هشام الخطابي .. مغربي يملك مفاتيح الاندماج في المجتمع البلجيكي

هشام الخطابي .. مغربي يملك مفاتيح الاندماج في المجتمع البلجيكي
الإثنين 9 نونبر 2020 - 08:00

يستثمر هشام الخطابي معرفته العميقة بالبيئة المغربية في اشتغاله بمديرية المقاربات الاستباقية والأمن في مدينة “مالين” البلجيكية، مرتبطا بضمان نجاعة برامج وقائية تنهل مما خبره في الوطن الأم من وسطية واعتدال.

الرافض الحماسة في كل مناحي الحياة يترافع دوما عن التروي وبناء الفعل على أسس متينة، مبرزا تجربته مثالا للاشتغال على سد نقاط الضعف، ونموذجا للتعرف على الناس قبل المبادرة إلى التميز اعتمادا على الإمكانيات المتاحة.

عناية خاصة

في أحضان مدينة الحسيمة بمنطقة الريف المغربية، وبين أفراد أسرة محافظة، استنشق هشام الخطابي الأكسيجين أول مرة مستهل عقد الثمانينات من الألفية المنصرمة، وهناك لازم الحياة خلال الطفولة وباكورة سنين الشباب.

يقول الخطابي إنه يدين بالكثير لوالده عن النشأة التي متعه بها، خاصة أن رب الأسرة رجل تعليم يعي جيدا المعاملات البيداغوجية وسبل البصم على تربية سليمة. ويضيف هشام أن هذه العناية حفزته دوما على المثابرة.

بدأ هشام الخطابي الدراسة في الكتاب القرآني قبل ولوج ابتدائية “مسيرة فتح”، وتدرج بين فصول “الإعدادية الجديدة” ونظيرتها في ثانوية “مولاي على الشريف”، والتحق بعدها بجامعة عبد المالك السعدي في تطوان.

التجمع في بلجيكا

بحلول سنة 2006 توجه هشام الخطابي إلى الاستقرار على أراضي الدولة البلجيكية، باصما على هذه الخطوة لدوافع وجدانية ساقته لدخول “القفص الذهبي”. وللالتحاق بزوجته المقيمة في هذه البلاد الأوروبية، فعّل مسطرة التجمع العائلي.

يذكر الخطابي أن تأسيس أسرة جعله يقبل على الهجرة بنفسية مرتاحة نسبيا، والانشغال لم يكن إلا بضرورة تعلم لسان المجتمع الجديد؛ إذ ارتبط الاستقرار بالمنطقة البلجيكية الفلامانية التي تنطق باللغة الهولندية واستعمال الفرنسية فيها محدود.

أفلح الوافد من الريف في كسب الرهان اللغوي من خلال الخضوع لحصص التأطير بمعهد متخصص في تعليم الفلامانية، كما ساهم في الوصول إلى هذه النتيجة إقباله على “دروس الاندماج” التي تبقى إجبارية على كل شخص في وضعه.

البحث عن الذات

حرص “ابن الحسيمة” على تجريب العديد من المهن في بلجيكا، مندفعا صوب ذلك بما تشربه خلال تربيته بأرض الوطن الأم من ضرورة البذل لتحقيق العيش بكرامة، وتثمين كافة أنواع العمل التي ينخرط فيها الإنسان ما دامت مشروعة.

من ناحية ثانية، اعتبر هشام أن الإقبال على ممارسة أعمال مهنية متنوعة يضمن التقرب من المجتمع البلجيكي للتعرف عليه أكثر، زيادة على ما يكفله ذلك في المنطقة الفلامانية من تقوية مستوى اللغة الهولندية واكتساب مهارات تواصل لصيقة بالواقع.

“أعتبر هذه المرحلة فترة تكوين أخرى خضعت لها في الديار البلجيكية، بصمت شخصيتي بسمات إضافية وأهلتني لاغتنام فرص لاحقة للتطور، إلى أن جاء الوقت لأرتبط بمؤسسة رسمية كي أطلق مساري الجديد”، يسترسل هشام الخطابي.

تدخلات استباقية

يعمل الخطابي حاليا ضمن مديرية المقاربات الاستباقية والأمن التابعة لبلدية “مالين”، وهي إدارة مركزية تابعة بشكل مباشر لسلطة عمدة المدينة الذي يبقى المسؤول المنتخب الأول عن الأداء الأمني في نفوذه الترابي.

يرتبط عطاء هشام ضمن المديرية المذكورة، بتفعيل مخططات لمحاربة ظواهر اجتماعية سلبية مستهدفة من لدن المدبرين المحليين، بتركيز على الانحرافات المؤثرة على الفئة الشبابية وفق مقاربات شمولية وتشاركية من التفكير إلى التطبيق.

“هذا المجال واسع والتعامل معه منفتح على عدد كبير من الشركاء، وأهم التدخلات تركز على مكافحة الهدر المدرسي وإدمان المخدرات، كما يحتل التحسيس بخطورة التطرف مكانة مفصلية في التعاطي مع ذوي الأصول المهاجرة”، يذكر المسؤول عينه.

الشراكة مع المغرب

لا ينسى هشام الخطابي انتماءه إلى المغرب وقت العمل، محاولا التركيز على القضايا التي تؤرق بال الجالية المغربية حيال أبنائها، كما لا يتوانى عن قصد ورشات مغربية منفتحة على “شباب مغاربة العالم” للاستفادة منها على مستوى بلدية “مالين”.

