أُحَرِّضُكم ضدّ تبَّان جِيـسِي جِي

أُحَرِّضُكم ضدّ تبَّان جِيـسِي جِي
الأحد 26 ماي 2013 - 17:25

اختارت المغنية العالميّة “جيسي جي” اللجوء إلى طريقتها الخاصّة من أجل “إثارة” الجمهور، وفاء منها لما صرحت به قبل ساعات من اعتلائها منصّة السويسي المحتضنة لثاني سهرات الدورة الحالية من مهرجان موازين، فأقدمت على التصريح بـ “ممتلكَاتِهَا” وهي تمثُل أمام الحاضرين للحفل، وكذا مشاهدِي بثه المباشر عبر “دُوزِيمْ”، مكتفيَة بارتداء تبّان نسائيّ “ناصع البياض”.

ويبدُو أن ذات المغنّية، بحلقها شعر رأسها تضامنا مع ضحايا السرطان من الوالجين مرحلة التداوي بالمواد الكيماويّة، قد ارتأت الصعود شبه عارية إلى منصّة حفلها النخبويّ تضامنا مع حال عدد كبير من أطفال المغاربة الذين يستمرون في العيش عراة بمناطق شاسعة من المغرب العميق، أو حتّى أولئك الراشدين الذين لا يفرقهم إلاّ زمن يسير عن التعرّي قسرا بعدما تجرّأت الحكومة أخيرا على إعلان مجمل تفاصيل الأزمة الاقتصادية التي نخرت الوطن.

مثل هذا التصرف الذي أقدمت عليه “جيسي” لا يمكن له أن يمرّ مرور “الكِيرَانْ” وسط مجتمع به نسبة هامّة من المحافظين والمتشهين بهم، خصوصا وأن الجدل الذي أثارته ذات “السلِيبّات البِيض” لا زال لم يبارح مكَانَه منذ بثّ القناة المغربية الثانية، قبيل أيّام قلائل، للسهرة المعلومة المحتفيَة بالقفطان.. مع حفظ الفوارق طبعا بين الواقعتين.

أكبر الخاسرين من طريقة بروز “جِيسِي جِي” لن تكون سوى الحكومة، وتحديدا الحزب “الإسلاميّ” الماسك برئاستها وحقيبة الاتصال وسط هيكلتها.. فالواقعة تمّت أثناء ممارسة المسؤولين المشار إليهما لمهامهما، وفي خضمّ صراع “معلن ـ خفيّ” بين ذات الكائنات السياسيّة والواقفين وراء “موازين” و”دُوزِيم”.. فيما التعاطي المنتظر من هؤلاء لن يبارح إقدام قيادة الـPJD، كما عُهد منها عبر أذرع التنظيم الجمعوية المختلفة، في استباق كافة أصوات الشجب والإدانة لـما رصد من “السْلِيبْ النشاز” الذي أطل على المغاربة دون سابق إشعار.. والخطّة لن تختلف كثيرا عن نظيرتها التي استعملت في جدل “الفنّ النظيف” الذي أثير عقب وصول الـ “بِيجِيديّين” لمواقعهم الحاليَّة.. مع تعديل بسيط يجعل أي موقف من “العدالة والتنميّة” بعيدا عن الرسميّة بناء على أثر البلاغ الشهير الذي عمّمه بنكيران، بُعيد إعلان الاستقلاليّين “الانسحاب من الائتلاف الحكوميّ”، والذي نصّب “كبير المصباح” ناطقا رسميا بلسان حال التنظيم.

زيادة في إفادة المستعدّين لـ “الحَيْحَة” أُشعِرهم أنّ جِيسِي جِي، وكما تمّ التوثيق له سمعيا وبصريا من خلال البث المباشر، أقدمت أيضا على احتساء مشروب الـ”تِيكِيلاَ” أكثر من مرّة، بشكل علنيّ، من قنِّينَة وضعتها جانبا قبل أن تسقي نفسها منها وهي حاملة لنوع المنتوج الكحوليّ واسمه.. أضيفوا ذلك لحملة الشجب والإدانة، وتحركات التباكي على “الأخلاق” و”المال العام” وسط بلد لا يعاقب عن السكر إلاّ إذا كان علنا وبيّنا.. وابحثوا جيّدا، أيضا، عمّا إذا كَانت “جِيسِي” قد أحيت حفلا من قبل وهي تخفي نصفها السفلي بأيّ ثوب.. ساعتها أرونَا “حنَّة” أيديكم بغير استعمال الصيغ الدالّة على “المفاجأة”.

