"كتاب جيب لتنمية القراءة" يستنكر الاستثناء مِن دعم وزارة الثقافة

"كتاب جيب لتنمية القراءة" يستنكر الاستثناء مِن دعم وزارة الثقافة
الأحد 2 غشت 2020 - 11:00

بعدما اصطدم مشروع إصدار سلسلة من كتب الجيب تأمل تنمية ثقافة القراءة في المملكة، بواقع عدم سماح ميزانية وزارة الثقافة والشباب والرياضة بدعمه، تنتقد المؤسّسة المشرفة على هذا المشروع ما تعتبره “تماطلا من مصالح الوزارة الوصيّة”.

وتعود فصول هذا الملفّ إلى ولاية محمد الأعرج، وزير الثقافة والاتصال الأسبق، حيث قدّمت إليه مؤسسة محمد أديب السلاوي للحوار والثقافة والفنون المشروع قبل أزيد من سنة مع خمسين عنوانا مقترحا ودراسة للتّكلفة والتوزيع ونوعية الطباعة، ولائحة الموضوعات المقترحة، فـ”وافق عليه واعتبره مفتاحا مهما لثقافة القراءة وأوصى مديرية الكتاب بدراسة إمكانية تنفيذه”، وفق بيان المؤسسة.

وكانت المحطّة الثانية مع حسن عبيابة، وزير الثقافة والشباب والرياضة السابق، الذي لم يتجاوب إلى أن خلفه قبل شهور معدودة عثمان الفردوس، وزير الثقافة والشباب والرياضة، فقُدِّمَت إليه نسخة من المشروع، وأبدى إعجابه به، وأوصى كاتبه العام بالاهتمام به”، قبل أن يتجدّد التواصل بخبر مفاده أنّ الميزانية لا تسمح بالدعم.

ويقول محمد أديب السلاوي إنّه بعد الاتفاق مع الوزير محمد الأعرج على طباعة 10 آلاف نسخة من كتاب للجيب، أسبوعيا، يستقطب أزيد من 50 كاتبا في السّنة، بثمن عشرة دراهم، ليكون في متناول التلاميذ والطّلبة، وتوقّف المشروع بعدما لم يعد على رأس الوزارة، وبعدما “لم يرنا نهائيا ولم يتكلّم معنا الوزير حسن عبيابة، بعدما طلبنا لقاء معه”، جاء الوزير الجديد الفردوس، فـ”استقبلنا استقبالا جيّدا، وجلسنا معه جلسة مطوَّلَة، وأعطيناه تفاصيل المشروع، وقدّمنا إليه حتى نماذج عن الأغلفة التي يرسمها فنّانون، ليكون الكتاب كتابا ثقافيّا في جميع جوانبه”.

ويزيد السلاوي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية: “أبدى الوزير إعجابه بالمشروع، وقال إنّه يتمنى أن ينطلق في بداية الموسم الثّقافيّ الجديد، فاتّصلنا بالكُتَّاب والمطابع، من أجل أخذ موافقتهم، وبدأنا في شغل جدّيّ لأنه بعد الحديث مع الوزير، قال لكاتبه العام أن يأخذ كل الأفكار والأقوال”.

وبعد مرور شهر ونصف الشهر، يقول السلاوي إنّه قد تفاجأ بـ”اتصال مِنَ الكاتب العام لوزارة الثقافة، تأسّف فيه عن عدم إمكان دعم هذا المشروع بميزانية الوزارة”، فردّ عليه قائلا: “مِن الغريب جدا كيف يرى الوزير المشروع -من جهة-، وكيف أنّ الميزانية لا تكفي -من جهة أخرى-، علما أنّ استقدام مغنية من الدرجة الثالثة إلى مسرح محمد الخامس التابع للوزارة يعوَّض بـ4 أو 5 ملايين من الدراهم، أي ميزانية هذا الكتاب في سنتين أو ثلاث”.

ويتساءل السلاوي في هذا السياق: “جلالة الملك يعمل من أجل أن يكون لنا مشروع تنموي جديد، وكيف سيكون هذا دون ثقافة؟”، ويضيف: “أطلب اللقاء بالوزير لأسمع منه هذا الكلام، وإذا لم تنفّذ وزارة الثقافة هذا المشروع سنرفَعُه إلى الحكومة، وإلى جلالة الملك، وإذا لم يُقبَل سنرفعه إلى المنظّمات الثقافية الدولية”.

