المصدر الأول والأصلي لحياة اللغة، ولم تعد اللغةَ الفطرية (لغة الأم) لأحد في الدنيا، ولا لغة الاستعمال اليومي لأية جماعة بشرية. وهو ما يعني أنها فقدت الشرط الأول والضروري الذي يجعل لغة ما حية. ونتيجة لفقدانها لوظيفة الحياة هذه، أي وظيفة التخاطب الشفوي والاستعمال اليومي، أصبحت لغة معاقة ونصف حية أو نصف ميتة، لأنها تعيش بالكتابة فقط عكس اللغات التي تتمتع بكامل الحياة، والتي تعيش أصلا بالاستعمال الشفوي في الحياة ثم الاستعمال الكتابي..
    المشكل أن التلميذ الذي يلتحق بالمدرسة وهو يتقن لغته الفطرية، أو لغة أخرى اكتسبها في الشارع بمخالطة أطفال تكون تلك لغتهم الفطرية، مثل الطفل الأمازيغي الذي يتقن الدارجة التي تعلّمها مع أطفال الحي في منطقة دارجفونية، واللتيْن (اللغة الأولى والثانية) بهما أو بإحداهما يتواصل في البيت والشارع ولدى البقّال ومع أطفال الحي…

  • استادة
    الجمعة 8 فبراير 2019 - 19:58

    أن نذكّر أن المسؤولين عن سياسة تعريب التعليم، والداعين إليها، هم الذين يختارون الفرنسية لأبنائهم ويتركون العربية لأبناء الشعب، مقدّمين الدليل الساطع على تفضيلهم، إيمانا وممارسة، للغة الفرنسية التي لا يملّون من القول، علنا وتظاهرا، بأنها لغة الاستعمار والاحتلال وضياع السيادة الوطنية، وكاشفين في نفس الوقت، بفرضهم للغة العربية على أبناء الشعب، عن احتقارهم، سرا وقناعة، لهذه اللغة، التي لا يتعبون من ترديد القول، علنا وتظاهرا، بأنها لغة القرآن، ولغة السيادة الوطنية، ولغة الهوية المغربية… ولهذا نجد أن لا أحد من أولاد المرحوم علال الفاسي، الذي كانت اللغة العربية، وما يرتبط بها من عروبة وتعريب للمغرب والمغاربة، هي بمثابة علة وجوده، (لا أحد) يتقن اللغة العربية، لكنهم يتقنون الفرنسية، مع أن والدهم كان هو عرّاب التعريب وزعيم اللغة العربية بلا منازع ولا منافس. وقد كان الوزير الأول السابق (2007)، الاستقلالي السيد عباس الفاسي، هو نفسه عاجزا عن التحدث بالعربية، مثله في ذلك مثل رئيس الحكومة الحالي (2013) السيد بنكيران. فلماذا فرض العربية على أبناء الشعب إذا كان الحكام الذين يحكمون هذا الشعب ..

  • Sahel
    الأحد 10 فبراير 2019 - 19:59

    بما أن الدارجة المغاربية لهـجة مشـتركة للأقطار المغاربية، لماذا لا نرتـقي بها لتـبح لغة؟
    كم من الإخوة يتـفـنهون عن سذاجة أو جهلا، أن هناك لهجة مغربية، جزائرية، تونسية.. لنرى المفرضات التي يتستعملها ساكنة الشرق المغربي، فهي اكثر اشتراكا مع الغرب الجازئري. الكثير يعلم أن فلكلور وجدة-وهران فلكلور واحد، مـما تـشتمله المعنى، وأن النـبرة تـبدأ تـتغير بعد مدن مجوارة لمـدينة تازة.
    لماذا هذه السذاجة ووصف الدارجة المغاربية بدارجة مغربية؟ أو جزائرية، أو .. ؟ لما يـتحدث الغرب عن شخص من ساكنة هذه الأقطار، في نطاق اجتماعي، فكرى، ثـقافي، لغوي.. وليس إداري، يـستعملون صفة مغاربي، لأنهم يـفكرون بالثـقافة، وليس تلك البطاقة الورقية التي منحت للمواطن المغاربي. هل الشخص من المغرب ليس في استطاعته فهم أخ من تونس أو موريتانيا، أو ليـبيا، او الجزائر؟ حدث وأن علمت أن هناك خمس لهجات في العالم العربي، إن قسمنا اللهجة الشامية الى قـسمـين. الخليجية، المصرية، المغاربية والشامية (والتي يمكن تقسيمها الى شرحتين).
    طبعا هناك نبرات مختلفة، ومفرضات مختلفة، لاكن كلاهما لا تختـلف حسن البلد أو القطر، بل حسب المنـطقة.

صوت وصورة
تدشين المجزرة الجهوية ببوقنادل
الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 15:15 1

تدشين المجزرة الجهوية ببوقنادل

صوت وصورة
المنافسة في الأسواق والصفقات
الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 13:19

المنافسة في الأسواق والصفقات

صوت وصورة
حملة ضد العربات المجرورة
الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 11:41 18

حملة ضد العربات المجرورة

صوت وصورة
جدل فيديو “المواعدة العمياء”
الإثنين 15 أبريل 2024 - 23:42 8

جدل فيديو “المواعدة العمياء”

صوت وصورة
"منتخب الفوتسال" يدك شباك زامبيا
الإثنين 15 أبريل 2024 - 23:15

"منتخب الفوتسال" يدك شباك زامبيا

صوت وصورة
بيع العقار في طور الإنجاز
الإثنين 15 أبريل 2024 - 17:08 4

بيع العقار في طور الإنجاز