ذات “الواقعة” يمكن اعتبارها انتقاما من الأصوات التي وقفت وراء انتقادات سابقة حاولت التضييق على حرية الفنانة لطيفة أحرار في التعبير، فذات الممثلة المغربيّة التي بقيت بحمالة صدرها وتبّانِها وسط “علبة إيطَاليَّة”، ولدقائق، ضمن عرضها الركحيّ “كفر ناعُوم أوطُو سراط”، لم تقم ولو بجزء يسير ممّا أقدمت عليه “جِيسِي جِي” بالفضاء المفتوح لمنصّة السويسي، بـ “جرأة” نقِلت كافة تفاصيلها عبر قناة عموميّة تلج منازل المغاربة دون استئذان.. والأيام القليلة المقبلة كفيلة بجعلنا نقارن بين حجم التعاطي مع الواقعتين بتركيز على المبادرات المفترضة للمتخوّفين من ألاّ يراهم الملك، ومحيط القصر، بعين “غير الأهل بالمسؤوليّة”.

اعتبروا كلّ ما ذكرته أعلاه سخريَّة، وأصبغوها بألوان قوس قزح حسب الذوق، لكني أرقن هنا اقتضابا جدّيا صرفا أقول فيه: بعيدا عن لَوْكِ الحديث ضمن دوامات المال العام التي تعصف بمجالات الفنّ والسياسة والرياضة وغيرها، تبّان الترف الذي ارتدته جِيسِي جِي هو أطول بكثير من تبّانات الفاقة التي ترتديها الألوف من بائعات اللحوم النيّة وسط مواخير الدعارة والعلب الليليّة المنتشرة على طول المغرب وعرضه، ولا يغيَّر الله ما بالمنصَّات حتّى يغيِّروا ما بمواخِيرهم..

‫تعليقات الزوار

1
  • علي بابا
    السبت 1 يونيو 2013 - 20:22

    مشكلتنا نحن المغاربة أننا نملك ذاكرة ضعيفة,فبمجرد بروز حدث ما بهذا البلد السعيد حتى تكتثر الأبواق والنقد ويظهرعلماء ومحلليلين وهلم جرا من الكتاب والصحفييين كثيروا الكلام..بعد خرجة الامازيغي عصيد واتهام رسائل النبي بالترهيب,الكل بدأ يرد ويحلل ..وو ..ولا شيء تغير طوي الموضوع دون عقاب الجاني,ثم كثر الجدل عن مهرجان موازين ومعارضيه..ثم أقيم طوعا وكرها..والأن تبان جيسي أسال مداد الكثيرين.والجدال وصداع رأس..ولا جديد سيحدث وبقيت دار لقمان على حالها..اذا أراد الله بقوم سوء أكثر فيهم الجدل وأقل العمل..بلا متزيدونا راها بينا للأعمى..وأخيرا أخي لا داعي لتشبيه كلام الله تعالى واسقاطه في غيرموضعه…باراكا من الجدال.

صوت وصورة
حرق علم إسرائيل أمام البرلمان
السبت 30 مارس 2024 - 00:44 3

حرق علم إسرائيل أمام البرلمان

صوت وصورة
مع الصديق معنينو | المنصور الذهبي
الجمعة 29 مارس 2024 - 23:00

مع الصديق معنينو | المنصور الذهبي

صوت وصورة
الحوار الاجتماعي والزيادة في الأجور
الجمعة 29 مارس 2024 - 22:00 52

الحوار الاجتماعي والزيادة في الأجور

صوت وصورة
رمضانهم | المسلمون في السويد
الجمعة 29 مارس 2024 - 22:00

رمضانهم | المسلمون في السويد

صوت وصورة
المدينة القديمة | الرباط
الجمعة 29 مارس 2024 - 21:00

المدينة القديمة | الرباط

صوت وصورة
بنك “CIH” يطلق خدمة “Google Pay”
الجمعة 29 مارس 2024 - 18:16 4

بنك “CIH” يطلق خدمة “Google Pay”