ويسترسل محمد أديب السلاوي قائلا: “لا يوجد معنى أنّ بلدا عمره خمسة آلاف سنة، وتعتبرنا منظّمة اليونسكو دولة لا تقرأ.. ولهذا، بادرنا إلى هذا المشروع، من أجل إعطاء الأجيال المقبلة دفعة كبيرة في اتّجاه ثقافة القراءة”، بمواضيع تهتمّ بالقيم الثقافية للمغرب الراهن والماضي، بسلسلة من الكتب الصغيرة حول أعلام المغرب الكبار، الذين يُنْسَون اليوم، ومجموعة من الكتب عن القضايا الثقافية التي سجّلها المغرب في الماضي، علما أنّ المغرب من بين أكثر الدول العربية التي أعطت أعلاما في العلم، وهي مؤسِّسَة أقدم جامعة عالمية هي جامعة القرويّين التي درّست علماء مسلمين ويهودا ونصارى”.

وتذكر مؤسّسة محمد أديب السلاوي للحوار والثقافة والفنون أنّ هدف المشروع هو “المشاركة من أجل تأسيس مرحلة جديدة لثقافة القراءة ببلادنا، التي تضعها منظمة اليونسكو من الدول التي لا تقرأ”، بـ”إصدار كتاب أسبوعي للجيب بسعر تنافسي هو عشرة دراهم”.

وتؤكّد المؤسسة ذاتها أنّها “لا تطمح إلى أن تجني من هذا المشروع ربحا ماديا، بقدر ما تسعى إلى أن يكون ربحها لثقافة القراءة وإستراتيجية وزارة الثقافة”.

وتعتبر المؤسّسة سالفة الذكر كتاب الجيب الأسبوعيّ “خبزا للثقافة ورغيفا لها”، موازية بينه وبين الأمن الغذائي الذي تعمل من أجله الدولة، وتزيد: “رهاننا هو تحويل القراءة إلى سلوك ثقافي وعادة اجتماعية وقيمة من القيم”، و”هدف مؤسستنا ونحن نخطط لكتاب الجيب، ونتصل بالمؤلفين الذين سيشاركوننا في هذا العمل الثقافيِّ، العلميِّ، التربويِّ، أن يكون الكتاب مرآة لمطامحنا الوطنية، وقيمنا، لنبلور من خلالها أمجاد نظامنا السياسي، ورؤيتنا لمغرب اليوم، ومغرب المستقبل، ونجعل منها حوارا بين أجيال المغرب المتعاقبة”.

‫تعليقات الزوار

12
  • مواطن
    الأحد 2 غشت 2020 - 11:30

    ما احوجنا الي هذه المبادرات. لان الشعب الذي لا يقرأ لن يتقدم ابدا.

  • حمدان
    الأحد 2 غشت 2020 - 11:34

    الدولة لا يدخل ضمن اهتماماتها اصلا مسالة الثقافة والفن، ول كان الامر كما تدعي ذلك باطلا، لما اقدمت على تخفيض ميزانيات البحث العلمي ان لم نقل عدمها من الاساس.الدولة تريد مواطنا خبزيا ينتمي لبطنه لا لعقله، "جوع كلبك يتبعك" وهي سياسة قديمة جديدة. وبامكانكم ان تنظروا حتى الى الاحزاب وكيف تدبر الحملة الانتخابية"الولائم والزرود".وهذا كله ضدا على نمو الملكات العقلية للفرد الذي يستطيع انذاك ان ينتقد ويصدر الاحكام بنفسه وليست تحت وصاية الاخرين.من كان يراهن على ما بعد كورونا فلعمري انه كمن يحلب في اناء مثقوب.

  • موحا
    الأحد 2 غشت 2020 - 11:37

    الثقافة في هذه البلاد آخر شيء يتم الاهتمام بها لاحظوا برامج التلفزة لاوجودلبرامج ثقافية البرنامج الوحيد لعدنان ياسين يبث في اخر الليل بعد أن ينام اغلب المشاهدين الاغاني الشعبية الماءعة والبرامج والمسلسلات التافهة والأخبار الباءتة والمنافسة هي التي تسيطر على برامج إثم اسم على مسمى ونتساءل لما انهارت القيم في مجتمعنا وأصبحنا نشاهد سرقة الخرفان بذون حياء وسرقة محتوياته مستشفى من طرف مرضى كانوا يعالجون فيه بذون خجل الله يستر وصافي

  • أمين
    الأحد 2 غشت 2020 - 11:44

    فعلا شيء محزن أن تدعم وزارة الثقافة المغنيين و المهرجين و تهمش الأدباء. و في دعم فيديو كليبات مثل "أحن اليك نوتيلا" خير مثال على سياسة الوزارة. و لكن انشاء الله عند ربكم تختصمون و تجيبون عن مال الشعب فيما صرفتموه.