ويفسر الخطابي ذلك بقوله إن “التركيز على الهوية الأصل يبقى مفتاح التعامل مع الشباب متعددي الثقافات؛ إذ ينبغي أن تتم مساعدتهم في مساعي التعرف على أنفسهم أولا، قبل أن يجري توجيههم إلى فهم المجتمعات التي يعيشون فيها”.

ويواصل المتحدث قائلا: “لدينا عمل مع وزارة الشؤون الخارجية المغربية يمكننا من إرسال وفود إلى المواعيد التي تنظمها الوزارة المكلفة بالجالية، كما ننظم رحلات تتيح لصغار مغاربة بلجيكا التعرف على بلادهم عن قرب ودون وسطاء”.

رفض الحماسة

يسرّ هشام الخطابي بأن التركيز يبقى أفضل من الحماسة عند ابتغاء التطور في الهجرة؛ إذ إن من غادر فضاء الراحة لا يمكنه أن يتسرع في البحث عن آخر بديل، لهذا يبقى ضروريا تحديد نقاط الضعف في بلد الاستقرار والاشتغال على محوها.

كما ينظر المستقر في بلجيكا إلى الهجرة بصيغة الجمع، مثيرا الانتباه إلى أن تغيير الجسد لبلد العيش يرادف المفهوم الكلاسيكي للهجرة، بينما الهجرة الهوياتية تبقى حاضرة لدى أبناء الجالية وإن ازدادوا في دول استقرار آبائهم، لذلك ينبغي الوعي بحضور هذه الظاهرة أيضا.

“أوصي المقبلين على الهجرة والمقدمين عليها حديثا أن يربطوا هذا التغيير الوازن بأهداف قائمة على أسس متينة، لا أن يعمدوا إلى تقليد آخرين بحثا عن فردوس مفقود واقعيا؛ فالعشوائية لا تجلب إلا الضرر، عكس التخطيط الذي ينفذ بالتروي”، يختم هشام الخطابي كلامه.

‫تعليقات الزوار

2
  • عصام الخطابي
    الإثنين 9 نونبر 2020 - 08:24

    موفق سيدي هشام لغزال.
    مودتي وتقديري

  • Azdin
    الإثنين 9 نونبر 2020 - 09:42

    وجدت هنا ان التعليق واجب ..لان الشخصية هذه المرة تستحق ذلك ونحن تربينا على قول شهادة الحق حتى ولو كان بعدها اغتيال فما بااكم بشهادة حق على جريدتكم ليس بعدها اغتيال …سمعت عن هذا الرجل قبل ان اراه حينما كان يردد (هذي خصها الخطابي) وحينما تصادفت بوجوده وهو بصدد تهدأة حوار سياسي يخص الوحدة الوطنية تفاجاة بقدرته على الاقناع وعلى صبره في الانصات للجميع وكيف استطاع ايصال افكارة جامعة ايجابية في ضرف وجيز وباسلوب رغم بساطته يصعب تقليده …..رجل مختلف اسلوبه مختلف امكانياته الحوارية بلا حدود …نجح حيث فشلت الادارات الرسمية ووفر عنها الكثير من الازمات والجهد ……بالتوفيق ايها الجندي المجهول

  • ابو ريان
    الإثنين 9 نونبر 2020 - 15:23

    الشخص الوحيد الذي كان يعرف ريافة على حقيقتهم هو الحسن الثاني رحمه الله

  • سليمان القانوني
    الثلاثاء 10 نونبر 2020 - 12:33

    لسم الله على بركة الله.
    والله كلها خرافات وأكاذيب،أناأعرف حق المعرفة مدينة مالين وأهلها،وهي أكفس مدينة
    با لنسبة لشباب الجالية من ألفه إلى يائه..حدث ولا حرج،مع احترامي لهذا الشخص،
    كيف يعقل أن الإ نسان في ظرف 5 سنوات أن يكون أسرة ويتعلم أصعب لغة في أروبا ويندمج هو في المجتمع الماليني وماأدراكما مالين وشبابه..ووو..
    ويملك مفاتيح الإندماج،دعونا من الخزعبلات الفارغة،والله هذا يراد شهرة فقط ليس إلاـ
    أنا أعرف الحقيقة،الشباب هنا يعاني من التهميش والإقصاءـ..ووو..أما عندما تذكرهم بالوطن
    (المغرب) يكرهونك،وتسمع من الشباب عن المغرب عبارات مقززة وهي كلها حق،خصوصا
    في أيام الجائحة،الدولة الوحيدة التي تهتم بشعبها هي الدولة الناعمة وزعيمها:تركيا.
    أنتم تتشدقون بالإندماج، هذه الكلمة صعبة جدا،لا يملك أحد مفاتيح الإندماج ولو عشت
    في هذا الجتمع أكثر مما عشت فيه وأنا صاحب المهنة أكثر من 30سنة.
    اسألوا أهل الخبرة والمعرفة..والله ضحك على الذقن،رجل المعجزة،المعجزة أكل عليها الدهر،
    أما هنا العمل والصبر والتحمل والنفس الطويل.وشكرا

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30 3

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 2

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 4

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 11

تقنين التنقل بالتطبيقات

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02 6

وزير النقل وامتحان السياقة