  • فكرة رائدة
    الأحد 2 غشت 2020 - 11:50

    فعلا يستحق هذا المشروع الدعم من الجميع. للأسف لا نثمن الأفكار الجيدة ولا نراكم التجارب الطيبة. لقد سبق للمرحوم خالد مشبال ان أصدر سلسلة شراع وهي نفس التجربة التي يحاول القيام بها الاستاذ محمد أديب السلاوي. كان من المفروض ان تصبح هذه التجربة تقليدا ونحتفظ بها ونطورها بترجمة هذه الكتب إلى عدة لغات أخرى. بالإضافة إلى اعتمادها في المدارس والثانويات. مرة أخرى اتمنى ان يتم تشجيع هذا الرجل سواء من الوزارة الوصية او من القطاع الخاص. والله المستعان

  • medmod
    الأحد 2 غشت 2020 - 12:29

    سلام . باذء بذء احبد الفكرة 100 % انا شخصيا من صناع القراءة والكتاب من خلال اقامة معارض للكتاب في جل المدن . والعطل الصيفية في الشواطىء وحتى الغابات في المخيمات . مشواري الاخير هو البحث عن الكتب التراثية اعني كتب تاريخ المغرب بالفرنسية مفقودة . وطبعها من جديد . وساهمت . في التعريف بمعالم ببعض الندن كانت مجهولة . هنا اريد ان اقول ولا من سأل.

  • Ahmed
    الأحد 2 غشت 2020 - 12:39

    mais pourquoi vous cherchez à depenser notre argent ( après tout les payants c'est bien nous les pauvres citoyens qui paient les impôts) pour vos baratin appelée oeuvre culturelle, artistique, théâtrale. Faites vos projets avec votre argent et si cela ne rapporte rien, sachez donc que personne n y trouve d'intérêt et que c'est de la merde. La culture de rente fait que tout imbecile auto appelé artiste cherche à financer ses merdes avec l'argent du contribuable: MISERABLES VOUS AVEZ RUINÉ CE BEAU PAYS.

  • ENSEIGNANT
    الأحد 2 غشت 2020 - 13:11

    vraiment en regrette de ne pas appuyer ce projet de livre de poche, comme il a été dit on finance seulement les danseuses qui viennent de l’étranger par des millions de dirhams!

  • نبيل
    الأحد 2 غشت 2020 - 14:36

    اقسم بالله ان هاته الفكرة رائعة و مفيدة اصلها ثابت في توزيع المعرفة على الجميع و جعل الكتاب قيمة مضافة لا محيد عنها و فروعها في المستقبل بخلق جيل مثقف واع فيه الكتاب جوهر العلم و اساس المعرفة .
    لقد سبقتنا دول عديدة بمئة سنة و نيف لهاته الفكرة و كنا نحن و لازلنا جمهور كتب الجيب

  • بن سي عبد السلام
    الأحد 2 غشت 2020 - 18:11

    في السابق كان الخوف يأتي من الطبقة المثقفة، وكان يعتقد أن الوعي النقدي يهدد مصالح وامتيازات البعض، لكن تبين أن الخطر الحقيقي هو الجهل.خاصة الجهل المقدس بحيث يركتب بعض الأفراد أو جماعات مجازر همجية..بمبرر ديني…أغلبهم انقطع عن الدراسة في سن مبكرة…كما نلاحظ زيادة الإصابة بفيروس كورونا بسبب جهل الناس…بصفة عامة الجهل هو الذي يهدد استقرار المجتمعات وليس الكتاب…نتمنى أن تنجح هذه المبادرة …وأتمنى ألا يستسلم أصحابها…

  • farid
    الأحد 2 غشت 2020 - 18:51

    من خلال التعليقات على هذا الموضوع يتضح انه لا الدولة ولا المجتمع يهتم بسؤال الثقافة. لو كان خبرا زائفا لوجدت مئات التعليقات.

  • زين الدين
    الأحد 2 غشت 2020 - 22:15

    لعل الكلام حول موضوع الثقافة الوطنية طويل ويحتاج إلى جلسة ومناقشة ذات حلول الامر المؤلم الذي يحيط العمل الثقافي في بلادنا هو ظاهرة القرصنة لدى بعض المطابع الطفيلية التي لا تزيد الوضع الا ياسا لدى النخبة المتقفة.

صوت وصورة
أجانب يتابعون التراويح بمراكش
الخميس 28 مارس 2024 - 00:30

أجانب يتابعون التراويح بمراكش

صوت وصورة
خارجون عن القانون | الفقر والقتل
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:30

خارجون عن القانون | الفقر والقتل

صوت وصورة
مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:00

مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية

صوت وصورة
ريمونتادا | رضى بنيس
الأربعاء 27 مارس 2024 - 22:45

ريمونتادا | رضى بنيس

صوت وصورة
الحومة | بشرى أهريش
الأربعاء 27 مارس 2024 - 21:30

الحومة | بشرى أهريش

صوت وصورة
احتجاج أساتذة موقوفين
الأربعاء 27 مارس 2024 - 20:30

احتجاج أساتذة موقوفين